أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - شواهد من خطب الأعراب المعاصرة...العلواني مثالا















المزيد.....

شواهد من خطب الأعراب المعاصرة...العلواني مثالا


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 3955 - 2012 / 12 / 28 - 21:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تأسيسيا على ما تم ذكره في مقالات سابقة عن الاعراب وثقافتهم وسلوكياتهم ، لقد اصبح الفرق ثابتا بين ما هو مدني وحضاري وإنساني والذي يمكن ان يندرج تحت مسمى العربي او العرب ، وما هو بدائي وعنصري وغير انساني ويدخل ضمن اطار الأعراب والأعرابية. وكل ذلك يعود الى المرجع الثقافي والمكاني ، وهذه ليست سمة لصيقة متأصلة بالبشر - كما وضحنا سابقا – وهي كذلك لا تتعلق بجنس او بجيل او امة دون غيرها. فقد تكون امّة ما ، مثل ( الاغريق ) متطورة ومتقدمة حضاريا ومعرفيا في عصر من العصور وتأتي ازمان عليها فتكون متخلفة ومتأخرة عن حركة التطور والتقدم الحضاريين وما ينطبق على الدول والأمم لا شك في انطباقه على البشر، افرادا ومجتمعات ، اي ان اليونان التي احتضنت اعرق حضارة قديمة في العالم ، تعيش اليوم متخلفة او متأخرة في اخر ركب الدول المتحضرة .وهكذا يصح القياس : ان لا علاقة كبيرة وواضحة بين الجنس ( العرق) وحركة التمدن او التحضر ، وهذا يعزز - تماما - المفهومين الواردين في معجم لسان العرب عن مصطلحي ( العرب والأعراب).
فعندما نقول : انّ فلانا أعرابي لا نقصد انه من جنس معين بل القصد هو ان فلانا يتصرف ويسلك طريقة الأعراب المتخلفة والبائسة التي لا ترتقي الى سلوكيات العربي الذي يعيش حياة المدنية والتحضر ، وهذه الفكرة تعشعش في اذهان معظم الناس في المجتمعات التي تسكن بلاد العرب ، ففي ( العراق والكويت والسعودية والأردن وغيرها ) يفتخر كثير من الناس بصفتهم الاعرابية ويصرّون على انهم ليسوا من الحضر فهم بدو اقحاح غير واعين خطورة ذلك التوصيف . ان تلك الثقافة معروفة قديما ولم تفارق مخيلة الاعرابي يوما ، فبعد ان وصفهم القران الكريم وشخصهم الرسول الصادق الامين (ص) .. يأتي المتنبي في القرن الرابع الهجري ليكون مثالا وشاهدا ناطقا باسم الثقافة الاعرابية وقيمها البدوية ، وما انانيته (أنا..أنا..أنا)وعجرفته وتهكمه بالآخرين وتعاليه على الانبياء والرسل إلا خير دليل على تلك الثقافة ، و اوضح مثال على ذلك ابياته التي يتغزل فيها بالأعرابيات :
مــــن الــجــآذر فــــي زي الأعــاريــب حـمـر الحـلـى والمـطـايـا والجـلابـيـب
إن كنـت تسـأل شـكـا فــي معارفـهـا فــمــن بــــلاك بـتـسـهـيـد وتـعــذيــب
كــم زورة لــك فــي الأعــراب خـافـيـة أدهـى وقــد رقــدوا مــن زورة الـذيـب
مـا أوجـه الحضـر المستحسـنـات بــه كـــأوجـــه الــبــدويـــات الـرعــابــيــب
حـســن الـحـضـارة مـجـلـوب بتـطـريـة وفــي الـبـداوة حـسـن غـيـر مجـلـوب
أيــــن الـمـعـيـز مـــــن الآرام نــاظـــرة وغيـر نـاظـرة فــي الحـسـن والطـيـب
أفـــدي ظـبــاء فـــلاة مـاعـرفـن بــهــا مـضـغ الـكــلام ولا صـبــغ الحـواجـيـب
ولا بـــــرزن مـــــن الـحــمــام مـاثــلــة أوراكـــهـــن صــقــيــلات الـعـراقــيــب
أذن هي ثقافة وسلوك ومقومات حياة لكثير من الناس ، ومتوطنة ومتجذرة وممتدة في اعماق كثير من النخب والسياسيين ورجال الدين وأساتذة الجامعات ولا نستثني اعضاء البرلمان و الوزراء ، على الرغم من ان هؤلاء يعيشون في القرن الواحد والعشرين وفي عصر التمدن والتطور . و لا غرابة عندما يوصف فعل او سلوك يقترفه شخص ما انه (أعرابي).
وبعد تلك المقدمة التمهيدية ، نأتي لنتفحص بعضا من تصرفات وسلوكيات الاعراب بناء على ما مر من تشخيص وتوصيف فنقول :
يشعر الأعرابي دائما انه فوق الجميع و افضل من الجميع ، وينظر الى الاخرين على انهم اقل منزلة منه ، فلا تفارق معجمه جمل من مثل : من هذا ؟ ممن الرجل ؟ من انتم ؟ من هؤلاء ؟ وهكذا ..والجملة الاستفهامية (من هؤلاء ؟ ) قالها كثير من الطغاة و الاعراب على مدى العصور وفي بلدان ومواطن مختلفة من العالم ، لكن المثل المهم هو الذي يتعلق بالأعراب في بلاد العرب . فمن الذين قالوا جملة : ( من هؤلاء ؟ ) المقبور الطاغية في زمن الانتفاضة الشعبانية متهما اهل الجنوب في العراق باصولهم غير العربية ، وقالها القذافي - أيضا - ليصف اهل بنغازي عندما ثاروا عليه ، وقد قيل عن الامام زين العابدين (ع) : من هذا ؟ وهو ابن الرسول (ص) ، واليوم يقولها ويكررها العلواني و اتباعه : ( من هؤلاء ؟ ) : هؤلاء قردة و خنازير ونحن فقط البشر .. ، واليكم نصا (مستوحى)من خطبته العصماء العرجاء العمياء ، الفاقدة الرجولة .
فبعد ان بسمل وحمدل واثنى وكبّر ، قال رافعا عقيرته ، بائنا عورته : ( يا ايها الناس ، اسمعوا وعوا ..أنني أنا العلواني .. ويحكم !! ألا تعرفون من أنا ؟ أنا الوحيد الأوحد ، و انا الحر الأمجد ، أنا الذي لا يسجن او يقيّد ، أنا فوق المكان والزمان ، و لا يمكن ان تحاط بي جدران ، اقتلكم و اشردكم و افجركم ، وأعيش طليقا. اقترف ما اقترف ، لكني لا أعترف ، فالقتل والسلب مهنتي ، والغنائم والجواري منيتي ، أنا خلقت لأكون حاكما وسيدا وحرا وطليقا ... فمن انت ايها الشروكي ؟ ، الخائن العميل الجبان الذي بعت دينك وشرفك لايران .. وقبلها للأمريكان .. وبعدها ستبيعه لروسيا واليابان .. ؟ انت دائما خائن وعميل ايها الاخر .. أنا الشريف العفيف الذي ( امتلك ويمتلك )الحق كله وغيري هو العميل والجبان سواء أ كان من الانبار ام البصرة ام طهران. (انت)!.. كنت عميلا للمغول و اسقطت بغداد ، وكنت عميلا للصليبيين و اسقطت القدس ، وكنت عميلا للأمريكان و اسقطت الفلوجة ، وكنت عميلا للزنج و اسقطت البصرة ، وستكون عميلا ليأجوج ومأجوج فتسقط نظام ( الخيمة والقبيلة ) المؤسس على قارعة الطريق السريع .. ان كل الذين لا يتفقون معي هم الخونة والعملاء والخنازير ( ولنجعلها ثورة على الخونة والعملاء من ابناء المحافظة ( الانبار ) هؤلاء الخنازير ..فتوكلوا على الله ونحن مع الحق !) ...
هذه بعض سمات الخطاب الأعرابي المعلن على الملأ ، فكيف بالذي خفي في الصدور ؟ ، وكما يلاحظ فهو خطاب خارج على القانون بطبيعته وثقافته ، لا يؤمن بالحق والعدل والقصاص ، هو متمرد على كل ما يقيده ، سواء أ كان دينا ام شريعة ام قانونا. وتلك بعض الامثلة والشواهد المهيمنة على ثقافة عصرنا والتي تسمى مجازا (عربية). ويستطيع القارئ الكريم ان يوسع الاطار ليتفحص امثلة وشواهد اخرى لا تحصى ، في مناطق و اماكن يسكنها الأعراب.



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقع (الحوار المتمدن) يرفع (الاكراد ..هم أعراب الفرس! ) بعد ...
- شعبذة الكتابة و طرمذة الاسلوب
- وا أسفاه يا سعيد ! .. لقد صدق المستشرقون ولو كذبوا.
- قطعان الأعراب جريا ..خلف ( يوحنا الدمشقي) ..ومرورا ب (لورنس) ...
- الايديولوجيا وتزييف الوعي : مسلسل وادي الذئاب انموذجا !..


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - شواهد من خطب الأعراب المعاصرة...العلواني مثالا