أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - فلول الاخوان والحديث عن الاقصاء















المزيد.....

فلول الاخوان والحديث عن الاقصاء


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 03:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد ساعات من سقوط الاخوان على يد ثورة 30 يونيه العظيمة، انطلقت الاقلام والاصوات الزاعقة التى تسعى لإرجاعهم مرة أخرى إلى المشهد السياسى بحجج المصالحة أو عدم الاقصاء أو خلاف ذلك من مصطلحات يضللون بها العامة. قلة من هذه الاصوات تنطلق من حسن النوايا ولكن الأغلبية تنطوى تحت ما يسمى فلول الاخوان ومنهم ليبراليون مزيفون يعملون مقاولين لجهات خارجية عدة. أفهم أن الاقصاء هو حرمان مواطن من ممارسة حقوقه السياسية والدستورية كاملة، فهل نادى أحد بحرمان أى شخص مصرى من ممارسة هذه الحقوق؟. كل ما ننادى به هو تحديد قواعد صحيحة للمشاركة السياسية تتماشى مع تطلعات شعب نحو بناء دولة عصرية والانطلاق نحو المستقبل. هل منع التداخل بين السياسى والدينى فى أمريكا هو حرمان لليمين الدينى من ممارسة حقوقه السياسية؟. الأجابة قطعا بالنفى فهناك رجال دين ترشحوا للرئاسة فى أمريكا ولكن وفقا للدستور والقانون وقواعد اللعبة السياسية الصحيحة. ما نقوله إذن أنه لكى تتقدم مصر وتنطلق للأمام عليها أن تأخذ بالقواعد الصحيحة للممارسة السياسية وهى كتابة دستور عصرى حديث يؤكد الحقوق الوطنية والدولية للمواطن المصرى وفى نفس الوقت يبتعد عن دينية الدولة بما فى ذلك منع الاحزاب الدينية والدعاية الدينية والشعارات الدينية والمرجعيات الدينية واستخدام دور العبادة فى السياسة، هل هذا اقصاء؟. من حق المسلم والمسيحى والاخوانى والسلفى والشيعى والبهائى والملحد أن يمارس حقوقه الدستورية فى المشاركة السياسية والترشيح لأعلى المناصب كمواطن مصرى وليس كأخوانى، وبناء عليه يجب حل جميع الاحزاب الدينية والجمعيات الدينية التى تمارس عملا سياسيا.الاخوان هم الذين اقصوا المصريين سواء بالاخونة واحتكار معظم المناصب السياسية والقيادية أو من خلال اصدار قانون غير دستورى يحرم الكثيرين من ممارسة العمل السياسى بحجة إبعاد الفلول الذين افسدوا الحياة السياسية، رغم أن الاخوان هم اكبر جماعة افسدت الحياة السياسية فى مصر على مدى عقود.إذن نحن لا ندعو لحرمان الاخوان من ممارسة حقوقهم الدستورية الكاملة كأفراد ولكن فقط نريد ابعاد التنظيمات الدينية والاحزاب الدينية والايدولوجيات الدينية حتى تنطلق مصر نحو المستقبل. فقط يحرم من ممارسة العمل السياسى من ارتكب جريمة وحكم عليه بعقوبة من خلال القضاء الطبيعى.
ولكن السؤال لماذا يتشنج البعض بالتمسح بالليبرالية ويدافعون بشراسة عن عودة الاخوان؟.للاجابة عن هذا السؤال علينا أن نعود إلى الوراء إلى احداث 11 سبتمبر2001 حيث رأت إدارة جورج بوش أن التطرف والإرهاب فى الدول العربية يعود إلى غياب الديموقراطية والمشاركة السياسية، ومن هنا جاء التفكير فى دعم أجندة للديموقراطية أو حتى فرض النموذج الديموقراطى من خلال غزو العراق. أستمرت هذه المرحلة من عام 2002 حتى عام 2005 حيث فشلت تماما فكرة تصدير الديموقراطية من خلال نظرية الدومينو. انتقلت أمريكا إلى الخطة ب وهى امتصاص فائض العنف والكراهية والتطرف من خلال مشاركة الإسلاميين أنفسهم فى الحكم. منذ عام 2005 وحتى 30 يونيه 2013 أستثمرت أمريكا استثمارا سياسيا ضخما فى هذه الفكرة وهذا المخطط، ووقع الاختيار على جماعة الاخوان المسلمين بوساطة قطرية وتركية لتكون هى التى تقود التحول نحو الحكم الإسلامى فى الشرق الأوسط وتستوعب تحت مظلتها كافة أجنحة الإسلام السياسى والجهادى. ولهذا ازعم وبعد دراسة متأنية لمئات المقالات والابحاث خلال الفترة الماضية أن الربيع العربى الذى بدأ فى عام 2011 لم يكن عفويا، ولكن استغلت فيه الجماهير البريئة والطبقة السياسية الوسطى المتعلمة لمساندة خطة التحول من نموذج حكم العسكر المستبد إلى حكم ما سمى بالإسلام المعتدل من آجل ترويض الحركات الإسلامية. أنفقت قطر مئات الملايين على مشروع تسهيل مشاركة الإسلاميين فى الحكم بضوء اخضر أمريكى وبدعم سياسى أمريكى. وقد أسست قطر المنظمة العربية للديموقراطية خصيصا من آجل تسكين الإسلاميين فى الحكم عبر صناديق الأنتخابات، وكان سعد الدين إبراهيم أحد عرابى المشروع والفكرة ورئيس هذه المنظمة، وقد استطاع خلال سنوات هو وغيره استقطاب عشرات الباحثين والأكاديميين للتروييج لفكرة مشاركة الإسلاميين فى الحكم. واشهد أننى عاصرت باحثين مغمورين تحولوا إلى نجوم فى الفضائيات العربية وفى المؤتمرات بدعم مالى قطرى سخى، علاوة على استقطاب عشرات الباحثين الأمريكيين وبعض مراكز الأبحاث الأمريكية لهذه المهمة. فى سنة واحدة رصدت عشرة مؤتمرات فى أمريكا واوروبا سواء فى الجامعات أو مراكز الابحاث تتحدث عن مشاركة الإسلاميين فى الحكم. ومن ثم فأن هؤلاء الباحثين الذين يدعون الليبرالية هم صناعة أمريكية قطرية تركية اخوانية فى ظرف تاريخى محدد للتروييج لمشاركة الإسلاميين فى الحكم، وهناك البعض ممن له مصالح مع الاخوان مثل احمد زويل الذى كتب منذ عدة شهور مقالا بالانجليزية يدافع فيه عن مرسى ، وكتب بعد سقوطه مقالا آخر طارحا فيه خطة للمصالحة تتضمن عودة الإسلاميين بكل قوتهم للمشهد السياسى.
فى عام 2004 تم ترشيحى من قبل أحد أفراد العائلة القطرية لعضوية مجلس إدارة قناة الجزيرة ولكن قيادة أخوانية مصرية كبيرة تحمل الجنسية القطرية اعترضت على ذلك وتم تعيين الصحفى الليبى محمود الشمام بدلا منى( يقال أن هذا القيادى تم طرده من قطر مؤخرا وإن كان الخبر غير مؤكد). وكان ذلك من بوادر سيطرة الاخوان على توجهات الجزيرة حتى اصبحت الجزيرة هى المنبر الإعلامى الرئيسى لجماعة الاخوان المسلمين وعراب تحولات ما يسمى بالربيع العربى من آجل سيطرة الإسلاميين على الحكم. وبعد ذلك بدأ ظهورى يتباعد فى قناة الجزيرة حتى أن صديق لى هناك قال هذا ليس زمنك ولكن زمن الاخوان.
موضوع مشاركة الإسلاميين فى الحكم إذن لعبة دولية كبيرة، ولهذا لا نستغرب دفاع الليبراليين المزيفين، التى امتلأت كروشهم من أموال هذا المشروع، حتى أخر نفس عن المشروع الذى يعملون عليه منذ أكثر من حوالى عقد من الزمن.
لقد قلبت ثورة 30 يونيه العظيمة كل هذه الحسابات رأسا على عقب، وجميع الفرقاء( امريكا-قطر-تركيا-التنظيم الدولى للاخوان-فلول الاخوان) الآن يدركون أن مرسى اصبح من الماضى ويريدون حماية التنظيم نفسه من السقوط والانهيار، ولهذا يستخدمون كلمات المصالحة وعدم الاقصاء وغيرها من الكلمات المنمقة من آجل حماية الاخوان ومواصلة دعم المشروع القطرى الأمريكى، حتى أن أمير قطر الجديد فى مكالمة مع الرئيس أوباما ناقشا ضرورة مشاركة الجميع فى العملية السياسة الجديدة فى مصر.
فى نفس الوقت فأن غباء بعض قيادات الاخوان فى الداخل يجعلهم يقوضون جهود حلفاءهم لإبقاءهم فى الساحة ،حيث يحرضون جهارا نهارا على العنف والإرهاب ، واثبتوا أن التنظيمات الإرهابية حول العالم ما هى إلا الذراع الحربى للاخوان المسلمين، وأن التنظيم الخاص لم ينتهى ابدا وأنما تحول إلى شكل جديد.
ارجوا أن اكون قد حاولت توضيح ابعاد هذه اللعبة التى تعمل لمصلحة الاخوان وضد مصلحة مصر. وعندما نقول لهم أننا فقط نريد خلع اسنان الثعبان ونزع سمه ويبقى بيننا بعد ذلك رغم شكله المخيف والمرعب، يصرون فى المقابل على عودة الثعبان بسمه واسنانه كاملة بحجة أنه تعلم الدرس ولن يعد يلدغ مرة أخرى.هل يمكن لأى عاقل أن يثق فى الثعبان بعد أن لدغ منه عشرات المرات؟،وهل يمكننا تصديق هؤلاء الحواة المرتزقة الذين يدعون توبة الثعبان وياللأسف بدعاوى الليبرالية المزيفة؟.
الكرة فى ملعب المصريين، فمن يوافق على عودة الثعبان لا يشتكى من لدغاته المميتة بعد ذلك.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيه
- خطاب الذكرى السنويةالأولى
- هل تنقذ إيران الغرب مرة أخرى؟
- الأزمة المصرية الأثيوبية
- بين المثقف والناشط والثورى
- الأغلبية فى مصر تحصد ما زرعته يداها
- الصحوة الإسلامية ستنقلب على إيران
- المسألة الكورية هل سيتم توحيد الكوريتين بالحرب؟
- تفجيرات بوسطن: محمد العريان أم محمد مرسى؟
- اخطر تقرير عن علاقة الاخوان بتفجيرات بوسطن
- حقيقة هجرة الأقباط إلى إسرائيل؟
- المحبة اقوى من الغضب
- عشر سنوات للحرب على العراق: هل فشل النموذج الأمريكى؟
- مؤتمر المواطنة والأقليات
- الجزيرة من احتكار المشاهد إلى احتقار عقله
- وداعا سيدة الرحمة
- من يقف وراء العنف السياسى فى مصر؟
- وداعا رائد الجيولوجيا الحديثة فى مصر
- عام عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط
- أمريكا والأخوان المسلمين


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - فلول الاخوان والحديث عن الاقصاء