أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - تقنية الممثل فاضل عباس في مسرحية مطر صيف














المزيد.....

تقنية الممثل فاضل عباس في مسرحية مطر صيف


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 20:16
المحور: الادب والفن
    


قد تكون دراسة فن التمثيل حددت بعض التقنيات التي يمكن للممثل أن يستثمرها لينتج بذلك الصورة المسرحية التي يراد من الدور إيصالها عبره, إلا أن بعض هذه التقنيات أصبح من الصعب الاعتماد عليها وفقا لما يعرض من على خشبة المسرح العراقي المعاصر, وذلك لانقطاع طويل عن تطورات جارية في مجال الفن عموما, وقد تأثر الجانب الأكاديمي الذي يعول عليه صناعة الفن الرصين دراسة ونقدا بهذا الانقطاع كما تأثرت تلك الورش الفاعلة دوما في استقصاء ما استطاعت من التقنيات أملا في توفير اكبر مساحة من التواصل بينها وبين الجمهور العراقي كما هو الحال مع دائرة السينما والمسرح في بغداد.

على مستوى الأداء الصوتي للممثل فاضل عباس, فقد تمكن من صناعة التلوين بحرفة عالية وصلت لحد استنطاق الحوارات بأوبرالية مميزة, لم يكن ليعنى بأن يصل صوته لآخر الصالة أكثر من اهتمامه بأن دفع الكلمات إلى الجمهور رهن بمعنى مضاف للنص, وذلك من خلال توزيع دقيق لاستثمار القدرة على اللعب بطبقات الصوت لدى الممثل, وتمايز هذا الأداء بين واقعية مفرطة إلى ملحمية استفزت الجمهور ليستجيب بدوره, مما حدا بالممثل إلى الاستمرار على نهجه في تشرب الدور متمكنا بالوقت ذاته من إلقاء محاضرة في فن الإلقاء.

على مستوى الأداء الجسدي, ذاك الرشيق المتمكن من السيطرة على اتزانه فوق الخشبة, لعب جسد الممثل فاضل عباس دورا في تجسيد إرهاصات النص المسرحي من خلال تحويل الكلمة إلى فعل, وعلى الرغم من كون تلغرافية الحوارات تحد من مساحة المخرج في إدراج خطة حركية تلاءم قدرات الممثل فاضل الجسدية على صعيد الأداء, إلا أن التفاهم بين المخرج النصار والممثل فاضل كان بارزا في ذاك التكتل الزئبقي المرونة في اغلب ما تطلب له موضوع الحوار الملقى من قبل الممثل من تعبير.

على مستوى الأداء التعبيري, أن الملامح التي تم الوقوف عندها في كل محطة انتقال لتركيبة حبكة هذا النص المسرحي, تجعل من العرض درسا أكاديميا يستمد منه الباحث تلك السمات الواجب توفرها في الممثل الذي يتصدى بكل جرأة لثلاثة ادوار يعود الأصل في أداءها لفهم شخصية دور واحد وهو الزوج في هذه المسرحية, بالتالي لم يكن توزيع الأدوار الثلاثة على وجه ممثل واحد بالأمر اليسير خاصة وان الأصل محدد في هدف الدور ومسار الشخصية, ولم يكن هذا ليعوق الممثل فاضل عباس بل جعل تعامله مع الدور الأصل المنقسم على ثلاثة إلى تأدية تكرار محمود في التعبير مع اختلاف المزاج, فانساق إلى عاطفة الزوج لتكون الجسر الآمن لنقل تعبيراته في كل ركن من بنائية أداءه للدور, مما تطلب جهدا قبليا في التمارين وآنيا يتماشى مع تقبل جمهور حي لهذه التجربة, وكان تجاوب الممثل واضحا لجمهوره, فعاش الجميع الدور بناء على هذا التجاوب لإبداع مسرحي متميز.

أن تجربة مسرحية ( مطر صيف ) تأليف علي عبد النبي الزيدي, إخراج كاظم النصار, تمثيل هناء محمد, فاضل عباس, وقد عرضت من على خشبة المسرح الوطني في بغداد للفترة من 10 إلى 12 -7-2012 م, ربما تلهم الكثير على مستوى فن التمثيل, بل وقد تبنى بعض الرؤى الجديدة على أساس ما ورد فيها من تقنيات مستحدثة على صعيد دور شخصية الزوج التي قام بإبداعها الممثل العراقي فاضل عباس, متألقا, فهذا الأداء الذي قام به الممثل لا يمت بصلة إلى ما اعتادت خشبة المسرح العراقي أن تجمل ذاتها به ملتحفة بما تمزق من رداء حداثة هنا وهناك تساق فيه مجاميع طلبة الفنون على صعيد الكلية والمعهد, ليعكسوا بغير قصد تلك الفجاجة الناجمة عن الفقر المعرفي الذي لن يشفع له انقطاع عن تواصل أو حروب وحصار واحتلال, بل أن هكذا أداء لفاضل عباس لم يأتي إلا عن طريق تلك الرصانة في التمارين المسرحية, والتي أن اتخذت لها في الكتب المنهجية لفن المسرح مكانا, إلا أن النظريات تموت دون تطبيق وتجارب حثيثة على التواصل مع دواخلها, فالأداء الذي تجسد من خلال تقنية الممثل فاضل لم يعوقه التفنن الزائف بكتلة الجسد المرهقة من كثرة ما تماهت كشماعة نعلق عليها فشل عرض تلو اخر, باستهانة لا تطاق لجمهور حضر باحثا عن هوية يتحصن بها أمام انهمار التيه في كل المكان, فلا شك أن فاضل قد أجاد الدور.

كلية الفنون الجميلة - جامعة بابل - جمهورية العراق



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية اللا مسرح الرقمي للمخرج محمد حسين حبيب
- عبد الوهاب الخطيب مخرج مسرحي أكاديمي
- في بورسيبا بابل كشكول مسرحي لا حضاري
- مخرج مسرحي يمنح المالكي مئة يوم
- عورة انكشفت في مسرحية لخيال الظل
- يوم المسرح العالمي في العراق
- سقف الفنون الجميلة يسقط على أستاذ وطلبته في جامعة بابل
- تجربة مهرجان مسرحي في ذي قار
- الانتحار في سبيل لحظة حب
- صباح الخير أكرهك حبيبتي
- فوائد الإدمان في العراق
- مزبلة القلب البشري في العراق
- التدخين مسموح في الحب
- ماهية المسرح العراقي المعاصر
- مفهوم الأدب في نظريات النقد المعاصر
- ميتشل فوكو في التحليل النقدي للتاريخ الإنساني
- جاك دريدا في التحليل النقدي للكتابة عن تجربة
- مدخل النظرية النقدية في الفكر المعاصر
- مسرح الصورة ليس للمخرج صلاح القصب
- جامعة بابل العراقية وخطوة نحو العالمية


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - تقنية الممثل فاضل عباس في مسرحية مطر صيف