أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - تصنيع .. ثقافة القطيع














المزيد.....

تصنيع .. ثقافة القطيع


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4077 - 2013 / 4 / 29 - 21:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تمارس الايدولوجيا دورا كبيرا في تصنيع ثقافة القطيع وبوسائل شتى ، من ابرزها : الاعلام ووسائله ، والتي تمارس بدورها دورا اخطر مما تمارسه الايدولوجيا نفسها ، فتخلق - عن طريق تلك الثقافة - طبقة اخرى من القطيع تمارس الدور المنافق وتتقمصه بوعي او دون وعي . وتنتشر تلك الثقافة بين الامم البدائية والمتقدمة على حد سواء لكن بتفاوت شديد بين الاثنين . لان الامم المتقدمة تعطي العقل دورا اكبر في الاختيار والتأمل والتدبر في حين تمارس الغرائز دورا طاغيا على سلطة العقل في المجتمعات البدائية عندما تعيش حياة اشبه ما تكون بحياة المجتمع الطفولي الذي تجسده رواية ( وليام غولدن ) : ( أمير الذباب ) ـ والتي يتحول فيها أغلب الصبية الى اشرار بدافع غريزة القطيع .
. وخير مثال يمكن ان ينطبق على ثقافة القطيع في المجتمعات المتقدمة هو نزوعها نحو (شهوة الاستهلاك) ، حيث تشتهر هذه النزعة بين اوساط المجتمعات المتقدمة في وقتنا الحاضر ، كما يمكن ان يتخذ ( الربيع العربي) مثالا دالا على انتشار ثقافة القطيع في المجتمعات العربية. فالناس يهرولون ويهتفون ويزمجرون ويرددون العبارات نفسها ، فما يقال في طنطا تجد صداه في الحويجة . بدءا بعنوانات ايام الجمع (جمعة الرد السريع ، وجمعة الفعل القبيح ، وجمعة الولد الوكيح ، وهكذا دواليك ) وانتهاء بجملة (الشعب يريد اسقاط النظام).
ولا شك في ان الايدولوجيا الرأسمالية هي التي تصنع وتروج تلك النزعات والصراعات ، غير ان المجتمع الغربي يستفيد منها فيستمتع برفاهيتها وبوسائل الراحة التي توفرها له ، فيطول عمره ويتجدد شبابه ، اما في المجتمعات الأعرابية فان تلك الثقافة تسهم في ازدياد معاناة الناس وقلة اعمارهم واستباحة دمائهم ، فهم كقطعان الخراف التي تتبع فحلها الاكبر اما نحو الجحيم ! او نحو الحور العين !.
فهم يؤمنون بـ ( حشر مع الناس عيد) و(وما أنا إلاّ من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد)
لانهم "همج رعاع ، أتباع كلّ ناعق ، يميلون مع كلّ ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق" وهم شعب يستنسخ بعضه بعضا وأعظم افكارهم تعد محاكاة سيئة لأفعال الاخرين ، وأما اقوالهم فهي اجترار لما انتجه الاسلاف من جعجعة الالفاظ وقرقعة العبارات ، هم متميزون بالنعيق والنهيق والزعيق ، ومشهورون بالتفاخر والتنابز والتباغض ، قلما يشعروا بالأمان ، وهم الذين وصفهم القران الكريم : ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً).
وعلى الرغم من شهرتهم بالغناء والطرب والشعر والسوالف وكل الفنون القولية الاخرى إلا ان فضائياتهم تستوحي افكار برامجها الشهيرة مثل ( أعراب بايدن ) و( من سيقتل المليون ) من برامج الفضائيات البريطانية والأمريكية .
هؤلاء هم الذين وصل مدحهم الى غايته القصوى لدى المستشرقين في نهاية القرن الثامن عشر، لان المستشرقين وجدوا ضالتهم في تلك القطعان منذ تلك الازمان ، وتوقعوا ان حفيدهم ( لورنس الأعراب) سيقود القطعان زحفا لإسقاط دولة الخلافة في دمشق ، ثم أعادوا الكرّة مرة اخرى في حقبة اخرى مع ابنهم الآخر البار ( برنار) ليعيد لهم مجد الخلافة الأموية .. وهكذا يعيش القطعان راكضين خلف الفحل ذهابا وايابا ، مرّة من اجل هدم دولة الخلافة وثانية من اجل اقامة الخلافة. مرّة ضد تركيا العثمانية واخرى مع تركيا الاردوغانية .



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن تيميّة شيخ الاسلام الأعرابي
- يزيد أمير الأعراب ..
- الاستشراق وقصص الحكواتية والأعراب
- اللحية السفليّة تثير السخريّة ..
- ثقافة بني اميّة تريد : ( اسقاط حكومة عبد الزهرة )!!
- شواهد من خطب الاسلام العربي .. عبد الملك السعدي انموذجا
- شواهد من خطب الأعراب المعاصرة...العلواني مثالا
- موقع (الحوار المتمدن) يرفع (الاكراد ..هم أعراب الفرس! ) بعد ...
- شعبذة الكتابة و طرمذة الاسلوب
- وا أسفاه يا سعيد ! .. لقد صدق المستشرقون ولو كذبوا.
- قطعان الأعراب جريا ..خلف ( يوحنا الدمشقي) ..ومرورا ب (لورنس) ...
- الايديولوجيا وتزييف الوعي : مسلسل وادي الذئاب انموذجا !..


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - تصنيع .. ثقافة القطيع