أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعيد الكحل - ثبان بدوان أقصر من ثبان جيسي ولا إحراج .














المزيد.....

ثبان بدوان أقصر من ثبان جيسي ولا إحراج .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 16:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



أثار ظهور المغنية جيسي جي بثبانها على خشبة موازين وشاشة القناة الثانية انتقادات تذهب من السخط والغضب إلى السخرية والتهكم . وما يهم من كل السيل المتفق لتعاليق الفيسبوكيين هو عمق الشرخ السكيزوفريني الذي تحمله الشخصية العربية عموما والمغربية على وجه الدقة . وقد عبرت بعض تعليقات الفيسبوكيين عن هذا الفصام بعرض صور مركبة تظهر فيها البطلتان المغربيتان : نزهة بديوان ونوال المتوكل بلباسهما الرياضي لحظة الفوز بالسباق ، إلى جانب صورة المغنية جيسي جي بثبانها الذي لا يختلف في شيء سوى اللون عما ترتديانه البطلتان ، بل ثبان بدوان أقصر . وتحت الصورة برزت عبارتان تشير إحداهما لثبان بدوان "هذا حلال" فيما العبارة الثانية تشير إلى ثبان جيسي بـ "هذا حرام" . ويستفاد من ردود الفعل أن موازين التعامل مع جسد النساء ولباسهن يختلف باختلاف الوضعيات . مما يعني أن الوضعية التي توجد عليها الفنانة تختلف جذريا عن تلك التي توجد عليها السبّاحة أو العدّاءة أو المتزحلقة على الجليد أو سائحة أجنبية . كل هذه الوضعيات تستدعي خلفية فكرية وثقافية معينة تجعل المشاهد/المتفرج يتفاعل مع الهيئة التي تظهر عليها المرأة (البطلة أو المغنية أو السائحة) إيجابا أو سلبا ، عاطفيا أو غريزيا ، عقلانيا أو شهوانيا . فأن يتتبع الجمهور المنافسات النسائية في العدو أو السباحة أو القفز العلوي وهن بلباسهن القصير تتراجع النظرة الغريزية/ الشهوانية لصالح النظرة العاطفية /الوطنية الجياشة التي تستبعد كل خلفية جنسية . فتصبح البطلة رمزا للوطن لا رمزا للجنس . فلو ظهرت جيسي جي بنفس "الكولوط" كبطلة رياضية على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط ، ما كانت لتثير هذا السيل من الانتقادات . فالعيون هي العيون ، والجمهور هو الجمهور . فالذي "صدم" في جيسي جي جزءا من الجمهور ، ليس "الكولوط" بالتحديد ، بل مخالفتها للمتوقع منها على خشبة الغناء . فالبطلات الرياضيات لا يفاجئن الجمهور بلباسهن الرياضي لأنه مألوف ومُتوَقّع ؛ بل قد يفاجئنه بلباس مخالف . فكذلك خطيب الجمعة الذي يتوقع منه المصلون أن يظهر بلباسه التقليدي (الجلباب) سيصدم المصلين لو اعتلى المنبر بسروال قصير يستر ما بين الصرة والركبة . والمفاجأة قد تكون مفرحة وقد تكون مقرفة حسب المتوقع من الشخص المعني . والأساسي مما إثارته الفنانة جيسي جي بثبانها أنها وضعت الجمهور وعموم الشعب المغربي أمام مفارقات صارخة أبرزها :
1 ــ الانتصار للفضيلة وهي هنا "ستر عورة المرأة " يوحي بأن المواطنين أشد حرصا على احترام المرأة في أبعادها الجسدية والنفسية والعقلية والعاطفية . لكن الممارسة اليومية تثبت أن هذه المرأة ضحية لكل أشكال الاستغلال : الجنسي ، الاقتصادي ، الاجتماعي . فالذين يرفعون أصواتهم تنديدا بثبان جيسي جي هم من تمتد أيدي وألسن غالبيتهم تحرشا بالمرأة ونهشا لأعراضها في الشارع العام . ولعل معدلات العنف ضد النساء ، أو حالات الاغتصاب أو زنا المحارم تكشف فصام الشخصية المغربية ونزعتها الأخلاقوية .
2 ـ الانتصار للقيم الأخلاقية والدينية يقتضي ترجمتها في السلوك والمعاملات . فكثير من ردود الفعل المستنكرة لثبان جيسي جي استندت إلى التحديد الدستوري للدولة المغربية كدولة إسلامية . بمعنى أن ما قامت به هذه الفنانة يتنافى مع الأسس الدينية والدستورية للمغرب . في حين لم يسأل المستنكرون أنفسهم عن مدى تمثلهم للإسلام كدين ومبادئ وأخلاق في سلوكهم اليومي ومعاملاتهم ، بدءا من إماطة الأذى عن الطريق وإمساك المرء يده ولسانه عن أذية الناس وانتهاء بالوفاء بالعهد وأداء الأمانة/المسئولية .
3 ـ شعار الحداثة لا يتجاوز الحلقوم والمظاهر دون أن يتحول إلى قيم وقناعة تسمو بالأفراد من وضعية التبعية والوصاية حيث يفقدون الاستقلالية الفكرية ، وبالتبعية الكرامة والإرادة ، إلى وضعية المواطنة الحرة التي تضمن للفرد كرامته وتصون حريته في إطار المسئولية الأخلاقية والقانونية . فمن يخرق الصف في الإدارات ليتقدم غيره ، ومن يتخطى رقاب المصلين في المساجد ليحتل الصفوف الأمامية ، ومن يتسلط على غيره أو يستبد برأيه لا يمكنه الحديث عن الأخلاق ولا ادعاء الغيرة على الدين أو الوطن ، ولا حتى رفع شعار الحداثة أو التغني به .
4 ـ إن مظاهر الانفتاح التي نراها في الشارع العام والبرامج المتلفزة لا تصل إلى عمق الإنسان المغربي فتحقق له الانسجام الفكري والنفسي . وقد أظهرت ردود الفعل على لباس جيسي أن المجتمع المغربي "مجتمع محافظ" ومتشبث بقيمه الأخلاقية . وهذا جواب قوي للذين ينصبون أنفسهم أوصياء على المجتمع وحراسا للأخلاق وسدنة للقيم . فمهما تعددت مظاهر الانفتاح (اللغة ، اللباس ، الموسيقى الخ) فإن المغربي ، في عمقه محافظ . ولعل إثارة الضجة حول لباس الفنانة جيسي جي يكون من بين أهدافه الرئيسية تصفية الحساب مع الجهة المنظمة "لمهرجان موازين" . إذ في كل دورة من دورات هذا المهرجان تثار ضجة ضد حادث ما . وقد عكست تعاليق الفيسبوكيين ألا فرق بين الحداثي وبين الإسلامي من حيث زاوية الانتقاد للمهرجان وللباس جيسي جي . فكلاهما وظفا الدين والأخلاق والتبذير لمهاجمة المهرجان .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير زمن التكفير .
- حروب الردة تدق طبولها في المغرب .
- المغاربة لسانهم مع الديمقراطية وقلبهم مع قوانين الشريعة .
- ذكرى 16 ماي وأجواء الشحن الإيديولوجي .
- فتوى قتل المرتد عنوان الردة الفكرية والثقافية .
- طالبان بين ظهراني علمائنا فلا تبحثوا عنها هناك .
- سعيد الكحل - باحث في قضايا الإرهاب والإسلام السياسي- في حوار ...
- الإسلاميون مفترون.
- أين المغرب من روح خطاب تاسع مارس ؟
- سقطت الأنظمة فسقطت الأقنعة .
- الذكرى الثانية لحركة 20 فبراير : نجاح أم إخفاق ؟
- الزحف الأصولي وخطر تكميم الأفواه .
- شاكر بلعيد يفدي تونس بروحه.
- المغرب ومالي
- معركة عزل الأئمة وضرورة مساندة وزير الأوقاف.
- برلمانيون بدون ضمير أخلاقي ولا حس وطني أو إنساني.
- مواطنو الدرجة الممتازة
- شكرا لشجاعة الشيخ الفيزازي الابن .
- أزهار الربيع التونسي تصبح أحجارا.
- مرسي المصري ولشكر الاتحادي وجهان لعملية النسف الممنهج .


المزيد.....




- دراسة تكشف العوامل الحاسمة في خفض احتمالات العقم عند النساء ...
- الأسيرة الإسرائيلية السابقة ميا شيم تؤكد واقعة تعرضها للاغتص ...
- آلة الحرب الروسية: وراء صنع الطائرات بدون طيار... استغلال لل ...
- الاتحاد الإنجليزي يمنع المتحولات جنسيا من المشاركة في منافسا ...
- استطلاع: تزايد مشاعر عدم الأمان لدى النساء المسلمات في بريط ...
- الضفة الغربية: انطلاق فعالية القدس عاصمة المرأة العربية
- اللبنانية حنين الصايغ: رواية -ميثاق النساء- رسالة محبة للمجت ...
- امرأة تتقدم بشكوى ضد رجل مزق حجابها في فرنسا
- المرأة المغربية ومسألة المناصفة
- إقرار قانون العمل المرن عن بُعد.. إنجاز تشريعي ينقصه صياغة إ ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعيد الكحل - ثبان بدوان أقصر من ثبان جيسي ولا إحراج .