أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - صباح الخير أكرهك حبيبتي














المزيد.....

صباح الخير أكرهك حبيبتي


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 3533 - 2011 / 11 / 1 - 21:05
المحور: الادب والفن
    


أنا قبلك كنت فاعل,.. عاقل, متفاءل, مفكر متسائل, نشيط يتكاسل, عامل وعاطل, صاعد ونازل, ما أغراني عالمهم ولا ابتكرت تعريفا لعالمي, أحاول إبقاء أنفاسي دليلا على جمر تحت رماد, كاملا منقوص, عدد مجموعه صفر, في طرحه في ضربه في قسمته على الكل ينتج الصفر, شوكة في الحلق, وأحيانا في حلقه, يسبح مع التيار لكن بطريقته,.. أنا بعدك مفعول, مجرور مسحول مضروب مبتسم جالس على خازوق, يتألم أثناء ضحكاته يتكلم أثناء صمته يحلم أثناء يقظته ينام أثناء نومه يأكل وهو يتقيأ, مجنون مسحور ملعون متهم منبوذ أحمق كالطفل أتعلم الحياة من جديد,.. أنا معك كنت فعل, حب, لكنه استمر لحظة, نسمة, التقيت بك فقط لا غير, صباح الكره حبيبتي.

لماذا أكره, أكره أن اعترف بكرهي لكل من وما كرهت لحظة التقيت بك, فأنا أكره تلك اللحظة, أكره الساعة التي تجرأت وقادت عقاربها لتصل إلى الدقيقة ثم الثانية ثم اللحظة التي كرهتها, اكره النجم الذي قضيت معه سهرتي ليلة لقاءك اكره القمر الذي غادر غفلة, اكره شمس ذاك الصباح وكل الغيم الذي يدافع عنها ويصد لعناتي, اكره تلك السماء, ذاك الخواء الناظر إلي وأنا انتظرك في ساحة وشارع ورصيف مستوقفا كلي على قطعة ارض جردت من ملامحها لكثرة ملل أقدامي, اكره تلك الأرض التي لم تنطق بما سيحدث, اكره أقدامي التي لم تتعب من الوقوف, اكره المارة وكل ما في ذاك المشهد من انعدام لإشارة على انك قادمة, لكنت هربت قبل أن يولد الكره وينقش على جبيني أولى خطواته حبيبتي.

لماذا أكره وأكره الوقت الذي ينتهي بي مرميا في حضن انفرادي بعيدا عنك حبيبتي, أكره بكل ما في من ضعف ذاك اللقيط الذي ولد يستنجد أبا وأما وحسب علي قلب إنسان, اكره نعيقه وزعقه واكره أن أجبر بسببك أن أكون رفيقه, اكره نبضه وضعفه وصوت أنينه في بعدك وقربك وحلمي وصحوتي وهو حاملا صورتك التي اكره أن أراها تفتح في عيني عينا للدمع , اكره عيني ورمشي وجفني الذي أغلق الباب بعد هالتك على نعمة البصر, اكره انفي وأذني والعبودية التي أطاحت بكرامة الذوق والشوق والتوق إلى الأجمل وسجدت في خضوع تتوسل عطرك وصوتك وهمسك وكل ما يتساقط من شعر شعرك اكره اليد التي تجمع وراءك هواءك نقاءك عطاءك ونورك, اكره واكره كل ما يجعلني أنا غير أنا ما قبلك حبيبتي.

لماذا أكره وأكره أن أقول اكره, عمق هذه الكلمة مخترقا ما بي من وهن ماسكا قامتي ملقيا بي آخر صف طالبين رضاك, أكره أن احن وأئن وامسك العصا من وسط وطرف محاولا الصمود, اكره أن ادعي القوة والضعف والكرامة والذل أمام مرآتي لأستعطفها أن تتكسر, أكره أن أضيع وأصيع وأتملق وأتسلق الأشياء والناس حولك, اكره أن احرث طريقي إلى ذكراك في مقبرة قلبي, واكره أن أنساك فيبقى القبر مفتوحا حين يهرب قلبي, اكره أن ابحث عنك في داخلي ولا أجدك, اكره أن أجدك ولا أحضنك, اكره أن أحضنك ولا أحسك, اكره أن أحسك ولا تحسيني, اكره أن تحسيني ولا نكون معا, اكره أن نكون معا وتكرهيني, اكره أن تبحثي عني ولا تجديني, اكره أن يكون عندك جواب ولا تسأليني, اكره أن يكون فيك ما يسترني وأصدم بما يعريني, اكره حاجتي إليك واكره أن لا تحتاجيني, أكره أن اشتاقك وأكره أن لاتشتاقيني, اكره أن أكره حبك واكره أن لا تحبيني حبيبتي.

لماذا أكره وأكره, أنا اكره كثيرا منذ عرفت إنني احبك, اكره ما يدفعني للاعتراف بكل ما أوتي قلبي من نبض أني احبك, اكره قلبي الذي بدوره يكرهني, اكره روحي التي تئن متوسلة التعريف من خلالك بأني على قيد الحياة, اكره الجرح النازف قطرات دم تنبح باسمك مثل كلاب الطرق المستعرة دون طريق, تتفجر الكراهية داخلي فتنفض هاربة كما الشلال يهوي لعمق السقوط, اكره زفيري الهارب دون أدنى رأفة بصدري المرتعش بردا, الضارب في أفق أي سماء سجن لحزني تلوح ملاذا, حاملا اسمك لاهثا إليك كنسمة لا مفر من فرارها حين لا تصلك, فلماذا لا تصلك, لماذا لا أصلك, اكره كل ما يتصل بالزحف بالمشي بالركض بركوب الخيل في خيالي بصعود التل والجبل وعبور الصحراء تحت ثلج الشتاء, اكره كل التضاريس من المدينة إلى الريف من العمق للقمع الذي أتلذذ به على يدك وأنا اقلب الدنيا بحثا عن مكانك وزمانك وهل أن كان لك أوان أم أني تهت عن أوانك, أكره الحب أن ترجم سرابا بلغتك, حسبي سرابك حبيبتي.

لماذا أكره وأكره, حين البحث في كل بقعة تحمل بصمة لقدم عاشق اكتشف انه أنا بعدما انهي طريق, كرهت أطنان من تربة بلد لم اعرف خريطته إلا بفضل وهم العثور عليك, اكره صباح العذاب والسراب والوهم الباحث عني, اكره أن أقول صباح الحب والخير ولست بحضني, اكره ذاتي دون توقيعك على قلبي, لماذا,.. اكره هذه أل لماذا حبيبتي.

الكاتب
سرمد السرمدي



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوائد الإدمان في العراق
- مزبلة القلب البشري في العراق
- التدخين مسموح في الحب
- ماهية المسرح العراقي المعاصر
- مفهوم الأدب في نظريات النقد المعاصر
- ميتشل فوكو في التحليل النقدي للتاريخ الإنساني
- جاك دريدا في التحليل النقدي للكتابة عن تجربة
- مدخل النظرية النقدية في الفكر المعاصر
- مسرح الصورة ليس للمخرج صلاح القصب
- جامعة بابل العراقية وخطوة نحو العالمية
- العبث والإنسان في مسرح البير كامي
- سارترية الموجد في مسرح جان بول سارتر
- ملامح المسرح العراقي المعاصر
- تفكيك الفلسفة الوجودية في الأدب المسرحي العالمي
- نظرية الواقعة في الإخراج المسرحي المعاصر
- نظرية الإخراج في مسرح الواقعة المعاصر
- أول عرض مسرحي عن جريمة المقابر الجماعية
- أول عرض مسرحي في العراق عن جريمة المقابر الجماعية
- أول مسرحية تعرض بعد احتلال العراق
- تفكيك المسرح الوجودي من خلال جبرائيل مارسيل


المزيد.....




- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - صباح الخير أكرهك حبيبتي