السب والشتم عادة أعرابية احياها بنو أميّة

ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 17:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لم يقتصر الفعل الاموي الاعرابي على تشويه الدين الحنيف وحرفه عن النهج الانساني بل حرص على استعادة كل قيمة سلوكية جاهلية أعرابية . فشرعوا بمقابلة ونقض كل فضيلة اسلامية بعادة جاهلية . ومن تلك السلوكيات البغيضة التي نبذها الاسلام السب والشتم والتشهير بذكر الاعراض. ان الاعرابي لا يتوانى عن ذكر الفحش والخوض فيه لانه يشكل قيمة سلوكية لديه ولا ضير عندما يتحول السلوك الى تعبير لفظي القصد منه اشاعة الفاحشة بين الناس حتى لا تكون قدسية لأحد طالما تلطخت احسابهم و انسابهم بالرذائل ، فهي بمثابة حرب على المقدس والطاهر وبغض عجيب للفضيلة وانتهاك متواصل للعفة.
ومن ابرز تلك الافعال الاموية الاعرابية القبيحة هو اقرارهم بسب وشتم اهل بيت الرسول (ص) لكي لا تبقى حرمة لأحد دونهم . فتعمدوا البدء بأعلى المنازل الرفيعة في المجتمع ثم ما لبثوا ان اشاعوها بين عامة الناس عندما جعلوا السب والشتم فنا من الفنون الشعرية وممارسة في السلوكيات الاجتماعية عن طريق تأسيس النوادي والمنتديات الشعرية. فكان فن النقائض خير شاهد على ذلك عندما انغمس اشهر الشعراء في ذلك الزمن مثل جرير والفرزدق والراعي النميري والأخطل وغيرهم بوحل الجاهلية الاعرابية . ولاشك في ان الثيمات الرئيسة لهذا الفن هي : الفحش والتعرض لذكر الاعراض وكشف العورات وإحياء العصبيات القبلية و العنصرية البغيضة.
فإذا شتم الاخطل - شاعر بني امية النصراني - عدوه الفرزدق وطعنه في عرضه بقوله :
- وأبرأتُ من أمّ الفرزدق ناخسا وقُرْدُ استها بعد المنام تثيرها
رد عليه الفرزدق بابيات تركز على ذكر عورات النساء التغلبيات بقوله:
- اذا جُرَدت لاح الصليب على استها ومن جلدها زهم الخنازير ينفح
- ولم تمسح البيت العتيق اكفها ولكن بقربان الصليب تمســح
- يقئن صُبابات من الخمر فوقها صهير خنازير السواد المـملَح
لقد اصبحت الفروج اهدافا لسهام القذف والشتم الاعرابي الاموي ، فلا وازع من دين ولا خشية لحرمات ومقدسات ، لا فرق بين الاعرابي النصراني و الاعرابي المسلم . لذلك لما سمع الاخطل تلك الابيات قال : ما ابالي والمسيح . (فهو يقسم بالمسيح انه لا يبالي لذلك التعريض والسب والشتم ، لان ذلك اصبح عادة وسلوكا في المجتمع الشامي ). وقد ورث السلف الطالح تلك العادات السيئة فلا نستغرب عندما نسمع من رجل الدين السفلي مرددا تلك العبارات البذيئة وهو يصدح بها من فوق منابر المساجد ومن وراء مايكروفونات الفضائيات الدينية .
لا قدسية لاحد في الفكر الوهابي السفلي الاموي ، فالكل مطعون بعرضه وشرفه وحسبه ونسبه . فالحرب ليست على الايقونات والمعابد والمقامات و الاضرحة و الاولياء بل على كل فضيلة مقدسة وعلى كل قيمة انسانية يمكن ان تعزز من مكانة الانسان الاجتماعية والدينية . لقد اسس بنو اميّة لفعل الاباحة في كل شي بدءا بالدماء الطاهرة (قتل ابن بنت الرسول – ص -) وانتهاء برمي البيت الحرام بالمنجنيق. فما هي منزلة السب والشتم مقارنة بتلك الافعال ؟ انها اعذب من الشهد على لسان السفلي .
وهنا لابد من طرح السؤال الاتي : اذا كانت فروج النساء ميادين لافراس الالسنة فما فائدة تغطية الوجوه بالبراقع والنُقُب ؟ .. صونوا السنتكم تعف نساؤكم .

#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين