ماذا بعد الفصل السابع ؟ هل سنشاهد اقتصادا عراقيا متطورا ؟

عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 4146 - 2013 / 7 / 7 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

( القسم الثاني )
• ولم نستطع هـنا اهمال مشكلة كبرى يعيشها العراق . مشكلة غير منتظرة على المستوى المنطقي . ولكن يبدو ان السياسة لها مـساراتها التي تعاكس المتوقع ، والا كيف نشرح تصريحات رئـيـس الفيدرالية ــ السيد مسعود البارزاني اكثر من مرة بما يجرح الوطن العراقي ؟ ... نعم ... ولعدة مرات فعلاً !! . ان سياسة الابتزاز التي يعتمدها بعض قادة الفيدرالية في شمال العراق لهو امــر سـيء بــدرجــة مــقــرفة . والامثال كثيرة . الا اننا ( كمواطنين ) سمعنا من خلال الفضائيات ( بالصوت والصورة ) تصريحات على لسان رئيس الاقليم نفسه مــا يسيء الى العلاقات الاخوية التي تربط جماهيـرنا داخل وطننا العظيم . اما طـلبه من الرئيس الامريكي مباشرة ان تمتنع امريكا من تسليح العراق لكي لا يصبح قويا فهذا امـــر لا يمكن الكلام عنه بهدوء ! . ثـــم جاءت الحادثة الفضيعة التي ارتكبها رئيس الاقليم شخصيا وهي الاحتفاظ بالمجـــرم الارهابي طارق الهاشمي المحكوم بسبب تزعمه اعمال ارهابية ضد العراق وطنا وشعبا وبعد ذلك تهريبه الى الخارج ليكون طليقا ومنظما للاعمال الاجرامية ضد بلادنا بحرية . والغريب ان السيد مسعود عمل كل ذلك ولكنه لم يفكر ان يعتذر من الشعب العراقي بجميع مكوناتة بما فيها الشعب الكردي تجاه ذلك . في الواقع ان الشعب الكردي ـــ حسب معرفتنا به ـــ لن يقبل بهذا النشاط المحموم ضد الوطن العراقي من قبل اي فرد متعال عليه ! ومهما كان واينما كان ذلك الفرد . وقد وصل الامر بالسيد البرزاني ان تجاوز حدوده امام الشعب العراقي عنـدما نصب نفسه دكتاتورا على الشعب الكردي وذلك عندما اخذ يصرح كما يشتهي هو ، ثـــم لا يراجع نفسه عندما يتجاهل العلاقات الاخوية المتوطدة تاريخيا في ربوع بلادنا .
ان التاريخ المشرف للاخوة بين شعوبنا داخل العراق الكبير سجل وصور وحفظ بالذاكرة حوادث لها دوي يصم الاذان ، حوادث التعذيب الذي سلط على كافة اقسام الشعب وكياناته وقومياته دون تفريق . والشيء الذي له خصوصية هنا هو انتقال الشعب العراقي كله الى مساندة الشعب الكردي في مطالبه الديمقراطية . ويتذكـــر الجميع الثمن الباهض المؤلف من الخسائر البشرية التي كلفت الوطن العراقي ! على يـــد الطاغية المقبور . اذن يحق لنا ان ننتظر من الحكومة العراقية الاتحادية ان تطالب السيد مسعود بالاعتذار من الامة العراقية بكل مكوناتها القومية والدينية . واذا كان السيد المذكور يرى العراق فقط من خلال مصاعبه بسبب دوامة الارهاب ُثــم يعتبرها فرصة ذهبية تحت ضغط السياسات الهمجية لمختلف العناصر التي مرت علي حكم بلادنا فهو خاطيء . عليه ان ينظر العراق لا من خلال مصاعبه وعلى خلفية خذلان بعض السياسيين له والمتذبذبين تجاهه بل عليه ان ينظر بلاد العراق في شخص شعبه وبعشائره الفاضلة ونقصد هنا عشائر الدليم وشمر وال فتلة وال بو محمد والعبيد وبني حجيم والعشائر التركمانية وعشرات غيرها وهي كلها ذات تاريخ نضالي مشرف وكلهم جاهزون دائما للذود عن وحدة تراب الوطن و من اجل سعادة شعب العراق عموما . هذا عدا العشائر الكردية التي تضمر الشعور الصادق للعشائر العراقية وتكن لها كل الاحترام والثـقـة الاخوية . وكان على السيد مسعود ان لا ينسى ان في العراق مدنا بطلة كالنجف والبصرة والرمادي وتكريت والعمارة والموصل وهي بجانب اربيل والسليمانية ودهوك ....وكل هذه المدن فيها من البطولات التي لاتعــد ولا تحصى وان سكان المدن العربية يعتبرون الاكراد اخوة حقيقيين وان تاريخهم مع العرب معمد بالنضال الوطني المشترك ولذا فالشعب العراقي كله موحد في الاخاء . نـعـــم ... ان الشعب الكردي يتذكر جيدا ان المدن العراقية كلها ، وبدون اسـتـثـناء اعطت شهداء بعشرات الالاف من اجل حرية الشعب الكردي في مختلف العهود !!! . ولذا لا يستطيع احد ( هنا وهناك ) ان يجعل الشعب الـعـراقي ينسى اويتجاهل الاخـوة العـربية ـــ الكردية حتى لو اراد ( واحد من السياسيين ) تخريب تلك الاخوة لكي يسهل عليه ( كما يعتقد هو ) الابتزاز واللعب على العراق .
والان وبعد التحرر من البند السابع ننتظر الانتقال بصورة جدية وبعزم وطني الى خطة اقتصادية واقعية تأخذ بيد البلاد الى التنمية و الحياة المشرقة للامة العراقية يكل مكوناتها . فالعراق يستحق ان يكون ضمن قافلة البلدان المتطورة . وهكذا سيكون .
( للمقالة تتمة )

#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل