أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بآي بآي يا عرب















المزيد.....

بآي بآي يا عرب


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 20:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحدث يتخطى الأخوان المسلمين ويقترب من التجريد ، وبالتالي يقبل إلى المقارنات ، عندما وضع الملايين من المصريين مرة أخرى وبأقل من سنة لذات السيف الذي أقصى مبارك ، على رقبة مرسي وبذات الطريقة وعبر القوات المسلحة التى يتضح يوم بعد الأخر بأنها الحاكم الفعلي للجغرافية المصرية دون منازع ، بيد أن ما جري من سلوك ديمقراطي بعد مرحلة مبارك كان في الواقع صوري ليس له قيمة بين الحريات العالمية ابداً ، ولم تستطع العجلة الديمقراطية تخطي عتبات بصاطير العسكر ، الذين لعبوا جميع الأدوار منذ الاطاحة مبارك عن كرسي الحكم إلى السجن ، لكن المسألة ليست مقتصرة في الحقيقة في هذا الاطار فقط ، بل لها ابعادها في تحديد من هو المسئول عن هذا الإخفاق الديمقراطي وبالتالي الأخوان المسلمين هم من يتحملوا منذ البداية ، لهذه النهاية المعيبة التى استثارة الأغلبية أو جزء كبير لا يستهان بهم على الإطلاق من فنانين وإعلاميين وأصحاب رأي بالإضافة لعامة الناس ، حيث ابدت انحرافات واضحة عن مسار الثورة وتجاهل قاسي لشركائهم الحقيقيين من الثوار ، عندما تحالفوا الأخوان مع المجلس العسكري في اعداده للاستفتاء الأول على الدستور ، وتبعها انتخابات برلمانية اتسمت بأنها على عجل ، واكتملت تنازلاتهم عندما قبلوا أن يقتلعهم العسكر مرة اخرى من دائرة الثوار مقابل ان يتم تسليمهم الرئاسة بطريقة مذلة وفيها اهانة للثورة تحت رعاية الجيش ومحاصرته ، مما جعلهم ان يختاروا مسلك منفرد عن باقي الثوار والأحزاب التى افقد الأخوان تحالف قد بُنيى اثناء انتخابات المرحلة الثانية نحو الرئاسة ، والذي احدث منذ ذلك اليوم شرخاً واختراقاً كبيرين بين صفوف الشعب ، بالإضافة إلى تلك الممارسات المخجلة التى تبناها بعض المتحدثين من الجماعة وحلفائها خلال السنة الماضية ، حيث شاعت المهاترات وأغمضت اللعين عن الجوهر ، لتصبح القضية ، كيف تلّبس أو تأكل وتحولت القنوات المختلفة المتعاطفة مع الأخوان مهمتها الأولى والأخيرة مناكفة الفنانات والمشاهير من المجتمع المصري ، ورد المضاد نحو القنوات المعارضة بطريقة الردح المتبادل من البلاكين ، كأنها ثقافة تجذرة بشكل أفقي لتشمل جميع المجالات بما فيها السياسية ، دون تقديم حلول جدية أو جذرية، للبطالة والفقر والخدمات ، حيث لم تنجح الشعارات والوعود أن تتعدى حدود اليافطات والأوراق التى قُراءة منها الخطابات ، لكن سرعان ما أفقدت تلك الإنتهاجات الكثير ممن منح الثقة للتجربة الجديدة وتراجعوا مؤخراً عن تأييدهم للرئيس مرسي ، الذي بدوره ساعد في تعزيز فكرة الانقسام أو بالأحرى إعادته من أول وجديد ، كونه توارى بعض الوقت ، حين تكاتف الجميع لإسقاط حسني مبارك وعدم السماح لمرشح النظام السابق اللواء شفيق بالنجاح ، وبالتالي أندفع مرسي من شدة الضغوط إلى نهج التفرد بالحكم والتخلي عن من شاركوه الثورة والانتخابات من معادلته وحساباته المستقبلية ، ليتكشف بأنه تورط بكم هائل من الإداريين المصابين بجميع التخمة ، وتسليط ، اعلام مهيب وظيفته تغذية الرأي العام بشكل لحظي وعلى مدار الساعة ، فلم يعد قادر على التقدم خطوة إلى الأمام مقابل معارضة تشكلت تدريجياً ضده نتيجة افعال قاصرة لم ترتقي لحجم المهمة الملقاة على عاتق الجميع وإحساسها بالعطن في الظهر ، مما اعطها الحق أن تبحث بشتى الطرق والوسائل كي تسقطه ، فكانت خياراتها معدومة باستثناء اللجوء للجيش واستغاثته .
ثمة بعدان نادراً ما يتطرق إليهما المراقبون ، خصوصاً عندما تطفو الأزمات الداخلية على سطح الحدث ، حيث لم تكون على الاطلاق المسألة مسألة أشخاص أو مختصرة في مبارك ومرسي ، بل تتعلق بالذاكرة العربية والإسلامية معاً كما يجب أن تبدو بالأصل ، فالنهضة العربية التى حاول بعض التنويريين احداثها عبر أطر متعددة الأسماء على مدار التسعين سنة وأكثر ، من خلال الشيوعية والقومية والبعثية إلى ألخ ، تماماً كما حاول الآخرين استنهاضها من خلال التيارات الإسلامية على اختلاف عناوينها التى جاءت بالفشل الذريعّ ، وأخيراً ما شاهدنا اليوم من أخفاق لأكبر تجمع اسلامي يقوده عروبيون ، فشل في امكانية توحيد القوى والشعب حول فكرة البناء والاستقلال من المستعمر الجديد عن بعد ، إلا أن خطورة ما تكّمن المرحلة القادمة من مفاجآت غير محسوبة أو محسوسة تقودها تطلعات الشعوب العربية لبناء ، دولة حديثة ديمقراطية أساسها تداول السلطة ومشاركة جميع الأطياف ، إلا انه ما يعيق فعلاً هذا المسار ، طبيعة المعارضة المصرية وتكوينها الهش ، لأنها غير متفقة استراتيجياً ، ومصابة بذات داء الأخوان المسلمين ، لا تملك قائداً يتمتع بكاريزما ، يبعث الطمأنينة والارتياح لشعب المصري ، وذلك ما يقلق ويدعو الأقليات إلى مطالبة بصراحة بالإنفكاك عن الجغرافيا الحديثة ، لإنشاء دولهم الوطنية ، منزوعة الدسم ، التى تعبر عن ايدولوجياتهم وعقائدهم ، حيث تعوّد إلى ما قبل التاريخ الإسلامي في مصر ، وبالرغم من إحكّام الجيش المصري على مناحي الحياة بطريقة تداعب النخبة وتتجنب الصدام المباشر ، إلا أن الواقع مؤلم وغير ما هو ظاهر تماماً من أغاني تُبَث وتتلاعب على اوتار المستمعين من الفرحين في الميادين ، لكنها للأسف هي ذات الاغاني التى لم تُسعف اصحابها بالسابق ، فالجيش فاقد الحضور في سيناء منذ عام 1967 م ، وعندما عاد كانت عودته عرجاء لا تسمح في السيطرة على مساحات شاسعة ، بالإضافة للإهمال المقصود لها ، طيلة السنوات الماضية جعلها جزء ما بين الخروج والارتباط الهش مع الدولة المصرية ، لهذا نسمع اليوم بأن الرئيس الأمريكي أوعز للمجلس الأمن القومي بإعادة دراسة المعونة الأمريكية للجيش المصري ، مما يعنى أن أتفاق كامب ديفيد لم يعد حاجة اسرائيلية امريكية بقدر ما هو مصري ، الذي يهيئ ويعطي المجتمع الدولي وعلى رأسها ادارة بيت الابيض من ذرائع تجميدية ، كونه انقلبَّ على الشرعية التى جاءت من خلال صناديق الاقتراع بشكل ديمقراطي ، الحق بإيقاف تدفق المساعدات العسكري لقنوات الجيش ليصبح أكثر تعثراً وإرباكا عما مضى .
من لا يعرف اسباب نهوض أمّة تماماً لا يعرف اسباب سقوطها ، وبصراحة تامة في وقت يتطلب الصراحة ولا يقبل إلا الكلام الصريح الموزون على مقياس المحاسبة ، فثمه عضلات تستخدم من حين إلى اخر بالأعياد الرسمية أو على اللسنة إعلاميين ، بأن الجيش المصري ذو قوة وقدرة ، ولديه تاريخ حافل وطويل من الانتصارات ، أما الحقيقة غير ذلك تماماً فمنذ محمد علي الطباخ مروراً بالسادات المقنوص و أخيراً بمبارك المخلوع ، لاقى الجيش جملة من الهزائم ومنها اضاعة فلسطين وتلاها احتلال للأراضي العربية المحيطة بإسرائيل ، وتحول إلى حارس ناقص على حدوده وفي أحسن الاحوال متفرج على ما يجري في فلسطيني من ابادات ، ففلسطين العمق الاستراتيجي القومي لمصر ، اللهمَّ إن كانت القوة المقصود بها والتى يثرثر حولها البعض هي فرض عضلاته على الناس العاديين المجردين من السلاح .
لقد بُنيى الجيش المصري من جديد بعد أتفاق كامب ديفيد ، ليعاد الخلل ذاته ، بنيوياً وفي صميم التصنيع العسكري التى تلونت قشرته لكن بقي المضمون على ما هو عليه ، يعتمد كلياً على ما يمنح من فتات ، المنحة العسكرية الامريكية التى تتدخل إلى حد رسم الملابس الداخلية للإفراد ، وحريصة كل الحرص على طمس أي موهبة تخرج برأسها من النهر العائم وذلك يصب في صالح أمن اسرائيل واستمرار تفوقها ، حيث لم يستطيع الجيش الخروج عن الخطوط العريضة التى رسمت له طيلة السنوات الفائتة .
لا بد للإخوان أن يقللوا المسافة بين مفترق الطرق الحاصل الآن ، وأن لا ينجروا إلى ما يمكن الوقوع به من انزلاقات تؤدي إلى حرب أهلية ، والبدء على الفور بمراجعة شاملة بهدف البحث عن الأسباب التقديرية التى أدت إلى اخفاقات قاتلة في الصميم ، مما يدعو القيادة الحالية للاستقالة بشكل جماعي حيث تتحمل المسؤولية الكاملة والتاريخية ولكي تسلم جيل شاب يستطيع الانخراط في المكونات المجتمع وقادر على الاستماع للآخرين ، وقابل أن يتعلم من تجارب من سبقهم في العمل السياسي ، كون السيد اردوغان ألمح في خطابه الشهير عندما عرّج إلى القاهرة بضرورة تبني العلمانية نهج ، لأن الوقت ضيق ويحتاج إلى تعقل اكثر من عناد ، تماماً هذا ما نبهت به التغيرات في قطر وكانت رسالة واضحة عن جملة متغيرات لم تصل للأكثرية بأن الأمير الأب تنح والشيخ القرضاوي اُبعد إلى مصر كعربون مصالحة بين الطرفين .
لقد كانت طموحات الشعوب العربية ، المحافظة على فلسطين من الغزو والاحتلال ، لكن سرعان ما تقلص هذا الطموح وتراجع إلى حد تحرير فلسطين من البحر إلى النهر ، إلا أننا سرعان ما انتقلنا وبخفة نُحسد عليها إلى اعادة الأراضي التى احتلت عام 1967 م مع تمني بسيط هو اقامة دولة فلسطينية على جزء متواضع من فلسطين التاريخية ، لنفاجئ بأن الجسم السياسي الفلسطيني أصبح جسمين والخيمة التى كانت امتياز فلسطيني أصابت العراقيين والسوريين والأفغانيين والصوماليين والماليين والليبيين مع اختلاف نوعية الخيمة التى قد تكون احياناً من رخام لكنها تشارك الاخريات بالغربة والانتظار ، رغم أن الوضع في القاهرة ليس اصلح حالاً بالطبع ، حيث يعيش نصف سكانها في العشوائيات ، اكثر بؤساً من الخيام والمخيمات مصحوبة بإحساس الغربة المضاعف كونها في الوطن .
نهنئ أنفسنا أولاً قبل أن نهنئ ثانياً اسرائيل ، الجارة القوية التى عرفت اسباب نهوض الأمم وسقوطها وكيفية المحافظة على قوتها دون أن تتورط بالاعتماد على الآخرين ، بأن المشروع العربي ، سقط والمشروع الاسلامي العروبي ، سقط ، ولم يعد لدينا إلا مشروع واحد ، الوطنية المنزوعة من الجغرافيا والقابلة لتبني برغماتية خالية من المبدئية التى توصل الجميع إلى العدمية ، لكنه ، أي المشروع الوحيد ، سينجح بهمتكم ليُصبح لكل حارة وطن وعلم ونشيد وبالطبع سجاد أحمر ، ونقول كما قلنا من قبل للعراق بآي بآي ، وودعنا البارحة سوريا ب باي باي ولم يتبقى إلا نقول لمصر باي باي كي تكتمل ( بآيتنا ) يا العرب .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استغاثة تائهة في الصحراء
- عقرها حزب الله
- رحمك الله يا أبي
- ندفع كل ما نملك مقابل أن نعود إلى بكارتنا الأولى
- العلماء يؤخذ عنهم ويرد عليهم
- متى بالإمكان الخروج من عنق الزجاجة
- مهنة المعارضة
- مهنة المعارضة
- الكنفدرالية بعد الدولة
- ألقاب أشبه بالقبعات
- كابوس حرمهم الابتسامة
- أحبب هوناً وأبغض هوناً
- واقع ناقص لا بد من استكماله
- زلازل فكرية
- صمود يؤسس لاحقاً إلى انتصار
- استمراء ناعم
- الردح المتبادل
- ارتخاء سيؤدي إلى إهتراء
- ملفات تراكمت عليها الغبار
- اخراج الجميع منتصر ومهزوم


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بآي بآي يا عرب