أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - القرآن 1: جمعه وفقاً للتقليد الإسلامي















المزيد.....

القرآن 1: جمعه وفقاً للتقليد الإسلامي


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4145 - 2013 / 7 / 6 - 02:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اقوم حاليا بإتمام طبعتي العربية للقرأن. وقبل وضعها في موقعي للتحميل، اود ان اعرض في الحوار المتمدن بعض ما جاء في مقدمتها للنقاش راجياً القراء إبداء رأيهم فيها. وأبدأ بهذا المقال حول جمع القرآن وفقا للتقليد الإسلامي، ولكن دون ذكر الهوامش لأن برنامج الحوار المتمدن لا يسمح بذلك.
---------------

جمع القرآن وفقا للتقليد الإسلامي
--------------------------------
وفقاً للتقليد الإسلامي، استمر نزول الوحي على محمد منجما (ويعني أنه نزل مفرقا كل بضع آيات معاً) قرابة ثلاثةً وعشرين عاماً. وقد تحول خلالها محمد من تاجر بسيط إلى رئيس دولة. ووفقاً لهذا التقليد، كان كلما ينزل به الوحي يسجله كتبة النبي على وسائل بدائية مثل الرقاع والأكتاف والعسب. وبعد وفاته، تم تجميع القرآن رسمياً في عهد الخليفة أبي بكر (توفي عام 634). ولكن بدأت تظهر مجموعات خاصة متباينة قرر بسببها الخليفة عثمان (توفي عام 656) تثبيت القرآن في نسخة واحدة وهي التي تحمل حتى الآن اسم مصحف عثمان، ثم أمر بحرق المجموعات الأخرى. ويتألف مصحف عثمان من 114 سورة. وكل سورة تحمل اسماً أو أكثر أشرنا إليها في الهوامش (مثل السورة 5-1). وهذه الأسماء مشتقة من الكلمات الأولى من السورة (النجم سورة 23-53 وسورة الرحمن 97-55) أو من رواية مميزة (سورة إبراهيم 72-14 وسورة مريم 44-19) أو من كلمة ذكرت في السورة (سورة النحل 70-16 وسورة العنكبوت 85-29) أو من حرف أو حرفين (سورة ق 34-50 وسورة طه 45-20). وهذه الأسماء ليست من ضمن الوحي فهي غير واردة في المخطوطات القديمة للقرآن وقد أضيفت لاحقاً للتمييز بين السور. غير أن هناك من ينسب هذه الأسماء إلى الوحي.

والرواية الإسلامية حول تديون القرآن المكي في زمن النبي محمد محل شك. وننقل هنا اعتراض محمد صبيح علىها:
أكاد اشك في أن العرب لم يعرفوا وسيلة للتدوين إلا قطع الأحجار والعظام وغيرها مما يروى أن القرآن كان يكتب عليه في حياة النبي، وأن زيد بن ثابت جالس بجواره يكتب. فكم من الأحجار أو أجزاء النخيل يتسطيع أن يدون هذه الآيات؟ إنه يحتاج إلى قدر غير قليل. فإذا سرنا مع الرأي القائل بأن القرآن الذي نزل في مكة دوِّن كله – وهو نحو ثلثي المصحف – وتصورنا كتابته على هذه الأدوات الخشنة في حجمها وملمسها فعلينا ان نتصور أن ثلثي القرآن الذي كتب في مكة كان مصحفا يحتاج إلى عشرين بعيراً ليحمله. ولم نعلم من أنباء الهجرة أن قافلة من الأحجار فرت، قبل النبي أو مع النبي، ومعها هذا الحمل الغريب. وإذن فنحن نفرض فرضاً آخر، وهو أن العرب كانوا يعرفون الصحف ولنعرفها بأنها أداة مبسوطة خفيفة الحمل يكتبون عليها. وليس غريبا أن يعرفوا هذه الصحف فقد كان اليهود يقيمون غير بعيد من مكة وكانت لهم كتب كثيرة يتدارسونها وكانت مكة – كما ذكر الأزرقي – طريق تجارة تدون حساباتها ووثائقها. وأكثر من هذا نعلم أن صحيفة كتبت في مكة، كتبتها قريش لإعلان الحصار الإقتصادي والإجتماعي على بني هاشم. وأن كاتب الصحيفة كان منصور بن عكرمة، وقد علقت الصحيفة في الكعبة .

ويشير صبيح أن القرآن ذاته يذكر كلمة صحيفة (فقد جاءت ثماني مرات بصيغة الجمع "صحف") وقرطاس (مرة بصيغة المفرد ومرة بصيغة الجميع "قراطيس") . كما يذكر القرآن مرة كلمة الرق، وهو جلد رقيق يكتب عليه. ويشك ايضا صبيح في أن يكون القرآن المكي قد تم تدوينه بالكامل قبل الهجرة لأنها كانت فترة اضطرابات. فالآية "قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ" (5-6 : 91) والآية "وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ" (55-6 : 7) تدل على أن القرآن المكي، خلافاً للتوارة، لم يكن يكتب على سبيل الحصر في صحف وقراطيس "بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ" (85-29 : 49). أي ان الحفظ كان أساس العلم بالقرآن المكي وليس التلاوة من صحف مسطورة، والتدوين الفعلي للقرآن بدأ بعد الهجرة . ففي العصر المكي لم تكن هنا إلا صحفا معينة كانت تكتب من القرآن ويتداولها المسلمون سرا ليتدارسوها في بيوتهم بعيداً عن أعين قريش وعن أذاها . ويرى البعض أن القول بأن الكتابة كانت مقتصرة على العهد المدني يهدف إلى "إثارة الشبهات حول سلامة النص القرآني الشريف وحفظه في تلك الحقبة المبكرة من نزول الوحي، وهي في الواقع حقبة مهمة جداً، لأن ما نزل فيها يمثل حوالي ثلثَيْ القرآن الكريم" . فهم يرون أن "القرآن المكي قد كتب كله في مكة" ، وأن كتابته كانت على على أدوات رقيقة سهلة للحمل وقابلة للطي والتمزيق، سواء كانت من جلد رقيق فاخر أو قرطاس ـ الورق البردي ـ وما نحوه. وأن ما جاء من قول زيد بن ثابت في أنه جمع القرآن من العسب واللخاف وصدور الرجال، إنما هو من باب الاحتياط وليس في مجال الكتابة والتأليف .

وفيما يخص جمع القرآن بعد وفاة محمد، يشير التقليد الإسلامي أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله، فقيل له كانت مع فلان، قتل يوم اليمامة. فقال: لنا الله واشار على أبي بكر بجمع القرآن خوفا من ضياع كثير من القرآن بمقتل من حفظوه. وقد أوكل أبو بكر هذه المهمة إلى زيد بن ثابت الذي استصعب المهمة بقوله: "فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن". فراح يجمعها من العسب واللخاف وصدور الرجال. وهذه الرواية تطرح موضوع وسائل التدوين البدائية التي تكلمنا عنها، وموضوع ما اذا كان القرآن مدونا أم لا قبل وفاة محمد، فلو كان مدونا لما استصعب زيد بن حارث مهمته ولما احتاج البحث عنه في صدور الرجال. وتطرح ايضا موضوع صحة حفظ القرآن من الصحابة: هل هو كله أم بعض آياته؟ وإن ضاعت آية بموت أحد الصحابة، فهل هذا يعني ان القرآن الحالي ناقص؟ وكم من آية ضاعت بمقتل حامليها؟ هذه التساؤلات تبين انه يجب أخذ التقليد الإسلامي بشيء غير قليل من الإحتياط .

ويضيف هذا التقليد ان زيد بن ثابت اودع الصحف التي دونها عند أبي بكر، ثم عند عمر مدة حياته، ثم عند حفصة بنت عمر وزوجة محمد. وليس هناك أخبار تفيد بأن ابو بكر أو عمر فرض قرأن أبي بكر على الجميع، فبقي الوضع كما كان عليه قبل جمعه. ولما كان عهد عثمان بن عفان، رأى إعادة النظر في أمر هذه الصحف. وينقل البخاري عن أنس سبب هذا الأمر وهو أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان واخبره باختلاف الناس في قراءة القرآن. فأرسل عثمان إلى حفصة طالبا الصحف لنسخها. وأوكل هذه المهمة إلى زيد بن ثابت وعبدالله بن عمر وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام (وغيرهم وفقا لبعض الروايات) على أن يكتبوه بلسان قريش في حال اختلافهم في شيء من القرآن. ويذكر البخاري أن اللجنة راجعت الصحف التي عند حفصة ورتبت سورها وما غاب منها اكملته. وكان ذلك في عام 25 أو عام 30 للهجرة، وفقاً للتقليد الإسلامي. وبعد ذلك، رد عثمان النسخة إلى حفصة وارسل النسخ إلى الأمصار وأمر بما سواها أن تحرق، مما يعني ان قرآنه كان مختلفا عما سواه، وإلا لما احتاج لحرقه. فبعض الروايات تشير إلى أن ابن كعب يضيف إلى قرآنه سورتا القنوت والتي تسميان سورة الخلع وسورة الحفد. وهذا نصهما وفقاً لمصادر مختلفة لا داعٍ لذكرها:
سورة الخلع: اَللّهُمّ إِنّا نَسْتَعِيْنُك وَنَسْتَغْفِرُكَ ونُثْنِيْ عَلَيْكَ اَلْخَيْرَ ولا نَكْفُرُك ونَخْلَعُ ونـَــتـْرُكُ مَنْ يَفْجُرُك
سورة الحفد: اَللّهُمّ إيّاكَ نَعْبُدُ ولَكَ نُصَلِّي ونَسْجُدُ وَإِلَيْكَ نَسْعَى ونَحْفِدُ نَرْجُوْ رَحْمَتَكْ ونَخْشَى عَذَابَكَ اَلْجَد إِن عَذَاْبَكَ بِالكُفّاْرِ مُلْحِقٌ

وقد أنكر عبدالله ابن مسعود على لجنة عثمان إضافة المعوذتين إلى القرآن (أي سورتي الفلق والناس، وهما أخر سورتين وفقا لترتيب مصحف عثمان: 20-113 و 21-114)، وكذلك الأمر في الفاتحة (أي السورة 5-1). فيكون عدد سور قرآن ابن مسعود 111 سورة بدل 114 سورة يتضمنها قرآن عثمان . وننقل ما يقوله السيوطي حول هذا الموضوع: "أن ابن مسعود كان ينكر كون سورة الفاتحة والمعوذتين من القرآن وهو في غاية الصعوبة لأنا إن قلنا إن النقل المتواتر كان حاصلا في عصر الصحابة بكون ذلك من القرآن فإنكاره يوجب الكفر وإن قلنا لم يكن حاصلاً في ذلك الزمان فيلزم أن القرآن ليس بمتواتر في الأصل" . ويشار هنا إلى ان قرآن إبن مسعود كان واسع الإنتشار في الكوفة وقد رفض تسليم قرآنه لحرقه معتبراً ان نصه أفضل من نص زيد بن ثابت وأنه كان يجب اختياره لجمع القرآن بدلا من زيد، فقد اصبح مسلما في مكة قبل مولد زيد. ويخبرنا اليعقوبي: "جمع عثمان القرآن وألفه، وصير الطوال مع الطوال، والقصار مع القصار من السور، وكتب في جمع المصاحف من الآفاق حتى جمعت، ثم سلقها بالماء الحار والخل، وقيل أحرقها، فلم يبق مصحف إلا فعل به ذلك خلا مصحف ابن مسعود. وكان ابن مسعود بالكوفة، فامتنع أن يدفع مصحفة إلى عبد الله بن عامر، وكتب إليه عثمان: أن أشخصه، إنه لم يكن هذا الدين خبالاً وهذه الأمة فساداً. فدخل المسجد وعثمان يخطب، فقال عثمان: إنه قد قدمت عليكم دابة سوء، فكلمه ابن مسعود بكلام غليظ فأمر به عثمان، فجزّ برجله حتى كُسر له ضلعان". ويظهر أن مصحف ابن مسعود استمر موجودا حتى عام 389 هجرية حيث تم حرقه بعد فتنة بين الشيعة والسنة ببغداد. ويقول السرخسي في المبسوط: "ونحن أثبتنا التتابع بقراءة ابن مسعود فإنها كانت مشهورة إلى زمن أبي حنيفة رحمه الله تعالى حتى كان سليمان الأعمش يقرأ ختما على حرف ابن مسعود وختما من مصحف عثمان والزيادة عندنا تثبت بالخبر المشهور" . ولم يكن مصحف ابن مسعود هو الوحيد المتداول. فيذكر ابن النديم (توفى عام 995) في الفهرست: "رأيت أنا في زماننا عند أبي يعلى حمزة الحسني رحمه الله مصحفا قد سقط منه أوراق بخط علي بن أبي طالب يتوارثه بنو حسن على مر الزمان" .

ولا يمكن في ضوء ذلك الإدعاء أن القرآن الذي نزل على محمد هو نفس قرآن عثمان الذي بين ايدينا دون أي تغيير، خاصة في ضوء اعتراض على قرآن عثمان من أشخاص أثنى عليهم محمد ذاته مثل ابن كعب وابن مسعود. فقرآن عثمان لم يكن إلا النسخة المعتمدة من السلطة الإسلامية. ويضاف إلى ذلك أنه ليس بين أيدينا مخطوطا واحدا من النسخ التي تنسب لعثمان ونسخة حفصة ذاتها احرقها مروان بن الحكم بعد وفاتها مَخافة أن يكون فيها اختلافٌ لما نسخ عثمان. ولا نعرف التاريخ االذي تم فيه بلورة نص القرآن النهائي الذي بين ايدينا والذي قد يعود إلى القرن التاسع أو العاشر الميلادي، وليس إلى القرن السابع كما يعتقد المسلمون. فالقرآن في حقيقته ليس إلا تراكم معلومات تم تثبيتها تدريجيا حتى وصلت إلى ما نعرفه في ايامنا، تماما كما تم مع ألف ليلة وليلة. ونشير هنا إلى ان النسخة التي بين ايدينا لا يمكن بأي حال اعتبارها كتاباً، بل هي اقرب إلى الكشكول منها إلى الكتاب كما سنرى لاحقا.

ونشير هنا إلى وجود شك بخصوص الأحرف التي تم بها كتابة النص الأصلي للقرآن: هل هي الأحرف العربية التي لم تكن كتابتها متطورة ومنتشرة في القرن السابع الميلادي، أم الأحرف السريانية التي كانت لغة الثقافة حينذاك؟ ويظهر تأثير الثقافة السريانية في كثير من كلمات القرآن، وخاصة في أسماء الأعلام المذكورة فيه، حيث فضل مؤلف أو مؤلفو القرآن اختيار الصيغة السريانية على الصيغة العبرية لهذه الأسماء مثل: سليمان، فرعون، إسحاق، إسماعيل، إسرائيل، يعقوب، نوح، زكريا، مريم، عيسى، كما في المصطلحات الدينية مثل: قرآن، كاهن، مسيح، قسيس، دين، سفرة، مثل، فرقان، طاغوت، رباني، قربان، قيامة، ملكوت، جنة، ملاك، روح القدس، نفس، وقر، آية، صلاة، صيام، كفر، ذبح، تجلي، سبح، قدس، حوب، طوبى، طوفان . وثمة كلمات كثيرة في القرآن تُظهر من خلال الإملاء التأثير السرياني مثل: حيوة (حياة)، صلوة (صلاة)، زكوة (زكاة)، مشكوة (مشكاة)، سموت (سموات)، الربوا (الربا)، بنت (بنات) . وسوف نرجع إلى غيرها من الآثار في الهوامش. ويرى البعض أنه من الممكن قراءة القرآن قراءة سريانية اعتماداً على المخطوطات القديمة التي ليس فيها نقط. فإضافة النقط إلى المصحف الحالي أخلَّت بمعناه وأحدثت لنا قرآناً غير القرآن الأصلي. ويا حبذا لو أن أتباع هذه النظرية كتبوا لنا القرآن باللغة السريانية وترجموه لنا إلى العربية لمعرفة الفرق بين النص الأصلي الذي يتكلمون عنه والنص الحالي الذي بين أيدينا.

ومن المفيد هنا ذكر ما جاء في مسند احمد عن زيد بن ثابت الذي تتعتبره المصادر الإسلامية من كتبة الوحي في زمن محمد والموكل بجمع القرآن بعد وفاته: "عن زيد بن ثابت قال لى رسول الله: تحسن السريانية إنها تأتينى كتب. قال قلت لا. قال: فتعلمها. فتعلمتها فى سبعة عشر يوما" . وفي حديث أخر ذكره الطبراني: "عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله: إنه يأتيني كتب من الناس ولا أحب أن يقرأها كل أحد، فهل تستطيع أن تتعلم كتاب السريانية؟ قلت: نعم، فتعلمتها في سبع عشرة" . ومن الصعب تصور تعلم لغة في هذا العدد القليل من الأيام رغم أنها قريبة للعربية. فقد يكون معنى هذا الحديث أن زيد تعلم الأحرف السريانية التي كانت تكتب بها تلك الكتب، إلا إذا كان يتكلم السريانية فتلعم كتابتها. ومن هنا يأتي الإحتمال أن النص الأصلي للقرآن قد كتب بما يعرف بالكرشوني وهي الكتابة العربية بالحروف السريانية، وهذه الكتابة اشتهرت في القرن السابع الميلادي في كتابة المخطوطات العربية حين كان الخط العربي غير منتشر على نطاق واسع. ولم تكن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي استعمل فيها هذا الخط. فهناك كتابات كرشونية بالتركية والمالايامية (احدى لغات جنوب الهند) والفارسية والأرمنية والكردية. وبما أن اللغة السريانية لا تتضمن إلا 22 حرفاً مقابل 28 حرفاً للغة العربية، فبعض الأحرف السريانية كانت تشير إلى أكثر من حرف عربي. وقد يكون هذا مصدر إختلاف القراءات عندما تم تطوير الكتابة العربية ونقل النص القرآني من الخط السرياني إلى الخط العربي. والمطلع على الكتابة السريانية ومخطوطات القرآن القديمة يجد تقارباً كبيراً بينهما. ويمكن القول أن فهم القرآن بصورة صحيحة يتطلب معرفة اللغة السريانية والكتابة السريانية، فقد دخلت على النص القرآني الحالي أغلاط في مرحلة النقل، وما زالت تلك الأغلاط موجودة فيه، وكان يمكن تلافيها لو أن نساخ القرآن كانوا يجيدون اللغة السريانية. ولو أن رجال الدين المسلمين اعترفوا بمثل هذه الأخطاء لتم تصحيحها في النص الحالي بدلاً من اللجوء إلى حيل المفسرين القدامي للخروج من المأزق الذي وقعوا فيه أمام نص نُسِخ خطأً. وسوف نشير إلى تلك الأخطاء في مكانها.

--------------------------------------
أطلبوا كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا كتابي عن الختان http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
موقعي http://www.sami-aldeeb.com
مدونتي http://www.blog.sami-aldeeb.com
عنواني [email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تهجمك الغامض على الاسلام؟
- توقفوا عن صيام رمضان لمكافحة الجوع
- جريمة الختان 154: رأي موسى بن ميمون
- حد الردة: لقد وصل السيل الزبى
- وزراء عدل عرب اولاد عاهرات
- جريمة الختان 153: رأي القاضي الليبي مصطفى كمال المهدوي
- جريمة الختان 152: فتوى سعودية
- جريمة الختان 151: غباء الشيخ يوسف القرضاوي
- جريمة الختان 150: فتوى الشيخ محمّد سيّد طنطاوي
- جريمة الختان 149: فتوى الشيخ محمود شلتوت
- جريمة الختان 148: فتوى الشيخ جاد الحق علي جاد الحق
- بنفع اصير نبي؟
- جريمة الختان 147: هل هناك ضرورة لقانون لمنعه؟
- جريمة الختان 146: منع الختان بين التدرّج والتسرّع
- جريمة الختان 145: منع الختان بين المُثُل والإمكانيّات
- جريمة الختان 144: إذن ممارسة العمل الطبّي
- جريمة الختان 143: تدخّل السلطات الدينيّة
- جريمة الختان 142: حدود سلطة الأهل على القاصرين
- فتوى انتهاء الديانات السماوية والكتب المقدسة
- أسباب موقفي من الإسلام (نص مطول)


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - القرآن 1: جمعه وفقاً للتقليد الإسلامي