أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - ثقافة بني اميّة تريد : ( اسقاط حكومة عبد الزهرة )!!














المزيد.....

ثقافة بني اميّة تريد : ( اسقاط حكومة عبد الزهرة )!!


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 14:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هيهات !! ان يعود بنو اميّة من جديد ..ربما يقول كثير من الناس : ما علاقة بني اميّة بالذي يجري في دهاليز السياسة الراهنة ، فقد قبروا في بطون التاريخ والخوض في سيرتهم يعد نوعا من الحديث الطائفي ، و اقول الى الذين عميت بصيرتهم قبل ان تعمى الابصار : ان بني أمّية لم يكونوا عتاة طغاة فقط بل كانوا محرّفين ومبدلين و اعادوا الناس الى جاهليتهم الاولى بكل ما تحمل الجاهلية من معنى ، وما تحويل نظام الحكم من شورى الى ملك عضوض إلا اهون فعل اقترفوه في النظام السياسي ، لان الفعل الادهى و الاخطر و الاشد فتكا ، هو الانقلاب الفكري والثقافي الذي رافق حكمهم حيث سرعان ما عادوا بالناس الى جاهليتهم الاولى بكل تفاصيلها فغلبت وطغت على كل فضيلة اسلامية الى يومنا هذا .
كلنا يعرف ان الشعر يمثل ( ديوان العرب ) و اذا اردنا ان نعيد صياغة العبارة بمفهومنا المعاصر نقول : الشعر يمثل ( ثقافة العرب ) .لذلك استغله بنو اميّة ووظفوه ايديولوجيا الى اقصى غاية ممكنة ، ليخدم سياستهم النفعية الدنيوية . يقول المستشرق نيكلسون عن ذلك الفعل المؤثر : ( كان الشعر الجاهلي تعبيرا عن الحياة البدوية ، فكان المتوقع من الاوضاع و الافكار الجديدة التي جاء بها الاسلام ان تقوم بثورة عاجلة مماثلة ، في شعر القرن الذي يليه ، غير ان ذلك كان ابعد مما حصل ، فقد تعلق شعراء بني امية بحرص وقوة بالنماذج العظيمة للعصر البطولي ، بل انهم حصلوا على امتياز لمحاكاتهم البارعة للمعلقات ..).
ولو امعنا النظر جيدا في مقولة نيكلسون لتبيّن الخطر الحقيقي للفعل الاموي ، فالشعر الجاهلي كان ( تعبيرا عن الحياة البدوية ) وسيكون معنى العودة به ان ترافقه عودة الى الحياة البدوية وثقافتها ، وهذا ما تحقق حقا. لقد اصبح الشعر منافسا حقيقيا للإسلام ، فبعدما كان (المتوقع من الاوضاع و الافكار الجديدة التي جاء بها الاسلام ان تقوم بثورة عاجلة مماثلة ، في شعرن القرن الذي يليه ) قام الشعر بتغيير الاوضاع و الافكار التي جاء بها الاسلام .
ربما يقلل كثير من الناس من خطورة هذا الفعل عندما يقارنوه بافعال بني اميّة السياسية والدينية الاخرى لكن الواقع الراهن يثبت العكس تماما ، فالعودة بالثقافة الجاهلية هي التي يعاني منها المسلمون الى اليوم بعدما مزجت بتعاليم الاسلام فاصبحنا نعتقد بالأعراف والعادات والقيم الجاهلية التي سوّقها بنو امية على انها الاسلام نفسه ، وكل الافعال القبيحة التي اقترفها بنو امية ترجع الى تلك الثقافة الوثنية الجاهلية التي احتضنها وهلل لها الأعراب.
اليوم تتحرك الثقافة الأعرابية التي بنى دعائمها بنو امية في كل مفاصل حياتنا المعاصرة : السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ولست مغاليا اذا قلت : والدينية ايضا. وما الانقلاب الاخير على شرعية الدولة ومؤسساتها إلا خير دليل على فاعلية الفكر الاموي الاعرابي ، فقديما ساوموا عليا (ع ) برفعهم قميص عثمان ، واليوم يقطعون الطرق وينادون بشعارات طائفية ، بدأت بالسب والشتم والتحريض العلني على العنف وانتهت بمطالب اسقاط الحكومة لانها توصف بـ (الشيعية ).
انها مظاهرات (منافقة) ، كشفتها تصريحات العلواني الحماسية الطائفية غير المنضبطة عندما تقمص دور الأعرابي الهمجي المظلوم الذي يدافع عن حقه المغتصب ظانا ان الناس ( ستفزع معه ) وتناصره ظالما كان او مظلوما ، وبعدما واجهت دعوته استهجانا وتقبيحا ، تحولت نغمة الشعارات من اطلاق سراح حماية العيساوي باتجاه اخر حيث مظلومية النساء المعتقلات وبعدما اطلق سراحهن ، تحولت الشعارات الى نواح اخرى ، لترتفع سقف المطالب الى اسقاط حكومة المالكي . ان هذا التذبذب بسقف المطالب يؤكد ان هذه المظاهرات (منافقة ) وتتبع النهج الاموي الأعرابي المنافق . و اذا كانت مطالبهم اليوم : ( اسقاط حكومة المالكي ) فيجب ان لا ننسى انهم انفسهم قد رفعوا شعارا سابقا هو : ( اسقاط حكومة الجعفري ) ، وسيكون هناك شعار جاهز ومماثل لكل رئيس وزراء شيعي قادم ، ولا ادلَ على نفاق هذه المظاهرات إلا شعارها الاخير : الشعب يريد : (اسقاط حكومة المالكي ) ، ولكن الشعار المضمر في الصدور هو : بنو اميّة تريد ( اسقاط حكومة عبد الزهرة ).
ولكي لا تلتبس الامور على بعض الناس ، أقول : الأعراب يمثلون ثقافة لا تخص طائفة بذاتها لأنها ضربت بجذورها في اعماق المجتمع الاسلامي في كل مكان وزمان ، وبناء على ذلك فقد يجتمع الاعراب من السنة والشيعة تحت الراية الاموية بسبب انتمائهم لتلك الثقافة.
وهؤلاء هم الاعراب الذين وصفهم القران الكريم بآياته البيّنات : (وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم ) و (الأعراب أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ، وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )..



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شواهد من خطب الاسلام العربي .. عبد الملك السعدي انموذجا
- شواهد من خطب الأعراب المعاصرة...العلواني مثالا
- موقع (الحوار المتمدن) يرفع (الاكراد ..هم أعراب الفرس! ) بعد ...
- شعبذة الكتابة و طرمذة الاسلوب
- وا أسفاه يا سعيد ! .. لقد صدق المستشرقون ولو كذبوا.
- قطعان الأعراب جريا ..خلف ( يوحنا الدمشقي) ..ومرورا ب (لورنس) ...
- الايديولوجيا وتزييف الوعي : مسلسل وادي الذئاب انموذجا !..


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - ثقافة بني اميّة تريد : ( اسقاط حكومة عبد الزهرة )!!