أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آکو کرکوکي - العودة الى نُقطة الصِفر!















المزيد.....

العودة الى نُقطة الصِفر!


آکو کرکوکي

الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحياناً وأحياناً كثيرة، تكونُ الأحداثُ، أقوى مِنْ أنْ يتحمَلَهُ اللامُبالاة، وأكبر مِنْ أنْ يُخبأهُ الصمتُ.
فلا أجد فيها مَنفذاً، يُخفف مِنْ وطأتها ووقعها الثقيل عَلَيّ، سوى أنْ أُسطِر، ما يخالُ لي، من الهواجس، والأفكار.

ويشغلني في الوقتِ نفسهِ، العِنوان المُناسب، الذي يمُكن أنْ تحملهُ تِلك الكِتابة. هذا إذا، كتُبَ لها أنْ ترى النورَ طبعاً، ولاتلقى مصير أخواتِها، اللواتي طالهنَّ، رذاذ مللي، وضجري، بعد حين، فمزقتهنّ، ورميتهن، في درام القُمامةِ.

وبصراحة، فلِعنوان هذهِ الكِتابة، راودتني فِكرة إجرامية لِـ((سَرِقة أدبية))، مِنْ مطلع قصيدة معروفة، لِعملاق الشعر والإنسانية: محمد مهدي الجواهري، والذي يقولُ فيهِ:

حييتُ سَفحكِ عن بُعدٍ فحييني يادجلة الخيرِ، يا أُمْ البساتينِ.

ونويتُ العبث بها والتصرف، بإن أختارَ عِنواناً على نفس الوزنِ والقافية، فكتبت: يادجلة الشرِ يا أم الغرابينِ...ثم تعثرتُ في القافيةِ، فهل من الأفضل أنْ تكونَ: أُمْ الشياطينِ... أم أُمْ الثعابينِ...أو أُمْ الخَوارينِ؟

وهنا لابد لنا أنْ نقول: إنَّ شيوع تلك السرقات البسيطة، والسهلة، قد سلبتها صفة الجُنحة والجناية، وإنهُ لا يجب أنْ يُفهّم، مِنْ تعبيري السابق أعلاه، وكإنهُ تطاول، على أحد شرايين الرئيسية للميزوبوتاميا، حيثُ المَعْنيَّةُ هنا، هي قيادة عمليات دجلة، وليس النهر. يفوحُ من الموضوعِ إذن، الرائحة الكريهة للسياسة.

عودٌ على بدء، فالهدف المعُلن، لِقيادة عمليات الدجلة، هو الملف الأمني لِكركوك. لكن الهدفَ الخافي، هو إنهاء التواجد العسكري، والأمني، لأقليم كوردستان في كركوك، ليتفرغوا بعدها لمِضُايقة السكان الكورد، تمهيداً فيما بعد لِترحيلهم، وتهجيرهم عِنوةً، الى مُحافظات الأقليم. في تكرارٍ مماثل، لِسياسات صدام والحكومات العراقية السابقة، وللسياسة المتُبعة مِنْ قِبل الِمليشيات الطائفية، التي هَجَّرَت الملايين في العراق الجديد، ممَنْ لَمْ يوافقوها في المذهبِ، أو الطائفةِ، أو حتى الِمزاجِ. ومِثلما هُجِرَ الكورد، مِن مَناطق جلولاء وقادر كرم، بعد إنسحاب قوات البيشمركة مِنها، وتسليمها الى الجيش العراقي.

خصوصاً والقائد العام لِقيادة عمليات دجلة هو المدعو عبد الأمير الزيدي، الذي كانَ ضابطاً بِرُتبة رَفيعة، أبان حُكم حِزب البعث. وهو مطلوب قضائياً في المحكمة الجنائية العليا، حيث شارك في عَمليات الأنفال، السيئة الصيت. ومازال الى الآن مُحتفِظاً بشاربهِ البعثي، وملامحهِ الإجرامية، ونياتهِ الشُوفينية.

أما بالنسبة لِقضية كركوك، فيبدو إنَّ الوقتَ قد حان، لِحسم مَلفِها. والذي أتُفِق قبلاً على أن تُدار، بِمُشاركة الطرفين، أي العراقي والكوردستاني معاً. غير إنَّ تطورات الأحداث في المنطقة، والتي تُنذر بحربٍ أقليمية وشيكة، وتغيراتٍ جذرية، لخِارطة الشرق الأوسط، تحُتِم التحرك السريع، لِإِقتطاع وإِلتهام كعكة كركوك كاملةً، قبل فوات الأوان. تحسُباً لأي طارئ، يفرض إستقلال كوردستان، بشكلٍ أو آخر.

ومثلما تشهدون، فلقد غيرتُ رئي، وسَميتُ كِتابتي بـ (العودة الى نُقطة الصفر). ولَمْ أسرقْ الجواهري، ولَمْ أعبثْ بدُررهِ الأدبية. ليس فقط، لأنني أحترتُ في إختيار قافيتهِ، بين: أُمْ الغرابينِ... أو أُمْ الشياطينِ...أو الخ. وليس أيضاً، لأنهُ إنتابني خجلٌ عارم، حينما تجرءتُ، وأقتربتُ، مِنْ قامةٍ رفيعةٍ، في عالم الأدبِ، ومارد عظيم، في فضاء الأنسانية، ذلك العراقيُ الأصيل، الذي ماتَ وطاقيةُ كوردستان، تُزِين رأسه، كالتاجِ المُرّصع. لا بل إضافةً الى كل هذا، فلقد قادني لحظةُ تأمُلٍ مُهمة الى فهمٍ آخر. فتوضح لي بإن مُشكلة تشكيل قيادة عمليات دجلة، تكاد تكون تَفصيلة صغيرة، أو نتيجة عَرَضية وثانوية، لِمُشكلةٍ أعظم.

مُشكلةٍ، يغوصُ في مُستنقعاتها ودهاليزها، ومِنذُ عقود، كِلا الشعبين، العراقي والكوردستاني معاً. فتجرفَهما الى دوامات مِنْ العُنفِ والعُنف المُضاد، وجولات مِنْ الإحتلال والمقاومة، وحُقبْ مِنْ الفوضى واللاإستقرار، وفتراتْ مِنْ التباعد والكراهية، ومليارات مِنْ المالِ والجُهدِ المَهدور، ومِئات الألوف مِنْ الأرواح البريئة، وأنهار مِنْ الدماء الزّكية، وصفوف مِنْ الأجيال الضائعة، وسنين مِنْ التخلف، والمرّاوحة في نفس المكان. فأصبح تأرِيخَهُم وتأرِيخَنا وطوال القرن المُنصّرم، وكأنها إنطلاقات وقفزات، ترتفع وترتفع، لِترجع مِنْ بَعدها، الى نُقطة الصِفر!

اليوم، وقد عُدنا مُجدداً الى نُقطة الصِفر، بعد أنْ أُفشِلَ عَمدًا الحلُ السلمي المُقتَرح، وفِق الدستور، لِفك عُقدة القضية الكوردية في العراق، وذلك بترسيم حدودها، تمهيداً لِإعطاءها حق تقرير المصير. وبعد أنْ عادت حليمة العراقية الى عادتها القديمة، في صَرف فليسات النفطات على خُردة السلاح، مِنْ هُنا وهناك. وَرَمَتْ الإتفاقات والإلتزامات عَرض الحائطِ، وسالتْ لُعابها مرة أُخرى لِأرض كوردستان، وأتبعت شهوةَ أطماعها الإستعمارية والإحتلالية لها.

اليوم، ونحنُ نَقِف على أعتاب جولةٍ أُخرى مِنْ العُنف، يجدرُ بنا على الأقل، وقَبلَ أنْ نموتَ أو يموتَ عزيزٌ عَلينا، أنْ نفكر قليلاً، بالمسؤولين عَنْ هذهِ المهزلة المأساوية، والمتوزعين على كُل الأطرافِ.

في الجانب العراقي، وفي مُقدمة المسؤولين هؤلاء، تقف تلك المجموعة المتُطّرفة، التي تُسّبح بإسم العراقِ ووحدتهِ، وتُصلي على مقامهِ، سجوداً وركوعاً، صباح مساءْ. وتعتقد واهمةً، بإنَّ المساس بحدود العراق الحالية، هو خروجٌ كافر على نواميس الطبيعةِ وبديهيات الأزل. لذا فمسئلة إستقلال كوردستان، أو كما يُعرفهُ قاموسهم الإحتلالي بـ(إنفصال الأكراد)، فيُعتّبر مِنْ المُحرمات التي تصل الى مستوى، الخيانة العظمى. ظناً منها، بأنهُ هكذا يجب، أنْ تكونَ الوطنية الحقة، فتصر على إحتلال أراضي الغير، وتُخضِع سُكانها بالقوة لِإِرادتك.

تضم تلك المجموعة، كل فئات المجتمع تقريباً، وخاصةً مَنْ يسّمون بالـ(المُثقفين). وخلفهم يقف مجموعة مِنْ الساسة الجاحدين، الفاسدين، اللذين لايعرفونَ للإلتزامِ، والإتفاقِ، والقانونِ، والإخلاقِ، مِنْ معنى، بل جل الذي يجيدوه، هو تقديم التنازلات في ساعات الضُعفِ، وقلب الطاولةِ، والعنجهيةِ، والجحودِ، والسيطرةِ، والغطرسةِ، ساعة القوة. الوطنيةُ في قاموسهم شعار، وفي واقعهم مجردُ سلعة بإسعار. وسلعة رخيصة جداً، مَعروضة بأبخس الأثمان، في الأسواق السعوديةِ والتركيةِ، وإيران.

والأمرُ ليس وليد اليومِ، بل إنَّ كِلا المجموعتينِ، قد لازمتا، تأريخ الدولة العراقية الحديثة، في معظم فتراته، وإرثهُما بالتالي، قد تَسبب، بخلق مُشكلتين عويصتين، في الجانب الكوردستاني، وهما: مُشكلة فِقدان الأمل أو اليأس، ومُشكلة فِقدان الثِقة.
فالمواطن الكوردستاني بات يائساً مِن إنّ الطرقَ الدستورية، والقانونية، والسياسة، يمكن لها، أنْ تمنحهُ شيئاً، وصارَ خائِفاً، وفاقِداً للإحساسِ بالأمان، وفي التعايش السلمي مع هذا الشريكِ. الذي يُمكن أنْ ينقلِبَ عليهِ في أي لحظة. فهو لَمْ يَكُلْ مِنْ حبك المؤامراتِ، وكبتَ نواياهُ الخبيثة دائماً. وسوف لَنْ يتوانَ عن تكرار جرائم القتلِ، والإبادة الجماعيةِ مرة أخرى، فلا أحد يضمنُ ذلك.

أما في الجانب الكوردستاني، فالذي يتحمل المسؤولية، للوصول الى نقطة الصِفر دائماً، ويَسبق الجميعَ في نيل هذا ((الشرف))، فهم الأحزاب السياسية الحالية، وخلفهُم يَصطفْ مُريديهُم، ودراويشهُم، وأذيالهُم، اللذين يُقادوا كقطعانٍ مِنْ الغنم. وعندما يكون الحديث عن الحزبيةِ في كوردستان، فالأمر يتلخص بثلاث مجاميع فاعلة، وكبيرة، ومعروفة، وهم: الحزب الديمقراطي أو كما يُسمى كوردياً بـ(الپارتي)، والإتحاد الوطني (اليكيتي)، وحركة التغيير (گوران). وفي هامشهم يتعايش بعض مشتقات الإخوان المُسلمين، مِنْ مخلوقات سعودية وتركية، مِنْ حزبين إسلاميين، يعرفانِ نمواً مُطّرِداً، لكنهما مازالا محدودي التأثير.

السِمة التي تجمع الطرف الأول بالثاني، هي وقوف العائلوية على رأس الحزبِ وهَرم السُلطةِ فيهِ، وكذلك سِمة السيطرة على مَصادر الأموال وأركان الحكم، بيدٍ مِنْ حديد. هذا إضافة الى سِمة الفساد، بكل أوجههِ وتشعباتهِ. أما ما يجمع بينهم وبين حركة التغيير، فهو إنّ المحُرك الرئيس وأصحاب القرار في سياسية الأطراف الثلاثة هؤلاء، هم ثُلة مِنْ الكوادر الحزبية العتيقة، والتي يُمكن تسميتهم بـ(الحرس القديم)، والتي رافقت سنوات الصراع الماضية مع بغداد، وفيما بينها أيضاً. مُشكلة الحرس القديم هذا، إنهُ وببساطة، بلغ من القدم مبلغاً، وقد أصيب بالصدءِ، وبات مُهترِئاً، نافذْ الصّلاحية.

ولو نظرنا الى الپارتي أولاً، فيتجلى لنا مسئلة العائلوية وبكل وضوح. فمصالح ومكانة العائلوية والولاء لها، تحول الى أولوية، ترسم معظم سياسات الحزب. قبل فترة كَتَب أحدهم مُنتقِداً: إنَّ الپارتي يتكلم دائماً عن أعداء الكورد، ويتهم كُل مُعارضيهِ في الداخل، بالتعاونِ مَعْ أعداء الكورد، ولكنهُ كحزب سياسي، ليس لديهِ أيُ عدوٍ واضح، مِنْ غير الكورد. فِعلاقاتها أكثرُ مِنْ جيدة، مَع أبرز المُعادين التقليديين لِتطلُعات كوردستان في الحرية، وهم تركية وحكومة المالكي، والأخوان النُجيفي، والمُطلق وذيول البعث، والصّدريين. ورغم كل الحرب الأعلامية، لَمْ نَرَ وزراء ومسؤولي الپارتي في بغداد، ذوو المناصب السيادية، ينسحبون أو ينبسوا ببنت شفة، تجاه المالكي وسياسات حكومته. بل صاروا يرافقوهُ ويعاونوه، في شراء السلاحِ، وإرجاع العراقِ الى الحاضنة العربية، وإصدار المراسيم العسكرية، لتشكيل عمليات دجلة والخ. وتحول بعضهم كمثل قائد أركان الجيش، ووزير الخارجية، ونائب رئيس الوزراء، ونائب رئيس البرلمان، الى مجرد، خيال مآتة.

يناظرهم في هذا، بل بات يقلدهم في العديد مِنْ الامور، حزب اليكيتي، اللذين حولوا الحزب الى شركة أخرى، تعمل لحساب السيد طالباني وقرينتهُ الكريمة. ولقاء المنصب الكارتوني في بغداد، تحول أهم حقوق الشعب الكوردستاني، في بناء دولتهِ المُستقلة، الى مجُرد حُلمٍ عصفوري، ونُكتةٍ للسُخرية، يتندر بها زعيمهم علينا، على مشارف قبر أتاتورك، ويرافقهم في كعكة القيادة الدسمة تلك، بعض المسؤليين الحزبيين الفاسدين والعسكريين الأُميين. أما الكوادر التي إتسمت ببعض النزاهة، والمهنية، كالدكتور برهم صالح مثلاً، فلقد هُمِشوا وسُحِبَ مِنهم الصلاحيات، أو إنشقوا وأرتمو في أحضان حركة التغيير.

إنَّ تأريخ العلاقات الشائكة، لهذين الحزبين، مع القوى الإقليمية المحتلة لكوردستان، كإيران، وتركية، والعراق، وسوريا، والممتدة الى عقودٍ مَضتْ، والحرب الأهلية العَبَثية، وتقسيم كوردستان بما فيه كركوك والمناطق المُستقطعة، الى إدارتين حزبيتين، وتحويل قواتها ومؤسساتها الى هياكل حزبية صِرفة، وتخاذلهم أمام موضوع ترسيم حدود كوردستان، وسعيهم المجاني الحثيث، لحل الأزمات ولِبناء حكومات عراقية في بغداد بعد 2003، إرضاءاً لأيران وأمريكا والقوى الأقليمية، دون أدنى فائدة للمصالح الكوردستانية. وعدم إمتلاكهم لِستراتيجية قومية، تسعى لِبناء الدولة الكوردستانية، ونشرهم للفساد ومجاملتهم للأسلام السياسي.كل هذا، والكثير من الأسباب الأخرى. تجعلك تتسائل وبجدية، فيما لو كانوا هؤلاء، يمثلون قضية الأُمةِ فِعلاً؟ أو لربما سيوصلوننا يوماً الى نُقطة، تبعد قليلاً، عن نُقطة الصفر؟ أم هُم مجرد عصا دأبت القوى الخارجية المعادية لنظال كوردستان أن تضعها أمام عجلة تقدمه؟

قبل حوال الثلاث سنين، بدى هناك إنّ بارقةُ أملٍ تلوحُ في الأفق، لتغيير هذا الواقع السياسي المُزري،
حينما نزلتْ حركة التغيير الى الساحة السياسية، فجلبتْ بعض الجديد الى الروتين المعروف. وبمرور الوقت تبين إنَّ إفتقارهم الى أهم عاملين مؤثرين في السياسة في هذا البلد، وهي الأموال والقوة العسكرية، جعلهم محدودي التأثير جداً أمام أيُ تغييرٍ جذري، بحيث شُلّتْ قُدراتهم وعُطِلت مَشاريعهم.

خطأيين قاتليين آخرين، عرفا طريقهما الى سياسة هذهِ الحركة، أولهما هو الأهتمام الزائد عن الحد، بقضية الفسادِ في داخل مؤسسات الأقليم، والإستهداف الذي بدى شخصياً للأطراف الأخرى، والتركيز على التنافسات السياسية الداخلية، على حِساب المشاكل الخارجية للأقليم. مما أدى الى الضبابيةِ وفقدان الرؤيا الواضحةِ، حول القضايا الخارجية المصيرية، كالمسائل المُعّلقة مع بغداد، وموضوعة حقْ تقرير المصّير. فهم باتوا يروجون لِفكرة غريبة جداً، مَفادُها إنَّ لا خطر خارجي حقيقي، يُهدد أقليم كوردستان!

ولو نظرنا الى هذا الأمر بنظرة بريئة، فإنهم سيبدون لك كالذي غَرَق في التفاصيلِ، وفَقَدَ الصورة الشاملة العامة، وقد ضيّع طريقهُ. فكيف ليس هناك مِنْ خطرٍ حقيقي، يُهدد الأقليم، مع كل هذهِ المؤامرات، والذئاب، التي تتربص بنا؟

وما عدى مُجاملتهم للتيارات الدينية في كوردستان، فالخطأ القاتل الآخر، هو البدء بسيطرة الحرس القديم، على مقاليد الأمور في هذهِ الحركة أيضاً، وتهميش دور العناصر الشابة والكوادر السياسة الجديدة فيهِ. وهذا الحرس القديم، واللذين يمثلونَ الأعضاء المنشقين، عن الإتحاد الوطني، يميلونَ الى العمل والتفكير بالعقلية القديمة لِنظرائهم في الحزبين، ويقودهم في هذا، ذاكرة علاقاتهم وتنافساتهم الشخصية، والقديمة، معهم. ويميلونَ لِبناء التكتلات، داخل الحزب الواحد، ولِعقد الصفقات الخفية، في الداخل والخارج، وحتى إنَّ بعضهم يلاحقهُ تُهم في الفساد. وكل هذا مؤشرات بل هي دوافع للعودة الى نقطة الصفر في داخل الحركة وخارجه.

إنّ عبور نقطة الصفر اللعينة تلك، بالنسبة للعلاقة بين العراقيين، والكوردستانيين، يتطلب عقلية وروحية جديدة، غير التطرف الأعمى، لأوطان خلقها الإستعمار، ولا لِتأييد ساسة يجيدون إشعال الحروب، وتخريب الموجود. والحالة العراقية بشكل عام، والكوردستانيةِ، بشكلٍ خاص، هي في أشد الحاجة، للإنقلاب السلمي على الحرس القديم، وتغييره، فهذا العامل هو المسؤول الأول والأخير، عن مراوحتنا في نقطة الصِفر. وإحلالها بروحية جديدة، تُدير دفة الحكم والسياسة، وفق منهج، وعقلية جديدة. وليس بالضرورة، بل من غير المحُبذ أبداً، أنْ يكونَ الحرس الجديد، من أبناء وأقرباء الحرس القديم، وأنْ يكونوا خريجي نفس المدراس، وكإنك يا أبو زيَد ماغزيتْ، ولَمْ ولَنْ تتجاوز نُقطة الصفر أبداً.




الهوامش:

الثَّعَابِينُ: مُفْرَدُهَا الثُّعْبانُ، وَهُوذ كرُ الْحَيَّةِ الضَّخْمُ الطّويلُ، وَقِيلَ: كلُّ حَيَّةٍ ثعْبَان، يأتي هنا كرمز للخبث واللئم.
الْخوَا رينُ: جَمْعُ خوْرَانَ، وَالخوْرَانُ: الدُّبُرُ، وَالْخوْرَانُ: مَجْرَى الرَّوْث. يأتي هنا كرمز للقذارة.
الغرَاِبينُ: جَمْعُ الغِرْبَانِ، وَالْغِرْبَانُ جَمْعُ غرَا ب، وَالغرَابُ: الطَّائِرُ الأَسْوَدُ. يأتي هنا كرمز للنحس.
المصدر:
صيغ منتهى الجموع في لسان العرب/ دراسة صرفية دلالية/ سائد محمود حسن صوافطة
http://scholar.najah.edu/sites/scholar.najah.edu/files/all-thesis/5172113.pdf



#آکو_کرکوکي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول المنهج العلمي، ملاحظتان الي العجمي
- يوست هلترمان، مِنْ مُدير... الى مُثير الأزمات
- كركوك عبق التأريخ، ولذة الذكريات
- دروس من طائر النعام
- تأسيس الدولة، واللعب في الوقت الضائع
- ذاكرة سمكة
- ملحق : لمقالة القومية العراقية والكتابة بالحبر السري ( 2 من2 ...
- القومية العرّاقية، والِكتابة بالحبر السّري (1 من 2)
- كريستيان ڤولف وقيادة الشعب الجبار
- هَّمْ الوّطَنْ
- زمن الجياد السّكِرة، والضمائر المّيتة.
- في تبادلٍ لأطراف الحديث والأراء... مع الأستاذ جعفر المظفر
- الجماعات والقوميات المُضطهدة والبحث عن حياةٍ أفضل
- سؤال في موضوع ساخن!
- دولة جنوب السودان....عُذراً فنحن نحسدكِ!
- هل لنا بقليل ...من الحُمص والحلاوة؟!
- نُصف الكأس المُترع
- موجةُ تغيير ...أم موضةُ التظاهر؟
- العراق يُزاحم اللَّة في عرشهِ!
- تونس، تأملات في الهدوء الذي سبق العاصفة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آکو کرکوکي - العودة الى نُقطة الصِفر!