أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - المضيق والضائقة! بين مضيق هرمز وضائقة السياسة الامريكية















المزيد.....

المضيق والضائقة! بين مضيق هرمز وضائقة السياسة الامريكية


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 3600 - 2012 / 1 / 7 - 14:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تزال الولايات المتحدة تصعد من تهديداتها لإيران ، وتقرع طبول الحرب ، وتدأب على القيام بتحركات وإجراءات توحي بأنها قاب قوس وأدنى من شن حرب كارثية بذريعة ضرب منشآت إيران النووية، بالتنسيق الكامل مع آلة الحرب الإسرائيلية. لم تقتصر التهديدات العدوانية الأمريكية على التصريحات الحربية التي أطلقها على التوالي وخلال أسبوع واحد ، كل من الرئيس باراك أوباما ووزير حربيته بانيتا ، ورئيس أركان جيشه ديمبسي ، وإنما تجاوزتها إلى إرسال قطع الأسطول الخامس الأمريكي بما فيها حاملات الطائرات للعربدة الاستفزازية في مياه الخليج الفارسي ، في تزامن مع المناورات البحرية الإيرانية، التي جاءت أصلا للرد على سيل التهديدات العسكرية الموجهة لإيران في الأشهر الماضية. وتوافد قادة القوات العسكرية الأمريكية المتمركزة في أوروبا ، وفي ألمانيا تحديدا للتنسيق مع المسؤولين في المؤسسة العسكرية والمخابراتية الإسرائيلية. وتلا ذلك إعلان الولايات المتحدة فرض حظر على عقود النفط مع إيران ، ومقاطعة الشركات التي تشتري النفط الإيراني أو تتعامل مع البنك المركزي الإيراني. وقد جرّت وراءها دول الاتحاد الأوروبي لإعلان حظر لا يقل تطرفا وعدوانية على إيران، في محاولة منسقة لعزلها ومحاصرتها وإخضاعها وابتزازها سياسيا واقتصاديا ، وإخراجها من المعادلات الشرق أوسطية.
وليس من قبيل المبالغة أن تعتبر إيران هذه الاجراءت بمثابة عمل عدواني ، وأن تقوم بالرد عليه بحظر دخول السفن الحربية الأمريكية عبر مضيق هرمز، وتوجيه تهديد حازم لأي تواجد عسكري"للعدو الأمريكي" في بحر العرب من جهة، والتهديد بإغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط فيما لو فرض حظر على تصدير النفط الإيراني ، فما لم يبق الطريق مفتوحا الى الأسواق العالمية أمام النفط الإيراني، فإن الطريق سيكون مسدودا أمام نفط الخليج كله، الذي يشكل 40% من منتوج النفط العالمي ، ويمر عبر هذا المضيق.
ولتبرير تصعيدها المفاجئ ، تقمصت إدارة الرئيس أوباما عقلية التحريض الإسرائيلي الهستيري والاستراتيجي المتواصل لشن الحرب، بحجة أن مشروع إيران النووي يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل . وبعد أشهر طويلة من ظهور الولايات المتحدة بمظهر الرادع الزاجر لمغامرة إسرائيلية محتملة ضد إيران، باتت الإدارة الأمريكية تجتر تهديدات حكومة الحرب والتطرف في إسرائيل وتتذرع بانتقال إيران إلى مرحلة نوعية جديدة في برنامجها النووي الرامي إلى إنتاج الأسلحة النووية ، ورفع درجة تخصيب اليورانيوم الذي بحوزتها إلى نسبة 20% (بدون مبرر لذلك وفق ادعائها)، وهو ما يجعل الطريق قصيرا إلى رفع التخصيب إلى المستوى المطلوب لإنتاج السلاح النووي.
وسارع الرئيس أوباما إلى الإعلان عن أن إيران قد تكون قادرة على إنتاج قنبلتها النووية خلال العام 2012 ، وأن الولايات المتحدة ملتزمة بمنع تحول إيران إلى دولة نووية ، وإذا ثبت أنها تجاوزت الخط الأحمر كما حددته الولايات المتحدة ، فإن ذلك يعني شن الحرب على إيران.
والحقيقة أن الإدارة الأمريكية لا تدعي أنها تمتلك المعلومات حول انتقال إيران إلى تنفيذ مشروع نووي عسكري ، ولكن عصبيتها نابعة عن فقدانها الإمكانية لمراقبة النشاط النووي الإيراني في الفترة المقبلة وذلك بسبب تطورين اثنين: الأول نابع عن أن إيران ستنتهي حتى شهر تشرين الثاني القادم، من تحصين منشآتها النووية ونقلها نهائيا إلى مواقع عميقة في باطن الأرض ، لا تستطيع الولايات المتحدة وإسرائيل تراقبها ولا أن تطالها. والتطور الثاني نابع عن الانجاز العلمي والتكنولوجي الإيراني الذي مكن القوات الإيرانية من التحكم عن بعد بمسار أحدث طائرات التجسس الأمريكية بدون طيار، والاستيلاء عليها سليمة في الأجواء الإيرانية، والإطلاع على أحدث تقنيات التجسس الأمريكية وانجازاتها ، وهو ما أذهل الأمريكيين وأفقدهم الثقة بتقنياتهم المتطورة وبالقدرة على متابعة تقدم المشروع النووي الإيراني ومراقبته ، وهو ما وضعهم في سباق مع الزمن.
ومن المفارقات أنه عندما طلب الصحفيون من الرئيس أوباما تحديد ما الذي يعنيه بالخط الأحمر أجاب الرئيس : إن تهديد حرية تدفق النفط في مضيق هرمز هو الخط الأحمر. ولم يذكر فرية "التهديد الوجودي لإسرائيل". وهو بذلك أثبت ما قلناه سابقا من أن المعركة الحقيقية التي تقودها الولايات المتحدة ضد إيران، بحجة مشروعها النووي، تقوم على اعتراض أمريكا بأي ثمن، على نشوء قوة نووية في منطقة الخليج، على تخوم مرابض النفط والقواعد الأمريكية المنتشرة على امتداد "جزيرة العرب". باعتبار إن مثل هذا التطور، يهدد هيمنتها ويعيق مخططاتها وأهدافها الإستراتيجية الكبرى في المنطقة وفي العالم، وفي طليعتها التحكم بمصادر الطاقة وطرق تصديرها، وأن الخطر الذي تدعيه إسرائيل على وجودها بسبب المشروع النووي الإيراني ليس أكثر من عود الكبريت لتبرير حرب عدوانية في خدمة مشاريع الهيمنة الأمريكية وإبعاد الأنظار عن الخطر النووي الإسرائيلي على شعوب المنطقة وعلى العالم.
إن الإدارة الأمريكية في طريقها لإذكاء نار التوتر ، فرضت على حلفائها وأتباعها في منطقة الخليج عقد صفقات هائلة لشراء المزيد من الأسلحة الأمريكية المتطورة بمليارات الدولارات وتكديسها ، بما فيها منظومات الصواريخ المضادة للصواريخ في دولة الإمارات العربية ، وتزويد العربية السعودية بعشرات الطائرات المتطورة من طراز ف 35 س ، بحجة التصدي للخطر الإيراني وذلك لدفق ميزانيات كبرى في عروق الاقتصاد الأمريكي المأزوم .

إن قعقعة السلاح ، وأجواء الحرب والعربدة ضد إيران، قد لا تعني بالضرورة أن الولايات المتحدة قادرة على تنفيذ عدوانها، وقد لا تعني أن إمكانياتها مواتية لتحقيق حسم عسكري في هذه المنطقة الحساسة عالميا من دون أن يكون ثمن ذلك باهظا وربما غير محتمل على مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم ، وعلى مستوى الولايات المتحدة نفسها ومصالحها الحيوية . إن الولايات المتحدة التي لا زالت تواجه أزمة اقتصادية بنيوية عميقة، تبدو أقل قدرة اليوم على خوض حرب جديدة بحجم الحرب على إيران. كما أن أوروبا التي تعاني من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تقترب من الإفلاس في بعض الدول ، قد تبدو الأكثر تضررا نتيجة فرض حظر على النفط الإيراني وما سيجره من ارتفاع هائل في أسعار الطاقة ، والولايات المتحدة التي انسحبت لتوها من العراق تجرجر أذيال الفشل ، ولا زالت تتمرغ في وحل احتلالها في أفغانستان، هي أقل قدرة على التورط في حرب على إيران ، والولايات المتحدة التي أخذت تفقد صبرها ويضيق صدرها إزاء فشل السيناريو الذي رسمته للتطورات في سوريا، وامتناع سوريا بما في ذلك قوى المعارضة الوطنية ،عن السقوط في فخ المشاريع الأمريكية وعملائها في المنطقة يفضح الضائقة التي تعيشها السياسة الامريكية ، ويجعل الرهان على حرب جديدة على إيران مغامرة هوجاء ومجازفة غير محسوبة العواقب.
صحيح أن قرع طبول الحرب والتوتر قد تساعد الرئيس أوباما في حملته الانتخابية للرئاسة، ولكن هذا التصعيد التحريضي والرد الإيراني الصارم عليه ، له ديناميكية خطيرة قد تقود إلى حرب حقيقية مدمرة . إن إستراتيجية اللعب على حافة الهاوية التي تتبناها الإدارة الأمريكية إلى جانب حكومة التطرف والمغامرة الإسرائيلية تشكل مصدر الخطر الحقيقي في المنطقة وعليها ، ولا بد من لجمها قبل فوات الاوان!



#عصام_مخول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطر الفاشية.. والأزمة الرأسمالية
- قرار التقسيم- والخيارات الصعبة
- سوريا - المطروح للحسم ومرغريت اللندنية!
- الهستيريا النووية والمؤامرة الامبريالية في المنطقة
- ما يحدث في سوريا... و-الاهداف الاستراتيجية الكبرى-
- تصدير الثورة المضادة- عنوان المرحلة! (2)
- تفكيك اللغز حول الموقف من سوريا!
- ما بعد مجلس الأمن !
- بين الانتماء إلى المعركة الاجتماعية وأدلجة ضيق الأفق !
- توفيق طوبي إسم لطريق مشرّف وعنوان لمرحلة
- ليس بالعدوان الامبريالي وإنما بمقاومته يتحرر الشعب الليبي!
- من النظام النووي القديم إلى نظام عالمي جديد مناهض للنووي
- حين يصبح اللا حل هو الحل !
- الان جاء دورعادل مناع : التسطيح الاكاديمي والافتراء الفظ على ...
- لمن هذه الحرب في القوقاز؟؟
- ليست حماس هي مشكلة اسرائيل... انما الحقوق القومية المشروعة ل ...
- انفلات التشريع العنصري في اسرائيل والافلات من الفرص السياسية ...
- ليس الملف (النووي الايراني) .. وانما الملف النووي!
- تطبيع اسرائيل هو الشرط المسبق للتطبيع معها! (حالة العلاقات ا ...
- توأمان سياميان ومأزق مشترك!


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - المضيق والضائقة! بين مضيق هرمز وضائقة السياسة الامريكية