أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - المؤتمر القطري ومتطلبات المرحلة














المزيد.....

المؤتمر القطري ومتطلبات المرحلة


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 1187 - 2005 / 5 / 4 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخل التحضير للمؤتمر القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي مراحله الأخيرة، وهو يشد انتباه أوساط واسعة في البلاد وخارجها، وهذا طبيعي، فعلى نتائجه سيتوقف ـ إلى حد كبير ـ شكل التطور اللاحق للبلاد، إن كان من حيث تحديد شكل مواجهة البلاد للتحديات الوطنية المنتصبة أمامها، إلى شكل تطور الحركة السياسية فيها، وصولاً إلى آفاق التطور الاقتصادي ـ الاجتماعي. وتجري هذه التحضيرات في جو نقاش واسع وحاد في المجتمع بين اتجاهات مختلفة حول القضايا الأساسية التي تهم البلاد، وتتبلور هذه الاتجاهات في مواقف، و رؤى يمكن تحديدها بالشكل التالي:
1. اتجاه يرى أن الحفاظ على النظام يتطلب عدم حدوث أية قفزات سياسية أو اقتصادية ـ اجتماعية لأن ذلك سيحدث حالة عدم استقرار غير معروفة النتائج.
2. واتجاه يؤكّد ضرورة إحداث إصلاحات سياسية بحتة في بنية النظام دون إعطائها أي مضمون اقتصادي ـ اجتماعي وحتى وطني، بحجة سد الذرائع التي يمكن أن تستخدمها قوى الضغط الخارجية المتمثلة بالدرجة الأولى بالولايات المتحدة الأمريكية.
3. واتجاه آخر يرى ضرورة الإصلاح الشامل في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل يستنهض قوى المجتمع ويحدث الفرز الضروري لعزل قوى الفساد الكبرى التي أصبحت نقاط استناد واضحة للعدو الخارجي.
والواضح أن الاتجاهين الأول والثاني هما وجهان لعملة واحدة، وكل منهما يتطلب الآخر وهما بالجوهر يضعفان أسس الوحدة الوطنية التي أصبحت السلاح الأساسي في مواجهة التحديات القديمة والجديدة.
وإذا كان الاتجاه الأول من حيث المضمون الاجتماعي يحاول الحفاظ على مراكز الفساد ونفوذها، فإن الاتجاه الثاني في الجوهر يريد نقل عوائد الفساد من يد إلى أخرى بشكل قانوني ومشرعن.
لذلك يصبح على الاتجاه الثالث والذي يجب أن يعكس مصالح البلاد والعباد، أن يحدد أولوياته التي دونها لايمكن صياغة ذلك البرنامج الوطني الشامل الذي سيسمح لسورية أن تلعب دورها المنوط بها في مواجهة المخططات التي تستهدفها وعلى رأس هذه الأولويات:
صياغة دور جديد للدولة تنموي عقلاني منفتح على المجتمع، بعيد عن الدور السابق الذي لايستطيع أن يحل أية قضية من القضايا الحقيقية التي تواجهها البلاد، وبعيد عن الاتجاهات الليبرالية الجديدة التي تبشر بانتهاء دورها وخروجها المطلق من السياسة والاقتصاد والمجتمع.
صياغة دور جديد للحركة السياسية، ومنها حزب البعث العربي الاشتراكي، التي لابد أن تستعيد دورها الوظيفي في حياة البلاد، بعد فترات اغتراب بينها وبين جماهيرها المفترضة، هذا الدور الذي لايمكن أن يتحقق دون فصل جهاز الدولة عن جهاز الحزب الحاكم وحلفائه ومنع تدخله بالشؤون الداخلية للأحزاب الأخرى، هذا الأمر الذي يجب أن يعكسه قانون أحزاب وقانون انتخاب جديد، ومجمل الإجراءات الديمقراطية الأخرى المطلوبة في المرحلة الحالية. وهكذا تتكون الأرضية الموضوعية كي يكون جهاز الدولة فعلاً تحت رقابة المجتمع الممثل بأحزابه السياسية وقواه الاجتماعية المختلفة.
صياغة برنامج اقتصادي ـ اجتماعي جديد يعالج المشاكل الحقيقية المتراكمة والمتمثلة بـ:
1. حجم الفساد الكبير والذي يلعب دوراً كابحاً ضد العدالة الاجتماعية، وضد النمو الضروري للاقتصاد الوطني، الذي دونه لايمكن التفكير بأي تقدم في أي مجال من المجالات الاجتماعية من بطالة وصحة وتعليم وثقافة.. إلخ..
2. اللامساواة الاجتماعية التي يعبر عنها شكل التوزيع المختل بين الأجور والأرباح، بحيث يعاد الاعتبار للأجر، وهو الطريق الوحيد لإعادة الاعتبار للعمل كقيمة اجتماعية.
3. الخلل البنيوي في الاقتصاد السوري، وبين المناطق المختلفة في سورية، والذي يؤدي إلى توترات اجتماعية يمكن أن تتحول إلى بؤر انفجارات لاتحمد عقباها في حال عدم تدارك ذلك.
والخلاصة إن الدور الاجتماعي للدولة لايتناقض مع دورها الاقتصادي، بل يتطلبه، فأكبر فعالية ممكنة للاقتصاد على المستوى الجزئي بعد تخليصه من النهب والفساد هو الذي سيؤمن تلك الموارد الضرورية للدولة لحل القضايا الاجتماعية ولتأمين النمو اللاحق، كي تتحول سورية إلى نموذج وبؤرة جذب في المنطقة.
وفي نهاية المطاف، فإن سورية مازالت دولة مواجهة ومازال جزء من أراضيها محتلاً، ومواجهة جميع المهام التي تواجهها تتطلب دولة برؤية جديدة، وهذا ممكن التحقيق، لأن القوى المساندة لهكذا مشروع هي القوى الأساسية في المجتمع السوري، وأي تجاهل لذلك هو الذي سيدخل البلاد إلى المجهول الذي تعمل عليه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، من أجل تفكيك بنية الدولة والمجتمع، الأمر الذي يتناقض جذرياً مع كرامة الوطن والمواطن.



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان من الشيوعيين السوريين يا عمال سورية.. رصّوا الصفوف!
- بيع الأوطان.. بين الليبرالية الجديدة والإخوان
- الأقصى.. وكل شبر من ثرانا..
- عن الفصام السياسي: كلام لا يقل جدارة بالنشر عن غيره
- مشروع المهام السياسية الملحة
- مشروع اللائحة التنظيمية
- بلاغ عن اجتماع اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين
- سعدي يوسف.. عالياً.. عالياً
- أيمن أبو شعر: «عصفور محكوم بالإعدام»
- أوليغ شينين: لنرفع شعارات لينين لننقذ الوطن: «السلام للشعوب ...
- مجلس الضباط يشكل وحدات الجيش الشعبي
- انتخاب إدارة جديدة لجمعية العلوم الاقتصادية
- نداء إلى الضباط الروس: حماية الوطن مسؤولية الجيش
- نعم للوحدة الوطنية لا للفتنة
- من قزوين إلى البحر الأسود.. الأمريكان يسبحون في الفضاء «السو ...
- فعللة
- وساوس الشيطان أم نقص المناعة خلف أحداث لبنان
- من قتل الحريري؟
- الجامعات السورية تخلفت في أكثر من جانب.. وعهد الإصلاح لم يعا ...
- الدورة التاسعة لمجلس اتحاد نقابات العمال في سورية.. العمال: ...


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - المؤتمر القطري ومتطلبات المرحلة