أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رزاق عبود - اين احفاد ثورة العشرين من ثورة ملايين المصريين؟!















المزيد.....

اين احفاد ثورة العشرين من ثورة ملايين المصريين؟!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 14:19
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مرت يوم 30 حزيران 2013 الذكرى 93 لثورة الشعب العراقي الخالدة يوم 30/6/1920 ضد المحتل الانجليزي، وصلفه، وتجاوزاته، واعتداءاته، وخططه الاستعماريه، وتعاليه على شعبنا، وعدم احترام قواته لعادات، وتقاليد شعبنا، وقيمه الرفيعة. يوم حارب ابناء العشائر العراقية جيوش اكبر، واقوى امبراطورية في ذلك التاريخ عسكريا، واقتصاديا. حاربوها باسلحة بدائية بسيطة، لكن بعزيمة، واقدام، وشجاعة، وتكتيكات اذهلت المحتلين، وقادتهم العسكريين. يوم هتف الثوار، بعد كل انتصار يحرزونه هوستهم المشهورة "الطوب احسن لو مگواري"! الهوسة التي تلقفها الشاعرالعراقي الكبير عبدالله گوران وهو يتحدى الظلم في العهد الملكي بقصيدة مجهولة الاسم، ولعله تقصد ذلك:"كردي .. وكيس تبغ.. حفنة زبيب .. وبندقية .. ثم صخرة .. وليأت العالم كله.. كل العالم.."! اعتقد ان الشاعر الخالد، لو كان حيا، لا نتفض، وجاء الى ساحة التحرير، وسط بغداد، كما فعل بعد ثورة 14 تموز 1958 واستبدل كملة "كردي" ب "عراقي" ليستنهض كل شعبنا من شماله الى جنوبه. لقد اجبرت ثورة العشرين، واتساعها، وازدياد خطرها على مشاريع الامبراطورية البريطانية الاستعمارية على اعادة حساباتها، وتيقنت من عدم امكانية "الحكم المباشر" للعراق، كما في الهند، ومستعمراتها الاخرى. فتشكلت الدولة العراقية الحديثة، وعكست حكومتها الاولى طبيعة الانفتاح، والتعايش، والتآخي. فلم يهمش اي مكون، ولم تعزل اي كفاءة.
لم يحتفل الحكام الاسلاميون الحاليون بالثورة، ولم يعتبروها عيدا وطنيا، ولم يجعلوا ذكراها السنوية عطلة رسمية. لانهم حاقدون على الثورة التي قدمت عراقا متسامحا، لا طائفيا. عراقا موحدا من الشمال الى الجنوب، ومن الغرب الى الشرق. شارك الشيعة، والسنة، المسيحيون، واليهود، والصابئة، والايزيدية، العرب، والاكراد، والتركمان، والارمن، والشبك، وغيرهم باشكال مختلفة. الكردي محمود الحفيد زحف بقواته من السليمانية الى الفرات الاوسط ليقاتل كعراقي شريف ضد الانجليز الذين حاربوه، واعتقلوه، ونفوه. بالامس لم يحتفل القادة القوميون الاكراد، ولا الطائفيون العرب بذكرى ثورة العشرين، لانهم لا يريدون شيئا يذكرهم بوحدة العراق ارضا، وشعبا. ولا يريدون ازعاج اسيادهم القدامى، والجدد بذكرى تلك الثورة الجبارة التي مرغت تاج "الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس" بالوحل. امس توقعت ان تزحف الملايين العراقية المحرومة من الكهرباء، والماء، والغاز، والنفط، والدواء، والسكن، والمدارس، والعمل، والخدمات البلدية والصحية، والامن، والامان، و... و...و! لتطالب بحقوقها، تعلن تجديد ثورتها. اغنى بلد في الارض، وافقر شعب في لعالم. بينما زحفت الملايين المصرية الى الساحات، والشوارع لتخلع الرئيس الاسلامي محمد مرسي. ملايين "السنة" ضد رئيس "سني" وجماعة "سنية". ملايين الشعب المصري بكل طوائفه، واحزابه، وقواه، وشبابه، نساءا، ورجالا زحفوا مرة اخرى ليزيحوا ديكتاتور اخر بعد سنة من حكم الاخوان، الذي لم يحسن اوضاعهم المعيشية، وسرق منهم الحرية التي ثاروا من اجلها. العراقيون يعانون منذ عشرة سنوات من كل انواع الحرمان، والاذلال، والارهاب، والفساد، والسرقات، والخيانات، ومصادرة الحريات، لكنهم يخرجون لاعادة انتخاب من يعاملهم كالعبيد، ويسوقهم كالخراف، ويسترخص دمهم في شوارع، واسواق المدن، ويقتل المتظاهرين، ويعتقل، ويغيب المحتجين، ويحارب، ويغتال المعارضين. يهتفون "هيهات منا الذلة" ويسكتون على الضيم. اين رفض الذلة من اعادة انتخاب من يذلكم، ويسترخص دمائكم؟ تمجدون ثورة الحسين من اجل الحق، والحرية، والعدالة، وانتم تعيدون انتخاب يزيد جديد، يقتحم بيوتكم، ويسرق اموالكم، ويتصدق عليكم بنصف كيلو عدس في ارض السواد، التي سلموا اسواقها، ومصائرها للمضاربين الجشعين، والمسؤولين الفاسدين.
في مصر حاول "الاخوان" افتعال حرب بين المسلمين، والاقباط، وفشلوا، ثم سحلو بالحبال زعيما شيعيا على طريقة ذبح الاطفال في سوريا ليشغلوا الناس بحرب طائفية ضد مجموعة صغيرة لتبرير تحالفهم مع اسرائيل ضد سوريا، وفلسطين. المتظاهرون المصريون اجبروا الجيش المصري على الانحياز لهم، ولثورتهم. فمتى يتحرك قادة القوى الوطنية، والثورية، واليسارية، والقومية، وكل من يدعي الديمقراطية والاعتدال، وعبور الطائفية ليقود الجماهير لتغيير الاوضاع بالعراق؟!
في شوارع مصر مئات المتظاهرين، ثم الاف، ثم ملايين المتظاهرين، ضد نظام تدعمه اوربا، وامريكا، واسرائيل، وكل قوى الظلام في العالم. لكن الثوار داسوا باقدامهم ما يسمى بالشرعية المزيفة. فمتى يدوس العراقيون بوحدتهم، وهوساتهم، ومگاويريهم، ودبكاتهم، و"چوبياتهم"، ومظاهراتهم على المحاصصة الطائفية، والاستبداد، وانشاء حكم وطني يخدم الشعب، لا دول الجوار، والاحتلال، والمضاربين؟!
ان الشعب المصري، وقواه الديمقراطية الموحدة اخرجت 33 مليون مصري (حسب تقديرات جوجول) ليقولوا للرئيس الاسلامي، ونظامه الاخواني: "ارحل"، وكسبوا الجيش الى جانبهم! ثلاثة ملايين يزحفون الى كربلاء بين الحين والاخر، "لاحياء" ثورة الحسين. ثلاثة الاف منهم فقط يمكنهم الزحف على المنطقة الخضراء، لتحقيق اهداف ثورة الحسين، واعادة البهاء لعراقنا، والصفاء، والاخاء لشعبنا!
لقد سرق الانجليز ثورة العشرين، بعد ان، حولوا شيوخ العشائر الى اقطاعيين، فتحالفوا مع المستعمر ضد شعبهم، ووطنهم، وحولت امريكا، وبريطانيا "المعارضين" القدامى لديكتاتورية صدام الى حكام طائفيين فاسدين، فتحولوا الى جلادين لشعبهم، وعصابات لنهب اموال، وطنهم، وقوت ابناء شعبهم. تفرعنوا على اهلهم. هل ننتظر عبد الكريم قاسم جديد ليخلصنا من الحكومة العميلة، ام نزحف نحو المنطقة الخضراء، ونجبر العسكر على الانضمام لنا، وحمايتنا بدل قتلنا، كما تفعل ميليشيات حزب الدعوة المالكي المسماة "سوات"؟!
هل تكون ثورة الشعب المصري الجديدة محفزا لثورة شعب العراق المحروم، مثلما كانت ثورة العسكر المصري عام 1952 ملهما لثورة تموز 1958؟! ام سيظل السياسيون يطالبون ب"التهدئة" فيما بينهم في حين يصطلي الشعب العراقي بنيران الطائفية، والارهاب، والفساد، والخيانة الوطنية؟!



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصيبة عائلة المناضل صالح حسين الحلفي، ابو سلام!
- لماذا لا ينضم الحزب -الشيوعي- -الكردستاني- الى التيار الديمق ...
- ماكو ولي، الا علي، واجانه حاكم سرسري!
- مفوضية الانتخابات ودولة القانون يهيئان لاعلان نتائج انتخابية ...
- المادة 4 ارهاب تطبق على طلبة كلية الهندسة في البصرة!
- امينة التونسية بصدرها العاري اشرف مليون مرة من بعض -التوانسة ...
- كل 8 اذار والنفاق مستمر!
- على التيار الديمقراطي ان يعقد المؤتمر الوطني في ساحة التحرير ...
- على التيار الديمقراطي التصدي لقيادة انتفاضة شعبنا وتصحيح مسا ...
- أزمات العراق مستعصية، ام مصطنعة؟!
- الصين والطريق الشيوعي للرأسمالية!
- مكتبة الطفل العراقي بادرة تستحق الاشادة والدعم
- ابوس الگاع جوه جدامچن!
- غزة رمز الصمود والتحدي. الملام هو المحتل، لا المقاوم!
- آن اوان الربيع الفلسطيني!
- نوري المالكي يقطع رؤوس الفقراء العراقيين!
- لا، لا، لا،لا لحازم القمرچي في الكاظمية!
- اختطاف ثورة الشعب السوري السلمية!
- وطن ضاع وايام مضت
- لماذا وكيف يحتفل المعذبون بالعيد؟!


المزيد.....




- الشرطة الهولندية تداهم مخيم متظاهرين طلبة مؤيدين لفلسطين وتع ...
- طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ ...
- تايمز: مجموعة ضغط إسلامية تحدد 18 شرطا للتصويت لحزب العمال ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- استطلاع يورونيوز: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخ ...
- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...
- أصالة وأهمية الندوة العالمية الأولى لمناهضة الفاشية المرتقب  ...
- الفصائل الفلسطينية تدين دعوات لرفع الأعلام الإسرائيلية بالمس ...
- موقف لافت من حزب الشعب الجمهوري التركي بشأن فلسطين
- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رزاق عبود - اين احفاد ثورة العشرين من ثورة ملايين المصريين؟!