غريبة مو؟؟

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 09:17
المحور: كتابات ساخرة
    

لم يكن الفنان السريالي سلفادور دالي يعلم بان الامور ستسيربشكل اكثر سريالية بعد مماته بعد ان كان يظن انه لاأحد يستطيع ان يجاريه في سرياليته الفنية.
فمثلا لم يكن يعلم دالي ان دولة مثل الكويت"يحن" قلبها على طلاب العراق وتمنح وزير التربية فيها 10 مليارات دينار عراقي لبناء مدارس نموذجية.
انه بالنسبة للحكومة العراقية مبلغ اقل من تافه، بل هو مصروف جيب لنائب برطماني حين يرغب ان "يوفد نفسه" يستجم في احد بلدان العطور الزكية.
ولم يكن المسكين دالي يعلم ان هناك ماكان يسمى بالفصل السابع حيث ظل العراق يدفع طيلة سنوات ثمن حروب لم يكن له بها شأن مليارات الدولارات،اكرر مليارات الدولارات،لتأتي الكويت وتمنح وزارة التربية العراقية "خردة" مما اخذته طيلة هذه السنوات.
لامجال هنا للوم الحكومة الكويتية فهي منحت مشكورة هذا المبلغ كما كانت تمنحه لدول مثل الصومال وارتيريا والسودان، ولكن اللوم كل اللوم بل الغيظ كل الغيظ على هذه الحكومة التي تركت طلاب اولاد الملحة يدرسون في مدارس طينية، ولعلنا نخص بالذكر السيد مدير المشاريع التربوية في الوزارة عماد الدين محمد الذي تبجح واصدر بيانا قال فيه انه" تم الحصول على موافقة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية ووزارة التخطيط على حصول الوزارة على منحة جديدة بقيمة {10} مليارات دينار عراقي لبناء مدارس نموذجية أخرى في عدد من المحافظات التي لم تشملها المنحتين السابقتين وأن الاشهر القليلة المقبلة ستشهد اعداد اتفاقية بهذا الشأن".
الذي يقرأ بيان مدير المشاريع في هذه الوزارة سيجد انه مغرور متبجح وكأنه حقق مكسبا من مكاسب الثورات التعليمية الجبّارة. ولا ندري بعد ذلك ماهي"شغلة" الاخ اذا كان ينتظر المعونات من الآخرين ثم يعطيها للمقاولين لبناء المدارس مشترطا الا تكون طينية كسابقتها.
مخصصات الطعام لنواب البرطمان تكفي لبناء 5 مدارس في كل محافظة.
مخصصات الشاي والسكر والورود والحلويات في الاجتماعات الدورية لمجلس الوزراء تكفي لتزويد هذه المدارس بالطباشير واللوحات والكراسي.
مخصصات ورواتب الموظفين المسجلين في بعض الدوائر الحكومية بالاسم فقط تكفي لبناء 10 مدارس اخرى.
اطنان الدنانير في المراقد المقدسة تكفي لبناء 200 مدرسة مزودة باحدث اجهزة للحاسوب في كل محافظة.
مرة اخرى لانريد ان نلوم الحكومة الكويتية فهي لم تفعل سوى الصواب اما الذي لم تفعله فهذه الحكومة المهترئة.
اكثر من ثلاث جهات عالمية منحت العوراق العظيم مايريد ولانذكر منها الا اليابان والامم المتحدة والكويت.
لماذا؟ لأن جماعتنا مثل الشباب المراهقين الذين حين يستلمون مصروف الجيب من ذويهم يفكرون اولا بشراء علبة دخان او ارتياد البارات او... قليل منهم من يفكر بشراء كتاب يحس انه بحاجة لقرائته.
انه فعلا امر محير ان يقبل بلد منحة لبناء مدرسة وميزانيته تفوق 120 مليار دولار سنويا.
والان هل يعرف دالي ان نفط بئر واحد فقط من آبار الحلفاية يغطي كل حاجة العوراق من المدارس؟.
بالتأكيد لايعرف ذلك واذا عرف فسيقذف نفسه في نهر دجلة الجاف.
فاصل أمي: لم يذكر لنا وزير التربية هل هذه المنحة ستخصص لبناء مدارس محو الامية على غرار مدرسة المرحوم سليم البصري أم على غرار المدارس التي سيدرس فيها المدرسين "الحمير" كما أطلق عليهم وزير التربية السابق.

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات