أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - غازي الصوراني - موجز رحلة لم تنته بعد














المزيد.....

موجز رحلة لم تنته بعد


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 4118 - 2013 / 6 / 9 - 10:52
المحور: سيرة ذاتية
    


هنا لن أسرد الرحلة كاملة لكنني سأحاول حكاية وجع المسيرة وموجز السيرة ومسار المعاناة والأمل .. ولدت عام 1946 في مدينة غزة -حي الشجاعية ، لأسرة فلسطينية فقيرة لم يتجاوز دخلها الشهري في الخمسينات أكثر من 5 جنيهات مصرية ، أنهيت الدراسة الثانوية عام 1962 ، و قُبلت في كلية الحقوق في جامعة الإسكندرية ، إلا أنه وبسبب الفقر الشديد لم استطع الالتحاق بالجامعة ، و تحولت فرحة القبول إلى حزن داخلى عميق ، ترافق وراكم في عقلي وروحي حقدا طبقيا وولَّدَ في اعماقي مشاعر غامرة بضرورة التمرد وتحدي كل اشكال الظلم والاستغلال والفقر والمعاناة ، كل ذلك شكَّل بالنسبة لي حافزاً لخوض مسيرة التحدي للخروج على بؤس الواقع والاسهام في تغييره ، فكانت البداية قرارا ذاتيا بالقراءة التي كانت – وما زالت – أحد أهم المحفزات التي صنعت مسيرتي النضالية في الالتحاق بالعمل السياسي ، و تقدمت بعدها إلى وظيفة حكومية و بدأت العمل كموظف منذ عام 1963 و كان لذلك أثرا كبيرا على أوضاع الأسرة التي باتت قادرة على تامين مستلزماتها الأساسية .

في هذه الفترة قمت بتأسيس حلقات سياسية عفوية مع بعض الأصدقاء، و بعدها التحقت بصفوف حركة القوميين العرب عام 1965م و كنت ولا زلت متأثرا بالتجربة الناصرية و دورها، و كان لإطلاعي على رواية الأم تأثيراً كبيراً عليّ حيث شعرت حينها أنها تتحدث عن أوضاع البؤساء و الفقراء و المطحونين ، ليس في روسيا فحسب ، بل في الشجاعية أيضا حيث نعيش نفس الأوضاع في جوهرها، و كانت تلك الرواية حافزاً لي على البحث و الاطلاع على موضوعات الاشتراكية في الكتب و الدراسات على قلّتها في غزة .
بعد هزيمة حزيران عام 1967م اعتقلت في12 أغسطس 1967 ، وفي اول اكتوبر1967 التحقت في صفوف طلائع المقاومة الشعبية التي أسستها حركة القوميين العرب حيث قامت بتنفيذ عدد من العمليات العسكرية النوعية آنذاك ، ثم بعد تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ديسمبر 1967،اصبحت الطلائع جزءً من الجبهة ، وعلى اثر انكشاف الجهاز العسكري والاعتقالات و المطاردة نهاية ينايرعام 1968م نجح المحتل في اعتقال 67 مناضلا من اصل 71 مجموع اعضاء الجهاز العسكري ، وكنت ضمن الاربعة مناضلين( الرفيق د.ناصر ثابت والرفيق عبداللة الجبور وأنا ورفيق رابع من جباليا لا اذكر اسمه) الذين تمكنوا من الفرار والاختفاء بسبب المطاردة ، وفي منتصف فبراير68 طُلب منّي بقرار من القيادة مغادرة القطاع إلى عمان حيث بدأت مسيرة النضال والمعاناة في المنافي، فمن عمان الى القاهرة وترحيلي في تموز 1970 الى سوريا، والقاهرة مرة اخرى والاعتقال في سجن القلعة والترحيل من جديد الى سوريا ثم الالتحاق مع رفاقي في جنوب لبنان طوال عام 1971 ، ثم الى عمان مرّة أخرى ، حيث اعتقلت وبعد الافراج عني مُنعت من مغادرتها منذ عام 1972م و لمدة عشرين عاما تقريبا .. وسأختصر كثيرا من الأعوام والأحداث لأيّامٍ أُخَـر قد أكتب فيه مطولا مذكراتي عبر ذاكرة الوطن الذي بتّ أشعر بقلق وحزن شديد ونحن/جيلنا يرى حتى بقاياه الباقية ، بقيةٌ برام الله ، وبقيةٌ بغزة !! ماذا أقول بعد مرور ما يقرب من سبع وأربعين عام بدأتها ورفاقي بحلم الوحدة والعودة والتحرير ورفض الهزيمة وثورة الفقراء وانعتاقهم من كل أشكال الاستغلال والاستبداد..ماذا اقول والمشروع الوطني او الحلم الثوري في التحرير والعودة اصبح مقزما عبر صراع على السلطة والمصالح بين فتح وحماس... ماذا نقول والضوء يخفت والانقسام يتسع وقوى اليمين الليبرالي والاسلام السياسي تنتشر وتتوسع.. واليسار ينحسر وينعزل .. حزني وقلقي ان احزاب اليسار تعيش حالة تراجع فكري وتردي وهبوط ليبرالي وديني ، وتردي في الوضع التنظيمي وحالة من التفكك والترهل وتردي الاوضاع القيادية وتراجع في السياسة والموقف وتردي في البعد النضالي والشعبي وانحسارهما وتردي في البعد المسلكي والاخلاقي ،وهذا اخطر المظاهر التي تنذر بمزيد من تراكم الازمة البنيوية الشاملة الى جانب عدم وضوح الفكرة التوحيدية لليسار خاصة في ظل الانقسام والقوتين الرئيستين المهيمنتين فتح وحماس .. أنا هنا لا أتشائم لكنّي أدعو للأمل ، أدعو إلى الاستنهاض و استعادة اليسار دوره بما يضمن توازن الماضي بالحاضر وتحقيق الخطى نحو المستقبل واستعادة الدور .. واثقا أن الظروف الموضوعية والجماهير الشعبية تحمل في رحمها المولود الذي لن يقطع حبله السّري ، لكن المسالة المركزية التي تشغل اهتمامي الآن هي كيفية تفعيل واتساع دور التيار اليساري الماركسي القومي الديمقراطي في عملية النضال الوطني والديمقراطي الفلسطيني، وذلك انطلاقاً من أن الصراع مع العدو هو بالدرجة الأولى صراع عربي-إسرائيلي يقوم في جوهره على النضال القومي التقدمي ضد نظام العولمة الرأسمالي كحليف رئيس ووحيد لدولة "إسرائيل" ، أما المحور الثاني في اهتمامي الراهن فهو مرتبط بقضايا الثورة الوطنية التحررية والديمقراطية الفلسطينية، ارتباطاً بعلاقتها العضوية بحركة التحرر القومي الديمقراطي العربية، وهو اهتمام بالبعد القومي في إطار وحدة اليسار العربي عبر العمل مع مجموعة من المثقفين والمفكرين العرب لتأسيس مركز للحوار يضم الماركسيين العرب لعل هذا الحوار يدفع إلى نقلة عملية كما آمل، حيث لم اعد مؤمنا باستمرار تشرذم وحصر الحركات اليسارية في إطارها القطري في فلسطين أو غيرها بل يتوجب في ظل استشراء العدوانية والعنصرية الصهيونية وتوحش نظام العولمة الراهن أن نسعى إلى بلورة الإطار العربي الاشتراكي الديمقراطي دون أن يعني ذلك إلغاء أو تجاوز خصوصية كل قطر، هذا هو الطريق لتجاوز الواقع العربي المأزوم والمهزوم في هذه المرحلة الصعبة .



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع العربي بعد 46 عاماً على هزيمة حزيران 1967.. مزيد من تر ...
- المقاييس الفكرية والتنظيمية والعملية والطبقية والنضالية والق ...
- السيرورات الثورية للانتفاضات العربية وتأثيرها على القضية الف ...
- هنيئا للعمال والفلاحين الفقراء وكل المضطهدين في فنزويلا بفوز ...
- مداخلة حول -الحملة الإسرائيلية لنزع صفة لاجئ عن ابناء وأحفاد ...
- أُمَّهات .!
- الفلسفة الماركسية موقف أخلاقي قبل أن تكون علما.............. ...
- مقارنة سريعة بين الرفيق هوجو شافيز ...وبين ما يسمى بزعماء ال ...
- الاقتصاد الفلسطيني وسبل الخروج من أزماته المستعصية
- إلى رفيقي أحمد سعدات في عيده السّتين
- عصر النهضة وتطور الفلسفة الأوروبية والتنوير حتى نهاية القرن ...
- طروحات في الفلسفة
- حول طبيعة التطور الاجتماعي العربي المشوه ودور المثقف الثوري ...
- مدخل الى الخطوط الكبرى لتاريخ الفلسفة
- رفض التطبيق الميكانيكي لمفهوم -المركزية الديمقراطية -
- غازي الصوراني - مفكر يساري وماركسي - في حوار مفتوح مع القارئ ...
- من حوار مع غازي الصوراني
- في فهم الماركسية المعاصرة وواقع العالم الثالث
- حول ما يجري في سوريا
- من ارضية التوافق مع الصديق المفكر سعيد ناشيد


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - غازي الصوراني - موجز رحلة لم تنته بعد