أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - سوريا - المطروح للحسم ومرغريت اللندنية!















المزيد.....

سوريا - المطروح للحسم ومرغريت اللندنية!


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 3557 - 2011 / 11 / 25 - 08:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الان اصبح واضحا للنظام وللمعارضة ان الوضع الذي كان قائما قبل انفجار الازمة في سوريا لا يمكن ان يعود. وان قواعد العلاقة بين الشعب والنظام لا بد ان تتحدد على اسس جديدة وعقد اجتماعي جديد. فمطالب المعارضة الوطنية مشروعة ولا مستقبل للحلول الامنية في التعامل مع الحراك الشعبي السياسي والمطالب الاجتماعية والنضال المطلبي

حل الازمة في سوريا– ليس في اطار المشروع الامبريالي وانما في اطار مقاومته*

في المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الثانية تعرضت الأحياء الآهلة في مدينة لندن إلى غارات جوية ألمانية عنيفة، وتمكنت طواقم الإنقاذ من العثور تحت أنقاض بناية شاهقة على العجوز مرغريت، وإنقاذها سالمة أمام كاميرات الصحفيين، الذين ابدوا اهتماما كبيرا بتصريحات العجوز الخارجة من قلب الدمار تقول: "أعيش منذ ولادتي قبل تسعين عاما في الطابق العاشر من هذه البناية،ولكنها المرة الأولى التي يحدث فيها أن أسحب السيفون في دورة المياه فتنهار البناية كلها وتنهار البنايات المجاورة لها".
حضرتني مرغريت اللندنية خلال النقاش الدائر حول تفاعل الحراك الثوري وحراك الثورة المضادة في العالم العربي اليوم، وحول ما تتعرض له سوريا من مؤامرات داهمة ومن مشروع مخطط للتضليل وخلط الأوراق. فالقول بأن هناك مشكلة في الحريات الديمقراطية وفي الحريات السياسية وفي مستوى معيشة الفئات الشعبية في سوريا، وخصوصا في السنوات الاخيرة فهذه حقيقة. والقول ان الجماهير السورية العريضة تئن تحت وطأة هذا الواقع، ومعنية بإحداث اختراق فيه فهذه حقيقة أيضا. ولكن وجود مؤامرة امبريالية رجعية سافرة، لم يعد يتخفى عليها أصحابها أنفسهم، تهدف الى إسقاط سوريا وتفكيكها وإخضاعها للهيمنة الامريكية، هي حقيقة صارخة أيضا. وهي الحقيقة المقررة فيما يحدث في سوريا اليوم، في علاقة السبب بالنتيجة، تماما مثلما كانت الغارة الألمانية وليس "سحب السيفون"، هي العامل المقرر في الانهيار الذي تحدثت عنه العجوز اللندنية.
إن المعادلات من المعركة على سوريا في هذه المرحلة باتت واضحة، إلا لأولئك الذين يختارون التساذج هربا من تحمل المسؤولية عن مواقفهم. وبدأ الفرز يأخذ مجراه ليس على الساحة الدولية فقط، ولا على الساحة العربية وقرارات التبعية الذليلة التي اتخذتها الجامعة العربية مؤخرا، توطئة لعدوان امبريالي على سوريا، وإنما بات الفرز أكثر وضوحا على ساحة المعارضة السورية أيضا. وبات اصطفاف القوى والفرز حتى في صفوف القوى المشاركة في الانتفاضة الشعبية يشكل خط توزيع المياه السياسي بين معارضة وطنية واجتماعية مشروعة، وبين قوى معارضة تمثل أجندات ليست وطنية بالضرورة، معنية بالوصول الى الحكم، بالتعاون مع قوى خارجية، في خدمة المشاريع الامبريالية، حتى ولو على جثة سوريا ووحدتها واستقلالها وسيادتها.
لقد أسقط هذا الفرز تلقائيا، الثنائية المشبوهة التي حاولت ان تؤسس لوعي قوامه اقتصار الخيار المطروح امام السوريين، بين قتل المتظاهرين ورجال الامن في الشوارع، وبين إسقاط النظام، واعتبار كل المخاطر والتهديدات السافرة، والمؤامرات والمخططات المحيقة بسوريا، ليست ذات بال.
لقد حاول بعض المتساذجين زجرنا على طول الطريق، عن التمييز بين معارضة وأخرى، وبين بديل سياسي وآخر، ما دامت المظاهرات تنطلق، والدم يسيل، وبعض الفضائيات العربية تقدم على "اغتيال العقل"، وهندسة الوعي، وغسل دماغ الملايين على مدار الساعة. وما دام إسقاط النظام، هو الهدف المحدد والدور المنوط سلفا بالثورة المضادة بكل ما تغدقه عليها القوى الامبريالية والرجعية من وسائلها العسكرية والاعلامية والاقتصادية والسياسية، وليكن من بعدها ومن بعد سوريا الطوفان.
رفضنا ولا زلنا نرفض الإصغاء إلى هذه النصائح، ليس تنكرا لتضحيات المتظاهرين من بنات وأبناء الشعب السوري، من المدنيين والعسكريين وآلامهم، ولا استخفافا بالمطالب العادلة للشعب السوري في انتزاع حرياته وحقوقه وكرامته الإنسانية والاجتماعية،. وإنما رفضنا هذه الأصوات احتراما وإكراما لتضحيات الشعب السوري، وتمسكا بحقوقه ومنعا لتشويه مطالبه العادلة، ورفضا للخلط المنهجي الخبيث، بين نضاله المشروع لنيل المزيد من حرياته ورفع مستوى حياته ورفض الحلول الامنية، وبين المؤامرة الخارجية المفضوحة لإسقاط سوريا وتمزيقها وإخضاع سياساتها.
لقد حذرنا من الثورة المضادة في المنطقة والتي تأخذ في هذه الايام منحى الهجوم الذي تشنه سلطة الجنرالات على المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة ، وتعاملنا مع اندساس قوى الثورة المضادة في الحراك الشعبي في سوريا، ليس كجزء من "الربيع العربي" الذي انطلق في تونس وفي مصر، وانما جزءا من الرد على هذا الربيع وجزءا من التآمر للالتفاف عليه. إن تحذيرنا من الثورة المضادة في سوريا، لا ينطلق من القلق على النظام أساسا، وإنما ينطلق من القلق على سوريا، وعلى فرصة التغيير الثوري والإصلاح التقدمي الحقيقي، الذي تستحقه وتطمح إليه أوسع الشرائح الشعبية السورية، من العمال والفلاحين وصغار الموظفين، ويتجاوب مع مطالبها العادلة.
إن القطاعات الشعبية التي تشكل غالبية الشعب السوري، لها مصلحة مشروعة في نظام اقتصادي منتج يناهض التبعية والليبرالية الجديدة والفساد، ونظام اجتماعي عادل لا يقوم على الخطاب الطائفي الأصولي ولا على التفكيك والتصارع الاثني، ونظام سياسي فيه متسع للحريات الديمقراطية والمدنية، يتجاوب مع احتياجات الناس الحياتية وطموحاتها من جهة، ويحفظ سوريا ويعمق التزامها ودورها الوطني المناهض للهيمنة الأمريكية وإملاءاتها ومشروع الشرق الأوسط الكبير من الجهة الأخرى.
إن ما تقود إليه قوى الثورة المضادة في سوريا، المدعومة والممولة من المراكز الامبريالية والرجعية العربية والعثمانية الجديدة، بعيد كل البعد عن هذه الطموحات الشعبية المشروعة وعن فئات واسعة في داخل المعارضة الوطنية. إن محاولة "المجالس الوطنية" على ألوانها الركوب على المطالب الشعبية العادلة لتبرير انضوائها في المشروع الدولي المتآمر على سوريا، يلطخ القضايا العادلة والطموحات المشروعة للشعب السوري ويخضعها لأجندات إقليمية ودولية يرفضها كل سوري وطني.
الان اصبح واضحا للنظام كما هو واضح للمعارضة ان الوضع الذي كان قائما قبل انفجار الازمة في سوريا لايمكن ان يعود. وان قواعد العلاقة بين الشعب والنظام لا بد ان تتحدد على اسس جديدة وعقد اجتماعي جديد. واصبح واضحا ان مطالب المعارضة الوطنية هي مطالب مشروعة وان لا مستقبل للحلول الامنية في التعامل مع الحراك الشعبي السياسي والمطالب الاجتماعية والنضال المطلبي.
واصبح واضحا للمعارضة من الجهة الأخرى أن تحقيق إسقاط النظام ليس قاب قوس وادنى، وليس في متناول يدها، وليس مطلبا يلتف من حوله الشعب السوري بما في ذلك غالبية العاملين والفلاحين والموظفين الصغار. واصبح واضحا، أن الامتناع عن التحرك لانهاء الازمة من خلال حوار وطني شامل وصادق، سيجر كارثة على سوريا وربما على المنطقة كلها ولن يزيد اوضاع الفئات الشعبية إلا بؤسا.
السؤال الحقيقي الحاسم الذي لا زال مفتوحا، هل سيتم البحث عن الحل من خلال المشروع الامبريالي والتبعية للهيمنة الامريكية؟ أو من خلال مقاومتها؟ هل يكون المخرج من الأزمة السورية في إطار الموقف الوطني التحرري الذي يحفظ سوريا ويعمق التزامها بسياسة معادية للمشاريع الامبريالية والهيمنة الامريكية، أو سيتم في الاطار الامبريالي التآمري في المنطقة. هذه هي الخيارات وعلى هذا يدور النقاش، وعليه يدور الصراع في سوريا وخارج سوريا. ومن حوله سيقوم الفرز ليس على الساحة السورية والاقليمية والدولية فقط، بل على ساحة المعارضة السورية نفسها ايضا.



#عصام_مخول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهستيريا النووية والمؤامرة الامبريالية في المنطقة
- ما يحدث في سوريا... و-الاهداف الاستراتيجية الكبرى-
- تصدير الثورة المضادة- عنوان المرحلة! (2)
- تفكيك اللغز حول الموقف من سوريا!
- ما بعد مجلس الأمن !
- بين الانتماء إلى المعركة الاجتماعية وأدلجة ضيق الأفق !
- توفيق طوبي إسم لطريق مشرّف وعنوان لمرحلة
- ليس بالعدوان الامبريالي وإنما بمقاومته يتحرر الشعب الليبي!
- من النظام النووي القديم إلى نظام عالمي جديد مناهض للنووي
- حين يصبح اللا حل هو الحل !
- الان جاء دورعادل مناع : التسطيح الاكاديمي والافتراء الفظ على ...
- لمن هذه الحرب في القوقاز؟؟
- ليست حماس هي مشكلة اسرائيل... انما الحقوق القومية المشروعة ل ...
- انفلات التشريع العنصري في اسرائيل والافلات من الفرص السياسية ...
- ليس الملف (النووي الايراني) .. وانما الملف النووي!
- تطبيع اسرائيل هو الشرط المسبق للتطبيع معها! (حالة العلاقات ا ...
- توأمان سياميان ومأزق مشترك!
- -مفاوضات الحرب- واختراق المفاهيم!
- انابوليس- والانقلاب على المفاهيم!
- مفهومنا لمناهضة الصهيونية- ليس مقصورا على تحرير الشعب الفلسط ...


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - سوريا - المطروح للحسم ومرغريت اللندنية!