أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عصام مخول - استراتيجية الحزب الشيوعي الاسرائيلي في القضية القومية تحولت الى استراتيجية شعب















المزيد.....

استراتيجية الحزب الشيوعي الاسرائيلي في القضية القومية تحولت الى استراتيجية شعب


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 4124 - 2013 / 6 / 15 - 10:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


وثيقة 6 حزيران 1980:
استراتيجية الحزب الشيوعي في القضية القومية تحولت الى استراتيجية شعب



يتصرف بعض حديثي العهد بالسياسة والتاريخ، كمن يبيع الماء في حارة السقائين. لأن الحقيقة التاريخية هي أنه لا توجد قوة سياسية أو اجتماعية تستطيع أن تجاري ولو من بعيد، ما قدمه الحزب الشيوعي وحلفاؤه في هذا المجال، على طول تاريخ الأقلية القومية العربية في إسرائيل. فتكاد لا تكون هناك هيئة شعبية كفاحية على ساحتها، إلا وكان الشيوعيون وحلفاؤهم هم المبادرون الى إقامتها وتوجيهها

على الرغم من أن وثيقة السادس من حزيران تعتبر أجرأ المحاولات في تاريخ الجماهير العربية في إسرائيل لتنظيمها وبلورتها كأقلية قومية، وبالرغم من أن هذا المشروع هو مشروع الحزب الشيوعي وحلفائه على مر السنين، فإن أجيالا من الشباب لم تحظ بالإطلاع على هذه الوثيقة واستيعاب دورها في مأسسة وحدة الجماهير العربية الكفاحية، وتثبيتها كأقلية قومية



انقضى الاسبوع الماضي ثلاثة وثلاثون عاما على صدور وثيقة السادس من حزيران 1980. لم تكن هذه الوثيقة التي تمت صياغتها تاريخيا على يد قيادة الحزب الشيوعي، وتم نشرها على صدر صحيفة الاتحاد صبيحة اليوم نفسه، مجرد تسجيل موقف للحزب الشيوعي الاسرائيلي، بل كانت قاعدة فكرية وموجها سياسيا، وبرنامج عمل تنظيمي، لإطلاق عملية سياسية جبارة وغير مسبوقة، شكلت في حينه، ولا تزال الى يومنا هذا، قاعدة للارتقاء بالفكر والممارسة السياسية للجماهير العربية في اسرائيل. وشكلت ميثاقا وطنيا، ومشروعا سبّاقا لبناء وحدتها الكفاحية وتثبيت مكانة السكان العرب في اسرائيل وموقعهم كأقلية قومية واضحة المعالم. ليست أقلية طارئة على هذا الوطن، وإنما اصحاب البيت. "نحن أهل هذه البلاد. ولا وطن لنا غير هذا الوطن "! كما جاء في صدر الوثيقة.
لقد طرح الحزب الشيوعي مفهومه الاستراتيجي لدور الجماهير العربية في إسرائيل في ظل موقعها وواقعها المتميز. ليس أقلية تستجدي حقوقها، بل أقلية قومية تناضل من أجل نيلها، وتبني أطر وحدتها الكفاحية لتحقيق ذلك، ترفض التنازل عن مطلب المساواة في حقوقها القومية والمدنية، وترفض الانتقاص من شرعية مواطنتها الكاملة، في دولة قامت في وطنها عنوة.
ولكنها بالمقابل أقلية قومية تصر على إلقاء وزنها من موقعها داخل اسرائيل، ومن قلب مواطنتها المشتقة من انتمائها لوطنها، انتصارا لنضال شعبها الفلسطيني وحقوقه القومية ومعركته التحررية، بما فيها إنهاء الاحتلال ووضع حد لسياساته القمعية وتقليع الاستيطان، وإقامة الدوله الفلسطينية المستقلة بجانب اسرائيل.
ليس أقلية قومية تنتظر الفرج من الخارج وتنتظر حدوث التغيير بالركون إلى الغيبيات ونشر الأوهام، بل أقلية قومية منظمة، تعرف كيف تلقي بثقلها من أجل إحداث التغيير. وتعرف تعقيدات الساحة التي تناضل عليها، وتعرف أن النضال من أجل حقوقها القومية والمدنية، ليس منفصلا عن النضال من أجل الديمقراطية وضد التدهور الفاشي في إسرائيل، وأن المعركة على المساواة وعلى الديمقراطية، ليست مفصولة عن المعركة على حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني والإسرائيلي العربي حلا عادلا.
اقلية قومية لا تكتفي برفضها الاجماع القومي الصهيوني، إجماع الرفض والعدوان، بل تطرح مشروعا بديلا متحديا لهذا الاجماع، على أساس وثيقة السادس من حزيران 1980. ليس إجماعا يقتصر على المواطنين العرب فقط، بل أساسا لإجماع تقدمي بديل، في صلبه مناهضة الاحتلال والتمييز العنصري والاضطهاد القومي والعنصرية الفاشية بحق الجماهير العربية في اسرائيل.





*ما العمل؟! نحن أهل هذا الوطن ولا وطن لنا سوه!*




لم تكتف وثيقة السادس من حزيران بشتم الظلم والظالمين، لكنها حددت أيضا "ما العمل"!، فهي بعد أن تستعرض التهديدات الاقتلاعية التي توجهها حكومة بيغن في حينه، إلى المواطنين العرب، والقوانين الارهابية التي تستحدثها لمنع التماثل مع النضال الوطني التحرري للشعب الفلسطيني وقيادته منظمة التحرير الفلسطينية، وما كشف عنه الوزير السابق أهرون يريف عن مخططات في المؤسسة الأمنية،لاستغلال حالة حرب من أجل التخلص من 700- 800 ألف عربي وترحيلهم، تخلص الوثيقة إلى القول: "..إن الاستمرار في الحديث عن "سحقهم" – أي سحق شعب بأسره – يخلق داخل اسرائيل نفسها جوا خانقا من العنصرية والفاشية".. "لذلك كله واعتمادا على النضال الديمقراطي المشترك في اسرائيل، اليهودي العربي، نرى لزاما علينا – في هذه الساعات المصيرية – أن ندعو ممثلي الجماهير العربية كافة في اسرائيل، هذه القوة التي يجب ألا يستهان بها في المعركة من أجل الديمقراطية والسلام العادل، إلى عقد مؤتمر... يعبر عن إرادة شعبنا في التصدي الحازم.. لتصاعد خطر العنصريين والفاشيين في اسرائيل. ويعبر عن تصميم شعبنا على الوقوف صفا واحدا مع قوى السلام العادل في اسرائيل والعالم أجمع، ضد استمرار الاحتلال وأعماله القمعية والكولونيالية، من أجل تحقيق السلام العادل والشامل والثابت.."
وإذا كان صدور وثيقة السادس من حزيران 1980 والإعداد لمؤتمر الجماهير العربية الذي دعت إليه يترافق مع تصعيد الممارسات الإحتلالية الدموية في المناطق المحتلة من جهة، والتمادي في التحريض الدموي على الجماهير العربية وتهديد وجودها من الجهة الاخرى، وصلت حد قيام الوزير أريئيل شارون بتهديد المواطنين العرب بنكبة جديدة، ودعوة الوزير بات إلى رحيل المواطنين العرب عبر الاردن، ووعد بتوفير الشاحنات لذلك والتلويح لهم مودعا، فقد حددت الوثيقة ردا على هذه الأجواء:
"إن الدوائر الحاكمة في اسرائيل تتحمل المسؤولية عن التدهور العنصري الدموي. إن تلك الاوساط الماضية، خصوصا منذ حزيران 1967، في تجاهل وجود الشعب العربي الفلسطيني، لن تجد ولا تجد وسيلة لتحقيق هذا التجاهل سوى العمل على تصفية كيان هذا الشعب أو طرده من وطنه.
"لم ننكر ولا يمكن أن ننكر حتى لو جوبهنا بالموت نفسه، أصلنا العريق : إننا جزء حي وواع ونشيط من الشعب العربي الفلسطيني. لم نتنازل ولا يمكن أن نتنازل عن حق هذا الشعب في تقرير مصيره وفي الحرية والاستقلال على ترابه الوطني".
تحولت مؤتمرات التعبئة الشعبية، والإعداد للمؤتمر الذي تحدد في السادس من كانون الاول (ديسمبر) 1980، إلى أوسع عملية حشد سياسي لقطاعات الشعب كافة، واستقطب تأييد أوساط واسعة من القوى الديمقراطية محليا وعالميا. وأخذ يبرز مدى الالتفاف الشعبي حول الوثيقة التاريخية والبرنامج الكفاحي الاستراتيجي الذي تطرحه.
ولم يكن من قبيل النزق فقط، أن ترد حكومة اليمين المتطرف على هذه الوثيقة، وعلى الالتفاف الشعبي الواسع من حولها، باللجوء إلى الإرهاب، واستعراض عضلاتها بشكل فاشي، بحيث قام رئيس الحكومة مناحيم بيغن بصفته وزيرا للأمن، بإصدار أمر عسكري، اعتمادا على أنظمة الطوارئ الانتدابية، يحظر انعقاد المؤتمر ويحظر التداول بوثيقة السادس من حزيران، وإعلانها وإعلان الهيئات التي نشأت للاعداد للمؤتمر وثيقة وهيئات محظورة و خارجة على القانون. فبات المؤتمر يعرف بالمؤتمر المحظور.
نزل مناحيم بيغن عن منصة التاريخ خائبا وبقيت وثيقة السادس من حزيران ميثاقا وطنيا شامخا، وبرنامجا استراتيجيا لنضال الأقلية القومية العربية في إسرائيل لا يزال إلى اليوم القاعدة التي يمكن أن تبنى عليها أية وحدة كفاحية.
ولكنه لم يكن من قبيل المصادفة من الجهة الأخرى، أن يقف في قيادة هذا الحراك القائد الشيوعي الكبير د. إميل توما، ولم يكن من قبيل الصدف في الوقت نفسه أن يكون الحزب الشيوعي الاسرائيلي - الحركة السياسية الاممية، هو الذي يبادر إلى تأطير الاقلية القومية العربية في اسرائيل على طول الطريق، من قبل وثيقة السادس من حزيران 1980 ومن بعدها، وأن يكون الاكثر حرصا على اجتراح مفهوم الوحدة الكفاحية للأقلية القومية، وتنظيمها وخلق الآليات التي تمكنها من القاء وزنها المتميز، وممارسة دورها كاملا في المعارك والتحديات المصيرية الملتهبة على الساحة السياسية الإسرائيلية المعقدة أولا، وفي مواجهة أجواء التحريض والتهديدات الوجودية الخانقة.





*مفهوم "الوحدة الكفاحية"- المحك التقدمي لتنظيم الاقلية القومية!*




إن تنظيم الاقلية القومية المضطهدة في إطار مفهوم "الوحدة الكفاحية"، هو خيار تقدمي ووطني، وهو الترجمة العينية لشعارنا التاريخي حول المعركة من أجل "المساواة في الحقوق القومية والمدنية"، وهو في صلب مفهومنا الاممي الشيوعي للعمل الوطني الأكثر عمقا، وللمعركة المشروعة من داخل ساحتنا السياسية الشائكة في اسرائيل.
بالمقابل، وعلى خلاف ذلك فإن الدعوات إلى تنظيم الاقلية القومية وأطرها المختلفة، خارج مفهوم الوحدة الكفاحية أو بديلا عنها، من خلال الانكفاء على الذات، والانطواء على الانتماءات الفئوية الضيقة والفكر الانعزالي الرجعي، لا يقود الى أبعد من الانغلاق والعزلة الطوعية المقيتة والانسحاب من المعركة على الساحة الإسرائيلية الصعبة، لصالح التدهور الفاشي والانفلات العنصري.
فالتأطير و"الوحدة" على أساس قومي لا تشكل أهدافا بحد ذاتها. وإنما هي خاضعة للمفهوم الذي تقوم في إطاره وللأهداف التي تخدمها. فهل إطار جامعة الدول العربية التي أقامها الاستعمار وعادت لتخدم الامبريالية هي إنجاز قومي أو الأحرى أنها خازوق قومي؟ وهل اتحاد الامارات الخليجية وجيش الصحراء التي اقامها الاستعمار والمؤسسات والمراكز الفكرية "العربية" التي تقيمها وتمولها دول الخليج، هي اطر وحدوية قومية لخدمة مشروع الوحدة العربية، أو أنها سوق نخاسة سياسية وفكرية ونقطة انطلاق في خدمة مشروع التفكيك والتفتيت والتآمر الامبريالي في المنطقة؟
إن مفهوم الوحدة الكفاحية، كما صاغته وثيقة السادس من حزيران،ومفهوم النضال من أجل المساواة في الحقوق القومية والمدنية، يختلف جوهريا عن مشاريع الحكم الذاتي الثقافي المبتور، الذي بدأت تلوّح به بعض القوى بعد مرور عقد ونصف على وثيقة السادس من حزيران. إن النقاش الحقيقي معنا، لا يمكن أن يدور حول أهمية تنظيم الجماهير العربية في إسرائيل كأقلية قومية وبناء مؤسساتها الكفاحية. ففي هذا الباب يتصرف بعض حديثي العهد بالسياسة والتاريخ، كمن يبيع الماء في حارة السقائين. لأن الحقيقة التاريخية هي أنه لا توجد قوة سياسية أو اجتماعية تستطيع أن تجاري ولو من بعيد، ما قدمه الحزب الشيوعي وحلفاؤه في هذا المجال، على طول تاريخ الأقلية القومية العربية في إسرائيل. فتكاد لا تكون هناك هيئة شعبية كفاحية على ساحتها، إلا وكان الشيوعيون وحلفاؤهم هم المبادرون الى إقامتها وتوجيهها. من الجبهة الشعبية لمواجهة الحكم العسكري في سنوات الخمسين، وتعاونيات قوت الكادحين لمواجهة سياسة التقنين، إلى لجنة الدفاع عن الارض، إلى لجان الطلاب الجامعيين في الجامعات الإسرائيلية ، إلى الإتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب، إلى لجنة الطلاب الثانويين القطرية، إلى مؤتمرات الدفاع عن الأوقاف الاسلامية وتحريرها، ألى لجان المبادرة الاسلامية ولجنة المبادرة الدرزية، الى لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، إلى لجنة متابعة التعليم العربي، إلى لجنة متابعة الأوضاع الصحية للجماهير العربية، إلى اتحادات الكتاب والأكاديميين وغيرها الكثير، على المستويين القطري والمحلي.
إن حقيقة ما جرى حول وثيقة السادس من حزيران 1980، هو أن استراتيجية الحزب الشيوعي الإسرائيلي في المسألة القومية، قد تحولت إلى استراتيجيه شعب، تلتف من حولها الأقلية القومية العربية في إسرائيل. لم تنتظر الجماهير العربية بقيادة اللجنة التحضيرية للمؤتمر المحظور، أن تعترف بها مؤسسة الحكم في إسرائيل، ولكنها تصرفت كأقلية قومية، وتعاملت مع نفسها على هذا الاساس، وجعلت من الالتفاف الشعبي وليس القانون الإسرائيلي مصدر شرعيتها.





*رمية... من غير رام(ي)*





قد يكون ما يغيظ بعضهم ان ما طرحناه في وثيقة السادس من حزيران وما نطرحه اليوم، هو دعوة لتنظيم الجماهير العربية ليس على طريق انغلاقها، وإنما تنظيمها في سياق انفتاحها وفتح أفق واسع لنضالها ونضال شعبنا الفلسطيني، من خلال اختراق الإجماع القومي الصهيوني وطرح بديل له، ليس أمام الفلسطينيين فقط وإنما أمام اليهود الإسرائيليين أيضا. فمفهوم الحزب الشيوعي لمناهضة الصهيونية، ليس مقصورا على تحرير الشعب الفلسطيني من هيمنتها، وإنما يشمل تحرير الشعب اليهودي في اسرائيل من هيمنتها أيضا.
إن النقاش الحقيقي مع بعض القوى الفاعلة على ساحة الجماهير العربية، هو بين إصرارنا على تنظيم الاقلية القومية وبناء مؤسساتها، لكي تستطيع أن تلعب دورا أكثر تأثيرا، في المعركة على تغيير وجهة المجتمع الاسرائيلي كله وتحويل طابعه الصهيوني وطبيعته، بما في ذلك خوض المعركة على تغيير طبيعة وطابع مؤسسات الدولة التي نعيش فيها والمؤسسة الحاكمة من جهة، وبين أولئك الذين يدعون إلى حكم ذاتي مبتور، ليريحوا ويستريحوا، من عناء المقارعة الصعبة على الملعب الاسرائيلي اليميني العنصري والمليء بالتحديات. والترويج بدلا من ذلك، إلى اللعب على الملعب الداخلي للجماهير العربية والانكفاء على الذات، والتلهي تارة بفكرة انتخاب برلمان عربي، يلغي وزننا في المعركة العامة على الساحة الاسرائيلية، وتارة أخرى بانتخابات شعبية مباشرة للجنة المتابعة العليا، التي نشأت في صيغتها الحالية في سياق مفهوم وحدة الصف الكفاحية، وفي إطار الرد على حظر مؤتمر الجماهير العربية "المحظور".
وعلى الرغم من أن وثيقة السادس من حزيران تعتبر أجرأ المحاولات في تاريخ الجماهير العربية في إسرائيل لتنظيمها وبلورتها كأقلية قومية، وبالرغم من أن هذا المشروع هو مشروع الحزب الشيوعي وحلفائه على مر السنين، فإن أجيالا من الشباب لم تحظ بالإطلاع على هذه الوثيقة واستيعاب دورها في مأسسة وحدة الجماهير العربية الكفاحية، وتثبيتها كأقلية قومية، في وعيها لذاتها، وفي وعي سلطات القهر القومي تجاهها وفي التأسيس للفكر السياسي السائد فيها. إن الجهل بالتاريخ وبالفكر السياسي يجعل من السهل، أن يقع بعض الشباب الصغار، حديثي العهد في السياسة والجاهلين بالتاريخ الكفاحي لجماهيرنا، فريسة سهلة للتضليل والتغرير بهم. حتى أن أحد هؤلاء قد رمانا في مقالة في موقع "عرب 48 " (31.5.2013) "بالعدمية القومية" في مقالة تحت عنوان "أمل مرقس والعدمية القومية في دولة اليهود" جهلا وافتراء، مؤكدا أن "مرقس تمثل تيارا قديما داخل الحزب الشيوعي رفض في الستينات والسبعينات بناء مؤسسات قومية بدعوى أنها انفصالية، والدافع كان مبدئيا أمميا"... ويندفع هذا الشاب حديث العهد بالسياسة والتاريخ في افترائه فيكتب: " لكن العداء لفكرة المؤسسات القومية لدى مرقص هو من بقايا ذاك التيار (عصام مخول ما زال متمسكاً به حتى اليوم) والذي يقود حتماً إلى العدمية القومية". وبدلا من الغضب على هذا الجهل والرد على هذا التمادي بما يستحق، أكتفي بأن أقدم مقالي هذا لهذا الرامي (رمتنا بدائها وانسلت) أملا في أن يستوعب عمق التضليل الذي تورط والكثيرين من أبناء جيله فيه.
ومن المفارقات أنه قبل أن يمضي شهر كامل على نشر وثيقة السادس من حزيران 1980 وفي وقت كانت فيه البلاد تردد صداها من أقصاها إلى أقصاها، وكان آلاف العمال والمثقفين والفلاحين والطلاب والشباب العرب من الرجال والنساء يضمون تواقيعهم عليها ونشر تأييدهم لها على صفحات "الاتحاد"، وفي وقت كان يشهد أكبر عملية تحشيد وتعبئة لإطلاق المعركة لإعداد المؤتمر الأهم لتنظيم الأقلية القومية العربية، كانت المؤسسة الأمنية قد أعملت وسائلها الإرهابية وأصدر قائد منطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي في الرابع من تموز 1980 أوامر إقامة إجبارية بحق سبعة ناشطين في كل البلاد، لإعاقة التحضيرات للمؤتمر، وكان كاتب هذه السطور واحدا من هؤلاء، وكان أول رئيس للاتحاد القطري للطلاب العرب على مدار ثلاث سنوات متتالية وأحد مؤسسيه المركزيين، فتم نفيه من حيفا الى مسقط رأسه البقيعة ومنعه من مغادرتها نهارا ومنعه من مغادرة البيت من مغيب الشمس وحتى طلوعها، وفرض عليه إثبات وجوده في مركز شرطة ترشيحا مرتين يوميا. نحن نسمي هذه المعركة – بناء الوحدة الكفاحية، ويسميها المتطفلون على السياسة – العدمية القومية.



#عصام_مخول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات الازمة .. وأزمة الحكم في اسرائيل !
- الخدمة العسكرية ومشروع -السلخ القومي-
- ليست إسرائيل هي الضحية.. وليست الحل !
- النووي الاسرائيلي ليس ضمانة للسلام بل العقبة الاساسية أمامه
- وحبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل..
- -القاعدة -... والشذوذ عن القاعدة!
- المضيق والضائقة! بين مضيق هرمز وضائقة السياسة الامريكية
- خطر الفاشية.. والأزمة الرأسمالية
- قرار التقسيم- والخيارات الصعبة
- سوريا - المطروح للحسم ومرغريت اللندنية!
- الهستيريا النووية والمؤامرة الامبريالية في المنطقة
- ما يحدث في سوريا... و-الاهداف الاستراتيجية الكبرى-
- تصدير الثورة المضادة- عنوان المرحلة! (2)
- تفكيك اللغز حول الموقف من سوريا!
- ما بعد مجلس الأمن !
- بين الانتماء إلى المعركة الاجتماعية وأدلجة ضيق الأفق !
- توفيق طوبي إسم لطريق مشرّف وعنوان لمرحلة
- ليس بالعدوان الامبريالي وإنما بمقاومته يتحرر الشعب الليبي!
- من النظام النووي القديم إلى نظام عالمي جديد مناهض للنووي
- حين يصبح اللا حل هو الحل !


المزيد.....




- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عصام مخول - استراتيجية الحزب الشيوعي الاسرائيلي في القضية القومية تحولت الى استراتيجية شعب