أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - عندما تُزيَّف حقيقة الصراع في مصر!














المزيد.....

عندما تُزيَّف حقيقة الصراع في مصر!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 20:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بين مَنْ ومَنْ يدور ويحتدم الصراع (الآن) في مصر؟
أوَّلاً، مصر الآن هي لـ "الحقيقة (العارية السافرة)" مكاناً وزماناً؛ وفي "ساعة الحقيقة"، التي تعيشها مصر الآن، يكاد يتلاشى الفَرْق بين "الظاهر" و"الباطن"؛ فظاهر كل طرف من أطراف الصراع هو باطنه، وباطنه هو ظاهره؛ وما عاد من داعٍ للتغليف والتمويه والزخرفة والتدليس.
عن ذاك السؤال، سَمِعْتُ، غير مرَّة، وكثيراً، "إجابة إسلامية" هي الآتية: إنَّه صراع يدور ويحتدم بين "الإسلام" و"العلمانية"؛ بين "الإسلاميين" و"العلمانيين".
ولَمَّا تَوَجَّهْتُ بالسؤال نفسه إلى "الواقع الموضوعي" لهذا الصراع، ولأطرافه، أو لطرفيه، أجابني قائلاً: كلاَّ، لا وجود، من حيث الأساس، لمثل هذا الصراع؛ وإنَّ مُدَّعي وجوده يعوزهم الدليل والإثبات؛ فلا وجود لصراعٍ بين طرفين لا وجود لهما أصلاً.
لكنَّ إجابتهم، المنافية لـ "الحقيقة الموضوعية"، تفيد في الحشد والتأليب والتسخين واكتساب النفوذ والشعبية؛ فالعامَّة من الناس (المسلمين) يُنْفَث في روعهم أنَّ "العلمانية"، والتي هي من "الكفر"، إنْ لم تكن هي "الكفر بعينه"، تشن حرباً على "الإسلام"؛ وعندئذٍ، يسهل الخيار؛ فَمَن ليس مع "الإسلام" فهو مع "الكفر" حتماً!
وتَوافُقَاً مع منطق هذا الخطاب، يمكن ويجب تصوير ثورة الخامس والعشرين من يناير على أنَّها ثورة تنتصر لـ "الإسلام" في صراعه ضدَّ "العلمانية"، التي كان يمثِّلها نظام حكم حسني مبارك!
وإنَّكَ بهذا الخطاب، الذي كالتابوت لجهة صلته بالحقيقة، تَسْتَقْطِب تأييد المتعصبين من العامة من المسلمين، فيَشْتَقُّون من تعصُّبهم الدِّيني تعصُّباً على اليساريين والقوميين والليبراليين أيضاً، وعلى كل من ينادي بالدولة المدنية بمفهومها الخالص من "الأسلمة"؛ وتَنْقَطِع صلته، من ثمَّ، بالقِيَم والمبادئ التي انتصرت لها ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومن أجلها قامت هذه الثورة.
الطرفان فشلا وأخفقا في أنْ يؤسِّسا لرؤى ومواقف جديدة تشبه ثورة الخامس والعشرين من يناير في قِيَمها ومبادئها ودوافعها ومطالبها وغاياتها؛ فـ "الطرف الآخر"، المتطيِّر من "الأسلمة" وعواقبها، لم يُطِحْ من نهجه العام، ومن صلاته وتحالفاته، ما كان يجب أنْ يُطاح مع إطاحة حسني مبارك؛ فـ "الانتهازية"، التي زيَّنت له "التصالح المستتر (على وجه العموم)" مع كثيرٍ من بقايا عهد مبارك، رَجَحَت كفَّتها على كفَّة "المبدئية" التي تستصلحها تلك الثورة؛ وكان ينبغي له أنْ يجتهد في تمييز نفسه (رايةً ووجهة نظر وموقفاً ومطلباً وشعاراً..) عن الطرفين كليهما، أيْ عن الطرف الذي يمثِّل عهد، أو بقايا عهد، مبارك، وعن الطرف الإسلامي الذي لم يتخلَّ عن سعيه إلى التأسيس لدولة تتنافى والدولة المدنية في مفهومها الذي لا جامع يجمعه مع مفهوم "الدولة الإسلامية".
ولو كان لحزب الرئيس مرسي أنْ يتغيَّر، فكراً ورؤيةً ونهجاً، بما يجعله متصالحاً مع قِيَم ومبادئ ثورة الخامس والعشرين من يناير، لرأَيْنا مصر في عهد مرسي تَعْرِف من الديمقراطية والعلمانية والدولة المدنية ودولة المواطَنَة أكثر مِمَّا عرفته، وتعرفه، تركيا في عهد أردوغان.
الطرفان تصارعا في مصر بما جَعَل ثورة الخامس والعشرين من يناير عُرْضَةً لفسادٍ، بعضه متأتٍّ من بقايا عهد مبارك، وبعضه متأتٍّ من قوى وجماعات إسلامية متعصِّبة على كل ما يمت إلى الدولة المدنية بصلة، وعلى كل من ينادي بها.
خيار الثورة إنَّما كان "الدولة المدنية التي تتَّسِع لكل من لا يناصِب مقوِّماتها وأُسسها العداء"؛ وكان ينبغي لحزب مرسي أنْ يكون إسلامياً بما يسمح له بالتصالح مع الدولة المدنية، ويجعل له مكاناً تحت شمسها، لا أنْ يسعى في إعادة تعريفها بما يجعلها تشذُّ عن جنسها؛ فإنَّ "أسلمة" الدولة المدنية هي هَدْمٌ لأركانها، وتأسيس، في الوقت نفسه، لدولة الاستبداد الدِّيني، مهما حاولوا زخرفتها وزركشتها وتزيينها.
إذا كان ممكناً (موضوعياً) وجود إسلام سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي.. ، فإنَّ التأسيس لهذا الوجود، أو السعي إلى التأسيس له، كان يجب أنْ يكون بالدولة المدنية، وفيها، وبما لا يذهب بمقوِّماتها وأُسسها، التي لا تتلوَّن بلون دين أو مذهب أو عرق أو جنس..؛ لكنَّها تُلوِّن بلونها كل أفراد وجماعات وفئات المجتمع.
إنَّها دولة يحتاج إليها كل البشر؛ لأنَّها دولة "كُنْ كما تريد أنْ تكون؛ لكن بما لا يجحف بحق غيرك في أنْ يكون كما يريد أنْ يكون".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر التي توشك أنْ تودِّع مصر!
- هل سمعتم ب -الطلقات الخنزيرية-؟!
- -جنيف 2- كما يراه المعلِّم!
- ظاهرة اشتداد الطَّلَب على الفتاوى!
- الثلاثون من يونيو!
- لماذا -المادة الداكنة-؟
- بينيت وقصة التملُّك بالاغتصاب والأسطورة والجريمة..!
- حربٌ وقودها الأحياء ويقودها الموتى!
- -مِنْ أين لكَ هذا؟-.. عربياً وإيرانياً!
- إطالة أمد الصراع في سورية هي معنى -الحل السياسي-!
- حركة الزمن عند تخوم -ثقب أسود-
- ما معنى -بُعْد المكان الرابع- Hyperspace؟
- -الخطأ- الذي تحدَّث عنه عريقات!
- ما سَقَط في سقوط القصير!
- الصحافي والسلطة!
- أين -الربيع العربي- من -السلطة القضائية-؟!
- مصر هِبَة النِّيل لا هِبَة أثيوبيا!
- جوهر التفاهم بين كيري ولافروف
- أسئلة -جنيف 2-
- ما معنى -الآن-؟


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - عندما تُزيَّف حقيقة الصراع في مصر!