أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - حروب الردة تدق طبولها في المغرب .














المزيد.....

حروب الردة تدق طبولها في المغرب .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 16:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إلى أين يسير المغرب ؟ حرقة السؤال تقلق وتؤرق كل ذي قلب نابض بحب الوطن وهو يرى ويتتبع أطوار الانحدار الذي يتردى فيه وطن ناضل أبناؤه من أجل الحرية والعيش الكريم . ليس هذا هو المغرب الذي ضحى من أجله المناضلون ، وتخطوا عقود الرصاص بكل عزم وإرادة لم تلنها سنوات الجمر وبرودة دهاليز التعذيب . عهِدنا أن الدولة أقوى من الفرد ، وأن النظام أقوى من الدولة ، لكن إرادة الشعب لا تُقهر : "إذا الشعب يوما أراد الحياة // فلا بد أن يستجيب القدر" . كل هذه اليقينيات تزعزعت بفعل تواتر وقائع ظنناها غدت ماضيا للذكرى والعبرة . ليس أمرا هيّنا على نفوس التلاميذ وهم يفاجأون بعناصر الدرك الملكي تقتحم عليهم حجرة الدرس لاعتقال أستاذهم بتهمة الإلحاد . كيف سنقنع هؤلاء التلاميذ أن دستور مغرب "العهد الجديد" يؤسس للمفهوم الجديد للسلطة ، ويتأسس على قيم ومبادئ حقوق الإنسان "كما هي متعارف عليها كونيا" ؟ كيف نغرس فيهم قيم المواطنة ونجعلهم يتمثلونها وهم يلمسون تجرد مؤسسات الدولة منها ؟ كيف نجعلهم يقتنعون أننا نؤسس لدولة الحق والقانون وهم يشهدون على مصادرة الحقوق وخرق القوانين من طرف الدولة نفسها ومؤسساتها الأمنية والقضائية والتربوية ؟ طبعا لا أحد فوق القانون من الناحية المبدئية ، لكن لا ينبغي لأي كان أن يلعب بالقانون . ما وقع للأستاذ زكرياء اجنينات، بجماعة أولاد حمدان بإقليم الجديدة، لن يقنع التلاميذ بأن المواطنين سواء أمام القانون ، وهم يعرفون بالاسم والصفة رغم حداثة سنهم ، أشخاصا نهبوا المال العام وأفلتوا من العقاب، وأشخاصا تلاعبوا بالقانون ، وآخرين مظلومين بالقانون . لا شك أن حادث اعتقال الأستاذ بتهمة الإلحاد ، ليس حادثا معزولا ومجردا عن سياقه السياسي والدستوري . فبغض النظر عن الخرق المشين للمساطر الإدارية في قضيته ، إذ كان من المفروض أن توجه شكاية أولياء الأمور إلى الإدارة المشغِّلة للأستاذ التي وحدها المؤهَّلة للبت في مدى صحتها عبر هيئة المراقبة التربوية أو لجنة تفتيش جهوية أو مركزية ، ومن ثم اتخاذ الإجراءات التربوية والإدارية في حالة الثبوت ؛ بغض النظر عن كل هذا ، هل الأستاذ كان يشكل خطرا حقيقيا على الأمن العام أوجب التعجيل باعتقاله والاستغناء عن استدعائه ؟ جميل أن يكون أولياء أمور التلاميذ باليقظة ذاتها من مخاطر الشحن الإيديولوجي الذي يكون ضحيته التلاميذ ، لكن لم لمْ تتحرك النيابة العامة للتحقيق مع المدرسين المتطرفين الذين يفرضون الحجاب ومنع الاختلاط والانتماء لتيار أو جماعة ، أو الذين يتحولون إلى دعاة داخل الأقسام ويدوسون على مقررات الدراسة ؟ أو الذين يمنحون النقط على مدى استيعاب التلاميذ لإيديولوجية الأستاذ بدل الدروس المقررة ؟ وعلى أي أساس تم السماح بإعادة فتح دور القرآن بعد قرار إغلاقها ؟ أكيد أن تبرئة الشيخ النهاري من تهمة التكفير والتحريض على القتل ، واعتقال الأستاذ بتهمة الإلحاد ، وفتوى المجلس العلمي الأعلى بقتل المرتد ، يؤرخ لدخول المغرب عهد حروب الردة ، وليس على ولاة الأمر سوى نصب المشانق وقرع الطبول . إذ ليس عبثا أن تعلو أصوات تكفر المواطنين وتحرض على قتلهم دون رادع ولا رقيب . كما ليس صدفة أن تتحول منابر المساجد إلى بؤر للكراهية تبث الحقد والعنصرية دون رادع قانوني أو إداري. فطاحونة التكفير اشتغلت وأدار رحاها كبار علماء المملكة وسيكون لها ضحايا . وحدها الدولة مسئولة عن هذا الانحدار القيمي والاندحار السياسي . فمسئولية الدولة ضمان الأمن العام وحماية حقوق الأفراد وليس تهديدهما . وأن تسكت الدولة بكل مؤسساتها عن فتاوى التكفير والقتل التي صدرت من جهات عديدة أعلاها المجلس العلمي الأعلى ، معناه إقرار ودعم لمسار الانحدار الذي يغذيه اهتزاز هيبة الدولة التي أصاب مفاصلها داء التصلب المعروف بـ"التخونج" و"التأسلم" . ومن مظاهره المزايدة على الدين والإيمان حتى في صفوف العلماء والفقهاء . فلم يعد مقياس التدين آلية الإسلاميين لاختبار مدى تديّن العلمانيين فقط ، بل شمل هيئة كبار العلماء نفسها التي اتهم أعضاءٌ منها زميلَهم بالكفر بناء على كونه "لا يصلي المغرب مع الجماعة، ويظل يتنقل بين الغرف إلى وقت متأخر من الليل دون صلاة العشاء والتراويح مع المسلمين" فضلا عن كونه " يقلل من شأن الصالحين". نحن ، إذن ، أمام عودة محاكم التفتيش بمعايير جديدة لاختبار إيمان الأفراد وقياس درجة تدينهم : أستاذ مدينة الجديدة متهم بالإلحاد لأنه اختصر عبارة صلى الله عليه وسلم في حرف (ص) ولم يقر بفرضية الحجاب ؛ والأستاذ أحمد عصيد "كافر" و "عدو الله" لأنه تحفظ على تدريس رسالة النبي محمد (ص) "اسلم تسلم" للتلاميذ . والدكتور مصطفى بوهندي غدا "مارقا " "ويحمل راية محاربة القرآن والطعن فيه " لأنه ناقش العصمة عند الأنبياء . والمختار لغزيوي كافر لأنه عبر عن رأيه في مسألة الحرية الجنسية . والطالبة فدوى رجواني طبق عليها الجاني "حد الردة" لولا لطف الله لأنها كتبت على صفحتها "العلمانية هي الحل" . وكبير علماء المغرب متهم بالكفر لأنه "يقضي ليالي رمضان يتنقل بين غرف الفندق دون أن يؤدي صلاة العشاء والتراويح "، فهل ستتحرك آلة الدرك الملكي أو الأمن الوطني لاعتقال كل هؤلاء وعلى رأسهم هذا العالم لفساد عقيدته وإنكاره المعلوم من الدين بالضرورة كما أفتى المجلس العلمي الأعلى ؟ هل سنتابع وقائع محاكمة علنية في حق عالم يواجه تهمة الكفر ؟ وهل سيحرك أمين عام المجلس مسطرة المتابعة في حق زميله والتفتيش في ضميره وشق قلبه ؟ أم أن الأمر سيقتصر فقط على من هم أدنى رتبة من العلماء ؟ ليعلم الحاكمون "أن طبّاخ السُّم بيْذُوقو" ، وأن الحريق مصدره شرارة قد تبدو صغيرة في حجمها لكنها مدمرة بأثرها. ومن يرعى التكفير فهو شريك في جرائم القتل والتفجير .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغاربة لسانهم مع الديمقراطية وقلبهم مع قوانين الشريعة .
- ذكرى 16 ماي وأجواء الشحن الإيديولوجي .
- فتوى قتل المرتد عنوان الردة الفكرية والثقافية .
- طالبان بين ظهراني علمائنا فلا تبحثوا عنها هناك .
- سعيد الكحل - باحث في قضايا الإرهاب والإسلام السياسي- في حوار ...
- الإسلاميون مفترون.
- أين المغرب من روح خطاب تاسع مارس ؟
- سقطت الأنظمة فسقطت الأقنعة .
- الذكرى الثانية لحركة 20 فبراير : نجاح أم إخفاق ؟
- الزحف الأصولي وخطر تكميم الأفواه .
- شاكر بلعيد يفدي تونس بروحه.
- المغرب ومالي
- معركة عزل الأئمة وضرورة مساندة وزير الأوقاف.
- برلمانيون بدون ضمير أخلاقي ولا حس وطني أو إنساني.
- مواطنو الدرجة الممتازة
- شكرا لشجاعة الشيخ الفيزازي الابن .
- أزهار الربيع التونسي تصبح أحجارا.
- مرسي المصري ولشكر الاتحادي وجهان لعملية النسف الممنهج .
- 2 الدكتور أحمد الريسوني من الدعوة إلى الفتنة .
- ألا في الفتنة سقطوا !!


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - حروب الردة تدق طبولها في المغرب .