أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - مشكلة التمثيل في عروض مسرح خارج كلية الفنون الجميلة. الجزء الثاني .














المزيد.....

مشكلة التمثيل في عروض مسرح خارج كلية الفنون الجميلة. الجزء الثاني .


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 4131 - 2013 / 6 / 22 - 18:51
المحور: الادب والفن
    


في استعراض مختصر لبعض التجارب التمثيلية الغير موفقة المقدمة في بابل:

مسرحية معالي الكرسي للمخرج حسين الدرويش, التي عرضت من على مسرح كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة بابل في يوم الاثنين 18-03-2013م اليدين والوجه والجسد في محاولة للتعبير عن مضمونها الدرامي, ولعل هذه هي ابرز أدوات الممثل الملتزم بتقديمه أداء ينتمي إلى فن التمثيل الصامت كبديل عن الاستعانة بالحوار المسرحي, ان مشكلة قراءة هذا العرض المسرحي تبدأ من اعتباره عملا ينتمي للتمثيل الصامت في البداية, ثم يتخذ شكلا اخر بعد ان يبدأ سيل المؤثرات المسرحية بتجسيد الأصوات التي تحول دون بقاء الصمت هوية للأداء التمثيلي طوال وقت العرض المسرحي, فليس هنالك فرق بين ان يضحك الممثل مستخدما صوته او ان يستعين بصوت ممثل اخر من خلف الكواليس او حتى بصوت مسجل له او لممثل اخر ينقل للجمهور عبر مكبرات الصوت, لا يمكن التفريق بين ممثل صامت واخر صائت طالما الممثل ظهر على خشبة المسرح مع وسيلة تعبير صوتية, لافرق بينه وبين ممثل في مسرحية تقليدية ذات حوار, فالذي حدث كان عكس ما عرف عنه التمثيل الصامت الكلي لمسرحية, فقد تم استثمار التعبير الصوتي جزئيا في مسرحية تنتمي كما اعلن عنها لفن التمثيل الصامت كما يتم استثمار التعبير الأيمائي أي التمثيل الصامت جزئيا في أي مسرحية يتم الأعلان عنها انها تقليدية او تعتمد الحوار كأحد عناصر العرض المسرحي عن طريق التعبير الصوتي, ولا تتخذ التعبير الجسدي بديلا عنه, وهنا المشكلة في تناول هذه المسرحية المقدمة من قبل المخرج حسين درويش على كونها تنتمي لفن التمثيل الصامت, حيث لا يمكن والحال كذلك ان يعد الأداء التمثيلي فيها صامتا بالمطلق, بالتالي لا يوجد ما يبرر تصنيفها بالضرورة, أتخذ التمثيل بعدا اخر نهل من ذاكرة عروض مسرحية سابقة كان الأداء فيها لكلا الممثلين يقترب من التمثيل الصامت في استثماره لتقنية التعبير الجسدي ويبتعد عن فن التمثيل بالمطلق في اقترابه من فن الباليه والأوبرا والرقص لما دخل دائرة يتم تصنيفها جزافا بالرقص الدرامي, واقرب مثال عن هذا الأشتباك بين النص والأخراج من جهة والتمثيل من جهة اخرى, كون استبدال احد الشخصيتين بممثلة بدل ممثل, او ارتداء احدها زيا مختلفا عن الآخر بديلا عن هذا التوحد في الجنس والزي, لم يكن ليغير من السعي الغير مجدي لخطة الأخراج في ان تصل لأستقلاليتها بنص للعرض, والا لم يكن للتمثيل ان يحاول سد هذا الفراغ بحركات تنتمي لأستعراض القدرات التمثيلية على مستوى مرونة الجسد, لو لم يوجد.

مسرحية ( مونودراما ), للمخرج شاكر عبد العظيم لماذا وافق الممثل احمد على المشاركة في هذه المسرحية لو لم تكن تحديا مغريا وتجربة فريدة من نوعها على حد قول اساتذة في المسرح, مسرحية بعنوان مونودراما وهي مونودرامية الطابع ذات شخصية واحدة وكذلك هي صامتة بنفس الوقت مما يزيد صعوبة التحدي في ان يصل للمتلقي الشيء الكثير لو لم تكن القدرات على مستوى التحدي هذا, كذلك هي تعرض ممثلا يمثل شخصية الأخرس وهنا الأرباك الذي يحصل, مونودراما وشخصية واحدة وصامتة وخرساء, بالتالي لم يبقى الا التعبير الجسدي والتعبيرات الإيمائية طريقا للوصول الى المتلقي بكل تأكيد, لكن هذا لم يحدث وقد تحولت المسرحية الجادة الى كوميديا انسان يدعي الخرس حاملا مقصا يلوح به في منظر مثير للسخرية والحزن على فن التمثيل خاصة, من ذا الذي يضع نفسه في هذه الزاوية الضيقة ان لم يكن تناول افطاره مع توني كوين وغداءه مع روبرت دينيرو وعشاءه مع ال باتشينو ثم اتخذ وقتا من وقت فراغه الثمين جدا ليعرج على نوري الشريف ومحمود ياسين واخيرا يحيى الفخراني, حتى ان جاء وقت قراره باتخاذ هذه الخطوة الجبارة تكرم وسأل سامي عبد الحميد وبدري حسون فريد ويوسف العاني ثم استحضر روح ثيسبس حتى ينهل جيدا منهم قبل ان يبادر بالموافقة على دور ممثل مسرحي أخرس, الا انه لم يمثل.

على صعيد النتائج التي يمكن الخروج بها من هذا الاستعراض المختصر قد يكون أولها هو الكم الهائل من مشاكل فن التمثيل على مستوى التعبير الصوتي والحركي ما بين الأداء التقديمي والتمثيلي, التي تنتظر حلولا جذرية لعل من أهمها هو التواصل الجاد في ما بين النظرية والتطبيق في مادة فن التمثيل, أما في معرض استنتاجات سريعة قد نعرج على ما يلح في واقع المسرح البابلي من حقائق تنتظر الجرأة والموقف لاتخاذ القرار الحاسم بصددها, فليس معيبا أن نعترف بفقر الثقافة المسرحية, بل ليس مخجلا أن نتصدى لهذا الهم المبكر لكل من يرتمي في أحضان الفكر والثقافة, متأملا أن النهر يقف حائلا بين الرغبة والقدرة على أن يرمي الإنسان بنفسه مرتين, لا بنفس الوقت فقط بل بنفس النهر ! , وهذا الخمول لا يمكن أن يعول عليه في بناء ركن مهم من الثقافة العراقية وهو المسرح الذي لن يستغني عن الممثل مادام لا يريد المسرحيون الاستغناء عن جوهر فن المسرح في العراق.



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة التمثيل في عروض مسرح داخل كلية الفنون الجميلة..الجزء ا ...
- مسرحية ( ني عراقي ) للمخرج الأكاديمي عباس التاجر
- مسرحية ني عراقي للمخرج الأكاديمي عباس التاجر
- مسرحية (ني عراقي) للمخرج الأكاديمي عباس التاجر
- على هامش مسرحية المخرج عباس التاجر
- الممثل الأخرس مسرحية للمخرج شاكر عبد العظيم
- مسرحية الممثل الأخرس للمخرج شاكر عبد العظيم 2
- ما فائدة المنح الحكومية المقدمة للمثقفين
- معدل الاستهلاك الثقافي في العراق
- على أمل أن أفهم مني شيئا
- امنح المنحة للثقافة العراقية
- الكلمات لا تموت ولو قرأها الموتى
- المخرج بشار عليوي يدفع المسرح البابلي إلى الديمقراطية
- مسرحية معالي الكرسي للمخرج حسين الدرويش
- مسرحية العميان للمخرج المسرحي الأكاديمي محمد حسين حبيب
- إخراج الممثل حسن عداي في مسرحية القرية
- دور الممثلة حياة حيدر في مسرحية للمخرج حميد شاكر
- إعدام الممثل في مسرحية مغامرة كونية للمخرج عباس الرهك
- أداء الممثل علي الشجيري في مسرحية احلام الفناجس
- تقنية الممثل فاضل عباس في مسرحية مطر صيف


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - مشكلة التمثيل في عروض مسرح خارج كلية الفنون الجميلة. الجزء الثاني .