أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - النووي الاسرائيلي ليس ضمانة للسلام بل العقبة الاساسية أمامه















المزيد.....

النووي الاسرائيلي ليس ضمانة للسلام بل العقبة الاساسية أمامه


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مدار العامين الماضيين لم تتوقف الحكومة الاسرائيلية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو عن إطلاق التهديدات بشن حرب مدمرة على إيران، ولم يتورع الثنائي نتنياهو - براك عن تسريب مخططاته العسكرية العدوانية المفصلة لضرب المشروع النووي الايراني والقضاء عليه. وقد وصل الامر أن تناقلت وسائل الاعلام العالمية تفاصيل خطة عسكرية عدوانية تشارك فيها الولايات المتحدة واسرائيل، لا تستثني استعمال رؤوس نووية تكتيكية لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية المحصنة في باطن الارض. ويدرك الثنائي نتنياهو براك ان مغامرة عسكرية كهذه من شأنها ان تشعل حربا كارثية تطول المنطقة كلها.
إن تسريبات الثنائي نتنياهو براك مؤخرا، بأن الوقت آخذ في النفاذ، وان إسرائيل قد تجد نفسها مقدمة خلال اسابيع معدودة، على تنفيذ هجوم للقضاء على المشروع النووي الايراني، جاءت لترفع من منسوب القلق والتوتر في اسرائيل وفي المنطقة الى مستويات جديدة وغير مسبوقة. وفي حين انطلقت العديد من الاصوات العاقلة في المجتمع الاسرائيلي بقوة، تعلن معارضتها الواضحة للحرب على ايران، وفي حين تقوم القوى المناهضة للحرب بالنزول الى شوارع المدن الاسرائيلية الرئيسية والتظاهر المتواصل، للتصدي لنهج حكام اسرائيل المغامر، مع كل ما يحمله من مخاطر اشعال حرب كارثية على مستوى المنطقة وربما على المستوى العالمي، فإن العالم يلتزم بصمت مريب تجاه العدوانية الاسرائيلية المعلنة على الملأ، وما تحمله من تهديد لسيادة دولة بحجم ايران، وتحدٍ للقانون والعرف الدوليين، دون ان تتعرض التهديدات الاسرائيلية لمجرد الادانة من قبل الامم المتحدة والمؤسسات الدولية ذات الصلة، ودون ان تخرج المظاهرات امام السفارات الاسرائيلية في عواصم العالم على المستوى الشعبي للمطالبة بلجم مغامرات حكام اسرائيل.
وعلى مدار أشهر طويلة، واصل قادة الولايات المتحدة وإسرائيل تضليل الرأي العام العالمي وتضليل شعوب المنطقة باجترارهم مقولتهم المشتركة :" إن جميع الخيارات بشأن إيران مطروحة على الطاولة ". والحقيقة أن الولايات المتحدة وإسرائيل بهذه الصيغة كانتا تقصدان التلويح بأن الخيار العسكري هو الخيار المطروح بشكل قوي، والمرشح بشكل فعلي دون غيره لمعالجة الازمة حول برنامج ايران النووي. ولكن ما حاولتا التكتم عليه ولم تقولانه هو أن خيار الحل السياسي الواعد الوحيد ليس مطروحا على طاولتهما. فقادة الولايات المتحدة وإسرائيل حاولوا بهذه الصياغات إبعاد أنظار الرأي العام المحلي والعالمي عن موقفهما الرافض للخيار السلمي الحقيقي الذي تجمع عليه شعوب العالم وتصبو اليه، المؤهل وحده لتخليص المنطقة من الخطر النووي، والمتمثل بالمبادرة الدولية الى إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل تحت رعاية الامم المتحدة، ووقف تطوير الاسلحة النووية ومنع انتاجها ونشرها وإخضاع جميع المنشآت النووية في المنطقة، بما فيها في إيران وإسرائيل للمراقبة الدولية.
إن خيار الحل في إطار مشروع "شرق أوسط خال من الاسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بكل أنواعها " هو خيار عادل وجدير، يتجاوب مع المصالح الحيوية لجميع شعوب المنطقة ويضمن أمنها ووجودها، بما فيها إيران وإسرائيل. إلا أن الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل اللتين ترفضان هذا الخيار، تعملان بشكل منهجي على التخريب عليه وإفشاله واستبعاده من خلال قرع طبول الحرب، ومواصلة التهويش ضد إيران وتعميق العقوبات الاقتصادية عليها ومحاولة عزلها دوليا بحجة برنامجها النووي، في وقت تقوم فيه السياسة الأمريكية وسياسة حلفائها في الناتو، على الكيل بأكثر من مكيال في القضية النووية في المنطقة والضلوع السافر في الحفاظ على الواقع النووي الخطير والمرعب في اسرائيل، وتطوير قدراتها النووية والتستير عليها، ومدها بوسائل نشر الرؤوس النووية وإطلاقها بما فيها تزويدها بالغواصات الالمانية القادرة على حمل الرؤوس النووية والانتشار في أعماق البحار.

استراتيجية اللعب على حافة الحرب !

تقوم الاستراتيجية الاسرائيلية بشأن إيران في السنوات الاخيرة على السير على حافة الحرب، وعلى اتخاذ كل الخطوات العملية لإقناع إيران أولا وإقناع الرأي العام العالمي والإسرائيلي بأنها جادة في تنفيذ عدوانها على ايران وعلى مشروعها النووي. وتهدف مؤسسة الحكم في اسرائيل من وراء ذلك الى تحقيق العديد من الاهداف المتداخلة في آن واحد. فهي معنية من جهة بتصعيد الضغط على ايران، وترميم قدرة الردع الاستراتيجي في مواجهتها ومواجهة حلفائها في المنطقة، وجر العالم الى التشديد من وطأة العقوبات الاقتصادية على إيران بهدف إضعافها وزعزعة الاستقرار فيها، على أمل استغلال أول فرصة مواتية لجر الولايات المتحدة وحلفائها الى القيام بشن حرب لتدمير المنشآت النووية الايرانية بالوكالة عن هوس الحرب الاسرائيلي.
وفي المقابل كانت استراتيجية السير على حافة الحرب تهدف الى قلب جدول الاعمال في المنطقة رأسا على عقب. بحيث تصبح المسألة الايرانية وليس القضية الفلسطينية، هي القضية المحورية الساخنة، وبحيث يجري تهميش مسائل محرجة لإسرائيل المدعومة أمريكيا، كالسلام والاحتلال وتوسيع الاستيطان، وحقوق الشعب الفلسطيني.
ومن أبرز مركبات استراتيجية اللعب على حافة الحرب أن اسرائيل تريد أن تخلق وعيا زائفا بأن إيران وليس إسرائيل، هي التي تشكل مصدر الخطر النووي في المنطقة، وأنها هي التي تتحمل المسؤولية عن إطلاق سباق تسلح نووي خطير في الشرق الاوسط.
ان استراتيجية السير على حافة الحرب، لها ديناميكيتها الداخلية الخطيرة، الخاصة بها، فأصحاب هذه الاستراتيجية ما يلبثون أن يتحولوا في نهاية الامر الى أسرى تصريحاتهم والمفاهيم التي يصوغونها والحرب الكارثية التي يهددون بها. وهذا ما يحدث في اسرائيل اليوم.
ان الحكومة الاسرائيلية تخفي الحقيقة عن شعبها وتضلل الراي العام العالمي عندما تدعي ان حصول ايران على قنبلة نووية يشكل خطرا على وجود اسرائيل. فغالبية الاصوات البارزة في المراكز الاستراتيجية والاكاديميا الاسرائيلية عبرت عن قناعتها بانه حتى في حال حصول إيران على قنبلة نووية، فإن من شأنها أن تشكل ثقلا موازنا رادعا للتهديد النووي الاسرائيلي الذي يشكل مصدر الخطر النووي الرئيسي في المنطقة. والحقيقة هي أن التهويش الاسرائيلي المهووس لشن الحرب على إيران، لا يهدف الى الدفاع عن وجود اسرائيل، وإنما يهدف الى الدفاع عن "حق" اسرائيل في احتكار السلاح النووي في المنطقة.

ليست اسرائيل الحل للمشكلة النووية في المنطقة وإنما هي لب المشكلة النووية!
لقد حان الوقت لأن يقر العالم بالحقيقة الساطعة، أن اسرائيل على عكس ما تحاول تصوير نفسها، ليست الجواب على المشكلة النووية القائمة في الشرق الاوسط، وإنما هي لب المشكلة النووية في المنطقة والمبادرة اليها، ليست هي المخرج من سباق التسلح النووي وانما هي مبرر هذا السباق الخطير.
لقد بات واضحا الآن أكثر من أي وقت مضى حتى لإسرائيل نفسها، أنه لا توجد إمكانية لاحتكار السلاح النووي
في الشرق الاوسط من جانب واحد. فإذا جرى التسامح مع وجود أسلحة نووية في المنطقة، فإنها لن تكون حصرا على طرف دون غيره. ومن هنا فإن وجود كميات هائلة من السلاح النووي في اسرائيل، ليس من شأنه ردع دول المنطقة الاخرى وثنيها عن تطوير هذه الاسلحة، وانما يشكل دافعا قويا يدفعها للسعي الحثيث الحصول عليها وعلى أنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل. إن اسرائيل هي الطرف الذي أطلق سباق التسلح النووي في المنطقة، وهي التي تتحمل المسؤولية لوقف هذا السباق الخطير.
إن القوى العاقلة في العالم وفي المنطقة وفي اسرائيل، مطالبة اليوم ليس فقط بالخروج عن صمتها الغريب أمام قرع طبول الحرب الاسرائيلية ضد إيران – بمشاركة الولايات المتحدة أو من دون مشاركتها، قبل الانتخابات الرئاسية الامريكية أو بعدها - وأنما هي مطالبة أيضا بتصعيد الضغط على إسرائيل للانضمام الى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية، وفتح منشآتها النووية للمراقبة الدولية والإذعان للمبادرة العالمية من أجل إعلان الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية.
يلجأ حكام اسرائيل عندما يضطرون لتبرير رفضهم الانضمام الى مبادرة إعلان الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية، إلى الادعاء أن إسرائيل لن توافق على مناقشة هذه الفكرة إلا بعد أن يتحقق السلام الشامل والثابت والدائم مع جميع دول المنطقة. إن هذا الادعاء التضليلي ينبع من المغالطة الاسرائيلية التي تعتبر أن وجود الترسانة النووية الاسرائيلية المرعبة، هو في الواقع شرط مسبق لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. إن هذا خداع إسرائيلي خطير ووهم آخر على العالم أن يرفضه وأن يدينه من الاساس.
إن سياسة الرفض الاسرائيلية تجاه السلام العادل في المنطقة، وتهديداتها المتواصلة بالحروب الاقليمية العدوانية، وتنكرها الدائم للحقوق القومية للشعب الفلسطيني، وتجاهل قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن والقانون الدولي ومواصلة احتلالها واستيطانها في المناطق المحتلة، هذه السياسات الاسرائيلية ما كان بمقدورها القيام بها من دون الركون الى أمرين خطيرين : اعتماد اسرائيل على احتكارها السلاح النووي في المنطقة من جهة، واعتمادها على الدعم السياسي الامريكي لسياستها العدوانية من الجهة الاخرى. ولذلك فإن المعادلة الصحيحة هي أن الرفض الاسرائيلي في المسألة النووية، هو الذي يصقل الرفض الاسرائيلي في الحل السياسي.
إن السلاح النووي الذي تمتلكه اسرائيل ولا يمتلكه غيرها من دول المنطقة لا يخدم السلام العادل وانما يشكل عائقا رئيسيا امامه. ان المعادلة الاسرائيلية يجب ان تقلب رأسا على عقب : ليس السلام العادل هو المقدمة الضرورية لنزع السلاح النووي , وإنما نزع السلاح النووي بما فيه المنظومة النووية الاسرائيلية والمشروع النووي الايراني والوقف الشامل لانتاج الاسلحة النووية هو المقدمة الضرورية لاحلال السلام العادل.



#عصام_مخول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل..
- -القاعدة -... والشذوذ عن القاعدة!
- المضيق والضائقة! بين مضيق هرمز وضائقة السياسة الامريكية
- خطر الفاشية.. والأزمة الرأسمالية
- قرار التقسيم- والخيارات الصعبة
- سوريا - المطروح للحسم ومرغريت اللندنية!
- الهستيريا النووية والمؤامرة الامبريالية في المنطقة
- ما يحدث في سوريا... و-الاهداف الاستراتيجية الكبرى-
- تصدير الثورة المضادة- عنوان المرحلة! (2)
- تفكيك اللغز حول الموقف من سوريا!
- ما بعد مجلس الأمن !
- بين الانتماء إلى المعركة الاجتماعية وأدلجة ضيق الأفق !
- توفيق طوبي إسم لطريق مشرّف وعنوان لمرحلة
- ليس بالعدوان الامبريالي وإنما بمقاومته يتحرر الشعب الليبي!
- من النظام النووي القديم إلى نظام عالمي جديد مناهض للنووي
- حين يصبح اللا حل هو الحل !
- الان جاء دورعادل مناع : التسطيح الاكاديمي والافتراء الفظ على ...
- لمن هذه الحرب في القوقاز؟؟
- ليست حماس هي مشكلة اسرائيل... انما الحقوق القومية المشروعة ل ...
- انفلات التشريع العنصري في اسرائيل والافلات من الفرص السياسية ...


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - النووي الاسرائيلي ليس ضمانة للسلام بل العقبة الاساسية أمامه