أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - سقطت الأنظمة فسقطت الأقنعة .














المزيد.....

سقطت الأنظمة فسقطت الأقنعة .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4024 - 2013 / 3 / 7 - 20:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعيش مصر وتونس لحظات عصيبة لا يمكن التكهن بالمآل الذي ستنتهي إليه التجربة الحالية في بلاد "الثورة" التي كسرت أغلال الاستبداد وحررت الرقاب من قبضة أنظمة تجاهلت تطلع مواطنيها إلى الحرية والعدالة والديمقراطية . "ثورة" أشاعت الآمال في المستقبل وحرضت على امتلاكه . حين اندفعت جموع الشباب إلى الشوارع والساحات العمومية كانت تعرف "العدو" الذي وحّد أطيافها على إزاحة نظامه وإسقاط حكمه . وكمعظم الثورات ، لم تنج الثورة في مصر وتونس من مكر التاريخ ، حتى وهي في مهدها . وكان أمرا طبيعيا ، بله حتميا بالنسبة لكل ثورة تفتقد القيادة المتبصرة أن تعيش لحظة التيه بعد إسقاط النظام . فالثورة العمياء تحسن التدمير لكن تفشل في البناء . فهي تعرف النظام المقصود بالتدمير شكلا وصورة ، لكنها متنافرة حول معالم النظام البديل . جميع الثوار وحدوا جهودهم ضد نظام مبارك ورموزه ، فتخلوا عن قناعاتهم الإيديولوجية ومشاربهم الفكرية. وتلك كانت خطيئة الثوار الذين جعلوا كل همّهم إسقاط النظام ومحاكمة رموزه ،دون الانتباه إلى أن من سلموه القياد التحق بالثورة ورَكِبها ؛كما غاب عن وعيهم أن من لم يفجّر الثورة سيسهل عليه تحريفها ، ومن ثم سرقتها . لهذا كانت غلبة العاطفة على الثوار ونشوتهم بإسقاط النظام مصدر اطمئنان إلى أن الحليف الإسلامي الذي نال حظه من بطش النظام وعانى من الإقصاء ، سيكون خير سند لبناء نظام بديل يضمن للجميع كرامتهم ويفتح أمامهم آفاق الحرية والديمقراطية . وقد غذى هذا الاطمئنان حسن الظن بالمحيط الإقليمي وإعلان بعض دوله عن الدعم اللامشروط للتجربة الوليدة . كما أن الشعارات التي رفعها الإخوان في مصر وحتى تونس ، كانت تغري بالمشاركة بدل المغالبة ، وبالتوافق بدل الصراع بين كل القوى السياسية باستثناء بقايا النظام المنهار المصنفون بـ "الفلول" . وهاهي مجريات الأحداث تثبت أن حسن النية لا يكفي لإنجاح الثورة ، وأن من الحزم سوء الظن . ذلك أن نجاح الثورة لا يقاس بإسقاط النظام ، وإنما بمدى التزام النظام البديل بأهداف الثورة وشعارات الثوار ومطالبهم . وفي التجربة المصرية والتونسية معا لا خلاف بين الشعارات والمطالب الموحدة حول الديمقراطية والحرية والكرامة . ولو أن الثوار أصاغوا السمع لخلفيات النقاش حول الطبيعة الدينية أو المدنية للدولة ما بعد سقوط النظام ، لأدركوا أن الحليف الإسلامي له مشروعه وخططه وتكتيكاته تختلف جذريا مع مشروع القوى الثائرة وبقية الأطراف السياسية والمدنية . فالثورة قامت ضد الأنظمة الشمولية لإسقاطها وليس لإقامة أنظمة أشد استبدادا وتغولا منها . ومن إيجابيات التجربة الحالية في مصر وتونس أنها كشفت عن التالي :
1 ـ زيف شعارات الإخوان حول الديمقراطية والمشاركة والحرية . وقد اتضح هذا لما أخلف الإخوان وعودهم بعدم الترشح للرئاسة في مصر فرشحوا ، ولما أصدر الرئيس مرسي إعلانه الدستوري يحصنه من كل مساءلة أو متابعة . ثم نكثوا وعدهم بالمشاركة لما فرضوا المغالبة على بقية المنافسين : في انتخاب اللجنة التأسيسية ، وفي صياغة الدستور وتمريره ، وفي تحديد موعد الانتخابات التشريعية ووضع القوانين المنظمة لها الخ.
2 ـ هيمنة الإخوان على السلطة والدولة بشكل أفظع وأخطر مما فعل النظام المنهار . فبعد فرض دستور "مسلوق" وسحل المواطنين في الشارع ، وتعذيب الثوار وقتلهم في الشارع مثلما فعل مبارك وأفظع . كل همهم أخونة الدولة والمحافظة على السلطة . وهذا يذكرنا بالحوار بين ونستون وأوبراين في رواية 1984 حين قال أوبراين لونستون الذي تحت التعذيب ( إننا ندرك أنه ما من أحد يمسك بزمام السلطة وهو ينوي التخلي عنها . إن السلطة ليست وسيلة بل غاية . المرء لا يقيم حكما استبداديا لحماية الثورة ، وإنما يشعل الثورة لإقامة الحكم الاستبدادي ) . وكذلك هو حال الإخوان في مصر وتونس ، التحقوا بالثورة لإقامة الحكم الاستبدادي . ففي ظرف ثمانية شهور عين مرسي ما لا يقل عن 3000 عضو إخواني في أجهزة الدولة ضمن مخطط الأخونة .
3 ـ افتقار الإخوان إلى برنامج حكومي متكامل يقدم الحلول للمشاكل التي تتخبط فيها الدولة .فالشعارات لا تحل المشاكل ولا تطعم الجياع . وبدل أن يوحد الإخوان الشعب ويحافظوا على لحمة نسيجه المجتمعي مزقوه طوائف حتى باتت وحدة مصر الترابية مهددة فعليا بالتقسيم كما هي وحدتها المجتمعية . فضلا عن حالة الانهيار الاقتصادي التي تكاد تجبر الحكومة إما على تأجير أهراماتها لقطر مقابل 200 مليار دولار لمدة خمس سنوات لتدارك الأزمة وتوفير الرغيف ، أو الرضوخ لإملاءات الدوائر المالية الدولية ، وفي الحالتين معا مس بالسيادة المصرية على تراثها وقرارها .
4 ـ إن مشاكل مصر وتونس هي من التعقيد والصعوبة ما تشفق منها وتنوء بها قوة سياسية أو حزبية واحدة . وقد أدركت حكومة تونس بقيادة النهضة هذه الحقيقة متأخرة إثر اغتيال شكري بلعيد ، وبعد أن وصلت تونس حافة الانهيار، فاضطرت إلى الاستعانة بالتقنوقراط ؛ بينما حكومة الإخوان في مصر لازالت تكابر وتعاند ولن تدرك الحقيقة إلا بعد أن يتجزأ الوطن إلى دويلات أو تفقد الدولة سيادتها على التاريخ والتراث والقرار والقناة . وصدق حس سائق الطاكسي المصري لما أخبر الصديق والشاعر صلاح الوديع بأن مصر "بازت" . لقد سقطت الأقنعة عن الإخوان بعد سقوط الأنظمة التي كانت تضفي باستبدادها مشروعية على شعاراتهم حتى جعلت منهم الأمل الوحيد لإنقاذ الشعوب من الاستبداد والفقر . فهاهم الإخوان يرهنون مصر لجهات خارجية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى الثانية لحركة 20 فبراير : نجاح أم إخفاق ؟
- الزحف الأصولي وخطر تكميم الأفواه .
- شاكر بلعيد يفدي تونس بروحه.
- المغرب ومالي
- معركة عزل الأئمة وضرورة مساندة وزير الأوقاف.
- برلمانيون بدون ضمير أخلاقي ولا حس وطني أو إنساني.
- مواطنو الدرجة الممتازة
- شكرا لشجاعة الشيخ الفيزازي الابن .
- أزهار الربيع التونسي تصبح أحجارا.
- مرسي المصري ولشكر الاتحادي وجهان لعملية النسف الممنهج .
- 2 الدكتور أحمد الريسوني من الدعوة إلى الفتنة .
- ألا في الفتنة سقطوا !!
- افتراء وزيرة في موضوع المحْرم.
- يوم صار قياس التدين لدى المواطنين مهمة وزارية !!
- وفاء لروح الفقيد السي أحمد الهاشمي .
- المتطرفون لا يمثلوننا ، بل يكرسون الإسلاموفوبيا .
- اختلال الموازين في التعامل مع غياب البرلمانيين وغياب المدرسي ...
- الرسائل الواضحة والمشفرة لخطاب العرش .
- حزب العدالة والتنمية يقرر الإجهاز على مجانية التعليم
- تضامنا مع فتيحة التي قتلت مغتصبها .


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - سقطت الأنظمة فسقطت الأقنعة .