أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - أبو ماهر اليماني: لا تمت














المزيد.....

أبو ماهر اليماني: لا تمت


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3239 - 2011 / 1 / 7 - 14:44
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


مات أبو ماهر اليماني، الرجل الذي لا اعرف عنة الكثير، لذلك لن اختار الكلمات في وداعة، لأنني لا أكرة أن انعي الحجارة الكبيرة، واكره التفتيش بين الكلمات عن الأحبة الذين اثروا فينا وفي حياتنا فهم اكبر من الكلمات، لذلك سأطلق العنان لبساطتي لأنني انتمي إلى البسطاء الذين عاش بينهم أبو ماهر اليماني خلال حياته النابضة بالحياة، واليوم من حق البسطاء وواجبهم أن يقول كلمتهم بجباة مرفوعة ومشاعر تختلجها الغربة لا ترحل وعزز فينا ثقافة العودة للجليل الذي أحببت، وليافا وعكا التي لازمتك وسمحاتا التي تتحضر لاحتضانك، لا ترحل وتترك من أحبوك وأحببت.
قد لا يتذكرك قادة الزمن الجديد، قد يستنسخوا الكلمات، وقد تضيق صدور وترتاح أخرى، لا تستغرب يا سيدي، فنحن نعيش زمن التناقضات، زمن الثورة التي تنهش ذاتها، وزمن الفكرة المفرغة من الفكرة، يا سيدي غادر عالمنا بلا أسف ولكن تذكرة بين الحين والأخر ونحن رفاق اللجوء، لا تحرمنا إطلالتك حتى لا يجرفنا طوفان الهزيمة، وحتى تبقى الذكرى فينا، فنحن بدون الذكرى مجرد كتل بشرية.
يا أبو ماهر اليماني، أنت يا أيها الذي امتلك جدلية الحياة والموت، وعرفت أن الحياة موقف وقضية وعمال وفقراء وارض وإنسان،هذا ما قالوا عنك، وهكذا سمعنا عنك يا أخر الحناظله الذين حملوا الوطن في حياتهم غير أبهين بواقعية المهزومين، يقولوا كلمتهم ويغادروا دون أن يلتفتوا للخلف، وكأنهم يرسمون المستقبل برحيلهم المأساوي.
يا ابن الجليل لا تمت فما زال بقية من وقت، وما زالت هناك قضية تتكالب عليها الأمم، ولا زال الحلم بنبض وجعنا في قلوب المشتتين، لا تمت وتعال لتنام نومتك الأخيرة على شاطئ حيفا، تعال واستحضر برتقالها وعبق السنين، وارسم على جباة المسحوقين بعض الأمل وقل لهم إنكم حتما لمنتصرين، قل لهولاء الذين اعايهم طول الانتظار إن الوطن ليس ببعيد فيعشوه ليعيشكم.
في مقبرة الشهداء نهاية المطاف، حيث شهداء الثورة الفلسطينية قلبا وقالبا، تحتضنك أيادي الرفاق الذين عايشوك وعايشتهم، فها هو غسان كنفاني في مقدمة المستقبلين وتقف إلى جانية لميس، غسان يقف مبتسماً واثقاً يتحفز لسؤالك عن القضية والخيمة والرجال والبنادق، وفي غمرة السؤال يظهر الكماليين وأبو يوسف النجار ومن خلفهما كوكبة من الذين ساروا إلى الهدف دون تردد يتكئون على عشقهم الأبدي لأرض البرتقال الحزين التي عاشت معهم ورافقتهم في انتظار الانبعاث الكبير عندما يعود التراب إلى التراب ويسقط المستحيل تحت أقدامهم.
هنا في مقبرة الشهداء حيث الوداع على آمل اللقاء قريباً أيها القائد تتقزم الواقعية الجديدة، هنا المقاومة جسداً وروحاً حيث العبق الذي يطغى على المكان والزمان اللذان ركعا لرجال امنوا بفلسطينيتهم وبهدفهم وساروا إلية دون هوادة، هولاء لم يكذبوا ولم يضللوا الكمالين منارتهم التي أرشدتهم لشواطئها ووديانها، وهنا الفكرة المتجددة التي حفرت على جدران التاريخ عزتنا وكرامتنا ، وهنا الوحدة الصخرة التي لا تعرف سوى فلسطين وفلسطين فقط كل فلسطين من بحرها إلى نهرها.
أمام هؤلاء يسقط الانقسام والتكتيك ودولة مكي ماوس، وهنا يتضاءل القادة الجدد فهم جاهلون بالأبجدية والطريق، هنا حيث تلقي يا سيدي عن كاهلك غبار الشتات تأتيك من العدم شوارع يافا وأزقة حيفا والأسوار، هنا لغة اللغات، وهنا ستة عقود من وجع الاشتياق، هنا الأمل الذي لا يموت، وهنا اختصار المسافة وقدسية الموت الذي تفوق على الحياة، وهنا القديسين الذين مشوا في طريقها.
أريد أن أعود اتركوني أعود كانت كلماته الأخيرة ومضى ليلتحق بعشاقها الذين مخلفاً وراءه حباً يتزود به عشاقها في سنواتهم العجاف، لا ترحل أنة زمن الإبادة والموت المجاني وسحق الهوية، وإذا كان لا بد من الرحيل فتعالى وتجول في شوارعها، وقل كلمتك الأخيرة فأنت من امن بان الوطن فوق مصالح الدجالين، وان الأرض لمن يزرعها كرامة ليحصد مجدا، لكنك رحلت لتلتحق بهم، حيث الذين صنعوا لنا المجد وتركوها كما دخلوها كما القديسين، خبزهم كفاف يومهم، لا أجندات ولا مصالح ولا حسابات بنكية ولا تناطح على السلطة.
يا أخر الراحلين في سنوات البرد الذي استوطن القلوب، سلام عليك وعلى من سبقوك إليها وفي عيونهم بقية عشق وسؤال، ترجل وتعال بين الحين والأخر، وامسح عن الجباة تعب السنين، وبشرها بان الوطن على مرمى النظر، وان العودة فكرة والفكرة لا تموت، حذرهم من أبو الخيزران والبنك الدولي والإمارة والتكنوقراط، عرج على "السجون الوطنية" وشارك سكانها وجعهم، وحلق فوق المخيمات وذكرهم بان النصر صبر ساعة، نادي في الناس أن يحذروا الموت الطبيعي، وان يحتفظوا بمفاتيحهم، وقل لهم أن الإنسان القضية لا يموت وأنت يا سيدي قضية ولن تموت...



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنه كبيسة
- تطبيع إعلامي: اعتذر عنكم وليس منكم
- إغلاق محطات محلية فلسطينية:1+1 لا يساوي 2
- في ذكرى جبهة الحكيم والشهيد والأسير
- عن الََحنون والبحر والوجع المركب
- جورج قنواتي: يا وحدك
- الانروا وشعار من يُضرب لا يأكل
- عبد ربه: قالوا يا فرعون مين فرعنك
- هل هي حملة الوداع لأحمد سعدات؟؟
- عن حتمية انسحاب الجبهة الشعبية من اللجنة التنفيذية
- يا نهر البارد:العيد ليس لك
- عن انتفاضة الحجارة والانقسام وادبيات القمع
- الاجهزة الامنية الفلسطينية: الى الخلف دُر
- يا ناجي العلي:ياسيد الحقيقة
- اللة يرحمك يا حجه نوال
- حبة قطايف بعشرة الآلاف دولار: يا بلاش
- -البقر- في وطن ع وتر
- يا شهر رمضان- صرنا فرجة
- عن المفتاح العتيق واصل الحكاية
- الحكومة داخلة فينا شمال


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - أبو ماهر اليماني: لا تمت