أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آکو کرکوکي - المُدبلجات المُؤدلجات المُتحجبات















المزيد.....

المُدبلجات المُؤدلجات المُتحجبات


آکو کرکوکي

الحوار المتمدن-العدد: 3041 - 2010 / 6 / 22 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في صباح احد أيام الآحَاد, جلس أمام جهاز التلفاز, لِيستجم ويقضي إجازة نهاية الأسبوع, كان يحتسي الشاي وهو يبحث في القنوات الفضائية عن شئ مُسلي, يدعوهُ للأسترخاء. لم يك يحبذ القنوات الاخبارية في تلك اللحظة وقد مل أخبار العراق أيضاً التي ماتلبث أن تختلط فيها الأحداثُ كما تختلط الأشياءُ فوق مكتبهِ وحقيبته وغرفتهِ المُتخمة بالفوضى.
ومن الفضائيات, التي كانت تنقل الغث والسمين, من البرامج, قد طفح كيلهُ أيضاً, حيث يحس فيه دائماً وكانه في سيلٍ مُتلاطم, من الانتاج التجاري الهابط والسياسي المُوجه.
وبعد رحلة بحثٍ ليست بقصيرة, رست سفنهُ أخيراً على مرافئ مسلسلٍ تركيٌ مُدبلج. فأقبل على مشاهدتها مأخوذاً من جهة, بالمناظر الخلابة والازياء المُبهرة والمباني الفارهة وجمال ووسامة المُمثلات والممثليين. ومن جهة أخرى بغريزة حب الأستطلاع, فلقد سمع الكثيرين من المتابعيين الذين تجادلوا بالأحداث المرتقبة وأتخذوا المواقف المؤيدة أو الرافضة لتلك النوعية من الدراما. وهو لم يك يستطيع أن يشاركهم الجدال, وفضولهُ كان لسوف لايغفر لهُ, أهمالهُ, لكل هذه الضجة المُثارة, حول تلك المسئلة.
أبهرتهُ "عاصي" من أول لحظة, بشعرها الداكن, ووقف مدهوشاً أمام عينيها السوداويتان, وقوامها الرشيق الفاتن.ولم يجد مايمنع, من الجلوس لساعاتٍ عدة, أمام التلفزيون وهو يتابع حلقات عديدة لِنفس المسلسل وفي نفس اليوم. ولاسيما أنهُ كان قد سمع بأعادة كامل حلقات الأسبوع الماضي في أيام ألأحد.
لربما ما كان يزعجهُ, هو إن أنبهارهُ بالمناظر والوجوه الفاتنة, لم يمنحهُ الوقت الكافي, بعد نهاية يوم أجازتهِ, ليعرف من الذي تحبهُ "عاصي" ومن الذي تكرهُ؟ أو من مع من أو من ضد من أصلاً؟. وبالقدر نفسهِ أنزعج أيضاً, لأنهُ لم يتابع المسلسل منذ البداية ولم يعرف, كل ألاحداث الماضية, للحلقات المائة والثلاث العشر التي فاتتهُ..! ولكن ولسرعان ما تبدد هذا السبب, عندما أسعفهُ صديقهُ, بسردٍ مختصر, في دقائق خمس, لكامل أحداث الحلقات المائة والثلاث عشر السابقات..!
لا... ففي الحقيقة, ماكان يكدرهُ ويقض مضجعهُ فعلاً,هو حبال الأفكار المُرهقة, الملتوية حول رأسهِ, والتي كانت تمنعهُ من النوم. لم يك ليرتاح الا وقد محصها من أكثر من جهة وفكك عقدها جميعاً. وفي أثناء تأمله المتروي, لسرد صاحبهِ لكامل أحداث 113 حلقة, في خمس دقائق فقط, وجهله هو, بطبيعة العلاقة بين الشخصيات, رغم ساعات عدة من المتابعة, في يوم أجازتهِ, أدرك أن الخلل في بساطة الحبكة الدرامية وثانوية الصراعات فيه أو غيابها أصلاً.
وظل يسائل نفسهِ قائلاً: أذا كانت الحُبكة هيَّ تنظيم عام, لكل أجزاء القصة. وهي المسار, التي تشقهُا الأحداث, عبر الشخصيات. فكيف يمكن, أن تُختصر, أحداث هذا العدد الهائل من الحلقات, في بضع جمل وبضع دقائق فقط؟
كان صاحبنا قد تذكرَ, حادثة مماثلة حدثت لهُ والصعوبة التي واجهها, عندما طـُلِب منهُ يوماً, أنْ يسرد الأحداث الواردة, في الأربعة عشرة صفحة التي اكمل قرائتها مِن رواية "البؤساء" لفيكتور هيجو.
لقد وقف حينها متلعثماً , فاقداً للغة و قد خانتهُ ذاكرتهُ ولسانهُ ليسرد سياقات الأحداث الكثيرة والمختلفة, لهذا الجزء البسيط من الرواية, على الرغمِ, من إنَّ ,هذه السياقات كانت تكوّن في مجملها, بناءاً أدبياً متكاملاً ومتراصاً. ألا إنَّ سردها بجملٍ قليلة, لكان بالنسبة لهُ, أمراً مستحيلاً.
لم تنجح, مسئلة الحبكة, في أشباع فضولهِ النهم, لِمعـرفة, سبب مرورالأحداث هكذا. دون أنْ يتذكر شئً ! أو يلفت نظرهُ علاقة ما ! أو لماذا لم يترك ثمة قيمة فنية ما, أو تساؤلٌ محدد أو مضمونٍ فكريٌ معين, شئ في نفسهِ؟.
فلم تغن عندهُ الصور المبهرة عن التشويق الدرامي والتركيب القصصي المنطقي. هذا التركيب الذي من المفروض أن تحُتم النتائج وتجعلها مقبولة. ولا الشخصيات العاشقة والمثالية في الجمال والأزياء والتعامل مع الجنس الآخر, أحسسهُ برومانسية مؤثرة. ولا الممثلين المحترفين ولا كـُلف الانتاج الباهظة والحملات الاعلانية الضخمة, أقنعهُ بإنهُ أمام عملٍ فنيٌ مميز..!
فصاحبنا مازال محموماً, بذلك النوع, من الرومانسية, التي شاهدها مذ سنين ولم ينساها, في فلم "المريض الانجليزي" مثلاً. فمازالت صدى كلمات "كرستين توماس" المؤثرة, يتردد في أُذنيهِ, عندما كانت راقدة في الكهف المُظلم, تنتظر الموت وحبيبها "العماشي" المُبتلى بأسمهِ الغريب, يقطع الصحراء من أجلها.
مازالت الموسيقة التصويرية, التي صاحبت لقاء "بلانكا" أو فينونا ريدر بحبيبها ووالد طفلها الثوري أنتونيو بندرياس, بعد فوز, حزبه اليساري, بالانتخابات في تشيلي, في فلم "بيت الارواح", لكاتبتها ايزابيل الليندي, تلهمهُ بشاعرية مابعدها شاعرية.
فمن شاهد هكذا نوع من الروايات المُمثلة بإفلام, ليبقى دائماً أسير المقارنة, مع مايُدعى, إنها دراما أو رومانسية او عمل فنيٌ أبداعي.
بالنسبة له قصة الاموال والاعلانات والممثليين المحترفين الصانعين للعمل الفني المميز, مجرد نكتة. فكيف لا وهو يتذكر تجربة بهمن قبادي الذي أستعان في فلم " لحظة ُ زمن للجياد السكرة" ببضعة أطفال فقراء فقط, من القرى الحدودية, اللذين لم يحترفوا, إلا تهريب البضائع, من خلف النقاط الحدودية في بلدهم المقسم والمحتل "كردستان". وكذلك في فلم " السلاحف تستطيع أن تطير" أستعان ببعض أطفال الشوارع المشردين والمعوقين, ليصنع منهم نجوماً وأفلاماً, حصدت العشرات من الجوائز العالمية المرموقة. ولم يستفيد في أنتاجهِ, الا من جيبه الخاص وما أقرضهُ بعض الاصدقاء من مبالغ مالية زهيدة.
لايمكن أن ينسى صاحبنا هذين الفلمين القصيرين نسبيين واحداثهما التي أجلستهُ الفرقصاء حينذاك, فهو يتذكر دائماً, كيف إن قساوة الأحداث تلك, كانت تتدرج, منذ البداية الى النهاية لتضغط على وجدانه ببطئ وتأني ولتفجرعندهُ في النهاية كل الانفعالات والتساؤلات الكامنة ويجعل كل نقطة في جسده يرتعش لِما رأى . كيف كانت وراء كل شخصية هامشية وبسيطة قصة كاملة بذاتها. لقد أصابتهُ الافلام تلك لروعتها الفنية بأفتنانٍ وحمى ومرضٍ, لا يستطيع أن يشفى منها بسهولة. فكيف ومنظر "هاوزين" أم الـ 12 ربيعاً, الهاربة والمذعورة, من الجندي العراقي الذي كان يلاحقها وهو يردد " راح الوحج..راح الوحج يامرة يا حمرة" قد انطبع في ذاكرتهُ وبشكلٍ أزلي, بحيث لايستطيع الزهايمر نفسهُ, أن تتآكلهُ يوماً.
رتابة الحبكة, وضعفها في المسلسلات المُدبلجة, كانت قد وجدت في إنطابعه موضع قدم من قبل, حين سمع مرةً, من صديقهِ المدمن على المسلسلات التركية المدبلجة, كيف أنهُ ظل طوال حلقات عدة, من مسلسلٍ آخر, ينتظر لقاء البطلة للبطل, لتقول لهُ "أنا مازلت أحبك وأنا حبُلى منك..!" ولكن في كل مرة كان يحدث أمرٌ يمنع ذلك ويطول الحلقات بسببها.
حينها تذكر صاحبنا المسلسل الرتيب الآخر, الذي كان يراهُ في العراق, حين كانت الناس المغلوبة على أمرها, في أنتظار لقاء المالكي بعلاوي, وكيف كان اللقاء قد أصبح هدفٌ بحد ذاتهِ للناس وكأن اللقاء هو ضالتهم المنشودة. وبعد حوالي ثلاث أشهرعلى أنتهاء الأنتخابات وحين بلغ السيل الزبى - قبل أن يبلغهُ الاسد طبعاً- ألتقى الجبلان. نعم ألتقيا وكِلاهما صافحا بعضيهما بمهابة. في لقاءٍ فيها من المُسايسة هذه المرة أكثر من المُسامحة. فلا أحد يجهل درجة عدائية كلاهما لبعضيهما. وحتى بعد اللقاء, أستمر المسلسل الرتيب بينهما مرة أخرى لتعبر حتى الحلقة 113.
أمرٌ آخر كان ينخر في رأس صاحبنا الشكاك, فهناك ركاكة في الدبلجة تجعلهُ غير مطمئن لما يقولهُ الممثلين حقاً ولا يمكنهُ تقييم الترجمة. وحقاً فنبرة الصوت وحتى اللهجة -خاصة العراقية أو الخليجية منها- التي كانت تستخدم في دبلجة المسلسلات هذه, كانت لاتتوافق مع الموقف أو مظهر الممثليين. ولم يك يدري المرءُ, كم من مؤثراتٍ صوتية قد تأذت نتيجة الدبلجة هذهِ؟. ولكن تغيير نبرات الصوت, كانت من أكثر ما يشعرهُ بالقلق. فهو يعتقد بأن هذا تغييرٌ في شخصية الممثل وأداءهُ أيضاً وكان قد سمع مرةً, إن عملية التمثيل, عملية مركبة ومتكونة, من حركات الجسم والصوت والحس والتفكير والايماءة وإنفعالات الممثل وأمورٍ أخرى كثيرة. فماذا لو غيرنا أحد هذه العناصر, فلسيكون هناك بالتأكيد خللٌ, ولسوف يعبرعن نفسهِ بتلك الركاكة. فلكل ممثل نبرتهُ أو بصمتهُ الصوتية.
كان يردد مع نفسهِ هذه الافكار ويقنع نفسهُ بأمثلة عدة ويقول: ماذا لو دبلج أحدهم فلم العرّاب مثلاً, هل سأستمتع بنفس التشويق بمشاهدة الشخصية التي مثلها مارلون براندو وهو يتحدث بنبرة صوتٍ أخُرى؟ بالتأكيد لا فهذه الشخصية وإن كانت روائية, غير حقيقة, ألا انها أصبحت في ذهني حية, وتمتلك هوية, ويرسم نبرة الصوت وأيماءات وأنفعالات وحركات جسم وملامح مارلون براندو أطُرها. وهذا ينطبق على أي شخصية أخرى . أو حتى لو فكرتُ بالصورة الفاتنة والأغرائية التي أمتلكها ويمتلكها الكثيرين مثلي عن مارلين مونرو أو صوفيا لورين أو بريجيت باردو, فماذا لو حاولت أحدهن أن تقلد صوت تلك الفاتنات في فلم مدبلج؟ هل ستبقى تمتلك نفس اللذة عندي؟ بالتأكيد لا, فكم من أمرأةٍ أحببناها وأحسسنا بأنوثتها من خلال صوتها المميز أولاً, لا... فأنا أمتلك من الأسباب مايكفي لئن أكون ضد الترجمة السمعية الـ"دبلجة".
أستمر يعد المثال تلو المثال ويرددها لنفسهِ ويترحم بين حينٍ وآخرعلى معامل أنيس عبيد في القاهرة, ذلك المهندس الفذ الذي ترجم معظم أفلام ومسلسلات هوليود التي شاهدها صاحبنا في الثمانينيات وما تلاها من السنين. فهو قد أستمتع بالأداء الطبيعي للممثلين وكان في كل لحظة يعلم أنه يجلس أمام فلم امريكي يتحدثون الانجليزية التي تتوافق مع ملامح الممثل ومواقع التصوير والمواقف الممثلة. وهو يستغل الفرصة, لتحسين أنجليزتيهُ بمقارنة مايقال بما يترجم. نعم الترجمة المرئية أفضل من السمعية عنده, فهي أكثر شفافية بعكس الاخرى السمعية والتي تبدو وكأنها متحجبة خلف ستارٍ من الغموض والركاكة.
والنبرة الغير متوافقة مع الشخصية كانت بركاكتها وتحجبها تذكرهُ مرةً أخرى بمواقف وتصريحات علاوي والمالكي وشللهم. أنهما شخصيتان عراقيتان ولكن مكنونهما لا تحسسك بمواقف عراقية بحتة, بل بنبرة منطقة أقليمية مأزومة, فعندما يتحدثون وكأنك تشاهد مسلسل تركي أو عربي أو أيرني وقد دبُلج الى لهجةٍ عراقية..!
يبدو أن سذاجة الدراما التركية المدبلجة وسطحيتها ومخاطبتها المشاعر المكبوتة, تشبه سذاجة الحياة السياسية في العراق. وهذا ما يجعل صاحبنا لايجد صعوبة في ايجاد التشابهات بينهما أو كثيراً ما يذكره تلك الجزئية بشئ هنا أو هناك.
تساؤلٌ آخر بقى يشغل رأسهُ, فما سِـرّ كل هذا الشغف الذي تلحظهُ لدى المراهقين والراشدين -فتياتٍ وفتيان نساءاً ورجالاً- وخاصة في العراق والعالم العربي بمتابعة هكذا مسلسلات؟
لم يجد ما يروي فضولهُ, سوى الاراء التي قرأها يوماً حول حاجة الانسان لأشباع بعض الحاجات النفسية الضرورية كالحب والعاطفة والمقبولية من الآخر بعملية تسمى "الدفاع النفسي" تتخذ شكل التقمص, فالشابة والشاب والمراءة والرجل يعيشون حالة من التقمص الخيالي حين يستمتعون بمشاهدة بطلهم وبطلتهم الذين يعبرون عن مخيلاتهم وأمنياتهم المكبوتة.
فالمرأة مثلاً والتي غالباً ماتعاني من فراغٍ عاطفي في حياتها الزوجية, المكتضة بالمشاكل, في المجتمعات, التي تعاني فيها العلاقة بين الرجل والمرأة, من فراغ وتشويش ولامساواة, تكون دائماً باحثة عن لحظة تشبع بها تلك الحاجة العاطفية ولو بالخيال, من رجلٍ وسيم يعاملها كأنسانة ويمنحها تلك العاطفة المفقودة.
أنها مندهشة ومبهورة ليس بوسامة مهند فقط بل بأكتشاف ما يؤيد صحة شكوكها وحدسها, في أن واجبها في الحياة, لايقتصر على تقطيع البصل وغسل الصحون وأنجاب الذكور فقط وكما أٌفهِمْت من قبل, بل دورها أكبر من هذا بكثير.
وهي تسمع الممثليين وهم يتحدثون بلهجتها او لهجة قريبة جداً منها لاتستدعي منها أي جهدٍ في قراءة الترجمة المرئية المكتوبة بلغة عربية فصحى والتي لا يمكنها أن تستسيغ صعوباتها أو لربما لأنها أمية كالكثيرين من أقرانها في تلك البلدان النائمة, فلا تجيد القراءة والكتابة أصلاً. وأذا لم تضيع وقتاً في قراءة الترجمة, فسيكون لديها من الوقت مايكفي, للتركيز في الصورة المبُهرة.
هناك أيضاً ما لايستسيغهُ صاحبنا الحساس, فهل المجتمع التركي فعلاً كذلك. أناسٌ متيسرون يعيشون في قصورٍ فارهة وعوائل غنية لديها من الوقت مايكفي لتستمتع بترف الحب. وهل هم فعلاً من التحرر بمكان مايجعلهم لايفرقون بين الرجل والمراءة. لا بل لايعرفون من نام مع من ومن حبل مِن من..! كما نشاهده كأمر طبيعي وعادي في تلك المسلسلات. إن تجربتهُ في العيش في أكثر من مدينة تركية ولوقت كافي وحتى خلال تعرفه على الأترك المقيمين في أوربا تدحض هذا. فبأستثناء أقلية ثرية, تعيش الكثير من العوائل التركية في ظروف فقر مدقع أو في أحسن أحوالها تكون من ضمن الطبقات المتوسطة.
أما المد الأسلامي المتنامي بالاسلام السياسي الأربكاني او الأوردكاني فواضحٌ للعيان ومنعكسٌ في نتائج الانتخابات. لا بل كثيراً ماتسمع في وسائل أعلام الاوروبية عن جرائم شرف تحدث في عوائل تركية تعيش في أوروبا. فالتزمت الديني والفقر والتحفظ والانغلاق الاجتماعي, سمة واضحة لغالبية المجتمع التركي لكل من زار تركيا يوماً. وحالها لاتختلف كثيراً عن حال المجتمعات العربية.
ياترى هل هذا كل الامر؟ رد سائلاً نفسهُ مرة أخرى وكان جوابهُ بالنفي..فأن خلف الحجاب مايريب.
قال هذا وقد تذكر كيف أن جودة الصورة وزوايا اللقطات في المسلسلات المدبلجة تشبه نظيراتها في الأعلانات التجارية, فكلتيهما مبُهرتان زاهيتان مُنعشتان للعين ومسترخيتان للذهن. بعكس صورة الافلام السينمائية أو صورة المسلسلات الكلاسيكية. أن لهما نفس الهدف فالأول يسوق ويروج والآخر يسوق ويروج أيضاً. فليس فقط, المنظفات والمعطرات ومواد التجميل, بضاعة تحتاج التسويق والترويج. بل القيم والافكار السياسية والسياحة الوطنية والثقافة العامة ونمط الحياة بضاعة تحتاج الترويج والتسويق مع كل البضاعات الاخرى.
كان يهز رأسهُ وهو بدء يدرك في أي مرحلةٍ غدت تلك الحملة الدعائية لتجعلها تبث مسلسلٍ بذئ باسم " الأرض الطيبة" او تبث مسلسل منافق بأسم "صرخة حجر" او ماشابه هذا. فعندما تمكنت الدراما الدعائية المثيرة للمشاعر المكبوتة والمسيئة للذوق الفني أن تسوق قيمها ونمط حياتها ومواقعها السياحية في بلدها وبعض الصور المنفوخة لعلمانيتها وحتى انتاجها من الملابس وطراز البناء ..والخ الى عالمٍ معوق ومحروم ومكبوت. بادرت في أن ترسل نمط مؤدلج وفج من الدراما الدعائية السياسية.
وأستمر متمعناً في الامر ولم يجد غرابة في موقف الاعلام العربي العاهر, الذي تحول الى مطية لأجندات تركيا او كما يسمونهم العثمانيون الجدد. هذا الاعلام الذي مافتئ يصنف ويفرق لنا حسب هواه, بين أرهابيٌ أو أنفصاليٌ أو متمردٌ أو مليشياويٌ كردي وبين فدائيٌ أو أستشهاديٌ أو جهاديٌ عربي..! بين قتيلٍ عراقي وِشهيدٍ فلسطيني..! فالمسكين المغلوب على امرهِ هذا لربما يجد من الأمر ماينفس عن نفسه ويقلل من بعض أعباء الغل المتعاظم والكره المتراكم لديه تجاه أعداءه. فهو دائماً مهزوم ولا حول ولا قوة له ألابتمني النكاية والتشفي.
كانت الافكار والتساؤلات بدءت تُتعبهُ وتتسبب له في الأرهاق فبدء ينظرالى السماء ويعد النجوم وكان مازال قادراً على رؤية الأفول والسطوع لنجومٍ في سماء الشرق الاوسط فرأى نجم أيران ساطعة ونجم أمريكا آفلة..وبدا له من يريد جاهداً أن تسطع بدلاً عنها ثقوب تركيا السوداء ..!




#آکو_کرکوکي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورد ولكن...!
- لحظة هدوء...بعد ضجيج الانتخابات (الجزء الثاني).
- لحظة هدوء...بعد ضجيج الانتخابات. (الجزء الاول)
- حَجَرْ الزاوية
- عودة البعث الى جمهورية البُدّعْ
- جَرّائِمْ وبَرّاعِمْ - بإقتباس مِنْ کُراس مُذکراتي


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آکو کرکوکي - المُدبلجات المُؤدلجات المُتحجبات