أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - العلاقة بين الآثار والسياحة















المزيد.....

العلاقة بين الآثار والسياحة


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4129 - 2013 / 6 / 20 - 23:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يأتى بعض السياح لزيارة الآثار، ويأتى آخرون بغرض سياحة الغوص ، ويأتى فريق ثالث للعلاج بالدفن فى رمال مصرالنادرة ، معنى ذلك أنّ وزارة السياحة مسئولة عن ضمان راحة وسلامة كل السياح بغض النظر عن أهداف زيارتهم لمصر، وهذا لا يتحقق (فى كل الأنظمة المحترمة) إلاّ بالتنسيق المؤسس على العلم مع كل هيئة متخصصة ، فيكون هناك تنسيق بين وزارة السياحة وهيئة الآثار فيما يخص نوعية السياح الذين يستهدفون زيارة الآثار، وتنسيق بين وزارة السياحة ووزراة البيئة فيما يخص نوعية السياح الذين يستهدفون سياحة الغوص إلخ.
ورغم تلك الحقيقة التى تعتبر من البديهيات فى الأنظمة التى حققتْ أعلى نسبة من الليالى السياحية وبالتالى أعلى أرقام الدخل القومى من السياحة ، فإنّ الوضع فى مصر لا يُراعى تطبيق قاعدة التنسيق بين هيئات الدولة ، وللتدليل على غياب التنسيق التصريح الذى أدلى به وزير الآثار عندما زار منطقة الأهرام (بدون حراسة) ووجد بعض المواطنين بجوار فندق مينا هاوس يقطعون الطريق ويوقفون السيارات ، إضافة إلى وجود العديد من الباعة الجائلين والبلطجية داخل المنطقة الأثرية بالهرم . وأشار إلى أنه اجتمع مع مسئولى الأمن بمنطقة الأهرام وأبلغهم أنه سيُقرّر إغلاق الزيارة بالهرم إذا لم تنته هذه المضايقات ضد السياح (صحيفة الشروق المصرية14/6/2013)
تصريح وزير الآثار معناه العجز الصارخ عن مواجهة أية ظاهرة تهدد السياحة المصرية. فسيادته تصوّر أنه أدى مهمته بقرار غلق الزيارة للأهرام ، فى حين أنّ قراره (لو تم تنفيذه) سيتسبّب فى الآتى 1- معاقبة السياح الذين أتوا لمصر بهدف زيارة الأهرام 2- السمعة السيئة التى سينقلها السياح لأصدقائم وأقاربهم بعد عودتهم لأوطانهم 3- حرمان خزانة الدولة من دخل السياحة. ولو أنّ وزير الآثار فى منظومة سياسية وطنية كما هو الحال فى أوروبا والهند واليابان والصين إلخ فإنّ الأمر يتطلب تدخل أجهزة الدولة (وعلى رأسها جهاز الشرطة) لردع البلطجية بل والقضاء التام على كل مظاهر البلطجة المعادية للسياحة فى مصر(التلوث البيئى ، التلوث السمعى والبصرى ، استغلال السياح من سائقى الأجرة ومن بعض المرشدين السياحيين المتواطئين مع أصحاب البازارات- مجرد نماذج) وفى زيارة لى لهرم سقارة مع عالم المصريات المرحوم محسن لطفى السيد مررنا على ترعة المريوطية ، وكان معنا عدد من الفرنسيين والسويسريين الذين أشاروا إلى الحيوانات الميتة الملقاة فى مياه الترعة ، ثم أشاروا إلى تلال الزبالة الملقاة بجوار شط الترعة ، ثم سدوا أنوفهم من الروائح البشعة التى سمّمتْ هواء المنطقة. ودار حديثهم مع المرحوم محسن لطفى السيد وكان خلاصته أنهم قالوا ((أنتم فى مصر ترتكبون جريمة فى حق جدودكم الذين تركوا تلك الآثار التى أبهرتْ العالم كله. كما أنكم ترتكبون جريمة أخرى فى حق شعبكم وفى حق الأجيال التالية ، لأنّ دخلكم القومى من السياحة فى ذيل الدول التى لا تمتلك تلك الآثار، وليس لديها تاريخكم الحضارى ، ومع ذلك دخلها القومى من السياحة يفوق دخلكم عشرات المرات)) ومنذ عدة شهور ذهبتُ مع عدد من الأصدقاء لزيارة الأهرام بمناسية عيد (توحيد القطريْن) فوجدنا الجمال والبغال والأحصنة داخل حرم الأهرام وأنّ تلك الحيوانات البريئة تتخلص من فضلاتها تحت سفح الأهرام وأبى الهول . وكان المشهد شديد البؤس علينا ونحن نرى سيدة أوروبية وقد غاصت قدماها فى مخلفات تلك الحيوانات التى لا ذنب لها فى الجريمة. وانتهى المشهد بما توقعناه إذْ قال (كل) السياح الأجانب (وبكل اللغات) أنتم لا تستحقون الانتساب لجدودكم المصريين القدماء الذين شيّدوا أول حضارة إنسانية فى التاريخ.
فمن المسئول عن انتشار البلطجية الذين يتحرّشون بالسياح بكل وقاحة والإلحاح عليهم لشراء ما معهم من نسخ مقلدة ورديئة وبأسلوب فى قمة السماجة والتنطع وقلة الذوق ؟ ومن المسئول عن السماح بدخول الحيوانات البرئية التى تتخلص من فضلاتها تحت حرم الأهرام ؟ ولماذا يسمح لهم ضباط الشرطة بهذا الفعل الفاضح الذى تجرمه كل قواعد السياحة المحترمة فى الأنظمة الوطنية ؟ هل لأنهم يتقاضون الرشاوى من أصحاب الجمال والبغال والأحصنة كما سمعنا من بعض الموظفين عندما تحاورنا معهم ؟ فهل القضاء على ظاهرة الرشوة ، بواسطة زيادة المرتبات هوالحل ؟ أم أنّ الحل يكمن (كما لدى الشعوب المتحضرة) فى ترسيخ الاعتزاز بتراثنا وتاريخنا ؟ وأرى أنّ ذلك لن يتم إلاّ بواسطة أهم وأخطر جهازيْن فى العصر الحديث (التعليم والإعلام) فهل هما مع الوطن (مصر) أم ضد الوطن ؟ تلك الأسئلة ستظل معلقة إلى أنْ يأتى جيل جديد يعى معنى الخصوصية الثقافية لشعبنا ، ويعى أهمية العلاقة الوطيدة بين علمنة مؤسسات الدولة والإعتزازالقومى . بينما الواقع يؤكد العكس ، وكان تعيين المحافظ الجديد للأقصر، أحد مؤشرات هذا الانحدار الذى يأخذ أبشع أنواع الدونية القومية ، فالمحافظ الجديد عضو فى حزب إسلامى (البناء والتنمية) الذى يتعامل مع الآثار على أنها (أصنام) وينظر لجدودنا على أنهم (كفار) وينتمون إلى الشعوب (الوثنية) ومع مراعاة أنّ كلمتىْ (كفار ووثنية) يدخلان فى باب الأحكام القيمية التى لا علاقة لها بلغة العلم . والمحافظ الجديد كان عضوًا فى (الجماعة الإسلامية) التى ارتكب أعضاؤها مذبحة الأقصر فى شهر هاتور/ نوفمبر97 التى راح ضحيتها 67سائحًا أجنبيًا غير المدنيين والعساكر المصريين ، وقال أ. ثروت عجمى رئيس فرع غرفة الشركات السياحية بالأقصر وأحد أبنائها ، أنه بجانب مذبحة الأقصر فإنّ الجماعة الإسلامية تسبّبتْ فى حادث قنا وحادث المتحف والقلعة ، وأضاف ((فكيف لعضو فى جماعة إرهابية يأتى محافظا لأكبر محافظة سياحية ؟ إنّ هذا المحافظ قادم من أجل قتل السياحة)) (صحيفة الوفد 18يونيو2013) وتتعاظم المأساة عندما نضع فى الاعتبار تدنى نسب الاشغالات بعد يناير2011والتى وصلتْ إلى 8% فى محافظة تمتلك ثلث آثار العالم القديم . وترتب على تعيين المحافظ الجديد أنّ هيئات السياحة العالمية اتخذتْ قرارًا موحدًا بمنع السياح من زيارة مصر عمومًا والأقصر على وجه الخصوص . وإذا كان العاملون فى قطاع السياحة 4مليون مواطن مصرى يعول كل منهم أربعة على الأقل يكون لدينا 20مليون إنسان مصرى حياتهم مهدّدة بسبب البطالة بعد تدهور السياحة. ولعلّ عبقرية شبابنا الذين أبدعوا ظاهرة استمارة (تمرد) والتجهيز ليوم الفصل 30يونيو، لعلها (تلك العبقرية الشعبية) أنْ تكون بداية النهاية لزوال ظاهرة الإسلاميين الذين سطوا على دماء الشهداء والمصابين ، فتربّعوا على عرش مصر، وتصوّروا أنّ بإمكانهم الرجوع بشعبنا إلى عصر الكهوف .
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد الخميسى يفتح كنوز أوراقه الروسية
- وعد بالفور بالمصرى
- العرق والدين آفتان للتعصب
- أحادية الفكر
- التنفس بالقصبة الهوائية العبرية
- الأصل المصرى لقصة سندريلا
- علم الآثار والأيديولوجيا العروبية / الإسلامية
- دراما حياة ومأساة فيلسوفة مصرية
- مغزى مصطلح ( إسرائيليات )
- توضيح وشكر
- شكر للأستاذ Jugrtha
- حصان طرواده والأربعين حرامى
- الدين والفلسفة : علاقة إتساق أم تعارض ؟
- التعصب العنصرى والخصوصية الثقافية
- السخرية المصرية عبر العصور
- تعلق على ما كتبه الأستاذ أحمد مصطفى عن الشهور المصرية
- الشهور المصرية فى الأمثال الشعبية
- قهر الخوف بالسخرية
- أخلاق فيلسوف وأخلاق داعية إسلامى
- النكتة المصرية ومقاومة الاستبداد


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - العلاقة بين الآثار والسياحة