أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - لماذا الإستعجال ؟














المزيد.....

لماذا الإستعجال ؟


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



فعام 2013 ، عام تصدير كهرباءنا لم ينته بعد
قرأت لبعض كتابنا الأفاضل مَن إنبرى ، وفي هذا الوقت بالذات ، للدفاع عن السيد حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء ووزير الكهرباء والطاقة ، وكأن السيد الشهرستاني امام اعداء يريدون الإقتصاص منه او يحاولون التعرض له بأي اذى قد يثير حفيظة هذا او ذاك من محبي ومؤيدي هذا الرجل . وقد إنبرى هؤلاء السادة للدفاع عن السيد الشهرستاني لأنه اليوم الأكثر ذِكراً بالسوء على الشارع العراقي وذلك بسبب وعوده الكاذبة على الشعب فيما يخص توفير الكهرباء في هذا الصيف اللاهب وخاصة تحت وطأة الصيام.
وحينما يتطرق السادة المدافعون عن السيد الشهرستاني بذكر مناقبه فقط ، إن كان الواجب الوطني المُلزِم لمن يتبناه يُعد منقبة تستحق المدح ، ويتناسون مثالبه كمسؤول حكومي في حكومة قَبِل الإشتراك بها وهو يعلم تمام العلم بأنها تضم لصوصاً وسراق قوت الشعب وناهبي اموال مشاريعه الحيوية ، فإنهم بذلك يسيئون إليه اكثر مما يظنون ، خاصة إذا جاء هذا المدح والدفاع في وقت يضع فيه الشارع العراقي السيد الشهرستاني في مقدمة المسيئين إليه بالنظر لكذبه على هذا الشارع الذي سبق وأن منى نفسه بتحقيق تصريحات واعدة أطلقها هذا الرجل من موقع مسؤوليته بحل اكبر مشكلة يعاني منها الشعب العراقي منذ عقود من الزمن بدأتها البعثفاشية المقيتة ونظامها الدكتاتوري ولم تنهها الحكومات التي كان الشعب يأمل منها خيراً بعد سقوط دكتاتورية البعث ألا وهي مشكلة الطاقة الكهربائية التي يتولى امرها الآن السيد الشهرستاني .
السيد الشهرستاني كرجل اكاديمي معروف إشترك في العملية السياسية برضاه وتبوأ المناصب المختلفة فيها بطوع إرادته ومارسها لفترة غير قصيرة كان يمكن ان توحي لرجل بمستواه بأن اللعبة التي يشارك فيها ليست بالمستوى التي تسمح له بإطلاق تصريحات وبث وعود لا يستطيع تحقيقها مع اللاعبين معه والذين قد لا يفقهون ما يفكر به رجل أكاديمي تجاه ما يفكر به الكثير منهم الذي إنصَّب جل تفكيرهم وتوجهت معظم مخططاتهم إلى إبتكار الطرق والوساءل التي تؤهلهم للإثراء السريع من خلال سرقة ما أُتمنوا عليه من أموال الشعب . وكان على السيد الشهرستاني ان يوظف إمكاناته الفكرية ليخرج بالنتيجة التي بلورتها تجربته مع زملاءه في اللعبة السياسية بأن هؤلاء لصوص بإسم الدين اسبغوا صفة الدين على تصرفاتهم المشينة بحق الشعب والوطن فسرقوا ما سرقوا ونهبوا ما نهبوا ثم هرب منهم من هرب ليصولون ويجولون في المراكز التجارية العالمية بعد ان صاروا في عداد المليارديرية ولا من رقيب او حسيب . حتى ان الحكومة التي يشارك فيها السيد الشهرستاني في موقع القمة لم تكلف نفسها بالإيعاز إلى الإنتربول لإلقاء القبض عليهم سواءً في إنكلترا او امريكا او كندا او أستراليا او حتى في عمان ، التي اصبحت المحطة الأولى لسارقي ثروات العراق .
كان من المفروض من السيد الشهرستاني ، وهو ليس بالرجل المتخلف فكرياً كالكثير من زملاءه المؤثرين حتى على قراراته هو بالذات ، ان يعي هذه المعضلة ولا يصرح التصريحات التي ربما إقتنع بصحتها هو والمتعلقة بإمكانية العراق من تصدير الكهرباء في نهاية عام 2013 ، إلا انه تناسى ما يخطط له زملاؤه في الوزارات الأخرى ، وأن يقف في نهاية المطاف امام خيارين لا ثالث لهما : أما ان ( يبلع الموس ، كما يقول المثل العراقي ) ويستمر راضياً بما تدره عليه سياسة حكومة المحاصصات في السلب والنهب وسرقة قوت الشعب من وضعه عارياً امام الشعب بأنه إنسان يكذب على الشعب العراقي إسوة بزملاءه الآخرين الذي تعود الشعب على اكاذيبهم المغموسة دوماً بالبسملة والحوقلة وبتحريك المحابس الفضية والمسح على الجباه المكوية وذلك منذ اكثر من عشر سنين و ( مافيش حد احسن من حد ) كما يقول أهل مصر . او يفاتح الشعب العراقي بأسباب عدم إستطاعته البر بما وعد به أو حتى الأدنى من ذلك والذي يمكن تحقيقه من خلال توفير الطاقة الكهربائية للعراقيين وليس بيع الفائض منها ، ومن ثم يعلن إبتعاده عن كل الزمر التي عرقلت عمله داخل الأجهزة الحكومية وخارجها ، فيحفظ بذلك ماء وجهه الذي فرط به بيده والذي لم يزل هناك ما يكفي من الوقت لإنقاذه من الضياع .
إلا ان الواقع يشير إلى ان السيد الشهرستاني رمى بثقله في جبهة الخيار الأول ، إنطلاقاً من مقولة كلام الليل يمحوه النهار . فالظاهر بأنه أدلى بتصريحه هذا حول إمكانية تصدير العراق للكهرباء في نهاية عام 2013 بعد أفول الشمس يوماً ما وبعد ان لف دنيا العراق الظلام الدائم على سمائه منذ تسلط البعثفاشية المقيتة وحتى يومنا هذا الذي سيطر فيه على مقدرات الشعب وخيرات البلد دعاة الطائفية البشعة والقومية العنصرية المقيتة ، أزلام محاصصات النهب والسلب والتزوير والتهجير والقتل والإختطاف والرشاوى والأتاوات من معممين وأفندية وغيرهم .
وقد يبرر احدهم للسيد الشهرستاني إتخاذه الخيار الأول والبقاء في منصبه هذا ( والكلام ما عليه كمرك ) كما يقال ، وذلك لأن هناك متسع من الوقت لتنفيذ ما وعد الشعب به ، إذ ان عام 2013 لم ينته بعد ، والعراقيون يستعجلون الأمور دوماً...
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أول البلاء جمر ... ثم يستعر
- - والأقليات الأخرى - 2/2
- - والأقليات الأخرى -
- من حُلقت لحية جار له فاليسكب الماء على لحيته
- السلطان أوردغان
- القضية الفلسطينية آفاقها السياسية وسبل حلها
- حملة مناهضة الفساد في العراق
- ولو كَرِهَ الحاكمون ...
- وماذا بعد العَشر
- تسع وسبعون سنة وشبابه يتجدد
- ولكم في السنين العشر الماضية عِبرَة يا أولي الألباب
- النائبات النائبات *
- ثقافة الإختلاف ... الفريضة التي غيبها الإسلام السياسي
- أنياب البعثفاشية
- الحصانة البرلمانية ... هل تحولت إلى حصان طروادة في العراق ؟
- إرحموا ما تبقى من سمعة العراق يرحمكم الله
- لا تنسوا البعثفاشية رجاءً
- الأزمة ... مسرحية عراقية بعدة فصول
- حتى القرآن يمنعونه عن النساء
- حصاد الطائفية


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - لماذا الإستعجال ؟