عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب
(Abderrahim Tourani)
الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 02:17
المحور:
الادب والفن
وقف أمام المرآة ليسوي هيأته، فخرجت من المرآة يدان شدتا بخناقه.. ثم سمع صوتا يعاتبه ويشتمه. كانت صورته في المرآة تصرخ في وجهه وتتوعده.. تراجع مرتعبا. ظلت المرآة ملتصقة به تشده. خرج إلى الشارع حافيا مستنجدا بالمارة. لم يأبه بصراخه أحد. بكى طفل وصرخ:
_ نمر يمشي على قدمين مثل رجل..
قالت الأم لطفلها:
_ قد يكون هاربا من سيرك.
وهربت بدورها مع ابنها مذعورة. صدمت سيارة مسرعة النمر فتفتت شظايا من زجاج. نهض من بين الزجاج الرجل الذي رأيناه في البداية أمام المرآة. ارتدى بذلة بهلوان وشرع يصيح في بوق:
_ بشرى لأهل الحي.. قريبا سيحل السيرك.. سترون الفيل والقرد والدب..
مرت أشهر و لم يجئ السيرك، لكن الطفل ظل يتحدث لأصحابه عن سيرك عظيم شاهد فيه نمرا من زجاج، كلما تحطم زجاجه قام لينظم حركة السير ويبشر بحلول الفناء. نهر الأب الطفل أن يكف عن كذبته، ثم قام ووقف أمام المرآة ليسوي هيأته، فخرجت من المرآة يدان... الخ. البقية تعرفونها.
#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)
Abderrahim_Tourani#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟