أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - آکو کرکوکي - دولة جنوب السودان....عُذراً فنحن نحسدكِ!














المزيد.....

دولة جنوب السودان....عُذراً فنحن نحسدكِ!


آکو کرکوکي

الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 03:37
المحور: القضية الكردية
    


أجل.. نحسدكِ وأقولها دون خجل، فمنذ زمنٍ قد فقدنا الحياء والخجل...وماذا تنتظرين منا؟... ونحن الأيتام المشردين ، بين الأزقة الشرق أوسطية .. و أنتي اليوم تتنعمين... بحضن الأسرة الدولية ...؟

دولة جنوب السودان...إن خطر لكِ، إننا بدو رُّحل، أو شرذمة من الغجر . فعذراً، فنحن لسنا بغجر، مع تشرذمنا وتشظينا... ومع كل إحترامنا للغجر...ولسنا ببدوٍ ، بالرغم من إنننا... وبفضل الإسلام والعروبة... قد تطّبعنا، بطباع البدوِ... وصفات الرملِ... وجمود الصخرِ ،و الحجرْ.... ولسنا بمُعدمين، أو عاقرين... بالرغمِ من غُربتنا، ووحِدتنا في وطننا، ومايبدو علينا، من مظاهر الذلِ والفقر...لا لسنا هذا ولا ذاك... بل نحنُ أمةٌ... نساها اللة، والتاريخ، والزمنْ... فنسينا نحن أيضاً، أنفسنا ، ورضينا بحياة، المذلة، والقهرِ ، والوهنْ...

لابد إنك سمعتي بقصتنا المُملة... عن أربعين مليون نسمةَ، مُشرذمةَ، مُمزقةَ، مُقطعّة. بين دولٍ، هي أكثرُ من ثلاثة، أو أربعة. أو قد سمعتي، بـ"حلم الدولة" أو "نضال الپيشمرگة" أو يَنكة وپَدَكة أو حتى پَككة. ولربما سمعتي بهَولير، أو آمد، أو سنة، أو هَلبجة، أو حَسَكة، وعرفتي، إنها أشلاءُ وطنٍ، بين الاوطان الأخرى مُوزعة، مُبعثرة، مُفككة. أو سمعتي بتضحياتنا، ومآسينا، ومظالمنا، المتُعددة المتُنوعة وفي الأسلوب والوحشية غير مسبوقة، وجديدة، ومُبتَكرة...

دولة جنوب السودان...لا شأن لي، إن عطفتي حينها، أو لم تعطُفي... ضجرتي اليوم، أو لم تضجُري... من قصتي المكُررة...ولكني لا أقوى، إلا أن أحسدكِ، مما لديك وليس لدي... مما تملكين ولا أملك . ... ومما تتذوقين، من حلاوة دولةٍ مُستقلةٍ مُحررة، مُظفرة... ومما تتنعمين بهِ، من كيانٍ، وخصوصيةٍ، محفوظة، وشخصيةٍ، مَرفُوعة، مُبّجَلة، بين الأممِ، مُعترّفة، مُحترّمة، مُقدرّة.... ومما أعانيهِ، من تبعية، ودونية،، ومَذَلة مَكروهة مُحتَقرة.... ولا شأن لي، إن كان كل هذا، من قلة حيلتي أو ضُعفي ...أو كان هذا، حسدٌ، منبوذٌ، وسلبيةٌ، مُستهجنة، مُستنكرة....أو شحنةٌ، عاطفيةٌ، متُطرفة، لاعقلانية، ولاموضوعية، دادائية، فوضوية،طوباوية، ورومانسية، في السياسةِ، مُستبعدة، مُستسخفة...

كلا... لاشأن لي بكل هذا، ولايهمني، ولمِا يجب ان يهمني؟...أ لأجلِ مجموعة من الفرضيات، والشعارات، والمقولات، الخرافية، المتُفلسفة، بالمثاليةِ والكمالِ، مُتمسحة، وزاعمة مُدعّية...تعتقد إن ما هو سائد في العالم ، هي العدالةُ والمنطقُ والعقّلنة...أنْ يَنعَمَ هذا بالدولة وذاك بالمذلة!...أنْ ينعم هذا بالحرية، وذاك بالتبعية!...أن يكون هذا مستقلٌ وذاك مُستغلٌ!... أن يكون هذا مجرد جزءٍ مُستضعف...وذاك كلٌ مُستفحلْ ومُستكبر....

دولة جنوب السودان أحسدكِ...لأنك مَلكتِ... قادة قوميين، للدولةِ طامحين...لأنك ملكتِ...مُناضلين، كانوا مع شعوبهم، في شعاراتهم، وإدعائاتهم ووعودهم صادقين...لأنكِ ملكتِ... قضية، كانت لها دائماً، أصدقائها، وحلفاءها، في مصالحهم معكِ، مُشتركين...ملكتِ.. قضيةُ، أعدائها، في دولةٍ، واحدةٍ، محصورين... كانوا مجرد، ثُلةً، من العروبيين، المتُأسلمين...بلونِ واحد، مُشخصين، مَعروفين...أنتهت في يومٍ صلاحياتهم، فصارو من التاريخ خارجين، وللمزبلة سائرين...!

نعم أحسدكِ... لأنني لم أملك ماتملكين....فأبتليتُ، بقوميين هم لاقوميين، وبالدولةِ المستقلةِ، مستهزءين، مُستخفين، وبالحلم العصفوري... لها واصفين. أو كانوا: في أحسن حالتهم، خائفين، خَجَلين، مُترددين، لِكلامهم، ومقولاتهم، مُغيريين كالمنافقين...!

وأبتليتُ بوحدةٍ، وغربةٍ مُوحشةٍ... لم يشاركني فيها أحدٌ، إلا الجبلُ... أما ما قبلهُ، وبعدهُ، وغيرهُ، كانوا فقط، لِمآسيّي، وحقوقي، ومظالمي، مُبصرين، ولكن وا..أسفاه لامبالين، وغير آبهين...وأبتليت بأعداءٍ، لا حصر لهم، من عروبيين، وأسلامويين، أتاتوركيين أو قوميين فارسين وألى آخر جوقة الشوفينيين المتُعنصرين...وأبتليتُ... بأبنائي المشوشين الظالين، وراء الايدولوجيةِ، والدينِ، والخرافيات، ساعيين ...وأبتليتُ، بمرتزقةٍ، وخونةٍ، وجهلةٍ، وعشائرين، وتقليدين، وسارقين، وفاسدين، من إنتهازيين، ولاأُباليين...وأبتليتُ... بالنفطِ، والنهرِ، والجبلِ، والزراعةِ، فكنتُ مطمعاً، لكلِ مُتعجرفٍ إستعماري ماصٍ لدماء العالمِ إستغلالي... فكنتُ، كالكرةِ، يركلها حينٌ،البريطانيين، وحينٌ العثمانيين، أو الستالينيين، أو القوميين العراقيين، أوالأتاتوركيين أو و أو... وأبتليتُ... بوقاحة الغرب السياسي المنُافق، العاهرْ... ومَقصهِ المزاجي اللاعادل...وأبتليتُ.. وثم أبتليت.. بغيري وبنفسي، وما أسوء بلوةُ نفسي... قبل غيري...!

دولة جنوب السودان... قبل أيامٍ ، وفي العراق عندنا...كررت الغربان نعيقها...وركع الوثنييون، لأصنامهم، وأوطانهم، وأعادوا علينا، دينهم بكل خُزعبلاتها، وطقوسها، وأساطيرها وفقاقيعها ...كانت الغربانُ، تتبجح، بقدسية الحدود، وإستحالة التقسيم... وكان الوثنيون يكفرون و يهدروون، دم التقسيميين وحتى الأتحاديين اللامركزيين...ولكن حين خفق رايتك بالأمسِ عاليا.... خرست الغربان صامتة... وسقطت فرضياتهم خاوية... والى قعر قعر الهاوية...فلا الأ ستقلالُ حلمٌ... ولا الأنفصالُ كفرٌ... ولا الوطنُ أو الحدودُ... مُقدسٌ، أو آلهةٌ، أو دين.

دولة جنوب السودان...أبارككِ وأحسدكِ...وسأظل أحسدكِ...فالحسدُ عندي ليس بأثمُ أو للأخلاق مُخالفة... بل هي عندي مجرد مُقارنة...نعم مقارنة... بالرغمِ من هذهِ المُفارقة...!



#آکو_کرکوکي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لنا بقليل ...من الحُمص والحلاوة؟!
- نُصف الكأس المُترع
- موجةُ تغيير ...أم موضةُ التظاهر؟
- العراق يُزاحم اللَّة في عرشهِ!
- تونس، تأملات في الهدوء الذي سبق العاصفة
- بعيداً عن الدَولَتيّة، وسلطة الرمْلِ،البحثُ عن حياةٍ أفضل!
- على هامش مقالة السيد نزار جاف- - أقليم الصخور والحديد-.
- التوافقية... حق الرفض لا الفرض!
- إنَّ اللّة لا يلعب النرد...!
- العراق: حشد السجالات العقيمة والعنيفة
- القومية وسرطان الحزبية
- المُدبلجات المُؤدلجات المُتحجبات
- كورد ولكن...!
- لحظة هدوء...بعد ضجيج الانتخابات (الجزء الثاني).
- لحظة هدوء...بعد ضجيج الانتخابات. (الجزء الاول)
- حَجَرْ الزاوية
- عودة البعث الى جمهورية البُدّعْ
- جَرّائِمْ وبَرّاعِمْ - بإقتباس مِنْ کُراس مُذکراتي


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - آکو کرکوکي - دولة جنوب السودان....عُذراً فنحن نحسدكِ!