أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير على - الإسلام يتدمّر ذاتياً 1















المزيد.....

الإسلام يتدمّر ذاتياً 1


أمير على

الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 01:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد الأحداث التى عُرِفت بثورة 25 يناير فى مصر (ثورة اللوتس) وأخواتها فى تونس (ثورة الياسيمن) وليبيا (ثورة الزهرة غير المعروفة), تصوّر المواطن العادى والغرب معه أنه قطار ربيعى ثورى متجه مباشرة صوب جِنـان الديمقراطية والحرية والعدل والمساواة .. الخ. حدث بعدها أن إستولى الاسلاميون على الحكم وبدأ الحس العام يتغير نحو إذا كان حقاً ما يشهدوه ربيعاً عربىاً أم ربيعاً إسلامياً تمثّل للبعض شتاءاً كارثياً.. أصبحت أغلبية الناس العاديين مترقبين لمصير هذه الثورات ومستقبل البلد فى ظل حُكم الإسلاميين (والبعض إندهش بوصولهم للحكم كما لو كان الأمر حدث فجأة وعلى حين غرة!!) الذين أبدوا فشلاً يوماً بعد يوم فى إدارة البلد وإتضح أن همهم الرئيسى وشاغلهم الأكبر هو السيطرة على مفاصل الدولة وبسط نفوذهم فى كل ركن فيها.. بدأ يعلو صوتهم أكثر وبدأت تظهر وجوه وأصوات أغلظ وأشد، كانت حتى بالنسبة للإنسان العادى (المتدين بطبعه والسلام) تعتبر "أوفر" فى تشددها.. كثيرون سلّموا أن الدولة الإسلامية المتوهَمة قادمة وأن الوحش الإسلامى عاد - مُبتهجاً - ليسود!!

لكن على الجانب الآخر من هذه الصيحة/ الصحوة الإسلامية، كانت المفاجأة التى لم تعد تخفى على أحد: إنتشار الإلحاد بكثافة فى بلد مثل مصر, والزيادة الكبيرة والمتنوعة فى عدد الملحدين واللادينين ممن إكتفوا من حلاوة الإسلام ونور شيوخه..
الأمر الذى يدعى لتساؤل منطقى ما إذا كان ذلك صحوة للإسلام حقاً, أم الأمر مختلف تماماً عما يحاول الإسلاميين إعلانه والتبشير به.. وما يحدث ليس سوى إرهاصات ومقدمات لإنحلال الإسلام وخفوت حسه وكأن هذا الوحش لم ينهض إلا ليقع..
أو كأنه تدميراً ذاتياً للإسلام ؟!
أم أنه مجرد لطخ صغير فى صورة الإسلام ومجرد سقوط لصورة لرجاله المتحدثين بإسمه وبداية لثورة على شيوخه والإسلام نفسه باق, الإسلام الجميل ؟!.. ثورة على الإسلام المتشدد وليس الإسلام "كما يجب أن يكون"؟!, هذا الذى يبحث عنه الجميع!

مـن عرف الإسلام وقرأ التاريخ يعلم أن الإسلام أثبت منذ البداية أنه عدو للمَـدنية والتحضُّر.. ضد حقوق الإنسان، ضد الحياة.. يكره العلم (ونحن نحيا فى عصره وعلى حس إنجازاته) بل يحاربه ويناكفه.. لا يساير الحضارة أو الإنسانية نفسها، عنده عقدة صعبة مع مفهوم الدولة الحديثة المدنية (نموذج الدولة الوحيد الناجح), بَل هو "دولة لوحده", يعتقد أنه الأفضل ويمتلك الأفضل مع أنه دين بليد, أدواته متخلفة تماماً عن روح العصر.. الإختلاف الوحيد فيه أنه لم يصلح يوماً ولا يصلح أبداً لمواكبة العصر.. كل الشواهد أو التطبيقات التى حصلت لفرضه، كلها تجارب مفزعة وعبثية (أفغانستان - الصومال - السعودية - إيران - العراق - السوادن...)..

كل المحاولات التى جهد أصحابها لتجديده و"عصرَنته" و"مكيجته" لإضفاء بعض الألوان على شكل أمه بما يناسب شرع العصر، كلها محاولات باءت بالخيبة والفشل، وإنتهت إلى كونها دراسات أكاديمية وكتب متخصصة لا يقرأها سوى النخبة أو من لا يملّ من القراءة.. وهى نقطة تعكس مشكلة أخرى فى الاسلام, فهو دين متحجر وعنيد يصعب تجديده بأى حال, لكنه فى نفس الوقت دين هش ضعيف وسهل دحضه.. ولا يمكن إصلاحه دون دحضه أو نقده.. وإذا حاولت مثلاً عصرنة شىء منه تجد نفسك أمام مأزق أكبر فى شىء آخر.. لا حل لإصلاح بعضه سوى بنقد كله..والأمر أكثر تراجيدية من محاولة مرسى إصلاح موقفه بعد إنتشار فيديو "اليهود احفاد القردة والخنازير" فى الغرب، وقوله أن التعليق أُنتزع من سياقه!!..
وهؤلاء الذين حاولوا تجديده جديّاً و"حضارياً" تم إعتبارهم من النخبة المهرطقين.. هم بدورهم كانوا يسلكون مسلكاً نقدى وشبه فلسفى, صعب أن يصل إلى رجل الشارع أو المسلم العادى الذى نشأ وتربّى على إتّباع النص وحرمة إعمال العقل فيه، من لم يقرأ فى حياته سوى القرآن وصحيح الأحاديث مع مختارات من بعض التفسيرات، وهى كتب بالأساس عطّلت عقله عن التفكير السليم أصلاً..
مع ذلك، لم يكن غريباً أن يتم إتهام هؤلاء "المجددين" بالكفر والردة بل وقتلهم لأنهم ببساطة كشفوا عن هشاشة الإسلام وضعفه..

المسلم العادى فضّل إعتبار أشخاصاً مثل الإمام العالم محمد الغزالى أو الشيخ العلامة الشعراوى أو الداعية الشيخ الدكتورعمرو خالد أو حتى الدكتور العالم مصطفى محمود وغيرهم ، هم مجددى الإسلام الحقيقيين.. وهم لم يفعلوا شيئاً سوى تغيير لغة الخطاب وإستخدام لغة أسهل وأخف للعامة، أما الكونسيبت والمحتوى والأداة نفسها فلم يتغير فيهم شىء!!
من الأمثلة التى تُذكر, الشيخ الدكتور "عبد الصبور شاهين" (مخترع كلمة حاسوب يعنى كمبيوتر بالعربى).. أيقظ عقله تساؤل عن الخلل المُخجل الموجود فى قصة الخلق وحاول إصلاحه ومصالحة القصة المذكورة فى القرآن مع نظرية التطور المثبتة علمياً وباتت حقيقة.. فى كتابه "أبى آدم" (بسببه, أسماه البعض "ديكارت" الإسلامى)، قال أن البشر كانوا موجودين قبل آدم، وأن آدم ونسله "إحنا يعنى" من جنس آخر، لذا لا تعارض بين الداروينية وبين الإسلام فبنى آدم بتاع ربنا غير بنى آدم بتاع داروين والاتنين شغالين!!).. لا ننسى أن شاهين هو منأكلق مبادرة تكفير "نصر حامد أبو زيد"!، كما الحال مع الغزالى الذى كفّر فرج فودة.
ولا ننسى أن شاهين نفسه تم تكفيره لاحقاً من شيوخ آخرين بسبب هذا الكتاب !! وهى ظاهرة معروفة فى الإسلام منذ بدايته، لا وجود للعقل مع النص ولا إعمال للعقل والنقد مع قدسيته (وابن رشد يشهد).

على أية حال, مع الوقت ومع سهولة الحصول على المعلومة وخفة إنتشارها, إكتشف الناس أن حتى هؤلاء الشيوخ الذين أعتبروا يوماً مجددين، إكتشفوا أنهم لا يختلفون كثيراً عن الشيوخ الذين يُنظر لهم على أنهم متشددين و"حنبليين"
- برز سؤال آخر "أين هو الإسلام الصحيح بالضبط؟! هذا الإسلام الذى طالما تفاخروا بأيامه ومجده؟!
وكيف لا يكون الإسلام المتشدد هو الإسلام الصحيح؟! وهم - هؤلاء المتشددين - لا يفعلون شيئاً سوى تطبيق نصوص الإسلام حرفياً كما كان يطبقه محمد وشلته وضمنهم المبشّرون بالجنة.. و" السلفية الجهادية مش خَيـار ده أسلوب حياة مسلم حقيقى"!!



#أمير_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقك فى التعبير وواجبى فى الإزدراء!
- -أحمد عصيد- ليس الفكرة يا أشباح الظلام!
- تساؤل حول إلغاء خانة الديانة
- عن المصريين ولاد اللذينه, الملحدين..
- -أمينة- الرائعة الحرة
- أفكار شاردة 2
- الدبة المتوحشة تقتل نفسها هرباً من الإنسان الطيب!
- شريعة التدمير الذاتى
- ياللهول.. الطائرة تقودها إمرأة!
- الإله الضعيف!
- وبدأ موسم الحج الأكبر على وجه الأرض
- أيها المغفلون, لو كان ربكم موجود وذى عقل, لبدأ بإبادتكم
- أفكار شاردة 1
- دولة العفن تسجن ألبير صابر!
- أبوكوا البنا مات (الفشلة تحلم بأستاذية العالم)
- أين العدل والمنطق فى محاكمة ألبير صابر؟َ!
- المسيح يُبعث زوجاً
- الإنسان أقدس من الإسلام ورموزه
- تحلّوا ببعض الخجل وأفرجوا عن -ألبير صابر-!
- إحتجاجات نُصرة أم إحتجاجات عُهر!!


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير على - الإسلام يتدمّر ذاتياً 1