أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - لماذا تهجمك الغامض على الاسلام؟















المزيد.....

لماذا تهجمك الغامض على الاسلام؟


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 09:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كالناسك في صومعته اكاد لا اتركها، احاول جاهدا تكميل طبعتي العربية للقرآن، وهي الأمانة التي احملها لأبناء جلدتي، لعلهم يعقلون... وليس لعلهم يشكرون. فأنا لا انتظر شكرا من احد. كل ما اتمناه ان يفتحوا اعينهم ويتركوا خرافة القرآن كتاب منزل من السماء التي بسببها يريد المتأسلمون أن يجرونا إلى ظلمات العصور الوسطى. واقولها للمرة الألف: لا ينزل من السماء إلا المطر والنيازك، وإن رأيت كتاباً نازلاً من السماء فاعلم ان احد ركاب طائرة رماه من الشباك ليتخلص منه.

ومن صومعتي القي نظرة لما يدور في عالمنا العربي والإسلامي من ثورات الشوارع التي اسميناها تعشما "ثورات الربيع العربي"، وما هي بثورات إلا اذا صاحب تغيير الرؤساء تنظيف لما في الرؤوس من الأوساخ العالقة بها منذ 14 قرنا. فمن دون تغيير النظام التعليمي والديني وترك فكرة الوحي ووضع القرآن في مكانه (المتحف) ومحمد في زمانه (القرن السابع)، كل الثورات العربية دون استثناء سوف تؤدي الى طريق مسدود ومزيد من الدماء والدمار.

وفي صومعتي يزورني بين الفينة والأخرى عبر الأنترنيت قارئ كريم مُسَلما أو مستفسرا أو ملقناً ما قد يكون قد خفي علي من معجزات القرآن لعله يكسب أجرا بتحويلي للإسلام أو شل قلمي وابعادي عن الكتابة حول القرآن. وهو امر لا ارفضه. ففوق كل عالم عليم. وها انا انقل لكم محادثة البارحة مع قارئ كريم مع عدم ذكر اسمه، اخبرني في نهاية حديثه انه يكتب في الحوار المتمدن ولكن لم اتمكن من العثور على صفحته، ربما لأنه يكتب تحت اسم مستعار. وصاحبنا طالب من شمال افريقيا يدرس الماجستير في الفلسفة. وهذا قد يلقي الضوء على بعض عباراته المتخصصة.
-----------------------

*الصديق: السلام. اهلا استاذنا الكريم
*سامي الذيب: مرحبا أخي
*الصديق: مرحبا ايها الباحث سامي الذيب. كيف حالك؟
*سامي الذيب: الحمد لله. وكيفك انت أخي؟
*الصديق: حمدا لله رب الكون الكبير. لفت نظري هاته الايام لنمطية تهجمك على ارباب الاسلاموسياسية. أنا كذلك ضد هذا المنحة المؤدلج ساساتيا و دينيا. ولكن ما البغية الحقيقية من كل ذلك؟
*سامي الذيب: احاول ان اعبر عن رأيي بكل صراحة... ففي الصراحة راحة... ومجتمعنا لا يحتمل الكذب أكثر من ذلك.... وليس لي الحق في التقية في وضعي.
*الصديق: لا يا استاذنا الكريم، لست اشكك في نواياك الخلدونية، ولكن التهجم الذي تنحوه بغية ماذا، هل هو حقد ضد اهل الاسلام؟ أم ضد أهل العروبة؟ أم ضد نحلة أو طائفة معينة؟
*سامي الذيب: انا شخصيا ارفض كل بغض نحو أي انسان مهما كانت ديانته أو جنسيته، ولكن هذا لا يعني انه علي ان اتفق مع رأيه. فأنا احب الألمان ولكن لا احب النازية، واحب الإيطاليين ولكن لا احب الفاشية، واحب المسلمين ولكن لا احب الإسلام، واحب اليهود ولكن لا احب الصهيونية.
*الصديق: غريب، حقيقة ارغب بشدة أن اتعرف سر الحقد على الاسلام ...الكثير ممن برروا عدائيتهم رهنوها بالمسلمين بحكم أنهم لم يقتدروا على حذق ذهنية المسلم النكوصية الانتكاسية. و لكنهم لم يعطوا الولاية في مقابل ذلك لأي ديانة اخرى بما في ذلك المسيحية، أنا احترم المسيحية كثيرا. واؤمن بكثير من اعتقاداتهم اللاهوتية ولكني مسلم وابغض الطائفية وارباب الملل والنحل التي تنزع نزوعا فوضويا
*سامي الذيب: أخي، انا لست ضد الاعتقاد مهما كان. ولكن ضد ان يتحول الاعتقاد إلى وسيلة لانتقاص حقوق الغير. والاسلام نظام اجتماعي مبني على خرافات (وهذا بحد ذاته لا يهمني) ينبع منها قواعد مخالفة لحقوق الإنسان (وهذا يهمني) في مجالات كثيرة. ولذا يستوجب التصدي له كنظام ظالم
*الصديق: حقيق الاقرار بأن رهابية الاسلام التي تطرحها استاذنا الكريم تنم ربما على تحوير نمطي لماهوية الاسلام الحقيقي كما انزل من اللوح المحفوظ و تلفظ به محمد رسول الكوسمولوجيا العظيم، و كل ما حيك من لدن بعض ارباب الملل تلثم بلثام الطائفية الساساتية
*سامي الذيب: أخي ليس هناك اسلام حقيقي انزل من اللوح المحفوظ. كل نظام هو نظام بشري، وكل ما هو بشري يقبل الصواب والخطأ. والخطأ يجب تصويبه. انت تنظر للإسلام نظرة تغزل الهي. وأنا انظر له نظرة واقع انساني. وفيما يخص محمد، فهو بشر مثلي مثلك، وكل بشر معرض للخطأ.
*الصديق: أنا معك في قضية الطقوسية الدهمائية التي تلون بها الاسلام تاريخانيا، ورجالات الشعوذة والطلاسم كان لهم اليد الطولى في مثل هكذا أحوال، و لكن العودة إلى القرآن الكريم في خلوصه بعيدا عن كل قراءات لاهوتية من لدن زمرة المنتحلين المذهبيين علها وعساها أن ترينا الوجه الحقيقي للإسلام، هل هو دين وضعاني من طينة ناسوتية بحتة؟ أم هو لاهوتي لا تقتدر أيادي بشرية فانية على خلق مثله يا استاذنا الاخ سامي؟
*سامي الذيب: أخي احاول فهم القرآن على قدر الإمكان وقد ترجمته للفرنسية وانهي ترجمة ايطالية وانكليزية وطبعة عربية يمكنك تحميلها مجانا من موقعي http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic كما اني اعلم القرآن ضمن مادة اصول الشريعة في عدة جامعات. ومعرفتي للقرآن تفرض علي القول بأنه كشكول مقطع الأوصال لا يستحق اسم كتاب، وأنه من تأليف حاخام يهودي مسطول. يهودي بسبب المصادر التي اعتمد عليها، ومسطول لأن عمله مخربط وغير موفق. وانا اكتب لك الآن امامي طبعتي العربية للقرآن التي اعمل جاهدا لإتمامها. هذا هو موقفي من القرآن الذي تفرضه علي معرفتي له.
*الصديق: أنا احمل في ترجماتك، و قراءاتك التاريخانية للقران الكريم، و أنا احترم موقفك برغم صولجانيته القاسية، لكن لكل وجهته هو موليها، و كل يعمل على شاكلته، و لكن أنا اقصد القرآن المعجر، الملهم. ماذا تقول جوانيتك الاصلانية القابعة في كوامنك عنه لما تتلفظ بكلماته التعبدية بلسانها العربي المبين و بتراتيله الحقانية بقراءاتها العشر، تفسيرك الدخلاني الخاص، البعيد عن تأويل اهل البرهان الخلص، قل لي بربك ايها الباحث الفاضل سامي؟ اقصد من دون احالات ثيولوجية تحمل دلالات اهل الاديان، أي القران الكريم ككتاب تعرفته قبل معرفتك بأي رسول نبي ارسل الى العالمين او أي صاحب ديانة أو أي وثيقة تاريخية تشهد على ديانة رجل أو فلان. القرآن في كلماته الخالصة
*سامي الذيب: اخي لك وجهة نظرك التي احترمها وتفرضها عليك معرفتك للقرآن. ولي وجهة نظري الخاصة للقرآن التي تفرضها علي معرفتي له. ولا افرض عليك نظرتي ولا أظنك تريد ان تفرض نظرتك علي. وانت تعبر عن رأيك بكل حرية، وانا اعبر عن رأيي بكل حرية.
*الصديق: أكيد، و لكن شدتني نهميتك التهجمية الغامضة على الاسلام، خصوصا هاته الايام، فأثارني فضول كبير بمنحاك، لأنه من النادر أن تجد شخصا جريئا يتهجم على الاسلام كديانة دون أن يرهنه بالطائفية والتشرذم الاتيقي واللاهوتي العميق ودلالاته الماحقة. وأنت مثلت نموذجا متميزا في ذلك
*سامي الذيب: انا شخصيا أؤمن بحرية التعبير وارى ان الكلمة امانة والصديق من صدقك. ووضعي كما قلت لك لا يسمح لي بالتقية. ومن هنا جاءت صراحتي وجرأتي في التعبير. وقد يكون هذا نابع من اقتناعي بما اقول وبواجبي في تبليغ رسالتي. وانا شخصيا أؤمن بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، لا بل كفيل بتعميقه اذا صدقت النوايا. وبطبيعة الحال قد يرى البعض في تلك الصراحة والجرأة تهجماً، ولكن هذا لا يسمح لي بالكذب على قرائي أو على نفسي. وبطبيعة الحال لا اعتبر نفسي معصوما عن الخطأ كما لا اعتبر الأنبياء معصومين عن الخطأ. ولهذا انا اتعلم كل يوم واصحح أخطائي كلما اكتشفها. ومن هنا يأتي تطويري اليومي لطبعتي العربية للقرأن.
*الصديق: حقيق أن نستفيد، المسألة الدينية ذاتوية محضة، لأن الموت شيء مهيب على كل الخلائق مهما كان نوعها، و ثمة يحق للمرء أن يعرف حقيقة من يكون وما هي لزوميات الكينونة الدنيوية، لا يهم الامر ما دام الايمان الحر جازم في وثوقيته، لكن كيف يتغير واقعنا الناسوتي، اذا كانت الاديان لا تحل مشكلة الانسان المعاصرة، ما الحل اذن استاذنا الكريم؟
*سامي الذيب: هذا موضوع فلسفي لم اتخصص فيه ولا يشغلني، ولكن ان كان يشغلك، فلك الحق في البحث عن جواب عنه. وآمل ان توفق في ذلك. ولكل منا مشاغله الخاصة به ويكفيه ذلك... ولا داع لكي يتحمل مشاغل الغير.
*الصديق: هل سبق و أن زرت بلدي؟
*سامي الذيب: مرتين قبل عدة سنوات.
*الصديق: جميل، أنا من ... باحث ماجيستير فلسفة غربية. ماهي الصورة التي ارتسمت محياك وغازلت عقلك في بلد كهذا الذي اعيش ايامه واحيا على ارضه؟
*سامي الذيب: كانت زياراتي قصيرة ولم تسمح لي بتكوين فكر واضح عند بلدك. ولكن اعرف ان بلدك بلد أبي ولي فيه عدد من الأصدقاء يعزوني واعزهم، كما اتمنى لبلدك كل الخير والبركة.
*الصديق: الشكر موصول إليك، ومرحبا بك في كل وقت وحين، الدار دارك والبلد بلدك. واتمنى ان تزورنا ويدور بيننا حوارات فكرية لاهوتية وفلسفية مثيرة
*سامي الذيب: تسلم. انا في صومعتي اكاد لا اخرج منها، ولكن ان صار هناك نصيب اكون فعلا مسرورا بزيارة بلدك.
*الصديق: ان شاء الله سبحانه. وإلى لقاء قريب، و دامت دراساتك وابحاثك
*سامي الذيب: ليلة سعيدة والى اللقاء.
--------------------------------------
أطلبوا كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا كتابي عن الختان http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
موقعي http://www.sami-aldeeb.com
مدونتي http://www.blog.sami-aldeeb.com
عنواني [email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توقفوا عن صيام رمضان لمكافحة الجوع
- جريمة الختان 154: رأي موسى بن ميمون
- حد الردة: لقد وصل السيل الزبى
- وزراء عدل عرب اولاد عاهرات
- جريمة الختان 153: رأي القاضي الليبي مصطفى كمال المهدوي
- جريمة الختان 152: فتوى سعودية
- جريمة الختان 151: غباء الشيخ يوسف القرضاوي
- جريمة الختان 150: فتوى الشيخ محمّد سيّد طنطاوي
- جريمة الختان 149: فتوى الشيخ محمود شلتوت
- جريمة الختان 148: فتوى الشيخ جاد الحق علي جاد الحق
- بنفع اصير نبي؟
- جريمة الختان 147: هل هناك ضرورة لقانون لمنعه؟
- جريمة الختان 146: منع الختان بين التدرّج والتسرّع
- جريمة الختان 145: منع الختان بين المُثُل والإمكانيّات
- جريمة الختان 144: إذن ممارسة العمل الطبّي
- جريمة الختان 143: تدخّل السلطات الدينيّة
- جريمة الختان 142: حدود سلطة الأهل على القاصرين
- فتوى انتهاء الديانات السماوية والكتب المقدسة
- أسباب موقفي من الإسلام (نص مطول)
- أسباب موقفي من الإسلام


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - لماذا تهجمك الغامض على الاسلام؟