أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - طالبان بين ظهراني علمائنا فلا تبحثوا عنها هناك .














المزيد.....

طالبان بين ظهراني علمائنا فلا تبحثوا عنها هناك .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4071 - 2013 / 4 / 23 - 16:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



نشرت مواقع الكترونية عديدة نص الفتوى التي أصدرها المجلس العلمي الأعلى في موضوع حرية الاعتقاد سنة 2009 ،حيث تبنى أشد المواقف تطرفا، واعتبر أن كل من خرج من الدين ( وجب إقامة الحد عليه). والأخطر في هذه الفتوى أن المجلس العلمي حرّم كل اجتهاد في الموضوع ،بحيث(لا تجوز مخالفة تلك الأحكام الشرعية أبداً بشيء من التفسير والتأويل البعيد تحت أية ذريعة) . وباعتبار الفتوى صدرت عن الهيئة الرسمية للإفتاء ،فهي تمثل الحكم الشرعي الذي يلزم كل الأطراف ( إمارة المؤمنين، القضاء ، الهيئة التشريعية ، الحكومة ،الهيئات الحقوقية ، عموم المواطنين). لهذا ستكون لها انعكاسات مباشرة وخطيرة على هذه الإطراف كالتالي :
1/ إمارة المؤمنين التي تتولى دستوريا مسئولية حماية الملة والدين ،أصبحت بمقتضى هذه الفتوى ، معطلة لشرع الله ومخلة بواجبها الدستوري لأنها لم تقتل من خرج من الإسلام واعتنق المسيحية.
2/ إن هذه الفتوى تشرعن القتل وتجعله حكما واجب التنفيذ يلزم ولي الأمر بتطبيقه .
3 / التنصيص على أن قتل المرتد واجب ،هو تحريض للمتطرفين على تنفيذ "أحكام الشرع" في من يصنفونهم ضمن فئة "الكفار" بمبرر أن ولي الأمر يعطل أحكام الشرع.
4 / إحراج القضاء في حالة إدانته لقتلة "الكفار" ضمن أعمال إرهابية. فالقتلة ، بموجب هذه الفتوى ، هم أبرياء يحاكمهم القضاء على تنفيذهم "حكما شرعيا" ؛فيصبح ، بالتالي القاضي "مجرما" لأنه أدان متطرفا طبق "حد الردة" على "الكفار" بينما القاتل يصير بريئا ومظلوما . وهذا ما سبق ليوسف فكري ،أمير خلية الصراط المستقيم ، أن واجه به قضاة المحكمة ( قلتم إننا مجرمون ، بل أنتم المجرمون ) . وكذلك أعلن الإرهابي محمد دومير أمام المحكمة ( أحيطكم علما أن الأفعال المنسوبة إلي اقترفتها وقمت بها عن علم من كتاب الله وسنة نبيه .. أنا مسرور .. أنا أسعد الناس في هذا الزمان لأنني أحاكَم بسبب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) . إذن ، فتوى المجلس العلمي تجعل هؤلاء الإرهابيين أبرياء .
5/ تمثل الفتوى خرقا سافرا لبنود الدستور التي تقر بالمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان في بعدها الكوني ، ومن ثم يصبح المجلس العلمي الأعلى فوق الدستور ومعطلا له . الأمر الذي يؤسس للدولة الدينية التي تصير فيها السلطة لرجال الدين وليس للشعب .
6 / ضرب أسس الدولة المدنية الحديثة التي تقوم على مبدأ المساواة بين المواطنين ،وعلى ضرورة احترام حقوق المواطنة والحريات الفردية والعامة . فالانتماء لهذا الوطن يكون على أساس الدين فقط ، ومن غير دينه فقد انتماءه للشعب وللوطن وليس أمامه سوى القتل أو الفرار بجلده .
7/ تمزيق وحدة النسيج المجتمعي ونسف قيم التعايش بين أفراد الشعب التي تكرست على مر تاريخه ، الأمر الذي يستوجب تقسيم المواطنين إلى مؤمنين ومرتدين ، وإدخالهم في حرب طائفية تقضي على شروط الاستقرار والأمن وتُعدم فرص التنمية والتطور .
8/ إن الخطاب الديني سيزداد غلوا وتشددا وتحريضا على الكراهية . وليس من حق وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن توقف خطيبا أو تمنعه من الخطابة بحجة التطرف أو الدعوة إلى الكراهية . الأمر الذي يهدد الأمن الروحي لعموم المغاربة ، ويضع المغرب في مأزق ، وهو الذي يلتزم بمحاربة التطرف والإرهاب ، ويتعهد بإشاعة ثقافة الاعتدال وعقائد الوسطية. ومن شأن هذه الفتوى أن تهز مصداقية المغرب وتضر بمصالحه الإستراتيجية ، فضلا عن كونها تنسف جهوده الدبلوماسية خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تجتازها قضية وحدتنا الترابية التي تستوجب تعبئة عامة وتقديم الأدلة الملموسة على أن المغرب يحترم حقوق الإنسان ويشيع ثقافتها . فكيف يمكن لممثل المغرب في الأمم المتحدة أن يقنع أعضاء مجلس الأمن بجدية اختياراته في مجال حقوق الإنسان وبين أيديهم فتوى صادرة عن أعلى هيئة للإفتاء يترأسها ملك البلاد ؟
9/ إن هذه الفتوى ، من حيث المضمون والمرمى، تتقاطع مع فتاوى تكفير الديمقراطية التي يصدرها التيار الجهادي . وبالتالي تصبح المؤسسة التشريعية "شركية" لأنها لا تشرّع وفق ما هو "معلوم من الدين بالضرورة" . وهو هنا "قتل المرتد" وفقا لنص فتوى المجلس العلمي الأعلى . وهذا المنحى يجهز على مبادئ الديمقراطية وأسس دولة الحق والقانون وفصل السلط .
10/ تشويه الدين الإسلامي وإحداث ما ليس منه . وكان أحرى بالمجلس العلمي الأعلى أن يأخذ بالاجتهادات السليمة التي تطعن في متن وسند الحديث الذي استند عليه المجلس في إصدار فتواه. وبهذه الفتوى يضع المجلس العلمي نفسه في مستوى من التشدد والتطرف ما يجعله يتقاسم مع حركة الطالبان نفس العقائد التكفيرية ونفس الميول الدموية . ولم يعد من فارق أو فرق بين أعضاء المجلس العلمي الأعلى وأعضاء مجلس شورى الطالبان سوى اللحية والهندام . فليعفوا عن اللحية وليرتدوا الزي الأفغاني حتى ينسجم "الرأي الشرعي " مع "الزي الشرعي" لعلماء المملكة الشريفة .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعيد الكحل - باحث في قضايا الإرهاب والإسلام السياسي- في حوار ...
- الإسلاميون مفترون.
- أين المغرب من روح خطاب تاسع مارس ؟
- سقطت الأنظمة فسقطت الأقنعة .
- الذكرى الثانية لحركة 20 فبراير : نجاح أم إخفاق ؟
- الزحف الأصولي وخطر تكميم الأفواه .
- شاكر بلعيد يفدي تونس بروحه.
- المغرب ومالي
- معركة عزل الأئمة وضرورة مساندة وزير الأوقاف.
- برلمانيون بدون ضمير أخلاقي ولا حس وطني أو إنساني.
- مواطنو الدرجة الممتازة
- شكرا لشجاعة الشيخ الفيزازي الابن .
- أزهار الربيع التونسي تصبح أحجارا.
- مرسي المصري ولشكر الاتحادي وجهان لعملية النسف الممنهج .
- 2 الدكتور أحمد الريسوني من الدعوة إلى الفتنة .
- ألا في الفتنة سقطوا !!
- افتراء وزيرة في موضوع المحْرم.
- يوم صار قياس التدين لدى المواطنين مهمة وزارية !!
- وفاء لروح الفقيد السي أحمد الهاشمي .
- المتطرفون لا يمثلوننا ، بل يكرسون الإسلاموفوبيا .


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - طالبان بين ظهراني علمائنا فلا تبحثوا عنها هناك .