أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نعيم الأشهب - اصرار على الركض وراء السراب















المزيد.....

اصرار على الركض وراء السراب


نعيم الأشهب

الحوار المتمدن-العدد: 4174 - 2013 / 8 / 4 - 00:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


على فرض أن ادارة أوباما جادة هذه المرة في تسوية النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي ، باعتبار ذلك قد غدا شرطا ومقدمة لا غنى عنها لبناء استراتيجية تستهدف تشكيل تحالف سني – اسرائيلي ضد محور ايران – سورية – حزب الله ، فما هي طبيعة هذه التسوية وما هو مقدار ما تحققه من الحد الأدنى لمطالب الشعب الفلسطيني الوطنية ، في الظروف الجارية فلسطينيا واقليميا ، وبالاشراف الأميركي المنفرد ؟.
فلسطينيا ، لم يحدث منذ وقوع الاحتلال الاسرائيلي لبقية الأرض الفلسطينية ، في حزيران 1967 ، أن كان الوضع الفلسطيني بهذا المستوى من التردي والسلبية ، حيث حالة الانقسام ووجود سلطتين متنافستين في كل من رام الله وغزة تترسخ كحالة دائمة ، وحيث تتشكل في كل من حماس وفتح الحاكمتين دوائر معنية باستمرار هذا الانقسام ، بينما تتفاقم مظاهر عجز التنظيمات الأخرى في الساحة الفلسطينية
واذا كان الوضع العربي واعدا على المدى المتوسط والبعيد ، بدعم نوعي للقضية الفلسطينية ، فان تركيزالحراك الجماهيري الهائل ، اليوم ، منصبا على الوصول الى سلطة تعكس طموحات الملايين التي تنزل الى الشوارع طلبا للعمل والعدالة الجتماعية والحرية .
أما فيما يتعلق بالولايات المتحدة ، الوصي الأوحد والمزمن على عملية التسوية ، فهي اليوم أكثر تحيزا لاسرائيل من أي وقت مضى للسببين التاليين : الأول – تضعضع قدراتها في المنطقة كنتيجة للانهاك الذي أصابها بسبب حربي أفغانستان والعراق ؛ والثاني – أن الحراك الشعبي المستمر في العالم العربي منذ أكثر من عامين وتداعياته ، حتى الآن ، أقنع واشنطن بأنه لم يعد في المنطقة من نظام يمكن الرهان عليه لحماية مصالحها في المنطقة ، عدا اسرائيل ، ولا سيما بعد انهيار رهانها على حركة الاخوان المسلمين التي لم تحتمل أكثر من عام واحد ؛ وبالتالي تزداد حاجة واشنطن لخدمات اسرائيل أكثر من أي وقت مضى . وهذا ما يدركه حكام اسرائيل جيدا ، وبناء عليه يرفعون سقف مطالبهم من واشنطن ، ولا سيما على حساب القضية الفلسطينية. ولعله لا يخلو من مغزى ومؤشر، في هذا الصدد، تعيين مارتن ايندك ، مشرفا على عملية التفاوض الجديدة . لقد تساءل داعية السلام الاسرائيلي ، أوري أفنيري بخصوص هذا التعيين : ألا يوجد بين الثلاث مئة مليون أميركي لتعيينه لهذه المهمة غير ايندك اليهودي؟ ولم يقل الصهيوني لا أقل من نتنياهو!.
واذا كانت اسرائيل ليس فقط ترحب بهذه الوصاية الأميركية المنفردة على العملية التفاوضية هذه ، بل وتشترطها ، فان قبول الطرف الفلسطيني بها ، بدلا من مؤتمر دولي أو حتى المشاركة الفعلية لأطراف اللجنة الرباعية الآخرين ، ليس له من تفسير الاّ الرضوخ المؤسف للضغوط الأميركية – الاسرائيلية ، وبالتالي الاستعداد للتراجع عن الثوابت الوطنية التي تمثل اجماعا وطنيا ملزما بما في ذلك لحركة فتح .
واذا كانت الشروط والظروف التي تتم في ظلها عملية التفاوض هذه ، تمثل حالة مثالية للطرف الاسرائيلي، وهو ما يفسر قبول أكثر حكومة يمينية في تاريخ اسرائيل بهذه المفاوضات ، فهذا يعني أن نتائجها محصورة سلفا بأحد احتمالين لا ثالث لهما:اما فرض المشروع الاسرائيلي للتسوية ، أو تكرار نتائج جولات المفاوضات السابقة ، والتي جنى ويجني منها المحتل المزيد من الوقت لمواصلة تغيير المعالم على الأرض.
ومن المفارقات أن القيادة الفلسطينية اذ تقبل بالعودة الى عملية التفاوض هذه ، وتتراجع عن شروط الاجماع الوطني المدعومة بالشرعية الدولية ، وفي مقدمتها الاعتراف بحدود 1967 كأساس لعملية التفاوض وايقاف عملية الاستيطان الكولونيالي المدان دوليا في الأراضي الفلسطينية فانها ، في الوقت ذاته ، ترضخ لتجميد أي توجه الى الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة .
أكثر من ذلك ، فالقيادة الفلسطينية تقبل بالعودة الى مصيدة المفاوضات العبثية دون شروط أو ضمانات دولية يمكن الثقة بها ، في وقت راح يتشكل بديل مضمون ، بعد أن فتح اعتراف الجمعية العمومية للأمم المتحدة بفلسطين كدولة مراقبة الطريق للانضمام الى بقية مؤسسات الأمم المتحدة ، بما فيها محكمة الجنايات الدولية ، وما يترتب على ذلك من امكانية جلب المحتلين أمام هذه المحكمة لتقديم الحساب على احتلالهم وجرائمهم ضد شعبنا ، وهذا ما لا يخفون فزعهم منه ؛هذا من جانب ، ومن الجانب الآخر ما تحقق من انجازات مرموقة في ميدان مقاطعة اسرائيل وعزلها على النطاق العالمي ، وكان قرار الاتحاد الأوروبي الأخير بمقاطعة منتجات المستوطنات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مؤشرا واضحا على المدى الواعد الذي بلغته هذه العملية وآفاقها.
ولعل أخطر القضايا التي من المتوقع أن يركز التحالف الاسرائيلي - الأميركي عليها هي المطالبة بالاعتراف ب " يهودية" دولة اسرائيل ، وهو من ابتكارات نتنياهو ويحظى بالدعم الأميركي، رغم أنه لم يطرح حتى في اتفاقات أوسلو التي تضمنت الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير ودولة اسرائيل . فهذا المطلب الاستفزازي يعني أولا: التخلي مسبقا عن الحق التاريخي للاجئين الفلسطينيين بالعودة وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 194 ، وثانيا: يحمل أخطارا جدية بترحيل فلسينيي 1948 ، اذا لاحت فرصة مواتية ، أو تبادل اقسام منهم مع المستوطنين ، في اطار تبادل الأراضي الذي قبلت به القيادة الفلسطينية سلفا. وجدير بالملاحظة، في هذا الصدد، أن المسؤولين الأميركيين ، بمن فيهم أوباما ، راحوا يرددون ، مؤخرا ، بشكل ملفت للنظراصطلاح "يهودية" دولة اسرائيل . ويبدو أن هذا تعبير عن قناعة لديهم بأن اسرائيل دون ان تكون يهودية ، بل وصهيونية ، لن تستطيع الوفاء بالخدمات المطلوبة أميركيا.
وفيما يتعلق بذلك الجزء الأصيل من الشعب الفلسطيني الذي بقي داخل اسرائيل ومصيره ، ينبغي التذكير والتنبيه بأنه جرى منذ فصله قصرا عن بقية شعبه لدى وقوع النكبة، نشوء قيادة تاريخية له ، تمثله وتنطق بلسانه ، وتحظى بثقته ، لدفاعها دون هوادة عن حقوقه وفي المقدمة منها صموده في أرض وطنه.
أما التنظيمات الفلسطينية المعارضة لهذه المفاوضات الخطيرة على القضية الفلسطينية ، فلا يمكن الاعتقاد بأنه يكفي منها ، الآن، اصدار البيانات ، أو القيام بفعاليات متواضعة ومنفردة، تحت راية العصبية الحزبية الضيقة ، بل المطلوب ودون تردد أو ابطاء التخلي عن هذه الراية الأنانية والعمل الموحد تحت راية الوطنية الفلسطينية ، لتعبئة الشعب المعارض والقلق على مصير قضيته المهددة أكثر من أي وقت مضى.



#نعيم_الأشهب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس والتجربة السوفييتية (1)
- ماركس التجربة السوفياتية ؟
- لماذا تبديل الخيل الآن
- محنة بعض المثقفين
- تخبُّط المتآمرين المأزومين
- رئاسة -النص كم- في مصر
- مقدمة كراس بإسم - الحزب السياسي-
- ملاحظات على الوضع السوري
- ظاهرة ديون الدول المتقدمة
- ثورة التغيير العربية والقضية الفلسطينية
- ثورة التغيير التاريخية - واقع .. وتوقّعات -
- طلائع فجر التغيير التاريخي في العالم العربي
- -تمرد الطبقة الوسطى--تقييم ونقد
- أحد مدلولات الهجوم على قافلة الحرية
- كان الشيوعيون الأكثر التصاقا بالواقع
- اشتداد المزاحمة والصراع بين القوى الاقليمية في المنطقة
- حول شعار الدولة الديموقراطية أو ثنائية القومية
- هل- الماركسية- مستقبل في عالم متغير؟ تعقيب على مقال د.ماهر ا ...
- تعقيب على مقال د.ماهر الشريف-هل للماركسية مستقبل في عالم متغ ...
- امارة حماس


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نعيم الأشهب - اصرار على الركض وراء السراب