أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - مشكلة التمثيل في عروض مسرح داخل كلية الفنون الجميلة..الجزء الأول















المزيد.....

مشكلة التمثيل في عروض مسرح داخل كلية الفنون الجميلة..الجزء الأول


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 4131 - 2013 / 6 / 22 - 18:26
المحور: الادب والفن
    


لا يوجد ممثل مسرحي اعتلى خشبة مسرح في بابل يطابق أداءه كل الذي تعارفت عليه الأطروحات في مادة نظريات التمثيل التي تدرس من خلال أقسام الفنون المسرحية على تسلسل مستوياتها ضمن دراسة الدبلوم و البكلوريوس والماجستير والدكتوراه, بما يتجه بهذه المتابعة لما عرض من مسرحيات حضرناها إلى علامات تعجب واستفهام عدة, قد تذهب في سبيل الحل إلى القراءة النقدية الغير ملتزمة بمنهج البحث الأكاديمي, على أمل إيجاد ما لم يرتقي له مجال دراسة المسرح على مستوى يتيح له التعرض للمعاصر من تجارب تمثيلية لم يتم ترسيخها منهجيا, أو حتى مشاكل تعيق ترصين الأداء التمثيلي لم تجد لها حلولا من خلال بحث أو دراسة .

إذن المشكلة التي نحاول النقاش حولها يمكن أن تختصر بالسؤال عن إمكانية التعرف على ما يكشفه الأداء التمثيلي في العروض المسرحية التي تقدم من على مسارح مدينة الحلة التابعة لمحافظة بابل العراقية, أن أهمية فن التمثيل المسرحي لا خلاف حولها بوصفه أحد أهم العناصر الجوهرية التي تميز هذا الفن عن غيره من الفنون, كما أن الأهداف المنشودة من هذا النقاش لا تخرج من دائرة البحث عن دور أفضل للفن المسرحي في رفد المشهد الثقافي بالوعي الاجتماعي الذي يعول عليه في بناء مستقبل أفضل للواقع العراقي بشكل عام, وحينما يحاول المتابع رسم حدود موضوعية لإقامة نقاش حول مستوى فن التمثيل المسرحي لا يتم بالضرورة الخروج عنها إلى باقي عناصر الفن المسرحي لكي لا تكون نتائج النقاش مجرد آراء في المسرح, وحتى يكون للنقاش أسس موضوعية لابد لها من حد زماني ربما كان المعاصر منه هو الأجدى بالنقاش, والذي يتجسد في ما جاد لنا متابعته من مسرحيات ما بعد 2003م, إلى غاية مسرح 2013م وقد يجسد هذا الإطار عشرة سنوات تبدو ملائمة لدراسة فن التمثيل المسرحي في بابل, على أن هذه السنوات التي خرج فيها الفن من تحت مظلة الرقابة تبدو كافية لاستخراج نقاط يمكن النقاش حولها نحو نتائج تفضي إلى رفع مستوى الأداء التمثيلي في فن المسرح.

في استعراض مختصر لبعض التجارب التمثيلية الغير موفقة المقدمة
في بابل:

نجد أن مسرحية المخرج سامي الحصناوي تقدم دليلا جديدا في يوم الأحد الموافق 2011-05-16م, على الفشل, جل ما قدمته المسرحية من حكمة هو ان الواقع الإنساني أصبح من القسوة لدرجة ان مدمن الخمر لو لم يشرب ليلة واحدة لأكتشف واقعا إنسانيا قاسيا جدا يفضل عليه عالمه الوردي, ونقول بدورنا عن حكمة هذه المسرحية المقدمة للمتلقي العراقي, أن مشاهدة هذا المستوى من العروض لمرة واحدة يجعلنا نكتشف فنا خربا نفضل عليه بالتأكيد واقعا إنسانيا قاسيا جدا, جدا, وفي النظر لمجمل الأداء التمثيلي في هذا العرض الذي لا يعدو كونه تمرينا مسرحيا متخم بالأنقطاعات التي يصرخ فيها الممثل على الجمهور فهو ذاته لم ينسى ولو لحظة انه استاذ وانه الآن شخصية مسرحية فكيف يطالب المتلقي بذلك, الا انه يطالب طلبته واساتذة الكلية الحاضرين ان يصمتوا ولا يتكلموا ولا يهمسوا ولا يعلقوا ولا يستنكروا ولا يرحبوا فكل ما يطلب منهم ان يلتصقوا كل على كرسيه في الصالة لحين ان تنتهي الرحلة الى مجهول في الشكل والمضمون قد فرض على ذاكرتهم كونه عرضا مسرحيا, فالممثل متعب منهك لا يستطيع الا ان يصرخ ليعبر عن قوة صوته ولا يقوى الا على ان يرقص ليعلن عن مرونة جسده التي رغم كل ادعاءاته لم يستطع منع نفسه طوال العرض المسرحي من الأنحناء الى الأسفل وكأن لديه ألما في الظهر, ولا اعلم بالضبط كم هو عمر سامي الحصناوي لكن هذا بالضبط ما تم مباركة سامي عبد الحميد عليه, وهو انه لم يزل يمثل رغم عمره الكبير, وهذا اغرب وصف فني يمكن ان يلتصق بسيرة ممثل مسرحي, الا ان اداء سامي الحصناوي لم يتعدى نطق الحوار والأعلان عن صعوبة الحفظ رغم ذلك , يعني حتى الحوار الذي يمكن ان يشفع له نطقه بشكل واضح وعلى شاكلة قراءة خطاب او نشرة اخبار لم يكن بالمستوى الذي يضمن وصول معنى النص للمتلقي, وكما اعتمد الأخراج على النصف دائرة المرسومة, اتخذ جسد الممثل طريقه لعرض الشخصية المونودرامية المركبة بأن ينحني ظهره للأمام طوال العرض متقوسا وهو يسير بخطواته التي يبدوا جليا انه يراعي الحذر فيها وكأنه يهتدي الى طريق بيته في الظلام وتناسى ان هنالك متلقي يستغرب هذه الطريقة في اتباع طبشور المخرج المرسوم على خشبة المسرح, فعلى صعيد الحركة يعد التلويح باليدين للأعلى رقصا وقمة في مرونة الجسد وعلى صعيد الصوت يعتلي الصراخ الغير مبرر الا لطلب تصفيق الجمهور اصدق التعبيرات عن الأداء وتمثل هذه النقاط مجمل أفشل محاضرة قدمها العرض المسرحي في الأداء التمثيلي.

أيضا في مسرحية (صور من بلادي), التي عرضت في كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة بابل. لم تكن اقل حدة وبراعة في تمكينها من استعراض لقدرات الممثلين الشباب الذين هم من طلبة الكلية, تلك القدرات الرياضية التي لم تقدر كلية الفنون الجميلة حقها حق تقدير, لأنها وبكل بساطة كلية فنون, وليست كلية تربية رياضية, فتلك الجهود العضلية التي يقول بها البعض تمثيلا معاصرا لم تكن لتجسد التمثيل الصامت حتى, فمن وراء قطعة القماش انعكس لأكثر من مرة وفي أكثر من صورة ذلك التخبط الأدائي الذي يعلن بكل وضوح أن الممثل احتار في استثمار قدرة الجسد على التعبير للدرجة التي بدأ باستخدام فمه ليتحدث بالظل, وليس بالصمت, فقد كان واضحا أن الممثلين يتحدثون إلى بعضهم البعض من خلال الشفاه التي تتحرك, ولعلهم لم يكونوا يدركوا أن هذه الحركة كافية جدا لتعلن ولادة حوار مسرحي, قد يتضارب مع آلية التمثيل الصامت من جهة ومع تقية خيال الظل من جهة اخرى, ويحيل الأداء إلى التقليدي منقطع الصوت والضوء لسبب تقني لا فني, وبقي المتلقي بانتظار التوضيح الذي عز عليه مع انقطاع التسلسل الدرامي, لأن تلك الصور كانت على نظام الفيديو كليب, والذي يجمع فيما بينها تلك اليد التي يمدها المخرج لتشكل الظل وتحرك الممثلين والحوادث المفترضة إلى أن جاء الوقت ليخرج المخرج, لأننا كنا نعلم أن هذه يد المخرج, وهكذا لم يبقى لنا ما لا نعلمه الا عن ماذا تدور حوادث هذا العرض المسرحي, الأولى وربما الثانية, وربما هنالك مسرحية ثالثة في الطريق الينا, لأن المسرحية الأولى كانت من بطولة يد المخرج, والثانية من بطولة جسد المخرج نفسه, اما وقد استخرجنا من خلاله كل ما استطعنا الوصول اليه من معاني بوصفه كان الدليل الوحيد لنا في صحراء هذا العرض, فبالتأكيد كنا ننتظر مسرحية ثالثة.

فضلا عن ذلك في مسرحية ( الإمبراطور جونز عربيا ) من إخراج التدريسي أمير هشام ضمن فقرات احتفالية يوم المسرح العالمي التي أقامها قسم الفنون المسرحية التابع لكلية الفنون الجميلة التابعة بدورها لجامعة بابل في العراق, وفي الحديث عن مستوى الصراع الأول في هذه المسرحية, فقد تجسد في تضارب دلالات تقنية العرض المسرحي بشكل جعل من الموسيقى في الخلفية تنم عن توتر حاد لا يفتقر الا إلى تبرير استمراره بهذه الصيغة التي اجتمعت أخيرا لتؤسس خطابا مفاده أن هذا الطاغية معزول عن شعبه للدرجة التي بدأ يتخيل صرخات هذا الشعب بحقوقه ضد ما افترضه المخرج من ظلم الحقه الطاغية بهذا الشعب بأصوات الذئاب التي تعوي من بعيد قادمة لتنهش عرش الطاغية, بما ينحو بالدلالة منحى غير منطقي بالمرة, فمن ناحية هو طاغية ومن ناحية أخرى هو الشر المحدق بالشعب الذي بنفس الوقت جاء ممثلا بأصوات للذئاب, ولم تعد الرؤية واضحة عند قراءة هكذا خطاب مرتبك, حينما اقتربت الأصوات مقترنة بانعدام تام لدور الإضاءة المسرحية الا ما ندر من انخفاض وارتفاع ليعلن بدأ مشهد ونهاية آخر, أن التشكيل الذي اتخذته مجموعة الممثلين الذين يجسدون دور الشعب المغلوب على أمره لم تأتي بحل لهذا التضارب في خطاب المسرحية, فهم تارة فرحين وأخرى متعبين من شدة الحزن وبنفس الوقت لم يبدر منهم فعل سوى انتظار ما سيحدث للطاغية وكأنهم شعب متفرج, وكأن هنالك شعب آخر سيقود هذه الثورة التحررية ضد هذا الطاغية الذي يركب على ظهورهم كما تم أخيرا بتشكيلة أجساد الممثلين ضمن المجموعة, كذلك والحال لم تخرج لنا مجموعة أخرى لتجسد ذاك الشعب المنتظر, بقيت أزياء الممثلين في المجموعة على حالها دون تغير يذكر كما هو حال أداءها المنبطح, فهذه التشكيلات لم توحي بأكثر من سد فراغ يفترض به أن يكون مسرحا دائريا ولهذا صممت الحركات على شكل دوائر, من يسار إلى يمين وبالعكس, دون أي رادع قيمي لدلالة الاتجاه مع وجود فعل دون غيره, فتشابهت الحركات والتعبيرات لتقول أن هذه المجموعة تمثل شعبا ذو نمط موحد, دون اي وضوح لرابطة توحد تبرر هذا الخنوع المذل لأي شعب, فلا هم تابعين فرحين متحمسين لطاغيتهم, ولا هم مكبوتين قابعين تحت وطأة الأغلال, بل منتظرين لذاك الصوت الذئب أن يحررهم من طاغيتهم .

يتبع الجزء الثاني.



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية ( ني عراقي ) للمخرج الأكاديمي عباس التاجر
- مسرحية ني عراقي للمخرج الأكاديمي عباس التاجر
- مسرحية (ني عراقي) للمخرج الأكاديمي عباس التاجر
- على هامش مسرحية المخرج عباس التاجر
- الممثل الأخرس مسرحية للمخرج شاكر عبد العظيم
- مسرحية الممثل الأخرس للمخرج شاكر عبد العظيم 2
- ما فائدة المنح الحكومية المقدمة للمثقفين
- معدل الاستهلاك الثقافي في العراق
- على أمل أن أفهم مني شيئا
- امنح المنحة للثقافة العراقية
- الكلمات لا تموت ولو قرأها الموتى
- المخرج بشار عليوي يدفع المسرح البابلي إلى الديمقراطية
- مسرحية معالي الكرسي للمخرج حسين الدرويش
- مسرحية العميان للمخرج المسرحي الأكاديمي محمد حسين حبيب
- إخراج الممثل حسن عداي في مسرحية القرية
- دور الممثلة حياة حيدر في مسرحية للمخرج حميد شاكر
- إعدام الممثل في مسرحية مغامرة كونية للمخرج عباس الرهك
- أداء الممثل علي الشجيري في مسرحية احلام الفناجس
- تقنية الممثل فاضل عباس في مسرحية مطر صيف
- نظرية اللا مسرح الرقمي للمخرج محمد حسين حبيب


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - مشكلة التمثيل في عروض مسرح داخل كلية الفنون الجميلة..الجزء الأول