آکو کرکوکي
الحوار المتمدن-العدد: 4005 - 2013 / 2 / 16 - 00:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مارس 1947... كانت المرة الأخيرة التي شوهدت فيها كوردستان على الأرض ، حين غادرت جسد الشهيد قاضي محمد ، وهو يتدلى من على مشنقة الشاه ، ومن بعدها توارت عن الأنظار، فكانت تارةً تتقمص جسد هذا البيشمركة الطاهر أو ذاك الشهيد المجهول ، وتارةً تنسخ نفسها في رحم تلك الأم المؤنفلة أو ذاك الطفل المسموم بالخردل.
ظلت خلال السنين تلك...تائهة في غياهيب الكون ، وأستمرت باحثة بين الأعداد الغقيرة من الشهداء والضحايا ، تقلب هذا وتعين في ذاك...إلا أن وجدت ضالتها فأستقرت في جوف جبل شامخ ...!
فهذه المرة أختارت لعودتها الى الدنيا... قميصٌ جديد ، فطلت علينا مُرتديةً جسد أوجلان.
العودة في حد ذاتها...تحتلف هذه المرة عن السابقات ، فلا يبدو عليها إنها تنوي الرحيل مبكراً ، ولايبدو عليها إنها تبحث عن جسد آخر ، فلقد وجدت سكينتها ومستقرها ومأواها الصحيح.
تعرف كوردستان إن القضبان والسجن...لايختلفان في أمرالي عنهُ في كركوك أو قامشلو أو مهاباد ، فأنْ تكون مُحتلاً أو تكون سجيناً فالأمرُ سواء ، ففي النهاية أنت مسلوب الحرية ، ومنزوع الكرامة ، وفاقدٌ للذة الحياة.
أما الهمس فهي مادأبت عليهِ عندما تختلي بأوجلان... فتقول له:
أربعة عشرة عاماً في السجن...ومؤامرة العشرات من حثالات الحكومات ، وزبالات المخابرات ، لم يثنيك، ولم يرضخك... فأنت الجبل ، ولم يُعرّف عن الجبالِ يوماً الإنحناء...أنظر كيف يلوذون بك اليوم ، ويتوسلون ويكادوا يقبلون الأقدام...فأشطب على أسمائهم كلها ، فالتاريخُ لايدخلهُ إلا العظماء.
#آکو_کرکوکي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟