أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آکو کرکوکي - يرى القشة في عين أخيه، ولا يرى الخشبة في عينيهِ!















المزيد.....

يرى القشة في عين أخيه، ولا يرى الخشبة في عينيهِ!


آکو کرکوکي

الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 01:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الأيام السوداء للحرب الأهلية، وبعض من الآفات المزمنة تزداد إستشراءاً بين أفراد المجتمع الكوردستاني. وما بين العشائرية، والمناطقية، تقف العصبية الحزبية في صدارة هذه الأوبئة، والآفات المُميتة. والمتسبب الأول والأخير وراء هذه الكارثة هما الحزبيين التقليدين وأستحواذهما على المشهد السياسي الكوردستاني لعقود من الزمن.

أستمر هذا الوضع الكارثي على هذه الرتابة الى أن رمى السيد نوشيروان مصطفى في سنة 2009، حجرٌ ضخم في مياه هذه البركة الراكدة، فدب في الأمواج السياسية، والأوضاع السائدة، والرتيبة، حركة تغييرٍ دائمة ونشطة. منذ ذاك الحين بدء الناس يعرفون شيئاً عن الميزانية، وبدءت المعادلة التقليدية للقوة تختل، ويحل محلها معادلات أخرى. وصارت الأصوات المطالبة بمحاربة الفساد، وتوحيد الإدارات، وبناء المؤسسات يعلو أكثر وأكثر. وبدأت الدوغمائية العمياء، والعبودية المطلقة، لهذين الحزبين الشموليين، يقل شيئاً فشيئاً. وصار هناك نقدٌ جدي ومطالبة جدية، بمراجعة السياسات الخارجية العقيمة للأقليم مع بغداد. هذا إضافة الى تفاصيل أخرى لايتسع المجال هنا لسردها. فثمة تغييرٌ ملموس، ووعي سياسيٌ مقبول، وروح منافسةٍ ديمقراطية ومدنية جلبته هذه الحركة، للناخب والمشهد السياسي، ويكاد يطال النظام السياسي أيضاً، عاجلاً كان أم آجلاً.

في المقابل هل خلت هذه المحاولة لحركة التغيير من الخطأ؟

المنطق والعقل لايقران بِـ.."المحاولة التامة"، "والمحاولة الناجحة بالمطلق" أبداً. فبالتأكيد هناك دائماً عنصر الخطأ الكامن في رحم أي محاولة، ووظيفة النقد المنطقي، والعقلاني، البحث عن هذا العنصر دائماً. من منطلق أيماننا بهذه المنهجية، لم نقصر يوماً في البحث المُتقصد عن هذا العنصر وعن مكامن الخطأ، وللقارئ الكريم الفرصة لئن يرجع الى كتاباتنا المتواضعة السابقة، ليلمس بنفسه كيف وزعنا نقدناً الحاد على كل الأطراف، بما فيهم أحزاب المعارضة. (أنظر مثلاً مقالنا: العودة الى نقطة الصفر).

لكم كنت أتمنى أن تبقى سياسات الأحزاب الحاكمة في أقليم كوردستان، كأحزاب المعارضة، ضمن المحاولات السياسية الجادة لتقديم ماهو أفضل للناس، كي يحمل في طياته كأي محاولة أخرى السلبيات، والإيجابيات.
ولكم كنت أتمنى من كل قلبي أن أرى يوماً المثقفين، والنخبة المحسوبة على تلك الأحزاب، وهم يتوجهون بالنقد ولو الى جُزيئية سلبية ...حتى ولو كانت حقيرة وصغيرة في تجربة حكمهم. الممتد لأثنين وعشرين عاماً، مثلما يتكلمون بوقاحة مُفرطة عن "ديمقراطية" تجربتهم و"ريادنها" في المنطقة، والتي يتوجب على "دول المنطقة الكبرى" أن تحتذي بها حسب... مايعتقدون أو يدعون!

المعروف لكل من تعلم أبجديات السياسة، إن بنية حزبي السلطة شئٌ آخر تماماً غير المدنية والديمقراطية. فهي ليست بأحزاب عادية تُقدم البرامج السياسية وتعمل بشكل مدني، وتحت سيادة القانون، مثل أحزاب المعارضة فتخطئ أو تصيب. بل هي أحزاب شمولية، وتمارس سلطة شمولية، وتمتلك المليشيات المسلحة وتسيطر على الثروة والسلطة. وتفرض سياساتها فرضاً. والمعروف إن وظيفة الأحزاب في الأنظمة الشمولية هو الأستحواذ على كل شئ، وبالتالي إفساد كل شئ. من المجتمع الى الدولة، ليحولهما من بعدهِ خراباً. كما دمر حزب البعث... العراق وسوريا.

ووفق هذه السياسة الشمولية أغتصبت القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية، وقسمته وفق ولائاتها الحزبية. وسيطرت على ثروات وأقتصاد البلد، فنهبته، وسلبته، كما الثروة النفطية. وقسمت الأرض، والحرث، والنسل. وسيطرت على السوق، والمجتمع، بنقاباتهِ، ومنظماتهِ، وشرائحهِ، وكوادرهِ، وشخصياتهِ، وطبقاته، فعاثت فيهِ فساداً وتخريباً وتجزيئاً. وماعدى المصالح الحزبية فهي لاتكترث للقضايا القومية، والوطنية، بل تتعاون مع ألد أعداء كوردستان لمصالحها الحزبية. ومارست القتل المباشر لأبناء كوردستان، سواءاً في حربها الأهلية الوسخة أو قتلها للمتظاهرين والمعارضين، وحرقها لمقراتهم. فهي لم تعد تخطأ وتصيب كي يقيمهم الكتبة، والمحللين السياسين سواءاً كان بالسلب أم الأيجاب. أو يصوت أو لايصوت لهم الناخب. بل صارت تقترف الجرائم والتجاوزات القانونية، بشكل متعسف، وحلهم الوحيد يتجلى فقط، بمحكمة عادلة، تحاكمهم وتزجهم في السجون والمعتقلات.

أحد عوارض الفساد الذي تسببوا بهِ لهذا المجتمع، هو خلقهم لنوع من العبودية القائمة على مكرمات القائد، فبعد أن يسلبوا ثروات البلاد يقوموا بواسطتها بشراء الذمم، والولاءات، فيمنحوا الرواتب، والمناصب، والأمتيازات، والعقارات، على شكل مكرمات حزبية، لطبقة من المجتمع، لشراء ذممهم، وضمائرهم، وأصواتهم.
جمهرة واسعة من هؤلاء الكتبة المُرتزقة، يندرجون ضمن مايسمون بكتاب السلطة. وهؤلاء ينطبق عليهم المثل القائل: يرى القشة في عين أخيه، ولا يرى الخشبة في عينيهِ!

فتراهم ينتقدون كل الأطراف السياسية (وهذا حقهم)، ولكنهم لا يقتربون بنقدهم الى أحزابهم. أو الى الفراعنة اللذين يحكمون أحزابهم (وهذا هو ظلمهم وإجحافهم). فلا ينبسوا ببنت شفة أمامهم، وتراهم يبررون كل شئ لهم. سواءاً حارب حزبهم ضد دبابات صدام أو تحالف مع دبابات صدام. أو أستعدى المالكي والمركز أو تعانقوا معهم، وكذلك الحال مع تركيا وأيران. فكل هذا واردٌ في السياسة، وكما يزعمون، "فالسياسة في عرفهم لاتعرف سوى المصالح"...قاصدين طبعاً: "إن السياسية لاتعرف سوى المصالح... الحزبية". أما في قرارة العقل السليم: "فإن السياسة لاتعرف سوى المصالح... الوطنية العليا". وشتان مابين عقلهم ومنطقهم، ومابين العقل والمنطق السليم!

ولأن خصمهم الشعب ومطالبهِ، والقانون بألتزاماتهِ ومتطلباتهِ، فإن قضاياهم تخسر دائماً في مُرافعتهِ وحججهِ وبيّناتهِ. ولِتجاوز هذا المأزق يلجأون أما الى التشهير، وقذف المقابل، وتخوينه، أو تهديده. أو يحاولوا تجاهل القضية الرئيسية، والتركيز على الجزيئيات التافهة، أي تبسيط، وتسخيف القضية المركزية. ويمكننا هنا الإستشهاد بعدة أمثلة تؤيد وجهة النظر هذه.

فمثلاً حين قام حراس مقراتهم الحزبية بقتل الشباب المتظاهر العُزل، وبدمٍ بارد. برروا جريمتهم هذا بعذرٍ واهن. بدعوى إن هؤلاء الشباب حملوا الحجر، وكسروا زجاج النوافذ. فهم هنا يساوون بين الحجر، والرصاص الحي، وبين كسر الزجاج، وقتل النفس!

وفي المرة الأخرى، وحينما أختطفوا، وقتلوا سردشت عثمان، فإنهم شغلوا الناس بسؤالٍ جانبي مفادهُ: هل كان سردشت صحفياً مُحترفاً أم مجرد هاوي؟ ولم يبحثوا قضية: كيف يمكن خطف شاب من أمام جامعته؟ وفي وسط أربيل، ومن ثم يقتل، ويعبر بجثته ثلاثة عشر نقطة تفتيش، ليرمى في النهاية على قارعة الطريق في مدينة الموصل؟

وكذلك حينما قاموا في نهاية حزيران، وبشكلٍ غير شرعي، وغير قانوني، وهزلي، بتمديد الولاية لرئيس حزبهم، وحرموا الناس من حقهم في الأنتخاب، والتصويت، وفرضوه فرضاً. ومن ثم تناسوا هذه الجريمة القانونية، وركزوا على قضيتين ثانويتين أخرتين: كان أولاهما، وأخطرهما هو قيام أجهزتهم الأمنية، بالكشف عن عملية "مشبوهة" للمعارضة، لتهريب "صفارات" الى البرلمان! فتكلموا في أعلامهم عنها وكأنهم ضبطوا شحنة مخدرات، أو شحنة أسلحة أو متفجرات!

وهم هنا أيضاً لايرون الجريمة التي أرتكبوها بحق الديمقراطية، والقانون، وحقوق الناس، ولكنهم يرون "صفارات"، كانت ستهربها المعارضة الى البرلمان. وهذا يشبه تماماً الذي يرى القشة في عين أخيه، ولا يرى الخشبة في عينيهِ!.

أما القضية الثانية فكان بطلهُ السيد فلك الدين كاكائي وزير الثقافة الأسبق عن حزب البارتي، والذي لم يثر "أنقلاب حزيران على القانون والديمقراطية" شعرة أحساسٍ في جسده، ولكنه أستشاط غضباً من نائبة في كتلة التغيير، كانت قد قالت غاضية "إن صدام كان أشرف مِن هذين الحزبين".وذلك أبان الفوضى التي سادت أنقلابهما على الشرعية والديمقراطية. فطالب الكاكائي بطرد النائبة من البرلمان، وحرمانها من العمل السياسي، وتقديمها الى محاكمة!

الغريب في الأمر هو تحسس السيد الكاكائي من أن يقارن بصدام؟ وهذا الأخير -أي نظام صدام ودباباتهِ-كان السبب في رجوعه هو وحزبه للسلطة في أربيل، وبقائهِ فيه منذ 1996 و لحد 2003. أما شمولية، ودكتاتورية حزب البعث، فصار لهم منهجاً ومثالاً طيباً يحتذون بأثره، ويعملون به!

المسلسل هذا من التسخيف وأستغباء الناس، له تأريخ طويل، وهو مستمر الى قبل يومين، حين قرر المرشح السابق لرئاسة الأقليم السيد كمال سيد قادر، الأحتجاج على سلب حقهِ في الترشح. فأُمطر بوابل من اللكمات، وأشبع ضرباً، من قبل بلطجية حزبية في مدينة أربيل. حتى كُسرت يداه وأصيب بجراح. ومن بعد الحادثة خرج علينا مدير الشرطة في أربيل، ليقول: إن أهالي أربيل ضربوا السيد قادر لأنهُ كان ثملاً!

السيد قادر أعتبر هذا التسخيف، "نكتة سمجة" لا تثير الضحك، خاصة وهو كان ينوي أن يتظاهر ويحتج ويخطب في الناس فلماذا يسكر؟ وكان في يومها صائماً وبشهادة زملائه في الجامعة. وخاصة وإن أربيل مدينة مُتفتحة وليست متزمتة كقندهار ، بحيث إنها سمحت قبل أيام لِـ "هيفاء وهبي"، أن تقدم حفلاً راقصاً، وهي شبه عارية!

إن بائعوا الذمة والضمير هؤلاء، أعميت بصيرتهم عن كل هذه الأحداث الكبيرة، والخطيرة، ولايعتبرونها قضايا ساخنة، ومهمة، وتستحق التعليق والنقد. ولكن أعينهم ترى، وأقلامهم تكتب، عن الصغائر، والسخافات في الجانب المقابل، فينفخوا فيها، ويعيدوها بشكلٍ هستيري، عملاً بتعاليم غوبلز حين يقول: أكذب ثم أكذب حتى تصدق نفسك!



#آکو_کرکوکي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاطرة... عن الذاكرة الطائرة
- المالكي... طريقٌ أقصر.... ترجمة لمقالة الأستاذ كمال رؤوف.
- التقسيم والأقاليم وأشياء أخرى
- السياسة ضمن قواعد اللعبة الديمقراطية
- حتى المستقبل... كان أجمل في الماضي!
- كوردستان تتقمص جسد أوجلان
- الإنقلاب العسكري
- كوردستان، مِنْ منظورٍ بعثي
- كاتالونيا، وكلاسيكو يحبس الأنفاس!
- الربيع المنَسي
- العودة الى نُقطة الصِفر!
- حول المنهج العلمي، ملاحظتان الي العجمي
- يوست هلترمان، مِنْ مُدير... الى مُثير الأزمات
- كركوك عبق التأريخ، ولذة الذكريات
- دروس من طائر النعام
- تأسيس الدولة، واللعب في الوقت الضائع
- ذاكرة سمكة
- ملحق : لمقالة القومية العراقية والكتابة بالحبر السري ( 2 من2 ...
- القومية العرّاقية، والِكتابة بالحبر السّري (1 من 2)
- كريستيان ڤولف وقيادة الشعب الجبار


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آکو کرکوکي - يرى القشة في عين أخيه، ولا يرى الخشبة في عينيهِ!