أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نعيم الأشهب - كان الشيوعيون الأكثر التصاقا بالواقع















المزيد.....

كان الشيوعيون الأكثر التصاقا بالواقع


نعيم الأشهب

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:34
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



طالعت في عدد "الأيام" بتاريخ 28/ 4/2009 تعليق الأستاذ حسن خضر على كتابي "دروب الألم...دروب الأمل".
أود في البدء أن أقدِّر لخضر تقييمه العام للشيوعيين الفلسطينيين"...الذين بلغوا سن الرشد قبيل النكبة أو بعدها بقليل"، كما يقول
وأفهم من هذا التقييم الإشارة إلى إدراك الشيوعيين الفلسطينيين للواقع الفلسطيني المعقد، آنذاك، في ضوء ما طرأ على هذا الواقع من متغيرات نوعية، فشلت القيادة الوطنية الفلسطينية السابقة، مع الأسف، في رصدها والتعاطي الواقعي والمسؤول معها. حينها تبني الشيوعيون الفلسطينيون هدف إقامة الدولة الدمقراطية لجميع سكان فلسطينين دون تمييز، لقطع الطريق على مشاريع الصهيونية لتقسيم فلسطين. وحين تلاشت إمكانية هذا الحل، بصدور قرار التقسيم عن الأمم المتحدة في 29/11/1947، تحوّل الشيوعيون الفلسطينيون نحو قبول قرار التقسيم، في محاولة لإحباط مؤامرة تشريد الشعب العربي الفلسطيني من أرض وطنه، وحرمانه من حق تقرير المصير، ولو على جزء من فلسطين.
وكما أفهم، يندرج في إطار هذا التقييم ما أشار إليه خضر لاحقاً بالقول:"كان ثمة خيارات كثيرة لحل الصراع في فلسطين وعليها منذ نهاية الحرب العالمية الأولى. وفي هذا الصدد كان الشيوعيون الفلسطينيون الأكثر التصاقاً بالواقع، لكن حظوظهم كانت للأسف، قليلة". ولما كنت لا أومن بالحظ، فأنا أزعم أن عدم نجاحهم مرده في الأساس إلى شراسة المطاردة لهم من جهة وإمكانات التضليل لدى الطرف الآخر، من الجهة الثانية.
بعد هذا، أثار دهشتي أن خضر لم يجد ما يقتطفه من كتاب يتجاوز الثلاثمائة صفحة، إلاَّ فقرة ينتزعها من سياقها، تقول: "كان رشدي يشغل نفسه، أحياناً، حين يمِّل من لعب الورق والطاولة، بترجمة شيء من أعمال لينين المختارة عن الإنجليزية ..." ويمسك خضر عن الإشارة ، ولو بكلمة، عن الظروف التي أرغمت الشيوعيين على لعب الورق والطاولة، آنذاك، بحيث أن مَن يقرأ هذا في تعليق خضر، دون أن يكون قد أطلع على الكتاب، يتصور أن الشيوعيين الفلسطينيين كانوا يلجأون إلى البيوت السرية، ويغلقونها على أنفسهم لممارسة هواية لعب الورق والطاولة! والحقيقة، أن هذا وقع في ظروف أقسى حملة إرهاب بوليسي عرفتها البلاد في تاريخها، حيث المطاردات والمداهمات، ليلاً نهاراً، والاعتقالات بالجملة والمفرق، حتى فاضت السجون والمعتقلات بالمناضلين الوطنيين، وفاق في هذه الاعتقالات نصيب الشيوعيين جميع التنظيمات الوطنية الأخرى مجتمعة كنوع من العقاب لهم على دورهم النشيط في المعارك الوطنية التي عاشتها البلاد في تلك الفترة، وبخاصة معركة حلف بغداد، التي كان الشيوعيون فرسان صفوفها الأولى. عدا ذلك، جرى منع دخول أية مطبوعة عربية أو دولية، وبكلمة: خيّم ظلام مطبق على البلاد. هذه هي الظروف التي أتاحت للشيوعيين الذين أفلتوا من الاعتقال والتعذيب، إمكانية لعب الورق والطاولة، في البيوت السرية، ليستأنفوا المعركة بعد استيعاب الضربة.
ونسأل الأستاذ خضر، هل من الانصاف اجتزاء الحقيقة على طريقة "لا تقربوا الصلاة ...؟!"
بعد هذا يتخذ خضر من هذه الفقرة بالذات مدخلاً لمهاجمة لينين، بالقول: "لا أتورع، في الوقت الحاضر عن القول إن لينين كان كاتباً رديئاً، وفي أفضل الأحوال فإن تسعة أعشار ما كتب في حياته لم يعد مفيداً لأحد سوى الباحث في تاريخ الأفكار".
ولعل أول ما يثيره هذا الحكم على لينين الكاتب، هو السؤال: ما هو تفسير خضر لتأثير كتابات هذا الكاتب "الرديء" على عقول عشرات الملايين ؟ والأمر هنا، لا يتعلق بكاتب رواية أو نص مسرحي، وإنما كاتب سياسي ومفكر نظري، هذا أولاً، وثانياً: إذا كنت أتفق مع خضر على أن الكثير من كتابات لينين لم تعد تصلح لأيامنا – وهو أمر منطقي لاختلاف الزمن والظروف، ولو كان لينين نفسه حياً لما اختلف مع هذا الاستنتاج – فإن هذا لا يفقد هذه الكتابات كل قيمة. وإذا كان من الإنصاف الحكم عليها، في إطار زمانها ومكانها،لا بمعايير اليوم، فإنها مع ذلك تبقي لها على الأقل قيمة تجربة، لثوري كبير مثل لينين، بسلبياتها وإيجابياتها. وإذا استخف المرء بتجارب الغير، مهما كانت سلبية من وجهة نظره، فقد يجد نفسه وقد بدأ نشاطه من حيث بدأت تجربة هذا الغير، وليس من حيث انتهت، فميزة الإنسان الأساسية أن له تاريخ، وخلاصة هذا التاريخ تجارب من سبقوه.
وبعد هذا، يتحول خضر ليرسم صورة كاريكاتورية للماركسية. لكن هذا ناجم، في رأيي، عن الخلط بين الماركسية والتجربة السوفيتية المنهارة. حيث بدت الأخيرة، وعلى مدى عقود، وكأنها تجسيد للأولى. وللأمانة، فهذا الخلط لا يقتصر على خضر، بل يطال كثيرين حتى ممن كانوا يعتبرون أنفسهم ماركسيين إلى أن انهارت التجربة السوفيتية. وفيما يتعلق بالتجربة السوفيتية، فإن الأسباب الأساسية لانهيارها تكمن، بالضبط، في تجاهل المباديء العامة التي صاغها ماركس لبناء الإشتراكية.
وكفيلسوف مادي- جدلي،لم يحاول ماركس وضع أي تصور من خياله للمجتمع الإشتراكي. فهذا يقرره الناس المعنيون، ضمن شروط وأوضاع محددة بهم. لكن بناء على دراسته العلمية للنظام الرأسمالي، ولظاهرة البيروقراطية التي أفرزها هذا النظام من جهة، ومن الجهة الأخرى استخلاصاته النظرية من تجربة كومونة باريس 1871، صاغ مبدأ التسيير الذاتي في الإنتاج ، مما يحول دون نشوء البيروقراطية من جهة، ومن الجهة الأخرى يرسي أسس متينة لديمقراطية شاملة. ومقابل سرقة فائض القيمة من جهد العامل في الرأسمالية، صاغ ماركس مبدأ "من كل حسب مقدرته ولكل حسب عمله"، والذي يمثل، في الوقت ذاته، حافزاً حقيقياً للعمل والإنتاج. وبتعميم هذين المبدأين سوية تنشأ ديمقراطية جديدة ومتكاملة، بوجهيها السياسي والاجتماعي، وليس ديمقراطية مجتزأة تقتصر على الجانب السياسي، في أحسن الأحوال، كما هي سائدة في العالم الرأسمالي، حيث تمثل غطاءً للاستغلال الطبقي. ففي أم الديمقراطيات الرأسمالية وأغناها – الولايات المتحدة – يوجد اليوم أكثر من أربعين مليون إنسان بلا تأمين صحي، وملايين بلا عمل، بل وبنتيجة الأزمة الأخيرة التي بدأت في قطاع العقارات، يوجد ملايين بلا سقف ينامون تحته. يقابلهم عدد محدود جداً تتناقص نسبته في المجتمع بمقدار ما ترتفع ثرواته الفلكية إلى عنان السماء.
وقد يسأل الاستاذ خضر: أين كنتم، عندما كان هذا الخلط بين الماركسية والتجربة السوفيتيية قبل سقوطها ؟ واعترف بأننا كنا متأثرين بالمنظومة الفكرية السوفيتيية، وهذا يعود لسببين، الأول: تواضع معرفتنا بالماركسية بحيث نمتلك القدرة على التمييز بينها وبين التجربة السوفيتيية. والثاني: ثقتنا الكبيرة بالإتحاد السوفيتي، باعتباره يمثل التجربة الأولى، في بناء مجتمع جديد، بديل للرأسمالية، يعزز هذه الثقة، الدعم السوفيتي لقضيتنا الوطنية وقضايا الشعوب العربية الشقيقة.
وختاماً، فإن ملاحظاتي هذه لا تنال من تقييمي لجهد خضر في التعليق على كتابي المذكور.

نعيم الأشهب



#نعيم_الأشهب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشتداد المزاحمة والصراع بين القوى الاقليمية في المنطقة
- حول شعار الدولة الديموقراطية أو ثنائية القومية
- هل- الماركسية- مستقبل في عالم متغير؟ تعقيب على مقال د.ماهر ا ...
- تعقيب على مقال د.ماهر الشريف-هل للماركسية مستقبل في عالم متغ ...
- امارة حماس
- حول شعار الدولة الديمقراطية أو الدولة ثنائية القومية
- الذكرى الخمسون لقيام الحزب الشيوعي الأردني


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نعيم الأشهب - كان الشيوعيون الأكثر التصاقا بالواقع