أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض بدر - قبانيـــات نزاريــة














المزيد.....

قبانيـــات نزاريــة


رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 1181 - 2005 / 4 / 28 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


رحل نزار .....
وخلف وراءه مائتي مليون يتيم
رحل نزار.....
وخلف وراءه ألف معلقة ومعلقة
رحل الفتى الدمشقي
وذبل خلفه كل الياسمين
لم ابك لرحيله ....!
بل شعرت إن كارثة طبيعية حلت على وجه الأرض
ونشرت الصحف النبأ وحجم الخسائر
مائتي مليون يتيم
حتى قنبلة هيروشيما الذرية
لم تخلف وراءها كل هذا التدمير

* * *

يا أبا توفيق ....
رحلت وتركتنا لقناصة النظام
رحلت وتركتنا ....!
لمنْ تركتنا ؟
شعرت أن العرب تكبدوا نكسة ثانية
فكل معارك العرب خاسرة
إلا معركتك ضد الظلم لم تخسر
فكنت لنا قائدا
مات ولم يخسر منازلة

* * *

حاولوا اغتيالك بكل ما لديهم من قوة ورباط الخيل
وأسلحة تدمير
خطط وضعوها بأشراف مخابرات الخليفة والأمير والحقيـر
ففشلوا كرة بعد كرة
لأنك كنت عصفورا
ولم نسمع أن المخابرات استطاعت أن تغتال عصفورا نرجسيا
لأن العصافير هم دبلوماسيو دولة العشق
ويمثلونها في كل الميادين
ولهم منها حصانة رومانسية
ضد السجن والاستجواب والتعذيب
ومنع التجول والنشر والمؤامرات المدبرة
لقد اخترقت بشعرك وكلماتك كل ستر الواقية ضد الرصاص
التي كان زعماء بلادي يلبسونها
رايتهم بالأمس يحتفلون
نصبوا الخيام
وأقاموا الأفراح والولائم
لأنهم تخلصوا من وجع رؤوسهم العفنة
كنت لهم كالسياف
ما أن خانوا أو حاولوا خيانتنا
كنت لهم بالمرصاد
ترفع عنهم الجلابيب التي يتسترون بها
وتفتح أعيننا على ما يفعلون وراء الستار
كنت لنا حارسا لا ينام

* * *

كنتٌ بعض الأحيان آمل من قراءة الجريدة
لما فيها من أخبار مملة عن طويل العمر حفظه الله
فأقرأ كلماتك تخبرني
أين يزنون طغاة بلادي
وأين يأخذون أمتنا العربية
عندما يذهبون إلى القارة الأوربية والأمريكية
وتعود أمتنا حبلى منهم بكل الأوامر غير الشرعية
والتي نهى عنها ربنا
والسنة النبوية

من الذي سيخبرنا بعدك ؟
لقد احكموا سيطرتهم على آلاف الجرائد والمطابع بعدك
ولووا أعناقنا
ويقولون لنا ساخرين
مات إلى الأبـــد من كان يعاملكم مثل الآدميين ...!

* * *

أوجه كلماتي الآن بدلا عنك لهم
يا طغاة الأرض ....!
غاب عنا قمر الزمان
غاب عنا الياسمين والورد والرمان
رحل من كشفكم
وستظل قوانينه ومبادئه صالحة ل كل زمان ومكان
وسيرجمكم جيل نزار بعده بال نعلان

* * *

كانت " أوسلو " رصاصة الرحمة التي أطلقتموها عليه ...!
اسميكم الحالمون وسماكم نزار المهرولون
تحلمون بمجد ؟
آم هي قرص فاليوم تأخذونه لتنسونا
أولاد ال.......?
هل تريدون دفننا مع نزار ؟
لا وألف لا نغرزها في نعوشكم
هل نسيتم كيف ذبحتمونا آم إن الله لا يذكر غير الصلاة والصيام

* * *
يا بني .........
وصيتي لك بعد أن يدفنوني
أن لا تسجد لهؤلاء للأصنام
وأن تقرا كلمات نبي هذا الزمان
لأنه سيدلك أين شيوخنا دفنونا ؟
وأين خانونا ؟
وكيف كانوا يسجنوننا ؟

* * *

أن كنتم تظنون قد رحل الفارس
فقد أخطأتم كعادتكم
يكفيه فخرا أن وضع دستورا لم يعترض عليه أحد
يكفيه فخرا أن حكم مائتي مليون قلب من غير استعباد
أو استياء من قلب
كلهم كانوا يحبونه .. إلا أنتم .....!
لم يسجن أحدا ظلما
لم يمنع حرية أحد من قول الحقيقة ولو في الظلام
كان شمعة لنا
وليس خنجرا في ظهورنا
كان يملأ طريقنا بالورد والريحان والأمل
ولم يكن يزرع الشوك .. والوعود ...والألغام
كان قلبه طيب
يسع الملايين من البشر والفراشات والزهور
وانتم لا تملكون حتى قلوب العاهرات التي تضاجعونهن ليلا بأموالنا
كل ما تملكون جيوب
وكروش
من أموالنا منتفخة

* * *

رحلت يا نزار ......
اصرخ بأعمق دموعي
رحلت .........
وانهار جبل بيننا وبينهم
رحل من كان يسُن المبادئ للعشاق
ويعلم الثوار صناعة الحرية
ويعلم العصافير فن التحليق بعفوية
ويهدي للخيال أجمل ما في البحر من حورية
رحل نزار.......
وبقي الملوك والأمراء سادة الكفر والعار
رحل نزار ......
وبكى وراءه مائتي مليون مظلوم بعيون خرساء
رحل نزار......
وجاء من بعده
من يكتب أشعارا
تشبه نقيق الضفادع
ونصفها خرافة وعواء
راح هديل الحمام
وخرير الماء
وصوت الرعد والمطر
حلت بنا أسوء عاصفة جاهلية
تمر في أجواء الأمة العربية منذ زمن قحطان و عدنان
لقد قرأت نعيك في الجريدة
وعلمت أن أخر قيصر قد مات
ولم يترك لنا الكراهية كما هي طبيعة الحكم القبلية
لم يترك لنا قصورا كما هي عادة القياصرة السادية
ترك لنا حلما ورديا
يكاد يكون قنبلة شهية
يبحث عنها ساسة بلادي
برجال استخباراتهم الدموية
لم تكن لنا أسلحة نحمي بها أحلامنا المخفية
أعطيتنا أملا
بان يكون لنا جيشا ثوريا
يبصق على الطاغية
إذا ما أعدم شاعرا نرجسيا
يبصق على الطاغية
إذا ما أعدم شاعرا نرجسيا




#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادات وتقاليــد
- الــى سمــو الشيــــخ بن لادن مع التحية
- أين أنـا
- عقدة المؤامـرة
- من ثقب الباب
- صـلاة
- تنبؤات
- خرابيش مقدسة - اللوحة الثانية
- خرابيش مقدسة - اللوحة الأولى
- هذيان
- اغتيال معتوه
- لوحة خريفية
- لو ناديت
- أوليـــــاء
- العرب ..... ظاهرة صوتية
- الحلــــــم
- الطوطم
- عن عالم اسلامي بلا راديكالية


المزيد.....




- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض بدر - قبانيـــات نزاريــة