أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد كعيد الجبوري - ( يمه دين الفقره متعب ) / الفقراء وطقوس رمضانية














المزيد.....

( يمه دين الفقره متعب ) / الفقراء وطقوس رمضانية


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 23:49
المحور: المجتمع المدني
    


( يمه دين الفقره متعب )
الفقراء وطقوس رمضانية

يقول سيد البلغاء علي أمير المؤمنين (( ع ) لو كان الفقر رجلا لقتلته )) ، ويقول صاحب الرسول الأعظم (ص ) أبو ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه ( عجبت للمرء لا يجد قوته ولا يحمل سيفه ) ، والله سبحانه وتعالى حين وزع القناعة والصبر ربما خص الفقراء دون غيرهم ، ويقول مثلنا الشعبي ( جد الشهر والدهر وأكله بشهر رمضان ) ، بمعنى أن عليك أيها الرجل أن تعمل طيلة السنة لكي توفر لعائلتك قوتها أيام رمضان ، ومعلوم أيضا أن الأشهر القمرية ليست كالأشهر الميلادية ، الأشهر القمرية ربما يأتي فيها شهر رمضان بموسم الحر الشديد تموز أو أب ، وربما يأتي موسم البرد شهر ك1 أو ك2 ، ومؤكد أن أغلب الأعمال لا يمكن تأديتها إلا من القلة موسم الحر الشديد ، أربعينات وخمسينات القرن الماضي لم تكن الحياة على هذا الشكل المتطور الحضاري ، دوائر الدولة أقل من عدد أصابع اليد ، ومحظوظ جدا من يملك شهادة الابتدائية ليجد له وظيفة مميزة وراتب مجزي ، وأغلب الأعمال تجدها أعمالا بدائية ، صناعة الدبس ( المسابج ) ، قصابون ، حمالون ، حلاقون ، بائعو الخضر والفواكه ، عطارون ، بناءون ، وهكذا ، وأن وجد طبيب ما ، فهو لكل الاختصاصات الطبية ، بمعنى أن غالبية الألوية العراقية – المحافظات – هي بمستوى معاشي واحد تقريبا ، وقلة قلية من الميسورين أصحاب الأراضي والعقارات ، بحيث أن أغلب المدن العراقية تعرف أغنيائها ، وقلة قليلة أيضا هم الطبقة المعدومة الفقيرة التي لا تجد قوت يومها بيسر وسهولة ، وهذه القلة ممن قد فقدت معيلها الذي يجلب لها قوتها ، لذا أطلقها محمد العظيم ( ص ) ، ( أنا وكافل اليتيم كهاتين _ السبابة والوسطى _ في الجنة ) .
( يمه دين الفقره متعب / خل نبدله بغير دين ) ، هذا البيت من قصيدة للشاعر الراحل ( كاظم خبط الجبوري ) ، ومرض الفقر متعب فعلا وعلاجه القناعة ، وقبل بدء رمضان يستعد الأغنياء لشراء ما تحتاجه العائلة من طعام وشراب وما الى ذلك ، الفقراء لا يشترون أي شئ ويعتمدون على قوتهم اليومي ، وموائد إفطارهم فقيرة جدا لا تتعدى صحن من ( شوربة العدس ) ، يضاف له ( بطاطا ) مسلوقة أو مقلية يوم ، وفي اليوم الذي يليه يضاف للعدس باذنجان مقلي أيضا ، أو طماطم مقلية لليوم الذي يليه ، ومن يحصل على أجر كل يوم يشتري اللحم ( نص ربع ) بعشرين فلس ، وسعر كيلو اللحم 160 فلسا عراقيا ، وموسم الحر الأغنياء يشترون الثلج ، وقلة من الأغنياء يملكون ( الثلاجات والمجمدات ) في بيوتهم ، والفقراء لا يستطيعون شراء الثلج ، وتعتمد بيوت الفقراء على ( الحب أو الشربة ) ، وهي صناعات طينية يوضع فيها الماء لتبرد ، ورب الأسرة له زلال ذلك الماء – الناكوط - الذي ينضح من ( الحب ) فيجمع في صحن فخاري يوضع تحته يسمى ( الكوز ) ، و( للسحور ) ربما يحصل الفقير على صحن من الأرز ورحم الله الشهيد الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم الذي أراد رجال الإقطاع وكبار التجار حربه فجاء السحر على الساحر وهبط سعر الكيلو غرام من الرز العنبر الدرجة الأولى الى 20 فلس بسبب استيراد الزعيم الشهيد الرز ( البسمتي ) ، أما منقوع ( النومي بصرة ، وتمر الهند ، وقمر الدين ) فذلك لا يطمع به الفقير وربما لا يعرفه ، وأيام زمان لم تكن إذاعات أو فضائيات لنقل الأذان ، و لا توجد آنذاك مكبرات الصوت في الجوامع والمساجد والحسينيات ، ونعتمد بسماع الأذان للمغرب والفجر على تواجد الأطفال قرب أماكن العبادة لنقل وقت الأذان لأهلنا الصائمون ، نقف على باب المساجد وننتظر ، وحين سماعنا ( الله أكبر ) نركض فرحين لبيوتنا ونحن نردد بصوت عال ( يا صايمين أفطروا ) ، والجميل أيام رمضان تأتي للمساجد ( صواني ) مليئة بأنواع الطعام توزع على المصلين كهدية لروح متوفى ما من تلك العوائل ، وحتى فقراء الناس يمارسون هذه الطقوس وكل حسب ما تجود به إمكانياته المالية ، كان ابي رحمه الله ينهي صلاته في المسجد ولا يأكل مما يجلب الى المسجد ، قلت له لم لا نأكل مثل الآخرين يا أبي ؟ ، أجاب لا يحق لنا ذلك لأنه يفترض تقديمه للفقراء حصرا ، قلت وهل هناك أفقر منا يا أبي ؟ ، أجاب الحمد لله أننا نجد قوتنا وغيرنا لا يجده ، وأذكر أني كنت صديقا لأبناء أحد الأغنياء ، وكان ذلك الغني يخجل أن يأكل مما يجلب للمسجد من ( ثواب ) ، ولكنه كان يتفحص ( الصواني ) ويختار أكبر دجاجة ويضعها بقرص خبز ويعطيها لي ويهمس بأذني أذهب بها الى بيتنا – يعني بيتهم – وكنت أفعل ما يؤمرني به ذلك الرجل ولعابي يسيل لذلك اللحم الذي لم أأكل منه ألا نادرا ، قلت لنفسي لماذا لا يرسل غنيمته مع ابنه ؟ ، لم أهتدي لمعرفة كنه تصرفه هذا لصغر سني وعدم إدراكي الأمور بشكل جيد ، شاهدني أبي رحمه الله وأنا أتأبط دجاجة لأذهب بها لدار ذلك الغني فتبعني لخارج المسجد وسمعت صوته فعدت أدراجي ، قال لي أتعرف لماذا لا يرسل ولده ؟ ، قلت لا ، قال أنه يعطيك تلك الدجاجة ليوهم الناس الحضور أن هذه الدجاجة هي حصة الفقراء ومن هو أفقر منا أمامهم ، لذلك يا بني عد الى المسجد وأعط الدجاجة لمن أرسلها معك ولا تتحدث بأي شئ معه ، وفعلا فعلت ما أمرني به والدي ، وبعد نهاية الصلاة خرجنا من المسجد وعيوني لا تفارقا تلك المائدة الغنية .
يتبع الفقراء وعيد الله



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( شك ما يتخيط شكينه ) / أهازيج ثورة العشرين
- إضاءة / هذا من فضل ...!!!
- إضاءة / ثورة العشرين وانتفاضة الواحد والتسعين !!!
- اليهود شماعة الفاشلين !!!
- ( حسام الشلاه ) يلقي القبض على المطلوب ( وجيه عباس ) !!!
- ( عشك الناس )
- ( الماطور سكل ) ودولة القانون !!!
- ( نلكح من طلع نخلتنه كل بستان ) / النخلة العاشقة
- إضاءة / الحلة واسطنبول وقاسمهما المشترك !!!!
- الشعر الشعبي ... ومهرجان بابل للثقافات والفنون العالمي الثا ...
- الشاعر الشيخ ( حسن العذاري )
- د . صباح نوري المرزوك ... قلم لا ينفد مداده !!!
- منتدى النخبة الثقافي و ... الشعر رسالة وقضية !!!
- منتدى النخبة الثقافي و ... الشعر رسالة وقضية !!!
- إضاءة / الحملة الوطنية العليا لهدر المال العام !!!
- إضاءة / أحسان الحلي وطن مغترب !!!
- إضاءة ( هواي الصوِّر وشويه الحياطين )
- قصيدة ( أبيع الصوت )
- إضاءة ( من لم يمت بالسيف مات بقندره )
- إضاءة / عبد الكريم قاسم ونوري المالكي !!!


المزيد.....




- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد كعيد الجبوري - ( يمه دين الفقره متعب ) / الفقراء وطقوس رمضانية