أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجوى شمعون - دم الغزالة..















المزيد.....

دم الغزالة..


نجوى شمعون

الحوار المتمدن-العدد: 2320 - 2008 / 6 / 22 - 04:07
المحور: الادب والفن
    



في طاحونة الشرف الرفيع دم الغزالة ينهض يجول الطرقات بحثا عن قاتله ولا يزال القاتل في اشتباك مع نفسه ولكنه أيضا يجول الطرقات بحثا عن ضحيته..
الطفولة أول سلم للغة /للحب/للبراءة وللكره أيضاً والطفولة سيرتنا التي ندون فيها خطواتنا وهمساتنا وندون فيها معطف الريح ليمر قطارنا أو ينحرف بنا إلى جهة غير معلومة لتهتز حياتنا وتتناثر خطايانا على الآخرين رصاصا ..لكنها دائما الملامة والضحية امرأة..غزال قربان للمسلخ وعطر يتحول لمحرقة في أيدي عابثة أعماها الغضب،عروس النيل هى فمتى سينتهي المهرجان وينتهي الغزال من التهام جسد الغزالة وماذا يقول الغزال لدم الغزالة ..؟؟!!

رصاصة وكبرياء رجل
"ع" كان صديق أبي وزميله في العمل،لامس بيديه فرح طفولتنا ،كان جميلا وأبا ونبياً،الآن كبرت وكان قد مضى بعيدا حيث يذهب الغرباء للجنة ،حين سمعت من أبي عن قصة "ع"مع زوجته الأولى كان " ع " عائدا لبيته وكان وقع الصدمة كبيرا عليه / رجل في سرير زوجته/امتص غضبه/هرب الرجل/ وبقيت الزوجة تنتظر ما يحل بها / ابتسم لها /طلب منها أن تتزين وترتدي ثياب النوم / افرغ رصاصته في جسدها/انتهت القصة ليبرئ وان لص ما اقتحم البيت وأصابها برصاصة وهرب /أقفلت القضية
لم أفكر للحظة بان " ع " الذي عرفته في طفولتي صادقا ونبيا /هو نفسه " ع " الذي سمعت قصته من أبي/صحيح أن وقع الصدمة كبير وفاجع على كبرياء رجل،أما الطرف الثاني في القضية /العشيق فقد هرب والآن في هذا الوقت أيضا العشيق أو الجاني يهرب /لتقتل ضحيته مرتين،لم يختلف الرجل منذ العصور الوسطى ومنذ بدء التاريخ امرأة حبلى ورجل يهرب،امرأة تتأمل أنوثتها ورجل يولي الأدبار امرأة تنتشي عطرها ورجل يحرق كرمها فلماذا تذوق قصعة العسل طالما سيهرب منه،أنانية الرجل مفرطة حد الخراب.

الشرف الكاذب
كانت طفلة آنذاك تعبث بها يد العم والخال ولا تفهم السبب ولا تفهم شيئا غير تساؤلات خاضتها مع زميلة المدرسة وببراءة سألتها هل يفعل أعمامك وأخوالك ما يفعلون بي من تجريد ملابسي ووووووو،صدمت بأنها هى فقط ما يحدث معها لماذا هى..وحين وصل الكلام للأم لطمتها بقوة على وجهها،والآن الطفلة كبرت أصبحت فتاة جامعية فماذا ستصبح بعد أن تعاد الصور في مخيلتها ماذا ستظن بهم وماذا ستكتب لمستقبلها ..
أمس قتلت فتاة جنوب القطاع وقبلها وبعدها كم فتاة ستقتل في بلد القاتل الصامت
كم فتاة ستذاع عذريتها أمام مخافر الشرطة وفي البيوت والشوارع،كم راية ستختلف على قتلها وتقتلها وكم لسان سيمزق تيهها البعيد ويسخر منها ومن أهلها الضحايا الجدد ..حتى يبصروا اللون الأحمر يملأ جثثها.
فتاة بمساعدة مؤسسة تختص بضحايا العنف ُهربت من غزة للضفة قبل سنوات والسبب تعرضها للاغتصاب من قبل الأب والأخ أليست كذبة هذا الشرف الرفيع حين ينتهكه رجل القبيلة سواء كان الأب أو الابن،في فيلم صوت الحرمان لاعتماد وشح يصور الفيلم أحداثا حقيقية لنساء داستهن قدم الأب أو ابن الأخ وأصبحن ضحية لنزوات الرجل،إحدى النساء كان يغتصبها ابن الأخ والذي هو كما تشبهه كثور لا تستطيع تخليص نفسها منه ولا صده عنها،وبحسب صحافية من غزة فتاة اغتصبها الأب وقتلت على خلفية الشرف وغيرها من القصص الغريبة في مجتمع محافظ جدا،فمتى سنكسر التابوهات التي صنعناها..؟؟؟؟
أمس قتلت فتاة على خلفية الشرف ولم نسمع بمقتل رجل واحد منذ ذلك الحين منذ لامست الحياة وخطوت أول خطواتي لأسمع التحذيرات من حراسي حتى بات الحارس داخلي في كل لحظة لا تقتربي لا تضحكي لا تخرجي لالالالا كثرت الالاءات ولم اسمع كلمة واحدة تشير إلى نعم..!!!؟؟
عرفت الرجل أنانيا وصيادا وكاذبا ولم اعرفه كطبيعة أي شيء ولم اعرفه كاكتشاف أو حالة حب طبيعية لمجتمع طبيعي يحب ويكره ينام ويصحو يضحك ويبكي،كحالة طبيعية أو حتى نصف طبيعية..
قتلت فتيات وسيدات بحجج كثيرة ونوايا بيضاء ما أكثرها ولم نسمع أحدا يقف هناك ليبكي هذا الانتحار الياسميني..امرأة عابثة يقابلها رجل عابث فأين الرجل الهارب من غضب العائلة،أين الرجل العابث يختفي لتساق ضحيته نحو حتفها دون لغة ودون عطر ودون انكشاف لهذا الانحسار في ثقافتنا،أوليس من حكم في الشريعة أوليس من شيوخ ومن منابر ومن محاكم شرعية تنصب الخيام وتزيح الخيام لتحكم بين النور والظلام بين الغضب والهدوء وبين الظلم والعدل ألم ُيسمعونا كثيرا قصة المرأة التي زنت وجاءت للرسول فردها وقال لها عودي حتى تضعي حملك فعادت ومعها طفلها فردها ....وعادت فردها.. وقال لها حتى تفطم صغيرها وعندما فطم الصغير أقام الحد عليها ولكم طبعا التتمة فالقصة عن ظهر قلب نحفظها جميعا من فاجرنا إلى عالمنا لكن الواقع يختلف حسب حجم الجمجمة
فأين شيوخ الإمارة في كل زمان ..وأين نحن من هذا القتل اليومي من هذا المسلخ ومن مرايانا المتكسرة أشفق على غد منا ومن جنونا المتواصل نحو القتل ونحو البئر عميقة بئرنا وقاتمة، في ممرات المسلخ نصاب بالذهول أحيانا وبالإغماء أحيانا أخرى وما بينهما فجيعة الكلام ..
هذا الشرف الرفيع ما عاد له معنى وسط ظلاميتنا،وما عاد ليلنا يختلف عن النهار نهار ظلام في ظلام في احتيال،طاحونة تدور رحاها يحركها غضب أعمى وتصفيق جمهور غبي،وليلى لا ترد ولا تصل إلى أعلى السماء فكلما ارتفعت ردها غضب القبيلة وكلما ارتقت سقطت وتناثرت أشلاء فراشة صغيرة في أثري .. سكت الكلام على أشجارها النازفة/سكت العويل وما بكت قتلها دار ولا أهل
ليلى قتلت على خلفية شرف رفيع كخيط/كتحليق سوسنة/ليلى ماتت ولم تدري ما السبب/ليلى ذبحت بأيدي قبيلتها بنو ثعلبة هاهنا يحركهم هبوب الريح في ثيابهم إن هبت غضبوا وان ثارت غضبوا ورددوا سوية ليلى السبب ويا للعجب
ليلى بريئة من الذئب/بريئة من أنيابه/من جدول ماء انسكب/ليلى الطفولة/والبراءة/ليلى الوطن المجروح/عذراء قتلوها باسم الشرف وهم بينهم يدركون السبب/ميراث /وخلافات /كره /وغضب/أوليس من حقها إن أحبت أضاءت وانتشت عطر الياسمين يكلل موتها ونزفها إن أحبت أو غضبت أو ركضت إليه/ غزالة الريح فماذا يقول الغزال لدم الغزالة الآن ماذا يقول لها في موتها السرمدي/العطر تأنيث وحدتها شرنقة خرجت فراشة للحقول ..أحرقوا حقلها وجناحيها وهللوا وكبروا
العار مزحة" في ظل ثوبها نقطة التقاء البحرين معاً ليصبا في قبر صامت/هؤلاء الطيبون بنوايا بيضاء جدا في قتلهم للغزال هؤلاء البسطاء في سفكهم للدماء دماء غزال ليس بوحيد في الساحة،طاحونة تنتظر باقي الضحايا تنتظر على عجل
دم الغزال يسيل فوق الأهداف وفوق القمر خلف تلة من الكلام..فمن يتبع أثره أثرى في خطى صاعدة.

*شاعرة وإعلامية من غزة



#نجوى_شمعون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غبار الأمكنة ..


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجوى شمعون - دم الغزالة..