أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - القرآن 7: اختلاف القراءات















المزيد.....

القرآن 7: اختلاف القراءات


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 02:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استكمل هنا ما كنت قد بدأته حول طبعتي العربية للقرآن وانقل لكم ما كتبته في مقدمة كتابي حول اختلاف القراءات قبل وضع النسخة المنقحة، ولكن دون ذكر الهوامش لأن برنامج الحوار المتمدن لا يسمح بذلك. فأرجو القراء ابداء رأيهم.

مرت كتابة اللغة العربية بعدة مراحل. وقد واكبت الكتابة القرآنية تطور اللغة العربية. فالخط القرآني في المخطوطات القديمة لا يذكر إلا الحروف دون النقاط ودون الحركات، وأيضاً دون الألف في كثير من المواضع. وقد أضيفت إليه النقاط والحركات لاحقاً لتسهيل قراءته. فبدون هذه النقاط والحركات ليس بالإمكان قراءة القرآن بصورة دقيقة إلا لمن تعلمه عن ظهر قلب. ورغم كل هذه الإضافات، هناك اختلاف كبير بين رسم مصحف عثمان المتداول والإملاء العربي العادي كما هو متبع منذ أكثر من ألف عام. وتجدر الإشارة الى أن بعض الكلمات في القرآن كتبت بصور غير متناسقة. فمثلاً كلمة إبراهيم جاءت 15 مرة في السورة 87-2 دون الياء و 54 مرة مع الياء في أماكن أخرى. ورغم أن كثيراً من المسلمين يعتقدون أن النبي كان أمياً، فإنهم يصرون على أنه كان يشير الى كَتَبتِه بكيفية إملاء الكلمات دون أن يروا في ذلك تناقضاً. وهناك من يرى سراً إلهياً وراء الرسم العثماني المخالف للرسم الإملائي. غير أن ابن خلدون يرفض هذا الادعاء ويعتبر الإملاء القرآني عيباً ناتجاً عن كَتَبتِه الذين كانوا يجهلون الكتابة الصحيحة، وتداول الكتبة اللاحقون نفس الأغلاط تبركاً بالماضي. فهو يقول:

وانظر ما وقع [...] في رسمهم المصحف حيث رسمه الصحابة بخطوطهم وكانت غير مستحكمة في الإجادة فخالف الكثير من رسومهم ما اقتضته أقيسة رسوم صناعة الخط عند أهلها ثم اقتفى التابعون من السلف رسمهم فيها تبركاً بما رسمه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وخير الخلق من بعده المتلقون لوحيه من كتاب الله و كلامه. كما يقتفى لهذا العهد خط ولي أو عالم تبركاً ويتبع رسمه خطاً أو صواباً. وأين نسبة ذلك من الصحابة فيما كتبوه فاتبع ذلك وأثبت رسماً ونبه العلماء بالرسم على مواضعه. ولا تلتفتن في ذلك الى ما يزعمه بعض المغفلين من أنهم كانوا محكمين لصناعة الخط وأن ما يتخيل من مخالفة خطوطهم لأصول الرسم ليس كما يتخيل بل لكل منها وجه. يقولون في مثل زيادة الألف في لا أذبحنه [48-27 : 21]: إنه تنبيه على الذبح لم يقع وفي زيادة الياء في "بأييد" [67-51 : 47] إنه تنبيه على كمال القدرة الربانية وأمثال ذلك مما لا أصل له إلا التحكم المحض. وما حملهم على ذلك إلا اعتقادهم أن في ذلك تنزيهاً للصحابة عن توهم النقص في قلة إجادة الخط. وحسبوا أن الخط كمال فنزهوهم عن نقصه ونسبوا إليهم الكمال بإجادته وطلبوا تعليل ما خالف الإجادة من رسمه وذلك ليس بصحيح. واعلم أن الخط ليس بكمال في حقهم إذ الخط من جملة الصنائع المدنية المعاشية كما رأيته فيما مر. والكمال في الصنائع إضافي وليس بكمال مطلق إذ لا يعود نقصه على الذات في الدين ولا في الخلال وإنما يعود على أسباب المعاش وبحسب العمران والتعاون عليه لأجل دلالته على ما في النفوس.

ورغم أن بعض الكُتَّاب يؤكدون أن إملاء القرآن لم يحدده الله ولم يفرضه النبي فإنهم يرون أن الصحابة قد أجمعوا عليه، والإجماع في نظرهم ملزم، ووحدة النص تعبير عن وحدة المسلمين. وقد اختارت لجنة الفتوى بالأزهر بقاء المصحف على الرسم العثماني وعدم كتابته على الرسم الإملائي الحديث. ولكن طبعات القرآن في عاصمة الخلافة إستنبول كانت قد أضافت أحرفاً ناقصة على القرآن مثل حرف ألف في كلمة العالمين ومسلمات. وفي عام 1988 قامت دار الشروق في القاهرة وبيروت بطبع مصحف أسمته المصحف الميسر، يشير في الهوامش الى الإملاء الحالي للكلمات المختلفة وفقاً للرسم العثماني، لتسهيل قراءته. وقد تم نشر القرآن في عدة مواقع إلكترونية تحت اسم القرآن بالرسم الإملائي العادي، لتمييزه عن القرآن بالرسم العثماني. وهناك فتاوى تسمح بذلك للحاجة فقط ولكن تؤكد على أن القرآن يجب أن يبقى بالرسم العثماني. وعامة يتم الاستشهاد بآيات القرآن بالرسم الإملائي في الصحف والمجلات وبعض الكتب الموجهة للعامة. وقد قام مانديل (Mandel) بوضع القرآن بالرسم الإملائي العادي مقابل ترجمته الإيطالية وهو حسب علمنا النص القرآني الوحيد الذي تم نشره في هذه الصورة. وخلافا لما فعلناه مع الترجمات الفرنسية والإنكليزية والإيطالية قررنا في كتابنا هذا إضافة نص القرآن بالرسم الإملائي العادي الى الرسم العثماني لتسهيل القراءة والبحث ضمن النص بالكمبيوتر لعدم وجود رسم عثماني يسمح بالبحث بصورة كاملة.

ويجب هنا التفريق بين موضوع الإملاء القرآني والإملاء الحديث من جهة، وموضوع التحريف واختلاف القراءات من جهة أخرى، وإن كانا متداخلين.

يتهم بعض الشيعة الخليفة عثمان (توفي 656) بحذف أو تعديل نصوص قرآنية تشير الى علي (توفي 661)، منافسه السياسي. ويقولون إن سوراً كاملة وعدداً من الآيات اختفت أو اجتثت من القرآن. ويذكر كاتب سني 208 أمثلة للتحريف الذي يزعمه الشيعة. ولكن هناك كتاب شيعي ينفي مثل هذه الاتهامات عن الشيعة ويضيف أن ادعاءات تحريف مماثل أكثر عدداً توجد في كتب سنية. ومن بين تلك السور التي يعتقد بعض الشيعة انه تم حذفها من مصحف عثمان سورة الولاية وسورة النورين كي لا يحصل علي بن أبي طالب على الخلافة بعد وفاة محمد.

يلاقي هذا الجدل رفض المسلمين الذين يرددون بقوة أن القرآن، خلافاً للعهد القديم والإنجيل، لم يمسه التحريف، معتمدين في ذلك على الآية 54-15 : 9 "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ". ونحن لا نريد أن ندخل في هذا النقاش وكل ما نريد عمله هو الإشارة الى اختلاف القراءات التي تقبل بها السلطات الدينية الإسلامية. ولكن من أين اتت هذه الاختلافات وما هي مراجعنا؟

تفيد المصادر الإسلامية أن عمر (توفي 644) سمع أحداً يتلو السورة 42-25 بطريقة مختلفة عما كان يعرفه. فأخذه الى النبي الذي دعا كل واحدٍ منهما ليتلو ما يحفظ، وعندها قال إن كلتا القراءتين صحيحتان، مضيفاً أن القرآن قد نزل على سبعة أحرف. وهناك روايات مماثلة عن سور أخرى. وهذا يذكرنا بآيات أخر (112-5 : 48 و 52-11 : 118 و 70-16 : 93 و 62-42 : 8) التي توضح بأن الاختلاف بين الطوائف هو من إرادة الله ولذلك يجب القبول به. ولكن ما معنى سبعة أحرف؟ هناك من يقول بأن القرآن قد نزل في سبع صور لتتماشى مع اللهجات العربية لدى القبائل المختلفة التي كانت تتكلم غير لهجة قريش، قبيلة النبي.

وبالإضافة الى الأحرف السبعة تذكر المصادر الإسلامية أن هناك قراءات مختلفة للقرآن قد يكون سببها صعوبة قراءة النص القرآني دون مساعدة الحافظين له. وهكذا تم قبول 14 قراءة مع إسناد يتصل كل منها بصحابة النبي. فطبعة الأزهر الأكثر انتشاراً تتبع قراءة حفص كما نقلها عاصم، بينما الطبعة التونسية تتبع قراءة نافع كما نقلها قالون، والطبعة المغربية تتبع قراءة نافع كما نقلها ورش. وقد اهتم المفسرون والفقهاء بتلك الاختلافات. وننقل عن الذهبي رأيه في تلك القراءات:

بعض القراءات تختلف مع غيرها في اللفظ وتتفق في المعنى، فقراءة ابن مسعود رضى الله عنه: "أو يكون لك بيبت من ذهب" تفسِّر لفظ الزخرف في القراءة المشهورة: "أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ" (50-17 : 93). وبعض القراءات تختلف مع غيرها في اللفظ والمعنى، وإحدى القراءتين تُعيِّن المراد من القراءة الأخرى، فمثلاً قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ" (110-62 : 9). وفسَّرتها القراءة الأخرى: "فامضوا الى ذكر الله"، لأنَ السعي عبارة عن المشي السريع، وهو وإن كان ظاهر اللفظ إلا أن المراد منه مجرد الذهاب. وبعض القراءات تختلف بالزيادة والنقصان، وتكون الزيادة في إحدى القراءتين مفسِّرة للمجمل في القراءة التي لا زيادة فيها. فمن ذلك القراءة المنسوبة لابن عباس: "ليس عليكم جُناحٌ أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج" (87-2 : 198) فسَّرت القراءة الأخرى التي لا زيادة فيها، وأزالت الشك من قلوب بعض الناس الذين كانوا يتحرَّجون من الصفق في أسواق الحج. والقراءة المنسوبة لسعد بن أبى وقاص: "وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت من أم فلكل واحد منهما السُدُس" (92-4 : 12) فسَّرت القراءة الأخرى التي لا تعرض فيها لنوع الأخوة. وهنا تختلف أنظار العلماء في مثل هذه القراءات فقال بعض المتأخرين: إنها من أوجه القرآن، وقال غيرهم: إنها ليست قرآنا، بل هي من قبيل التفسير، وهذا هو الصواب لأن الصحابة كانوا يفسِّرون القرآن ويرون جواز إثبات التفسير بجانب القرآن فظنها بعض الناس - لتطاول الزمن عليها - من أوجه القراءات التي صحَّت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواها عنه أصحابه. ومما يؤيد أن القراءات مرجع مهم من مراجع تفسير القرآن بالقرآن، ما روى عن مجاهد أنه قال: "لو كنتُ قرأتُ قراءة ابن مسعود قبل أن أسأل ابن عباس ما احتجتُ أن أسأله عن كثير مما سألته عنه".

وتعطينا تلك القراءات معلومات هامة حول طريقة لفظ العربية عند القبائل المختلفة وتساعدنا على فهم النص القرآني الذي كان بدايةً دون حركات ودون نقاط. ومن شروط الفقيه والمفسر معرفة اختلاف القراءات إذ بمعرفة القراءة يمكن ترجيح بعض الوجوه المحتملة على بعض. ويذكر هنا أن المفسر والفقيه ابن جرير الطبري كان من علماء القراءات المشهورين، حتى إنهم ليقولون عنه إنه ألَّف فيها مؤلِّفاً خاصاً في ثمانية عشر مجلداً، ذكر فيه جميع القراءات من المشهور والشواذ وعلَّل ذلك وشرحه، واختار منها قراءة لم يخرج بها عن المشهور، وإن كان هذا الكتاب قد ضاع بمرور الزمن ولم يصل الى أيدينا، شأن الكثير من مؤلفاته. ونشير هنا الى أن لبعض تلك الاختلافات تداعيات فيما يخص الفقه، ونعطي هنا بعض الأمثلة:

- تقول الآية 112-5 : 38: "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ". ولكن قراءة مختلفة تستبدل كلمة "أيديهما" بكلمة "أيمانهما". ومن هنا جاءت القراءة المختلفة مفسرة للآية القرآنية.
- تقول الآية 87-2 : 196: "وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ". ولكن قراءة مختلفة تستبدل عبارة "فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ" بعبارة "فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ متتابعات". ونفس الأمر نجده في الآية 112-5 : 89 التي تقول: "لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ".
- تقول الآية 87-2 : 226: "لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاؤُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ". ولكن قراءة مختلفة تستبدل عبارة "فَإِنْ فَاؤُوا" بعبارة "فَإِنْ فَاؤُوا فيها". وهذا يعني ان على الزوج مراجعة زوجته خلال الأربعة أشهر. وإن مضت هذه المدة، فلا يمكنه مراجعتها ويصبح الطلاق بائن.

واختلاف القراءات التي سنذكرها في الهوامش مأخوذة من قراءات القرآن وما جاء في كتب التفسير وغيرها. وحتى نتفادى الجدل العقيم، اعتمدنا على ثلاثة مراجع موثوق فيها ومعترف بها من طرف السلطات الدينية الإسلامية وهي:
- أحمد مختار عمر وعبد العال سعيد مكرم: معجم القراءات القرآنية مع مقدمة في القراءات وأشهر القراء، 6 مجلدات، الطبعة الثالثة، عالم الكتب، القاهرة، 1997. وقد نشرت جامعة الكويت الطبعتين الأولى والثانية مع موافقة مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر (طبعة الكويت متوفرة على الأنترنيت).
- عبد اللطيف الخطاب: معجم القراءات، 11 مجلد، دار سعد الدين، دمشق، 2000. وقد وافقت عليه دار الإفتاء والتدريس الديني في سوريا (متوفر على الأنترنيت).
- القراءات في موقع مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في عمان http://www.altafsir.com/Recitations.asp.
تشير هذه المصادر الثلاثة الى الاختلافات كلمة بعد كلمة وفقاً لترتيب القرآن الاعتيادي، وتذكر مصادرها من الكتب القديمة. ولذلك من السهل على القارئ التحقق منها. ولا نرى ضرورة في كتابنا هذا ذكر تلك المصادر. ويمكن للقارئ الرجوع الى القراءات في هذا الموقع http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=rewayat&rewaya=2 والمقارنة بين القراءات آية بآية في هذا الموقع http://www.nquran.com/index.php?group=AyatCompare، كما يمكنه مطالعة مقالات نبيل فياض المعنونة "فروقات المصاحف" (متوفرة هنا http://www.alzakera.eu/music/religon/religon-0198-1.htm) والتي تستلهم كتاب Arthur Jeffery.

واختلافات القراءات كثيرة جداً. فالمصدر الأول يذكر ما يزيد على عشرة آلاف كلمة في القرآن جاءت فيها اختلافات، وبعضها فيه أكثر من عشرة اختلافات. وبما أنه من غير الممكن نقل جميع تلك الاختلافات اخترنا أهمها والتي تغير المعنى أو تتضمن تعديلاً في الإعراب أو تحذف آية أو تحذف كلمة أو تزيد أخرى أو تستبدل كلمة بأخرى أو فقرة بفقرة. وقد تفادينا الاختلافات التي تدمج فقط كلمتين في كلمة واحدة (وهو ما يطلق عليه الإدغام). ومن يريد المزيد يمكنه الرجوع الى المراجع الثلاثة السابقة الذكر. ورغم أن اختيارنا كان محدوداً، فإن هذه الاختلافات تمس أكثر من نصف آيات القرآن.

ولا بد من الإشارة الى أن الاختلافات المذكورة ليست شاملة. فمثلاً لم نأخذ باختلاف القراءات المتواجدة في مخطوطات القرآن التي تنسب خطأً الى الخليفة عثمان والتي كتبت سنيناً طويلة بعد وفاته. فلا وجود للمصاحف التي تقول المصادر الإسلامية أن عثمان استكتبها وأرسلها الى الأمصار. والمخطوطات التي تنسب خطأً لعثمان غير كاملة، وما متوفر منها يوضح أن هناك اختلافات بينها، ناهيك عن مخطوطات القرآن التي وجدت في صنعاء والتي ما زالت حيز البحث وقد تأخذ سنيناً طويلة قبل الاستفادة منها. كما أننا تفادينا ذكر الاختلافات بين الشيعة والسنة وبين المدارس الفلسفية مثل المعتزلة والباطنة والأشعرية وهي كثيرة وإن أشرنا الى بعضها في الهوامش (أنظر مثلا هامش الآية 92-4 : 164). ولم نرد الدخول في التفاصيل فيما يعتبره الفقهاء والمفسرون قراءات متواترة وقراءات شاذة. فليس المقصود هنا عمل كتاب في اختلاف القراءات بل لفت انتباه القارئ الى اهمها ومنها قد يتوسع في دراستها ان همه الأمر. ونشير هنا الى أننا اعتمدنا في كتابنا هذا على نص القرآن برواية حفص وهي المتداولة في مصر وكثير من الدول الإسلامية الأخرى.

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي
www.sami-aldeeb.com


--------------------------------------
أطلبوا كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا كتابي عن الختان http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
موقعي http://www.sami-aldeeb.com
مدونتي http://www.blog.sami-aldeeb.com
عنواني [email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حد الردة 1 - الأزهر مؤسسة اجرامية
- متطلبات الدستور الحديث في مصر
- معروف الرصافي والقرآن
- نسخة محدثة من طبعتي العربية للقرآن
- القرآن 6: التسلسل التاريخي للقرآن
- القرآن 5: أسباب النزول
- القرآن 4: القرآن والشعر الجاهلي
- سورة الحمار
- صوم وصلي رزقك يولي
- القرآن 3: مؤلف القرآن من خلال مصادره
- القرآن 2: مؤلف القرآن
- القرآن 1: جمعه وفقاً للتقليد الإسلامي
- لماذا تهجمك الغامض على الاسلام؟
- توقفوا عن صيام رمضان لمكافحة الجوع
- جريمة الختان 154: رأي موسى بن ميمون
- حد الردة: لقد وصل السيل الزبى
- وزراء عدل عرب اولاد عاهرات
- جريمة الختان 153: رأي القاضي الليبي مصطفى كمال المهدوي
- جريمة الختان 152: فتوى سعودية
- جريمة الختان 151: غباء الشيخ يوسف القرضاوي


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - القرآن 7: اختلاف القراءات