أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - سيناء ضحية بين حماس وإسرائيل















المزيد.....

سيناء ضحية بين حماس وإسرائيل


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 21:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تعيش إسرائيل فى حالة حرب دائمة، ويموت كثيرون من مواطنيها بسبب تلك الحروب. وأكدتْ دراسات علم النفس الإسرائيلية انتشار ظاهرة الاكتئاب والقلق والتوتر من احتمالات حروب قادمة، لذا يذهب ظنى إلى أنّ أغلب سكان إسرائيل يميلون إلى إنهاء حالة الحرب ، ليتحقق الاستقرار الذى تنعم به أية دولة تعيش بلا حروب. وأنّ هذا الحلم لابد أنْ يتحقق فى يوم ما ، رغم الجنرالات المُتشددين التابعين للحاخامات المُتعصبين المؤمنين بخرافة أرض الميعاد العبرية.
وإذا كانت الاتفاقيات الدولية ليست نصوصًا مقدسة ، خاصة بعد ثورات الشعوب ، لذلك أرى أنّ الفرصة سانحة أمام القيادة السياسية المصرية لإجراء الاتصالات المباشرة مع قادة إسرائيل لإلغاء (أوتعديل بنود معاهدة كامب ديفيد كخطوة أولى)
كتب المؤرخون الإسرائيليون الجدد أنّ أخطر أعداء إسرائيل هم : اليهود الأصوليون (المؤمنون بالخرافة العبرية التى بموجبها أباح الرب العبرى لبنى إسرائيل الاستيلاء على أراضى غيرهم من الشعوب) ومعهم الأصوليون المسلمون الحالمون بإبادة إسرائيل وتطهير فلسطين من اليهود أبناء القردة والخنازير، اتساقــًا مع الوهم العروبى / الإسلامى الرافض التعامل مع الواقع ، وأنّ إسرائيل قوة عظمى بما لديها من خطط لتطوير البحث العلمى ، وأنها تبيع تكنولوجيا متقدمة لدول أسبق منها فى مجالات العلوم وأعرق منها تاريخيًا ، فهى منذ سنوات باعت طائرات بدون طيار لفرنسا والصين ، واشتركت فى مشروع الجينوم البشرى إلخ . بينما الخطر الحقيقى على إسرائيل يتمثل فى الأصوليين اليهود ، لذلك يضغط المؤرخون الجُدد ومعهم العلمانيون والليبراليون واليساريون على القيادة السياسية الإسرائيلية لتحجيم دور اليهود الأصوليين الرافضين منح الفلسطينيين حقهم فى إقامة وطنهم المشروع ، أو (وهو البديل الأكثر تقدمًا) دمج الفلسطينيين والإسرائيليين فى دولة علمانية يتمتعون فيها بكافة حقوق المواطنة (لافرق بين فلسطينى وإسرائيلى، ولابين يهودى ومسيحى ومسلم، ولابين امرأة ورجل) وأرى أنّ تلك الدراسات الإسرائيلية عندما تكون فى عقل ويد المفاوض المصرى + قدرته على الحوار مع الطرف الإسرائيلى بالتركيز على محمور واحد : هل أنتم مع السلام والاستقرار، أم مع الاستمرار فى سياسة العداء للفلسطينيين ولمصر ولكل الجيران؟ قد يبدو ذاك الطرح مثاليًا فى نظرالبعض، بينما أرى له وجاهته، خاصة لو نجحتْ الخارجية المصرية والإعلام المصرى والثقافة المصرية فى التمهيد لذاك الطرح دوليًا ، وبالتنسيق مع التيارات التقدمية الإسرائيلية. هنا تـُحقق السياسة المصرية قدرًا من التأييد على المستوى العالمى . ولابد أنْ يتواكب مع ما سبق مخاطبة الرأى العام الفلسطينى وتخليصه من وهم (تدميرإسرائيل) ومخاطبة الرأى العام الإسرائيلى وتخليصه من تخاريف الأصوليين اليهود واقناعه بأنّ الطرح المصرى هو الذى سيُجنـّبه ويلات الحروب.
أعلم أنّ المهمة شاقة على مستوى الحاضر، ولكن من يحلم بمستقبل أرقى وأجمل للبشرية عليه بذل أقصى ما يستطيع لتحقيق حلمه، حتى ولو كان مجهوده مجرد (بذرة) قد تنبتْ بعد عشرات السنين. وأنا أعتقد (وأرجو ألاّ أكون طوباويًا متطرفا) أنّ الشعبيْن الفلسطينى والإسرائيلى لن يظلا فى حالة خنوع واستسلام للأصوليين المسلمين واليهود إلى أبد الدهر. يؤكد كلامى أنّ المشروع الصهيونى بترحيل الفلسطينيين إلى سيناء قديم ، ولكنه لم يتحقق حتى الآن ، وإذا كانت إسرائيل قد عجزتْ عن تحقيقه ، فإنّ الحمساويين و (الجهاديين التكفيريين) يعملون على تحقيق هذا الحلم الصهيونى الذى يعود إلى عام 1929، فكما منحتْ بريطانيا اليهود حق احتلال أراضى الشعب الفلسطينى بموجب وعد بالفور عام 1917، فإنّ مستر(ود جود) عضو مجلس العموم البريطانى اقترح أنْ تتنازل مصرعن سيناء لفلسطين (مجلة العصور- مارس29) بينما اعترف السياسى الفلسطينى حسن منصور أنّ المخطط الصهيونى يعود إلى عام 1955عندما ظهرتْ خطة (جونتسون) لتوطين الفلسطينيين فى سيناء. وهو ما أكده المؤرخ الفلسطينى أ. عبد القادرياسين فى مذكراته. وكتب د. خليل مصطفى الديوانى أنّ مجلس المستعمرين الإسرائيلى صرّح بوجوب أنْ تمتد حدود قطاع غزة إلى ما وراء خط الحدود الراهن بين مصر وإسرائيل مُقتطعة جزءًا من سيناء يسمح بتوطين بعض الفلسطينيين (أهرام- 4 فبراير2008) كما اقترح (جيورا آيلاند) رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى على شارون عام 2004ضم 600كم إلى قطاع غزة من شمال سيناء لبناء مدينة يعيش فيها مليون فلسطينى ونقل مساحة صغيرة (حوالى 100كم) من أراضى الأردن إلى الفلسطينيين (صحيفة ها آرتس 4/6/2006) والمعنى المُستخلص من هذا الاقتراح هو وضع المزيد من الألغام والخصومة والتناحر والصراع بين الشعبيْن المصرى والأردنى من ناحية والشعب الفلسطينى من ناحية أخرى .
أعلم بوجود الأسلاك الشائكة التى تعترض تحقيق الاستقرار، وهى أسلاك متوحدة ضد السلام رغم ما بينها من تنافض إذْ تجمع بين جبهة (الحاخامات مرضى خرافة مضى عليها أكثرمن ثلاثة آلاف سنة. وجبهة بعض الإسلاميين الأصوليين الرافضين لواقع مضى عليه أكثرمن 60سنة ، الرافضين الاعتراف بدولة إسرائيل ، ويُطالبون بترحيل الإسرائيليين إلى البلاد التى أتوا منها ، وبعضهم يتشدد لدرجة تدمير إسرائيل ومحوها من الوجود كما لو كانت ذبابة تقتلها رشة من أى مبيد حشرى ) ولكننى أرى إمكانية كسر تلك الأسلاك خاصة بعد أنْ دعتْ مجلة وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى الاستجابة لطلب مصر بإعادة النظر فى الملحق العسكرى لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل من أجل إتاحة تواجد قوات مصرية فى سيناء لمكافحة الجماعات الإرهابية. كما قال رئيس هيئة مكافحة الإرهاب (قيادى الاستخبارات السابق نيتسان نوريال) فى تقرير له فى المجلة المذكورة ((إنّ الجماعات الإرهابية الموجودة فى سيناء مسلحة بشكل خطير. ومن مصلحة إسرائيل ألاّ يكون على حدودها نشاط إرهابى . لذا يجب أنْ توافق إسرائيل على طلب الجيش المصرى بتعديل الملحق العسكرى ليُتيح لمصر إدخال قوات أكبر من حيث العدد والنوعية)) وتساءل لماذا تدعم الحكومة الإسرائيلية جماعة الإخوان المسلمين مع أنها من روافد الجماعات الإرهابية فى العالم . أما الإذاعة الإسرائيلية (الرسمية) فذكرتْ أنّ الفريق أول عبدالفتاح السيسى رفض بشكل قاطع جميع محاولات الإخوان المسلمين لمفاوضته. وأنه أبلغهم (عبْر الوسطاء) أنه على الإخوان وقف نزيف الدم فى شوارع مصر. وأنهم سيرون وجه الجيش الغاضب فى حالة عدم استجابتهم لطلبه. وأنّ أمريكا لن تنفعهم .
اتهمتْ الثقافة المصرية السائدة مبارك بتهمة (محاباة إسرائيل والعداء للقضية الفلسطينية) وتجاهلتْ (تلك الثقافة البائسة) الزيارات المكوكية لأعضاء حماس والإقامة فى فنادق النجوم السبعة على حساب شعبنا الذى يُعانى أغلب مواطنيه من البطالة وارتفاع الأسعار بجانب تدنى الأجور، مع تدنى خدمات الصحة والتعليم والمواصلات وميزانبة البحث العلمى إلخ إلخ . وتجاهلتْ (الثقافة المصرية السائدة البائسة) أنّ الأنفاق (الحمساوية) تمتْ فى عهد مبارك ، وبسببها تم اختراق حدودنا من التكفيريين الذين وصلتْ أعدادهم إلى عشرة آلاف إرهابى بعضهم من تنظيم القاعدة، وإصرارهم على إنشاء إمارة إسلامية فى سيناء مع توطين الغزاويين فيها. وذكر الخبير العسكرى ثروت جودة أنّ الإخوان كانوا جزءًا من مخطط تفتيت المنطقة التى وضعتها أمريكا وأنّ أوباما منحهم 25مليار دولار منها عشرة مليارات مقابل تسليم جنوب سيناء لإسرائيل. وأنّ عدد الأنفاق زادتْ بعد ثورة يناير2011وأنّ الرقم ارتفع أكثر بعد وصول مرسى للحكم ((إذْ بلغ العدد 1428نفقا وأنّ عدد المليونيرات الحمساويين وصل إلى 70مليونيرًا بسبب تجارة الأنفاق)) أى أنّ جرائم مرسى ومكتب (إرشاده) استمرار لجرائم مبارك ، خاصة التفريط فى سيناء الضحية بين أشرس عدوييْن : الأصوليين الحالمين بتحويلها إلى إمارة إسلامية. وإسرائيل الحالمة بالاستيلاء على غزة لتوطين أهاليها فى سيناء. وأرى أنّ مصر تمتلك الكثير من أوراق الضغط على إسرائيل لإقامة علاقة ندية تتأسس على احترام الحدود المصرية، وبالتالى يتسنى للجيش المصرى القضاء على كل البؤر الإرهابية فى سيناء، وذاك مطلب مشترك بين مصر وإسرائيل باعتراف كثيرين من الإسرائيليين. وأرى أنه لو تم القضاء على التكفيريين فى سيناء، بجانب النضال الفكرى والدبلوماسى لتحقيق السلام على قاعدة العلاقة الندية ، ستتحول إسرائيل من دولة (عدو) إلى دولة (جوار)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات المستشار طارق البشرى
- إدوارد سعيد : داعية إسلامى
- المثقف بين الولاء للسلطة والولاء لشعبه
- لمصلحة من القتل والارهاب ؟
- الأحزاب الدينية والحداثة
- بورتريه ل ( ع . ف )
- السيسى حفيد حور- إم - حب
- الحداثة والإسلام نقيضان لا يلتقيان
- نص عبرى / حداثى
- اعتذار للأستاذ أحمد الخميسى
- الحضارة المصرية وأصل الموسيقى
- العلاقة بين الآثار والسياحة
- أحمد الخميسى يفتح كنوز أوراقه الروسية
- وعد بالفور بالمصرى
- العرق والدين آفتان للتعصب
- أحادية الفكر
- التنفس بالقصبة الهوائية العبرية
- الأصل المصرى لقصة سندريلا
- علم الآثار والأيديولوجيا العروبية / الإسلامية
- دراما حياة ومأساة فيلسوفة مصرية


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - سيناء ضحية بين حماس وإسرائيل