أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - ليس بالعدوان الامبريالي وإنما بمقاومته يتحرر الشعب الليبي!














المزيد.....

ليس بالعدوان الامبريالي وإنما بمقاومته يتحرر الشعب الليبي!


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 08:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التدخل الامبريالي العسكري في ليبيا، تحت ستار تنفيذ قرار مجلس الأمن 1973 لا يشكل جزءا من تحرر الشعب الليبي، ولا مقدمة لإنقاذه من مذابح مبيتة ، مهما قست ديكتاتورية نظام ألقذافي وممارساته الهمجية، وإنما يشكل عدوانا خطيرا على جميع ابناء الشعب الليبي، الموالين للنظام والمعارضين له . فهذا التدخل يهدد بإخضاع ليبيا أرضا وشعبا ونفطا للمطامع الامبريالية وينذر بتمزيقها وتشتيتها وإعادة تركيبها - قبائل وحقول نفط ومناطق نفوذ خاضعة وتابعة ، أسوة بما حدث في العراق. فهذه القوى وفي طليعتها الولايات المتحدة وفرنسا لا تطلق صواريخ كروز من طائراتها وبوارجها على ليبيا اليوم، دفاعا عن حقوق الانسان والقانون الدولي، وتأسيسا للديمقراطية ، أو حقنا لدماء الشعب الليبي ومنعا لارتكاب المجازر كما يدعون . وإلا فكيف يمكن ان نفهم ذلك الصمت المريب والمشبوه الذي تلتزمه الولايات المتحدة وحلفاؤها تجاه القمع الدموي والمجازر التي يرتكبها نظام علي عبداله الصالح وبلطجة حزبه الحاكم بحق الشعب اليمني البطل ، والمطالبات الخجولة الناعمة التي تصدر عن الولايات المتحدة لحليفها الملطخ بدماء شعبه في صنعاء ، "لاجراء حوار مع شعبه الثائر" ؟ وكيف يمكن تفسير هذا التدخل العسكري في ليبيا إزاء موقف العهر الفاضح الذي تمارسه الادارة الامريكية ذاتها تجاه القمع الدموي "الملوكي" لمظاهرات الشعب البحراني البطل المطالب بحريته ؟ وكيف يمكن أن نفسر دفاع الولايات المتحدة وحلفائها عن استقدام جيوش السعودية وأمراء "مدن الملح"الى البحرين للتدخل في قمع المتظاهرين في ميدان اللؤلؤة ومحاصرة الجرحى في المستشفيات، والبطش الدموي بالمنتفضين الأبطال من أجل ضمان "حق" الملك في قمع شعبه كما يشاء؟ . إن الامبريالية الامريكية ليست بحاجة الى بوارج وطائرات لانقاذ الشعب في البحرين لو رغبت في ذلك، لانها وحدها سيدة الموقف وسيدة القرار في هذه الامارة ، وهي التي تملك على أراضيها أهم القواعد العسكرية وأخطرها في المنطقة. ان الولايات المتحدة وفرنسا بشكل خاص هما الاكثر حماسا "لانقاذ الشعب الليبي" واستصدار قرار مجلس الامن وتصعيد العدوان على ليبيا ، لانهما الدولتين الامبرياليتين الاقل نفوذا على النفط الليبي والموارد الليبية ، مقارنة بمراكز امبريالية أخرى مثل ألمانيا وإيطاليا مثلا ، وهما معنيتان بخلط الاوراق من جديد في شمال افريقيا أملا في تحسين مواقعهما في إطار إعادة توزيع مناطق النفوذ والتأثير. ومن المنطلق نفسه فإن الولايات المتحدة صاحبة السطوة على مصادر النفط في الخليج معنية بالحفاظ على الاستقرار الاستبدادي ، التابع والمتخلف في الجزيرة العربية ولو على أشلاء حقوق الانسان وعلى بحر من الدماء.
إن الإستراتيجية الامبريالية في ظل المد الثوري في العالم العربي ، لا تمت بصلة الى قيم الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الشعوب، والتدخل العسكري في ليبيا يشكل محاولة في إطار هذه الاستراتيجية ، لاستثمار حالة المد الثوري الشعبي البطولي الذي تفجره الشعوب العربية في وجوه انظمة الطغيان وأسيادهم في العواصم الغربية ، من تونس وحتى مصر ، ومن مصر الى ليبيا واليمن والجزائر والبحرين وصولا الى السعودية وسوريا ، وتجييرها لإعادة انتاج أنظمة الطغيان والتخلف والتبعية السياسية والاقتصادية بحلة جديدة، وإعادة احتجاز حريات الشعوب وكرامتها بوسائل مستحدثة ، لضمان مواصلة الهيمنة الامبريالية وتعميقها في المنطقة ، وإعادة توزيع الغنائم بين القوى الامبريالية نفسها. إن الامر الثابت تاريخيا هو أن أنظمة الاستبداد والقمع والفساد على امتداد الوطن العربي لا تملك مقومات الحياة ، ولم تملكها حتى الان إلا بتبعيتها وبالدعم الذي توفره لها المراكز الامبريالية في الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا الغربية التي تذرف دموع التماسيح على جراح الشعب الليبي ودمائه المسفوكة. إن القوى الامبريالية ليست جزءا من حل مألة حريات الشعوب في المنطقة وإنما هي مشكلتها الرئيسية.



#عصام_مخول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من النظام النووي القديم إلى نظام عالمي جديد مناهض للنووي
- حين يصبح اللا حل هو الحل !
- الان جاء دورعادل مناع : التسطيح الاكاديمي والافتراء الفظ على ...
- لمن هذه الحرب في القوقاز؟؟
- ليست حماس هي مشكلة اسرائيل... انما الحقوق القومية المشروعة ل ...
- انفلات التشريع العنصري في اسرائيل والافلات من الفرص السياسية ...
- ليس الملف (النووي الايراني) .. وانما الملف النووي!
- تطبيع اسرائيل هو الشرط المسبق للتطبيع معها! (حالة العلاقات ا ...
- توأمان سياميان ومأزق مشترك!
- -مفاوضات الحرب- واختراق المفاهيم!
- انابوليس- والانقلاب على المفاهيم!
- مفهومنا لمناهضة الصهيونية- ليس مقصورا على تحرير الشعب الفلسط ...
- حدّدنا خيارنا ان نخرج من المؤتمر ال - 25 بحزب شيوعي قوي واكث ...
- معركتنا الطبقية من أجل مجتمع بشري خال من الاستغلال، لا تعارض ...
- مشروعنا السياسي والاجتماع والفكري في بعده الطبقي والاممي وال ...
- يوم الارض كان يوما لعزل سياسة تهويد الارض العربية والتمييز ا ...
- الموقف يتطلب أن يفهم حكام إسرائيل أن المبادرة السعودية أو ال ...
- المؤسسة الاسرائيلية - مأزومة وفاسدة ومتورطة، اخلاقيا وسياسيا ...
- دور نسائي متميز في داخل حزبن - في يوم المرأة... تحية حمراء!
- موقف عدواني فظ زئيف.. زئيف والذئب -شيف-!


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - ليس بالعدوان الامبريالي وإنما بمقاومته يتحرر الشعب الليبي!