أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني - في التاريخ و التراث و الدين... الانعطاف السلفي في التاريخ الاسلامي














المزيد.....

في التاريخ و التراث و الدين... الانعطاف السلفي في التاريخ الاسلامي


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 17:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القسم الأول: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=354838

في بداية القرن الثالث-التاسع, كان بعض القوم ينظر الى عصره باستياء و غضب, وهؤلاء رغبوا في الامساك بأعنة العصر و اعادته الى طريق (السلف الصالح), غير ان ايقاع عصرهم كان قويا و مندفعا و بالتالي فان مهمتهم كانت صعبة وقاسية.
في بداية القرن الثالث برز في بغداد الامام أحمد بن حنبل المتوفى عام 241 للهجرة, و ابن حنبل كان محدثا وقف حياته و نشاطه لجمع الحديث النبوي و تدريسه و كره لنفسه و غيره الاشتغال بغير الحديث. تجنب اين حنبل الفقه, و كره علم الكلام و الفلسفة و العلوم الطبيعية, و عادى الشيعة و المعتزلة و المتكلمة و الصوفية و كل المذاهب في عصره.
وقد تعرض للاضطهاد في زمنت المعتصم, و منع من التدريس في مساجد بغداد, و كان اضطهاده ثمرة سيئة لتقرب السلطة من المعتزلة في زمن المأمون, و بسبب صموده التف حوله السلفيون وصار رمزا لهم و اماما.
وعندما سيطر الأتراك السنة على بغداد و نصبوا الخليفة المتوكل عام 232 للهجرة قربوا احمد بن حنبل و صار الامام الاكثر نفوذا في بغداد, و الأتراك قوم لا حظ لهم من الثقافة, و بسبب صراعهم مع الفرس تشربوا العداء للشيعة و تعصبوا للسنة, و خلال المئة عام اللاحقة لتنصيب المتوكل, نصب الأتراك عشرة خلفاء قتلوا منهم سبعة و مات الثامن بالشراب و التخمة, و بين تنصيبهم كل خليفة و خلعه او قتله كانوا يعيثون فسادا في بغداد و يحترفون الانتصار (لأهل السنة) و محاربة (الزنادقة و الرافضة و المتكلمة) و أجتاحت بغداد موجة عاتية من التعصب و الارهاب.
بعيد وفاة ابن حنبل, قام أتباعه بتأليف جملة من الكتب و نسبوها لهذا الرجل الذي رفض في حياته الرد على مخالفيه, و أسسوا بذلك مذهبا فقهيا متشددا سمي باسمه, تحول الحنابلة الى (حزب منظم متطرف), شارك الأتراك في حملة الدفاع عن (السنة و السلف) و الهجوم على المذاهب كافة بما فيها المذاهب السنية الاخرى.
بعيد تنصيب خليفة في بغداد أمر المتوكل ( بترك النظر في الجدال, و أمر الناس بالتسليم و التقليد وأمر شيوخ المحدثين بالتحديث و اظهار السنة و الجماعة)
و السنة التي يأمر بها المتوكل هي الاسلام كما فهمه أهل الحديث , و الجماعة هم جماعة المحدثين و المقلدين للسلف, ولهذا فان الأمر الذي اصدره كان يعني موقفا معاديا للجميع.
(قام المتوكل بمطاردة العلويين و أنصارهم و نكل بهم و صادروا أموالهم, وأمر بهدم قبلر الحسين وما حوله من المنازل و الدور و منع الناس من زيارته)
و طرد المعتزلة من القضاء و الدواوين و منعوا من الحديث في المساجد, و منع المسيحيين من بناء الكنائس بحجة مخالفتها لعهود الصلح و ضيق على الرهبان و القساوسة, لكن التيار العقلاني ممثلا بالعلوم الفلسفية كان من القوة و الازدهار بحيث ان ضربة واحدة لم تكن قادرة على الحاق الهزيمة به و كذلك كانت تيارات التشيع و التصوف, و لهذا احتاجت السلفية الى سلسلة طويلة من القرارات و الفتاوي و حملات القتل و الارهاب الفكري و احراق الكتب لكي تقضي على (البدع) و تعيد العالم الى (طريق السلف) في اوالسط القرن الثالث (اتهم غلام الخليل, المحدث الحنبلي و كان قريبا من الخليفة زهاء سبعين من الصوفية بالزندقة من بينهم شيخ الطائفة من بينهم شيخ الطائفة ببغداد الجنيد, و حكم عليهم بالاعدام ثم افرج عنهم)
في عام 279 للهجرة, أمر الخليفة المعتضد (بالنداء بمدينة السلام, ان لا يقعد على الطريق ولا في الجامع, قاص ولا صاحب نجوم ولا زاجر- وحلف الوراقون ان لا يبيعوا كتب الكلام و الفلسفة)
و صدر قرار عرفي بمنع الاجتماع حيث طلب الى العامة (لزوم أعمالهم و ترك الاجتماع و العصبية) و لم يكن ذلك كافيا, فقد جدد الأمر مرة ثانية عام 284 للهجرة,و عمل المعتضد على قتل الفيلسوف أحمد بن الطيب, و أصدر قاضيه اسماعيل بن اسحاق فتوى باحراق كتب (الزنادقة) و قرر (ابن ثوابة) كاتب ديوان رسائل المعتضد ان (الهندسة و دراستها كفر و الحاد), و في عام 309 للهجرة, احرق الحلاج حيا في بغداد, و في هذا الوقت كان نفوذ الحنابلة قويا (و اتسمت ملاحقاتهم لمخالفيهم في الرأي من العلماء بالتطرف و القسوة, فكادوا يقتلون الامام الطبري), لأنه قال ان احمد بن حنبل محدث و ليس فقهيا, و دفنت جثة الطبري سرا خوفا من أن يثور الحنابلة على الجثة نفسها).
هكذا تم الانعطاف السلفي في بداية القرن الثالث, و تحقق بتحالف بين الحنابلة و الأتراك, و اذا كان دافع الحنابلة هو العداء للعلم و الفلسفة و الشوق الى عالم (السلف الصالح) فان دوافع الأتراك كانت سياسية بحتة, تنحصر في استئثارهم بالحكم و خشيتهم على سلطانهم من الفرس و الشيعة و الفرق الاخرى, ذلك ان تاريخ الدولة الاسلامية لا يسجل لنا من هم اكثر فسادا و أشد تهتكا و أكثر ابتعادا عن القيم الدينية من أتراك بغداد و خلفائهم العباسيين في ذلك العصر.
و اذا كان الهجوم السلفي ذاك قد تم تحت راية (السنة و السلف), فانه في النتيجة لم يؤدي الى قيام السنة و لم ينجع في احياء نموذج (السلف), فالذي نتج عن هذا الهجوم هو اشاعة الارهاب و التعصب و الظلامية, و اغلاق باب الاجتهاد, و استشراء التعصب حتى بين المذاهب السنية ذاتها, حتى بلغ حد ان محمد بن موسى البلاساغوني الحنفي ذهب الى القول (لو كان لي أمر لأخذت الجزية من الشافعية) فيما يذهب الامام الجويني الشافعي الى القول (و لو عرضت الصلاة التي جوزها ابن حنيفة على العامي لأمتنع عن قبولهما).
و الحقيقة أن أكثر التراث العربي الاسلامي الذي يدرس في المساجد و المدارس و الجامعات و تغص به أكثر الكتب هو تراث هذا التيار السلفي الذي تجمد و امتد لأكثر من ألف عام.

باختصار و تصرف اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني بما لا يخل شرح و سرد الوقائع التاريخية.

يتبع....



#اللجنة_الاعلامية_للحزب_الشيوعي_الاردني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسس التعاليم الماركسية اللينينية...القسم الثاني: المادية الت ...
- اسس التعاليم الماركسية اللينينية...القسم الثاني 3-8
- اسس التعاليم الماركسية اللينينية...القسم الثاني: أقسام المار ...
- الفيلسوف ألكسندر راديشيف Alexander Radishchev
- اسس التعاليم الماركسية اللينينية...القسم الأول: مصادر نشوء ا ...
- الفلسفة الماركسية... الدياليكتيك المادي
- المنظمات الدينية المتطرفة ....خصائص.. وقائع وحقائق في نقاط
- الدولة, مفهومها و جوهرها العام
- نصائح غائب حول الانتفاضة المسلحة...فلاديمير لينين
- بعض سمات الفلسفة الوجودية, من وجهة نظرنا
- الحب من منظور ماركسي....
- الراسمالية والمثقفين
- الدعاية السيكولوجية (النفسية) البرجوازية, تعريج على الاردن
- الاستغلال
- التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية العبودية القسم الثاني والأخير
- فلسفة الثورة... وجهة نظر الماركسية اللينينية حول منهج دراسة ...
- لواقع الاجتماعي بين وحدة النظرية و الممارسة و أخلاقية التغيي ...
- الاردن...... تبعية لا استقلال...
- الاسلاميون بين الدعوة و السلطة
- القائد المناضل الرفيق المؤسس - فؤاد نصار


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني - في التاريخ و التراث و الدين... الانعطاف السلفي في التاريخ الاسلامي