أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد رمضان المسافر - 14 تموز














المزيد.....

14 تموز


حامد رمضان المسافر

الحوار المتمدن-العدد: 4150 - 2013 / 7 / 11 - 23:42
المحور: الادب والفن
    


كنت يوم 14 تموز في البيت بالبصره , واتذكر ان المذياع كان يذيع اغنية ( الله اكبر ) الوطنيه , وبين الفينة والاخرى يتردد صوت عبد السلام عارف ( اخرجوا الى الشوارع , اقتلوا الفئه الباغيه , ...الخ)..كنت طفلا في السابعه من عمري و قد ارعبتني هذه الكلمات التي لم افهم منها شيئا سوى انها تحث على القتل والتدمير. و ربما تصورت انني كنت المقصود بالقتل , من ابناء الجيران الذين تشاجرت معهم. ثم والى بعد الظهر , رأيت اهلي مجتمعين حول ابي , عميد العائله , والذي يسمونه ( السيد) , و فيما بينهم يتهامسون ( لقد قتلوا الملك , ضاع العراق الى الابد ). لم افهم شيئا. صحيح انني كنت في المدرسه الكلدانيه الخاصه بالبصره , وان معلمتنا علمتنا حب الملك ( جاء الملك جاء الملك..قوموا قيام,,قوموا قيام ..اخذوا سلام ..اخذوا سلام ) , لكنني لم افهم لماذا يقتلون الملك؟ ولماذا عائلتي تبكي على الملك؟ و قالوا لي ( لا تخرج الى الشارع.. فقد اعلنوا منع التجول ). لم افهم معنى منع التجول , وخرجت خلسة , ورأيت بعض الناس يرفعون صورة رجل عسكري عرفت فيما بعد انه جمال عبد الناصر. واخرون يرفعون صورة الوصي وفوقها نعال عتيق. لم افهم الذي يجري لكنني هربت عائدا الى البيت , حيث و جدتهم لازالوا يبكون.
بعد ايام انتشرت صور لرجال في ثياب عسكريه. قالت اختي الكبيره ان اجملهم العقيد عبد السلام عارف. اما امي فقالت ( لا الزعيم عبد الكريم شخصيه ), ولم افهم معنى شخصيه لكنني كنت احب المهداوي لكونه يملك مطرقه , ويطرق بها على المنضده امامه , وانا قد عملت لنفسي مطرقة وبدأت اطرق بها واصيح بأعلى صوتي ( حكمت المحكمه على فلان بالموت شنقا حتى الموت ). و عادة مايكون ( فلان ) احد زملائي او اصدقائي الذين العب معهم و اكرههم كما احبهم. جائت خالتي و قالت ( انها حلمت ان ام الملك رأوها في المنام وهي واقفه امام نهر دجله و تلقي فيه حصى او خيار و تقول : لن يبقى عراقي حيا اقسم بالله العظيم لكونهم قتلوا وحيدي ). خفت من هذه المقوله , ثم ظهر من يقول لنا ( ان الثوار لم يقتلوا الملك بل ان خاله قتله لأنه استسلم ). فهمت ان اغلب الناس تريد تبرير قتل الملك ( الطفل ) كما يقولون. وبدأت محاكمات المهداوي و اسئلته التي كنا نقلدها ( اسمك؟ ) والجواب ( بهجت عطيه )...( شغلك ؟ ) والجواب ( خادم نوريه ) يقصدون نوري السعيد ثم سوءال ( عمرك ؟ ) والجواب ( 1600 ) , حتى تتناغم مع المقوله. و تتابعت الاحداث , يقولون نوري سعيد لبس عباءة امرأة و اكتشفوه لكون بيجامته بانت تحت العباءه , وكل هذه الاحداث بعيدة عنا في بغداد , لكنها تمس حياتنا و وجودنا لكوننا جزء من العراق. واصبحت الحياة لاتطاق من كثرة المظاهرات. مرة عيد السلامه , واخرى عيد الشجره , و ثالثة عيد العمال , وانا اخلط بين هذه المناسبه وتلك فهل للشجره عيد و كيف؟ لكنهم يقولون ان الزعيم الامين اعطى الشجره عيدا فمن انا حتى اعترض؟
بدأ الناس يتحدثون عن انهم رأوا صورة الزعيم على سطح القمر , و كنت اصعد للسطح ليليا حين يكون القمر بدرا , و معي بعض اقاربي من سني , فننظر للقمر و نتصور ان تضاريس القمر تمثل وجه الزعيم و قبعته العسكريه. و حين ننزل نحلف للسيد اننا شاهدنا صورة الزعيم على سطح القمر فلا يصدق , و يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم. كل حياتنا اصبحت الزعيم. لا نشتري دفترا , الا وصورة جميله للزعيم على غلافه. اهازيجنا كلها عن الزعيم ( عاش الزعيم اللي زود العانه فلس ) , حيث كانت العانه اللكيه اربعة فلوس , فزادها الزعيم فلسا و صارت خمس فلوس. و معت مرة هتافا يقول صاحبه ( عاش الزعيم الهمشري ) , و لليوم لا اعرف معنى الهمشري صراحة. البصره مدينتي لم تتطور قيد انملة بعهد الزعيم . حتى ساعة ( سورين ) الجميله على ضفاف شط العرب والتي تشبه ساعة الويستمنستر بلندن هدموها لكونها ساعة استعماريه كما يقولون.
للحقيقه انا لست برجل سياسه و لا افهم لليوم لماذا جعلوا الزعيم الها دون الله ثم يوم مقتله تحولوا جميعا ضده و لبسوا الخرقة الخضراء على زنودهم و اسموا انفسهم ( حرسا قوميا ) ؟؟
ثم هم اليوم او ابنائهم او احفادهم يتبعون ال بيت رسول الله و ينتظرون المهدي الذي لن يأتي لكونه اكذوبتهم الكبرى..و هل يستطيع الانسان-اي انسان- ان يكذب على نفسه كما نفعل نحن؟



#حامد_رمضان_المسافر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القران عاريا -- الجزء الرابع
- بعثي قديم
- خرافة نزاهة الصحابه
- بوءس كذبة الأسلام
- فكر اخوان الصفا
- اشراف الشرف
- عقد الشرق
- كيف انساها
- الأفاعي قادمون
- اللعيبي : لعب ام نهب
- مساؤي الصيام في رمضان
- فستان احلام
- القران عاريا -- الجزء الثالث
- القران عاريا -- الجزء الثاني
- القران عاريا -- الجزء الاول
- مغربيه
- ايمان
- مأساة العراق
- خنازير نوري
- قبل ان تهوى النجوم


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد رمضان المسافر - 14 تموز