أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجوى شمعون - انحسار















المزيد.....

انحسار


نجوى شمعون

الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 07:04
المحور: الادب والفن
    


*"عندما يشرق الحب لا شيء يكبله ..لكننا في انحسار ما..نحوله لتمثال بيننا...*

هوذا الوقت يداهمني .. يتبعني كظلي المتشقق في انحسار لوني ما بين الشمس وظلي هو ذا يرجح المسافة ليصل لقلبي قلبي الذي داهمته الريح على عجل ومضت ومنذ ذلك الحين وأنا أتساءل عن مراياي المتكسرة وشظايا القلق العابر لجوفي . .أنا امرأة الظل في انعتاق السنين،انحسار قلب تهاجمه نوارس والبحر صامت حزين،حزن معتق،تغلفني كلمات لم تكن تقال وانغمست في دمي/هو انحسار الأفق عن غيمة وحيدة..فكيف لك/ له أن يتبعني وأنا المسيجة بخوفي وبانحساري لم يتغير شيئاً منذ أن غادرت السفن ساحلي لكنها مازالت حتى اللحظة تغير تقتنص الوقت فتعود خائبة،انحسار الآخر في ظلي تبعثرت الخرائط على كفي ووحده لا يهدأ في حصاري وقت" يناطح يومي وُيغير ثانية في هجمات متواصلة الحرب لم تبدأ بعد.. فكيف يرمي بظلي للشمس ويرحل..!!؟ أتساءل ثانية وأعود بخيبات متواصلة متفردة بجرح الندى،هوذا يأتي مع المساء جريحا يومض لي من بعيد وأنا خلف مراياي أختبئ من بريق يتبعني،جبانة بقدر انتكاس مراياي علىّ وبقدر انغلاق أفق ولم تتحرر السنبلة من موتها المخفي،لماذا في وقت الحصار يفتشنا الحب سوية يتركنا نازفين ومحترقين به علناً ليخرج علينا بعينين ضاحكتان ووجه يتفجر سعادة وهذا القلب المكلوم لماذا لم يعد كذلك تحرر من حصار الجسد فظل واقفا ينتظر المطر منذ منعوا عنه الهواء،ليس بحب بقدر ما هو محاولة للفهم وقت الحصار لماذا بتنا أكثر شراسة مع الياسمين

ليس حباً بقدر ما هو فهم لمعنى الحب الذي يرحل شيئا فشيئا منا ويختفي بنا ألم يعد من حقنا أن نحتفي به /بنا ونعلنه ملكاً وقت الحصار،كيف فر منا وبتنا أكثر قسوة مع بعضنا البعض وأكثر انغلاقا من انحسار فكرة في المغيب من يومنا

(ما إن يكتشف الرجل غموضاً في امرأة حتى يصبح مهدداً في الوقوع بغرامها)

فرنسوا هرتل

فهل هذا ما وصلنا له في خضم معركتنا نحو الحياة نحو الحب ،قد يكون أفسدنا بعض الدلال في الحب فصرنا كلانا مرهونان بالزمن في وقت الانحسار أنا لمرافئ عينيه وهو لخطواتي المبتعدة عن ساحل عاجه،قد يكون كلانا اكتشف الآخر من بريق مشع في عيني الآخر فخفنا وهربنا وحتى اللحظة لا نجرؤ على البوح للعرافة التي اكتشفت سرنا سوية فكيف إذا لامس فرح يتقافز في عيني وأنا اكتشفت حصانا يركض في صدره كلما رآني ليس حبا بقدر ما هو خيبة كبرى لمراثي الوقت بيننا ومسافات عطشى لكي تقترب بيننا لتأزم يزداد يوما بعد يوم ويشتد في حصاره في منطقة جغرافية محدودة ومحددة ..وما إن اكتشف وقوعي عن صهوة الفرس حتى أتعثر بعينيه تفسران اللحظة وتبعثان هدوءا خفيفا في مراياي الناعسة كما لو انه نسيم مر على قلبي فيضحك قلبانا كما لو أنهما يعبران المسافة يدا بيد

لكنه انحسار يشي بنا ..

(إن الحذر والحب لا يتعايشان. فكلما اشتد الحب خفّ الحذر!)

لاروشفوكو

حذرت قلبي كما لو كان عاقلا لا تحب ..لا تحب ..لا تحب واصنع معجزة أو معروف معي هل جاء التحذير متأخرا عن موعده أم هو القدر يعمي القلب ويخطفه من ها هنا

حذرته وضحك وفرح وركض إليه وسيماً ركض ..أميرة ركضت

ولم يسمع باقي الخطب مني لم يسمع تحذيري ممن .. ولماذا .. وكيف ركض وكيف عشق ..وكيف أحب..بادلني تلك الليلة أغنية الورد فحلقت في عوالم كثيرة تشبهني وتشبهه أهداني قبلة في تموز أمطرت رذاذ فرح يقفز في قلبينا معا كبر الحب ..تجاوز المكان وكلما أعددت خيلي للرحيل بكت الخيل.. وجفلت

قد لا يكون حلمي أنا .. قد لا يكون مقصده أنا ..آه من لغة العيون من ركضها المستمر لو تتوقف لحظة وتنهي حصاري ..لو تتوقف وتعلن انحساري على أفق ضيق وبعيد وواد سحيق لقلبي ..لو أنها تحملني لأرض الواقع وتلق بي في المجهول لأستيقظ أو لعلي لا أريد هذا الاستيقاظ أو لربما أشفق على قلبي من مرايا متكسرة برفق أمسد جرحا منذ زمن سقط علىّ

لربما النهاية نهاية حياة أرسمها بالموت عشقا وتذبل الأوراق ها هنا على شاطئ لا يرفق بقلب مدمى وحريق يكبر،فاجع هذا الحب لو كان أقرب من انحساري لتغير قمر في سمائي.. فلماذا رغم حذري وقعت واقترب الحب ليفترسني ألم احذرني من مغبة السقوط في مراياه لكني سقطت رويدا رويدا، سقطت بحب وبهدوء العاشق وتفرسه لوجه الحبيب

(إن السعادة القصوى التي يوفّرها لك الحب، هي في أول مصافحة ليد المرأة التي تحبها)

ستندال

لامست الأيدي ارض شفق فتمضي لحتفها المنتظر تغني وتشرق كشمس على الحقول البعيدة ،لامست قلبها قبلة فتبدلت واحمرت خجلا كعادتها تأتي طفلة صغيرة يبللها عسل الليل فيلامس يدها بقوة فتصهل ..تمضي بينهم ساعات لأحاديث براقة يتوسدها نجم فيضئ كلاهما بنوره يبحثان عن وتر الكلام عازفا أغنياته يتحسس أحلامها النازفة والباكية على شجر السلام لربما وصلا على غير العادة وصلا متأخرين وتعبين فلامس كوكب قلبيهما وركضا في الاتجاه عينه

لو كانت الأيدي تتحدث وتصرح ..من أول ملامسة ..لو كان للقلب لسان لكنه أقوى بالمشاعر أقوى من أي كلام،اتجهت بقلبها نحو أول محطة فر القلب منها على مقربة من خطاه .. فر الحظ منها على مقربة من نبضات غاضبة تفتش عنها

وانتظرت قرب قطار المحطة التالية ..

بكت حين لامسها حنين مفاجئ

صرخت به ..

ركضت ..

نزفت به..

توالت المحطات وهى لم تزل تنتظر أن تغادر المحطة ..وفي ريح متوترة حملتها ربكة الأمكنة التي تعطرت بهما،لتدخل في حالة اكتشاف أنها ودعت من داخلها طفلة صغيرة وأنها أي هى ما زال بوسعها أن ترحل في المحطة التالية ..ما زالت تنتظر وما زال يفتش عنها باقي المحطات في حالة تشبهني هى حالة انحسار لمحطة أخيرة ..ربما يغير الحب اتجاهه نحوها أو يستفيض على يد امرأة تركض بانحسارها"

*"نغيب في ليالي مقمرة ونوقن بالانتصار على قلوبنا لكنا ندرك كم أننا غيبنا النبضة عن البوح بما فيها فتنفجر فينا مزمجرة ومدافعة عنه /وعن الحب"

تبدل هو اليوم كإشراقة شمس تلكزها غمازة،سكت الكلام بينهما وفي غمرة تبللها رمال الفتنة اعتقدت للحظة بأنه خرج من قلبها وعليها أن تصعد للمحطة التالية لكنه يتربع في القلب أحست برياح الاشتياق تجتاحها وكعادته يعد القهوة لكلاهما ويبتسم وهى كعادتها تقفز إليه فرح طفلة بالمطر انسلت إليه وانسل إليها ..توسد قمر"وجهيهما سعادة فتترك المكان على حاله مقمراً بفتنتها إلى المحطة الأخيرة في انحسار المدن والأماكن والبحر وفي انحسارها المتعدد الاتجاهات لتضيء أنحاء الجسد فتغتسل نواياها البيضاء بضوء الفجر محولة إياها إلى ملاك يرتفع للسماء بعيدا عن انحسارها في زمن ليس بزمنها ولكنه قلب تداركه حب على عجالة منها.. الانحسار ليس بحرا في انحساره إنما أنثى الغزال في صيدها وقعت بشباك الهوا ولم تكن صياده لكنها وقعت في شباكه متمددة في انحسارها.. غزالة الريح هى في انحسارها.



#نجوى_شمعون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنالك نساء
- قلب العاشقة
- ملح الروح
- لسعة النحل
- كل ما فيً ذئاب الضوء
- رقصة ضوء
- الصهيل
- ارفعوا الأنخاب عالياً
- في الغابة أيضاً حب
- اكتمال الحنين
- متحف الدار البيضاء غزلية المبدع بالكتاب
- توحش العطر فيك
- سيرة الماء
- في الروح مذبحة /جثة غزال
- توهج الندى على جسدي
- فخاخ الحب رعشات ضوء
- ظل العاشق ظلي
- قدم في الهواء
- عن الغريب النهر
- الوردة والسياج


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجوى شمعون - انحسار