نمر هارب من سيرك

عبد الرحيم التوراني
attourani@gmail.com

2013 / 6 / 23


وقف أمام المرآة ليسوي هيأته، فخرجت من المرآة يدان شدتا بخناقه.. ثم سمع صوتا يعاتبه ويشتمه. كانت صورته في المرآة تصرخ في وجهه وتتوعده.. تراجع مرتعبا. ظلت المرآة ملتصقة به تشده. خرج إلى الشارع حافيا مستنجدا بالمارة. لم يأبه بصراخه أحد. بكى طفل وصرخ:
_ نمر يمشي على قدمين مثل رجل..
قالت الأم لطفلها:
_ قد يكون هاربا من سيرك.
وهربت بدورها مع ابنها مذعورة. صدمت سيارة مسرعة النمر فتفتت شظايا من زجاج. نهض من بين الزجاج الرجل الذي رأيناه في البداية أمام المرآة. ارتدى بذلة بهلوان وشرع يصيح في بوق:
_ بشرى لأهل الحي.. قريبا سيحل السيرك.. سترون الفيل والقرد والدب..
مرت أشهر و لم يجئ السيرك، لكن الطفل ظل يتحدث لأصحابه عن سيرك عظيم شاهد فيه نمرا من زجاج، كلما تحطم زجاجه قام لينظم حركة السير ويبشر بحلول الفناء. نهر الأب الطفل أن يكف عن كذبته، ثم قام ووقف أمام المرآة ليسوي هيأته، فخرجت من المرآة يدان... الخ. البقية تعرفونها.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن