أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجوى شمعون - متحف الدار البيضاء غزلية المبدع بالكتاب















المزيد.....

متحف الدار البيضاء غزلية المبدع بالكتاب


نجوى شمعون

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 21:35
المحور: الادب والفن
    


متحف الدار البيضاء غزلية المبدع بالكتاب
نجوى شمعون

احتفالية الكلمة ومبدعها بالندى المثقل بالهواء الندي المُشبع بهاجس الطائر إلى الفضاء الواسع وليس من فضاء أرحب وأكثر اتساعاً من فضاء كتاب ...
اللحظة مرهونة بحواجز الاحتلال وغيره وكأنك في سباق الخيل تقفز من حاجز لحاجز وعليك أن تربح عليك أن تكون الرابح الوحيد في عزلتك .هذا هو حال الفلسطيني صب كأساً للخلاص عاد ولم يعد كذلك أنا ...
أن تكون في متحف الكتاب وسط مبدعين تعرف بعضهم والبعض الآخر تتعرف بهم وسط احتفالية تزهو بالكتاب والكلمة وبدهشة العارف لفطنة النص، أن تخرج عن صمتك ومن وسط حربك ومن حصارك لفضاء الكتاب والمبدعين إنها فردية النص وتحليق طائر بين سماء وماء
ماذا يريد المبدع أكثر من ذلك ..أن ينطلق بكل قوة ليقتنص ذاته يزيل عنها الغبار ويرشق الحاجز بكلمات من نور النبوة من كتاب اعتاد أن يمسكه بين دفات قلبه يحاكيه وينام بين ذراعيه كصديق وفي ونبيل في المشهد مشهده المنفلت على عجلة الزمان سراً وعلانية ليلاً ونهاراً يوقظه من موته الرخو ليلاً يصحبه لتلة البعيد هنالك في الحلم الكبير لينجو وليعانق أسمائه كفتح مبين إذا أقبلت الحرب انتزعت قلبه ومضت لحال سبيلها وهو المُنادى كصفة الموروث بسلاسل من حديد تأكل بالصدأ لحمه ثم ينعتق كفكرة مستها النار فطار النورس فوق قلبه طار عن طينته المحشوة بالجسد وسال الماء الجاري كشلال ليتطهر من البطولة في مقتله كذئبة أركض بكل قوى الريح إلى هناك إلى سفح كتاب ...
في متحف الدار البيضاء هكذا كما أطلقت عليه الاسم الاسم المراوغ لأكثر من تأويل للمتحف الذي هو حي مثلنا نلتقي أسماء مبدعين لطالما سمعنا بهم وعشنا تجاربهم التي صارت فينا كجزء حي لا يتجزأ منا صرنا هم وصارت اللغة المشتركة سفن الهارب من حصاره ليسقط بترف العاشق لهاوية الصعود إلى السماء السابعة ينفض عن ريشه الغبار وبقايا الأسلحة التي انتهكت روحه بللتها بالرصاص والموت، جاءت دعوة القائمين على المعرض بالنسبة لي الخلاص من كل ما سبق نقطة التحول من سجينة في بلدي إلى طائر عرف طريقه وسط السرب
لا يخف الكلام هنا ولا يثقل بملامسة الريش للماء، حدودي ليست السماء فقط ولا الأرض التي ضاقت بمن عليها لا حدود لي لا حدود للقصيدة التي اشتعلت من الانتظار انتظار صحوها وسط كومة الموت هنا
متحف الكتاب كان احتفالية بالمبدع والكتاب والجمهور الذي اتقن الانصات لقوة الجمال في كل ما في المعرض من فقرات وبرامج كانت أشبه بألف ليلة وليلة على مدار أيام وكأنك تدخل عالمك الذي حلمت به طويلاً لتقتات من خيره ورونقه وبهاء المكان فتصير أكثر اشراقاً وأكثر دهشة إنه يعطيك بقدر ما تعطيه من فن الانصات لخرير الجمال الذي يسيل فيك كل مرة تتصفح كتاب أو تجلس هناك تستمع لأصوات شعرية أو ندوة تقام هنا على مقربة من قلبك تحبس أنفاسك ولربما مثلي لا تنام في الدار البيضاء كلما أيقظتك صرخة قصيدة تتحضر للنزول
ماذا يفعل العاشق/ة مثلي أنا وأنا أتهيأ لكل هذا الجمال الباذخ ،صرخة واحدة لا تكفي للإعجاب بمعرض الكتاب بالدار البيضاء وشهقة واحدة لا تكفي كتصفيق طائر للحرية في فضاء الكتاب والتعرف عن قرب بالمبدعات والمبدعين الذين أعرفهم عن قصد في موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" وآخرين تعرفت بهم، ليدنو منك الافتراضي ومنهم من يُصبح كلك، العالم المنغرس على شفاه الأرض يلامسك ويتلو عليك ما تيسر من نصوص الكلام يتوحدا الخيالي يصير الواقعي والواقعي يربت على كتفك ينقر كطائر على جثتك فيوقظك إله الموت فتصحو وتصحو وتصحو من زنزانتك لبريق كتاب ..ماذا يفعل العاشق /ة مثلي حين تتسرب المدينة كلها إليه من أبواب الفتنة ...!!؟
في معرض الكتاب لفت انتباهي الكثير من الكتب منها الشعر والروايات وكتب التنمية البشرية كتب في ثقل الماس ودهشة الطفلة التي كانت في مكتبتها المدرسية تأكل الكتب بتنوعها تأخذها الدهشة حد نسيان العالم من حولها وكلما تجولت في المعرض ركضت الطفلة بداخلي لعالمها البعيد كنجمة بات في متناول يدها حتى يفلتها العالم وترتخي الدنيا من حولها لتعيدها لسيرتها الأولى خلف الحصار ..الكتب التي تغازلك عن قصد وتسرق قلبك وعقلك كالحب تماماً كالعاشق بدمه ولحمه يتكوم لحم قصيدة تنهال عليك بما ملكت يمينها ،الكتب من حولك تفترس رغبتك المحمومة نحوها ،كتب متنوعة غزيرة كمطر نزل فجأة يحيط جسدك بالكلمات ينهش روحك العطشى وكأنك الميت الحي، أيضاً كالحب يتركك الكتاب وحيداً في عزلتك إلا من صوت خفيف لموسيقى تركتها القصائد تنحل في داخلك على مهل العاشقة، وكغيرها وغيرها قصص الأطفال التي سرقتني لحظتها وعادت بي لقصص الأميرات...
هذا العالم الذي عشته منذ الطفولة منذ حكايات الأميرة والساحرة وحكايات الشاطر حسن القصص التي حفظتها عن ظهر قلب وأعدت سردها على صديقات الطفولة كنوع من التحدي "هل قرأت كل القصص التي تمسكين بها وكأنها أحجار كريمة أقول بثقة لصديقتي نعم فتتحدى اصراري الطفولي لتقول :هذه القصة أريد أن تحكيها لي وأمام قسوتهن اللذيذة أسرد عليهن القصة وكلما نسيت أحداث القصة زدت عليها قليلاً أو كثيراً من مشاغبتي وصدقن ...
لم يكن انتصاراً على طفولتنا أو تحدي بمعنى التحدي كان الخروج من مرآة الذات لعالم يرفل بالفجيعة فجيعة الروح التي لا تنفك عن الصراخ لتطير من الجسد ليس انتحاراً بقدر ما هو لغة المبدع ليعيش حريته المنهوبة في جسده وفي بلده وفي حواجز تدفعك لغربة جديدة تتلوها أخرى وأخرى
جاء معرض الكتاب ليفتح أبواب كثيرة أُغلقت بفعل الريح الريح التي أمسكت بيدي كثيراً و على هيئات كثيرة منها شرفة العاشق للتحليق بكامل الجسد والروح وأن أرى عالمي يتشكل أمامي كما رسمته يد الطفلة التي كانت أنا ..من يقول أن ما بداخلنا يغادرنا ..لا شيء يغادر ولا شيء ينزح عن الذاكرة كل شيء بمكانه تماماً غير أن القلب يُزيحه ليستريح من سفر العزلة والغزالة تستيقظ كأن ما مرّ بها لم يكن لدغة القصيدة حين تتوحش المسافات فينا ...وكأن ما مرّ رواية في كتاب سجلته أنامل حريرية لآلهة لم تتعرف علينا في العذاب ...
فبعض المدن تسرقك فيها تشرب غفوتك وتنام على أنين قلبك على دقاته المتسارعة خلف البريق
وكما في القاهرة يقال من شرب من النيل عاد إليه أيضاً يُقال من شرب من ماء الدار البيضاء عاد، فمن سرق من ..!!؟ بعض الأصدقاء المغاربة يستهويهم العيش في الشمال او في أكادير اذ أن البيضاء بالنسبة لهم مزدحمة وخانقة فلماذا سرقتني هذا المدينة وسلبت كل شيء مرة واحدة .كيف تسرقنا المدن ونسرقها لنكتب عنها لحظات بورع الراهب وقوة الآتي لا محالة منها ومني .



#نجوى_شمعون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توحش العطر فيك
- سيرة الماء
- في الروح مذبحة /جثة غزال
- توهج الندى على جسدي
- فخاخ الحب رعشات ضوء
- ظل العاشق ظلي
- قدم في الهواء
- عن الغريب النهر
- الوردة والسياج
- دم الغزالة..
- غبار الأمكنة ..


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجوى شمعون - متحف الدار البيضاء غزلية المبدع بالكتاب