أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - معدل الاستهلاك الثقافي في العراق














المزيد.....

معدل الاستهلاك الثقافي في العراق


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 01:59
المحور: الادب والفن
    


معدل الاستهلاك الثقافي في العراق هل لدينا هوية ثقافية, ذات حدود وملامح أدبية وفنية ومسرحية يمكن الإشارة إليها بكل وضوح من قبل ثقافة أخرى ! , كم هو محزن ان يتشبث بعضنا بالحلم فيحال وهما لو لامس الواقع, أن أسوأ ما قد يمر بك وأنت تحاول صياغة بداية السطر هو أن تلتف كل المواضيع لتتنافس حول هذه المكانة المرموقة زيفا, فما كان في مقدمة الأمور التي تقرأها عادة في صفحة ما لن يبقى عالقا في الذاكرة بوصفه مجرد مدخل عام او بديهي ينطلق منه السياق لتؤسس عرضا للفكرة بشكل أوسع يحال بعدها لنتائج قد ترتقي للبقاء في الذاكرة, كقولنا في مقدمة, ان الشمس تنير صباحا والقمر يضيء ليلا , ثم يأتي الموضوع, ربما يكون الظلام هو سبب رؤيتنا للقمر, ماذا لو بدا السطر بهذه الفكرة المعروضة والتي قد تقلب ميزان أهمية الضوء لصالح الظلام, سيكون هنالك الكثير من ردود الفعل الأستباقية التي تضمن عدم استمرار القارئ بمجاراة الكلمات لآخر ما قد يشوقه الوصول إليه من نتائج جديدة, إلا أن المفاجئة قد تكون محبطة لو انتهى القارئ بمجرد معلومة استبدلت مكانها من المقدمة لتكون الماء الذي فسر بعد الجهد به, مجرد وهم.

إن مشكلة الثقافة ليست في الدستور أو البرنامج الحكومي, فمن قبيل البديهيات ان تتضمن كل من هذه المحددات للمشهد السياسي ما لذ وطاب من الترحاب بازدهار منقطع النظير في كافة المجالات على الصعيد النظري تحديدا وعلى اقل تقدير, والغريب ان اللوم وبعض العتب ينصب على مؤسسة كوزارة الثقافة او وزارة الشباب او حتى الداخلية في انحدار مستوى الوعي مما يعده البعض سببا رئيسيا لانتشار العنف في العراق, لكن هذا البعض مع شديد الأسف من القدرة الفكرية بمكان احتله بجدارة تنويرية يفتقد اليها هذا المجتمع المنهك أثناء سيره ما بين ظلمات متاهة السياسة في تاريخ العراق المعاصر.

ربما استطعت مناقشة أي فنان في أي موضوع فني بكل حرية وبدون قيود, لكن الأصعب هو مناقشة موضوع الفن بحد ذاته بوصفه غير قابل للنقاش من ناحية وبوصف هكذا نقاش نوع من إضاعة الوقت والجهد في غير ذي هدف وفي منحى غير مجدي بل وغير منتج لما هو جديد إلا كون الفن واقع حال مهما انخفض أو ارتفع مستواه حسب العوامل الزمكانية اجتماعيا, ولن تخرج من محاولة فتح باب النقاش في موضوع الفن المسرحي بكثير خاصة وان كان النقاش مخصصا للبحث في فن المسرح العراقي, وهذه الخصوصية لعقم النقاش لها من الأسباب ما يبررها نوعا ما على صعيد كونه غير فاعل اجتماعيا بالدرجة التي تؤهله ليكون بهذه الأهمية حاليا, فاعتباره من الأمور الثانوية التي تأتي بعد الأمن والخدمات بدرجات كثيرة تطمسه في قعر قائمة أولويات أي برنامج حكومي لقيادة دولة العراق حاليا, والتي تحكم برلمانيا من خلال انتخابات ديمقراطية وفق دستور منفتح على الثقافة في تحديده لحرية التعبير على الأقل, إلا أن التعامل مع الثقافة والفن والمسرح خصوصا من هذا المنطلق النظري الواسع الأفق لن يجد له واقعا يضيق به تطبيقا لو لم تأتي تلك النقاشات بمسار واضح لستراتيجية دور المسرح في العراق, الآن.

وهم الاستقلال الثقافي في العراق يجرنا الى الهاوية, ان معظم العراقيين الآن يصرفون على استيراد ثقافات غيرهم من الشعوب ما يكفي من الأموال لبناء هوية وطنية مستقلة ثقافيا ترتقي لمستوى تصديرها كمثال تتوسل مكانته الشعوب المستلبة الأخرى في عالمنا المتصارع حول الريادة في تقديم أنموذج الإنسان المعاصر, لا يمكن القول بأن قراءة التاريخ ثقافيا على مختلف مجالاته الأدبية والفنية ستشعرنا بالاطمئنان الى هذا الخزين الاحتياطي الذي يمكن الرجوع اليه عند كل نكبة ثقافية كما يحدث عند ازمة اقتصادية من عملية الرجوع لاحتياطي الذهب في البنك المركزي, ليساهم في استقرار مؤقت لحين إثراء الخزين والعودة الى حالة الطمأنينة المزيفة, فكثير من هذا الخزين لا يعبر عن القيمة الواقعية لنزعة الاستقرار المتخيلة, والتي تهتز لمجرد ان هنالك ازمة ثقة فيه, فيسارع القائمون على الثقافة للتأكيد بأن كل شيء بخير ونحن محصنون ضد أي اختراق ومن قبيل هذا التخدير اللاموضوعي. ا

ن عملية إنتاج ثقافة الهوية لا يمكن ان تكون رهنا بتوجه حكومي عام, أي لا يمكن ان تنال مرافق الدولة اجازة لمجرد ان هنالك خطابا سياسيا يتضمن في سياقه كلمة الثقافة بشكل عفوي وربما بالصدفة, فالسؤال عن كون معدل واضح لأنتبها المجتمع لمستوى الوعي بأهمية هويتنا ثقافيا, يعد كتصفح صفحة الأبراج في الجريدة الحكومية كل صباح املا في ان نجد تكرارا لجملة سبق وتم ذكرها في عدد سابق ليكون هذا الكشف دليلا نتشبث به لنؤكد عدم اكتراث الدولة بمستوى ثقافة شعبها للدرجة التي استطاعت ان تستغفله دون أي وعي مجتمعي رادع, ناهيك عن محاولة اصطياد ثغرة لا يكون صيادها مؤهلا لغير التهليل بها, فالأجدى ان يكون قادرا على اقتراح ما يسد أي ثغرة بوصفها جزء مهم من بناء هويته سواء قبل بهذا الجزء الذي يمثل دورا تدحرج تحت قدميه متوسلا ان يؤديه ان لم يقبل, لكن من نطالب لنعرف كم نقرأ وكم نكتب وكم نشاهد سينما ومسرح, وهل هي فعلا فنون وآداب تمثلنا, لأن محاولة إجابة السؤال عن الهوية لمحاولة السير حافيا على الجمر.



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على أمل أن أفهم مني شيئا
- امنح المنحة للثقافة العراقية
- الكلمات لا تموت ولو قرأها الموتى
- المخرج بشار عليوي يدفع المسرح البابلي إلى الديمقراطية
- مسرحية معالي الكرسي للمخرج حسين الدرويش
- مسرحية العميان للمخرج المسرحي الأكاديمي محمد حسين حبيب
- إخراج الممثل حسن عداي في مسرحية القرية
- دور الممثلة حياة حيدر في مسرحية للمخرج حميد شاكر
- إعدام الممثل في مسرحية مغامرة كونية للمخرج عباس الرهك
- أداء الممثل علي الشجيري في مسرحية احلام الفناجس
- تقنية الممثل فاضل عباس في مسرحية مطر صيف
- نظرية اللا مسرح الرقمي للمخرج محمد حسين حبيب
- عبد الوهاب الخطيب مخرج مسرحي أكاديمي
- في بورسيبا بابل كشكول مسرحي لا حضاري
- مخرج مسرحي يمنح المالكي مئة يوم
- عورة انكشفت في مسرحية لخيال الظل
- يوم المسرح العالمي في العراق
- سقف الفنون الجميلة يسقط على أستاذ وطلبته في جامعة بابل
- تجربة مهرجان مسرحي في ذي قار
- الانتحار في سبيل لحظة حب


المزيد.....




- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - معدل الاستهلاك الثقافي في العراق